ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  04/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شيخ الازهر : عذر اقبح من ذنب !

من المفترض ان يكون شيخ الازهر اهم مرجعية اسلامية في العالمين العربي والاسلامي، ولكن ومنذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عام 1979، تدنت مكانة هذه المرجعية وتقزمت، بسبب اصرار الرئيس المصري انور السادات، ومن بعده خليفته الرئيس حسني مبارك، على تعيين اشخاص في هذا المنصب لا يتمتعون بالمواصفات المطلوبة، وتتحول وظيفتهم الى اصدار فتاوى دينية وفق ما تقتضيه سياسة الحاكم وحزبه

 

الشيخ محمد سيد طنطاوي هو النموذج الافضل لما يسمى بـ'وعاظ السلاطين' الذي يسخر المؤسسة الدينية في خدمة السلطان ومتطلباته، سواء بدعمه للتطبيع مع اسرئيل، باستقباله سياسيين ورجال دين اسرائيليين في مكتبه، او بالصمت على بعض سياسات الحكومة المتعارضة مع القيم الاسلامية، مثل بيع الغاز لاسرائيل والمشاركة بفاعلية في فرض الحصار على مليون ونصف مليون مسلم في قطاع غزة .

فبينما يرفض الانبا شنودة بابا الاقباط في مصر جميع انواع التطبيع مع الدولة العبرية، ويقاوم ضغوط الحكومة ومؤامراتها ضده، ويصر على مواقفه بمنع ابناء ديانته بالحج الى القدس المحتلة، والصلاة في كنائسها، لا يتورع شيخ الازهر عن مصافحة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس اثناء مشاركته في لقاء حوار الاديان في نيويورك الذي دعا اليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كخطوة رئيسية على طريق التطبيع مع الدولة العبرية .

 

شيخ الأزهر هرول للمشاركة دون اي تردد، رغم علمه بأن علماء المملكة العربية السعودية انفسهم، بمن فيهم مفتي الديار المقدسة قاطعوا هذا الحوار في جولتيه في كل من مدريد ونيويورك، والتزموا الصمت المطبق تجاهه، لأنهم لا يريدون مصافحة الحاخامات اليهود .

وما هو أخطر من ذلك انه نفى في بداية الامر مصافحته للرئيس الاسرائيلي، وقال انها لم تحدث مطلقاً، ولكن بعد أن جرى نشر صور هذه المصافحة في صدر الصحف المصرية، قال انه لم يعرف ان هذا الذي يصافحه هو الرئيس الاسرائيلي.

انه عذر أقبح من ذنب. فلا يوجد شخص بالغ عاقل في مصر، أو حتى في الوطن العربي لا يعرف بيريس الذي تقلد كل المناصب في الدولة العبرية، على مدى أكثر من خمسين عاماً. وشيخ الأزهر ليس من الجهلة أو الأميين، ويتابع أخبار الصحف ونشرات التلفزة بشكل جيد، أو هكذا مفترض، وبيريس زار القاهرة أكثر من عشر مرات، واحتلت صوره وهو يلتقي الرئيس مبارك، صدر جميع الصحف المصرية التي تتكدّس على مكتب الشيخ بصورة يومية .

 

لو كان الشيخ طنطاوي عاجزاً فاقد البصر، لقبلنا عذره، وقلنا انه صافح رجلا لا يعرف هويته، ولكنه ليس كذلك، ويتمتع بصحة جيدة، وعينين حادتين، حتى أنه لا يرتدي نظارة طبية، ويبدو أنه وحاله كذلك، يثبت لنا عملياً، بأن بعض علمائنا ينطبق عليهم القول المأثور ' انه فاقد البصر والبصيرة ' ، وهذا أمر مؤسف في جميع الظروف .

ــــــ

القدس العربي

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ