ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الاحتلال
الصهيوني... فريدٌ من نوعه!! عيسى
القدومي الاحتلال
الصهيوني لفلسطين احتلال غير
مسبوق، لا مثيل له إن قورن بأي
احتلال؛ جمع بين كل أنواع
وأهداف الاحتلال الذي عرفته
البشرية على مر العصور القديم
منها والحديث؛ فهو احتلال ليس
كأي احتلال أتى ليغتصب الأرض،
ويُشرد الشعب، وليُشوه
التاريخ، وليُغيّر المعالم،
ويقتلع الشجر ويقتل البشر
ويُهوِّد الحجر!! ويجلب الآخرين
إلى أرض فلسطين، ويسلب التراث،
ويُشيع ثقافة الاستسلام
والخنوع للمحتل، والرضا بما
منَّ علينا من أنعام!! بل أتى
لينتقم ويسوم أهل فلسطين أنواع
الذل والمهانة... ليتركوها، ولكن
أنى له ذلك!! وقد جمع
كل أهداف المحتل على مدار
التاريخ!! فهو: ـ
احتلال عسكري: تمكن بالقوة على
أرض فلسطين، فبعد إعلان القوات
البريطانية إنهاء انتدابها على
فلسطين، وانسحابها منها أعلن
المجلس الوطني اليهودي "قيام
دولة إسرائيل" في مساء 14 مايو
1948م؛ وهُزمت الجيوش العربية
أمام العصابات الصهيونية،
واستولوا على نحو 77% من أرض
فلسطين. وفي عام
1967م احتل الكيان الصهيوني باقي
فلسطين 23 % مما تبقى من أرض
فلسطين التاريخية. ـ
احتلال إرهابي: في عام 1948م شرد
الاحتلال الصهيوني بالقوة 800
ألف فلسطيني خارج المنطقة التي
أقاموا عليها كيانهم ومن أصل 925
ألفاً كانوا يسكنون في المنطقة،
وارتكبوا فيها 34 مجزرة. وأكملت
مسيرة العدوان في عام 1967 م فتم
تشريد 330 ألف فلسطيني. وما زال
مسلسل العدوان والقتل مستمراً...
ويزداد وقاحة وإجراماً و"تبريراً"....
وفي تقرير إحصائي لمؤسسة
التضامن الدولي ذكرت: "أن
أعداد الفلسـطينيين الذين زج
بهم الكيان الصهيوني في السـجون
على مدار سـنوات الاحتلال منذ
عام 1967م، وحتى كتابـة التقرير
يصل إلى ثمانمائـة وخمسـين ألف
حالـة اعتقال، واسـتخدام لأكثر
من 150 أسـلوباً لتعذيب
الفلسـطينيين في السـجون، وبلغ
عدد الأسـرى الفلسـطينيين في
سـجون الاحتلال ما يُقارب 11 ألف
أسـير وأسـيرة." ـ
احتلال إحلالي: أقام كيانه
الغاصب على أساس هجرة اليهود من
أنحاء العالم إلى فلسطين، وعلى
تشريد الفلسطينيين وانتزاع
ممتلكاتهم وأراضيهم، فقد اقتلع
أهل فلسطين من أرضهم واستجلب
اليهودي المحتل الغريب ليسكن
أرضاً لم يرَ مدنها وقراها، ولا
شرب من مائها ولا عاش طفولتها
ولا لعب بترابها، ولا ابتل من
أمطارها!! فسرقوا أكبر مساحة من
الأرض واستجلبوا أكثر عدد من
اليهود. فتحت
بريطانيا خلال سنوات انتدابها
الأبواب للهجرة اليهودية
فتضاعف عدد اليهود من 55 ألفاً
سنة 1918م إلى 646 ألفاً سنة 1948م ،
واستمر التزايد حتى بلغ ما
يُقارب 5 مليون يهودي في هذه
الأيام. ـ
احتلال عنصري: طوَّق أهل فلسطين
بجدار وأسلاك شائكة وحرمهم من
التنقل، وسلب الموارد المائية
ليكون نصيب اليهودي خمسون ضعفاً
من نصيب الفلسطيني ومتوسط دخل
الفرد اليهودي يفوق ثلاثون مرة
متوسط دخل الفلسطيني. فالجدار
لا يلغي فقط إمكانية قيام دولة
فلسطينية مستقلة بل يلغي كذلك
إمكانيات الوجود الفلسطيني على
هذه الأرض، لأنه يجعل الكيان
الفلسطيني المفترض أشبه بدويلة
معازل متفرقة، وغير قابلة
للحياة. ـ
احتلال ديني: ادّعى، ومازال،
أنها "أرض الميعاد" وأنها
أرضهم التي سُلبت منهم، وأنها
"لشعب الله المختار"!! وأن
"فلسطين هي "الأرض
الموعودة" وأنهم "شعب
بلا أرض لأرض بلا شعب"....
وأضاف الحاخامات اليهود الكثير
من الفتاوى التي تمنع وتُحرم
الخروج من أرض فلسطين بل
والتحريض والتهجم ضد الإسلام
والمسلمين، والدعوة لقتل
المدنيين من أهل فلسطين. ـ
احتلال تهويدي: مارس كل أنواع
التهويد، فلم يترك حجراً ولا
شجراً ولا زاوية إلا ادعى أنها
يهودية!! ومازالوا يشعرون بعقدة
النقص، فلإثبات علاقتهم
بفلسطين، وشعورهم بأنهم غرباء،
دفعهم لإيجاد "تاريخ وثقافة
وحضارة" لهم على أرض فلسطين
وحولها، وادعاء ذلك التاريخ
والتراث للأجيال اليهودية
القادمة!! وأكد ذلك الباحث
اليهودي "إسرائيل شاحاك"
في تقرير له "أن القرى دُمرت
بما فيها منازلها، وأسـوار
الحدائق، وحتى المدافن وشـواهد
القبور، بحيث لم يبقَ ـ بالمعنى
الحرفي لهذه الكلمـة ـ حجراً
واحداً قائماً." ويُقال
للزوار الذين يمرون بتلك القرى
أن المنطقة كلها كانت صحراء!!! ـ
احتلال مخادع: منذ أن توجهت
أنظار اليهود لسلب أرض فلسطين،
أطلقوا العديد من الأكاذيب
لتسويق الحجج وإيجاد المبررات
لسلب الأرض، ليختبئوا وراءها،
كما اختبئوا وراء أكذوبة شراء
أرض فلسطين، ومن تلك الأكاذيب:
أكذوبة "فلسطين أرض الميعاد
وأن لليهود حق تاريخي بتلك
الأرض"، وأكذوبة "فلسطين
صحراء خالية"، وأكذوبة "فلسطين
أرض بلا شعب"، وأكذوبة "الفلسطينيون
خرجوا منها طوعاً"، وأكذوبة
"اليهود حولوا فلسطين
الصحراء إلى جنان" وغيرها
الكثير من الأكاذيب... التي
لخصها (عاموس إيلون) بقوله: "الإسـرائيليون
أصبحوا غير قادرين على ترديد
الحجج البسـيطـة المصقولـة
وأنصاف الحقائق المتناسـقـة
التي كان يسـوقها الجيل السـابق."
وما زالوا يُرددون منذ إعلان
قيام دولتهم في 15/05/1948م: "إننا
نمد يد السلام وحُسن الجوار
لجميع البلدان المجاورة
وشعوبها وندعوهم إلى التعاون مع
الشعب اليهودي المستقل في
بلاده، وإن دولة (إسرائيل)
مستعدة لأن تُساهم بنصيبها في
مجهود مشترك لرقي الشرق الأوسط
بأسره!!" ولا نرى إلا الحروب
والدمار وقتل الشيوخ والنساء
والأطفال!! ـ
احتلال ثقافي: سَلَبَ الكتب
والمخطوطات، وسَرَقَ المكتبات،
ودَمَّرَ الوثائق، خدع العالم
بصنعه تاريخاً وراء الزجاج في
متاحفهم، تأكيداً لسطوتهم،
وقدرتهم على حبس تاريخ لم يكن
لهم شرف الإسهام في صنعه
وإبداعه، تاريخ سطرته قصص
أنبياء الله تعالى الذين جاءوا
بدعوة التوحيد، وأكمله الفتح
الإسلامي، ومدافعة المسلمين
على مر السنين لكل غاصب لأرض
فلسطين؛ فقاموا بسلب المخطوطات
وكتب التراث ليعبثوا بصفحاتها
ويُحققوها ويدرسوها ويدسوا بها
ما أرادوا لبث السموم وتوهين
الثوابت في نفوس المسلمين،
ليخلصوا "بأن بيت المقدس
والمسجد لأقصى والقدس لا مكانة
لها ولا رابط ديني بينها وبين
الإسلام"!! ـ
احتلال استيطاني: لم يكتفِ هذا
الاحتلال بما قرره له القرار
الظالم في الأمم المتحدة في عام
1947م حين منحه 55% من أرض فلسطين
فأخذ 77% من الأرض، وبعد سقوط
كامل فلسطين في عام 1967م... أكملت
السلطات اليهودية مسيرتها
العدوانية في نهب الأراضي في
الضفة الغربية، وأصدرت سلسلة من
الأوامر للاستيلاء على مساحات
واسعة من الأراضي في الضفة
الغربية لإقامة المغتصبات
عليها، ومحاولة إعطائها الطابع
"القانوني"!! ويؤكد
المؤرخ اليهودي (راز
كراكوتسكينز) تلك الحقيقة بقوله:
"الحقيقـة أن الجزء الأكبر من
أراضي العرب وبيوتهم ومناطق
وجودهم انتقلت إلى أيدٍ يهوديـة...
وذلك كجزء من عمليـة تأسـيـس
دولـة (إسـرائيل)، ويبقى البلد
وسـكانه بلا تاريخ." ـ
احتلال لصوصي: سرقوا الزي
الفلسطيني، والتراث الشعبي
والأمثال الفلسطينية التي
قالوا أن أصلها يهودي، ووزعوا
الأكلات الشعبية الفلسطينية
على أنها أكلات شعبية يهودية،
بل إن المكسرات والزيتون والتمر
الفلسطيني والعربي أصبحت توزع
باعتبارها منتجاً وطنياً
للكيان الصهيوني، ولا غرابة في
ذلك فهذه عادة اللصوص فلا خيار
أمامهم إلا الاستمرار في السرقة...
ولكن الحقيقة التي طالما عملوا
على تغيرها ستبقى "فلسطين...
أرض بها شعب" حقيقة أكدتها
الأيام، ووثقتها الأحداث، فهو
شعب له دينه وتاريخه ومقدساته
وله لباسه وثقافته وعاداته
وتقاليده ولهجته وطبائعه،
وارتباطه بأرضه الأرض المباركة
شاهدة على وجوده حتى آخر الزمان... ـ
احتلال إفسادي: فمنذ أن وطئت
أرجل شتات اليهود إلى فلسطين
بدأت عملية إفساد أهلها من شباب
ورجال ونساء، فنشروا المخدرات
بين الشباب... ونشروا المجلات
الخليعة والأفلام الهابطة
والقنوات التلفزيونية الفاحشة...
ومراكز الرذيلة... وكل ذلك يجري
بدراسة وتخطيط!! وركزوا
اهتمامهم على المرأة
الفلسطينية لأنها الأخت والأم
والمربية... ويلعب هذا الدور
الخبيث قادة وباحثون ومفكرون
وعلماء النفس خدمة للكيان
الصهيوني ومصالح الغرب في
عالمنا العربي والإسلامي... وهذا
ما ذكره نصاً (شاؤول باريمان)
الضابط السابق في جهاز
المخابرات في الكيان الصهيوني
"الشاباك" والمختص في
الشؤون العربية في العديد من
مراكز البحث اليهودية: "كلما
توجهت المرأة العربيـة نحو
أنماط الحياة الغربيـة فإننا
يُمكننا أن نشـعر بالرضا"،
وأضاف: "كل الشـعوب التي
قاتلت العرب توصلت إلى حقيقـة
مفادها أن العرب يقدرون على
المقاومـة بشـكل أكبر إذا كانوا
منسـجمين مع تراثهم الديني
الإسـلامي وأعرافهم المجتمعيـة
والتي لا تختلف عن تعاليم الدين
الإسـلامي". وعن دور الإلهاء
الذي يُمكن أن تقوم به المرأة
العربيـة للشـباب قال: "يُمكن
هدر طاقـة الشـباب العربي في
البحث عن الملذات بما ينعكـس
سـلباً على قدرة المجتمع العربي
على مقاومـة (إسـرائيل)". ـ
احتلال تدميري: دمر الصهاينة 478
قرية فلسطينية من أصل 585 قرية
كانت قائمة في المناطق التي
احتُلت عام 1948م؛ وكان أول عمل
قام به اليهود بعد احتلالهم
مدينة القدس عام 1967م الاستيلاء
على حائط البراق ودمروا حارة
المغاربة، وتم تسويتها بالأرض
بعد أربعة أيام من احتلال
القدس، حيث توجهت الجرافات
اليهودية إلى الحي المغربي داخل
أسوار مدينة القدس وهدمته
بكامله، وشردت 135 عائلة من سكانه
المسلمين بلغ عدد أفرادها 650،
كما نسفت 34 داراً أخرى مجاورة
ومصنعاً للبلاستيك، وشُرد
سكانها وعمالها البالغ حوالي 300
آخرين، وهدموا أربعة جوامع،
والمدرسة الأفضلية وأوقاف أخرى
ودفنوا بذلك تاريخ حارة وقفية
إسلامية. ـ
احتلال إذلالي: الجدار العازل،
وتقطيع أوصال الأراضي
الفلسطينية، وانتشار الحواجز
اليهودية كخلايا سرطانية تُذيق
من أراد التنقل طعم العذاب
والإذلال؛ سجنٌ أدى إنشاء
أسواره إلى اقتلاع مئات الآلاف
من أشجار الزيتون، وفصل
القرويين عن حقولهم، وسلب
مساحات شاسعة من أراضيهم الأكثر
خصوبة والأغنى بالماء، وأبقى
المساجين من غير أرض ولا مصادر
مياه ولا تعليم ولا رعاية صحية!!
ليعيش الفلسطينيون على أرضهم
مناخ السجن وثقافة السجن!! ـ
احتلال تدنيسي: منذ احتلال
اليهود لأرض فلسطين في عام 1948م،
لم ينقطع مسلسل الاعتداءات على
مقدسات المسلمين؛ فتم تدمير
أكثر من 1200 مسجد، والذي بقي منها
في مناطق الـ (48) والتي كانت
قائمة قبل الاحتلال ما يُقارب 100
مسجد إلى الآن، وتلك المساجد لم
تسلم من أناس عرفوا عبر التاريخ
بسوء الخلق والكذب والافتراء
والتحريف الذي اتخذوه وسيلة
للكسب. حيث قامت المؤسسات
الرسمية اليهودية بتحويل بعض
المساجد إلى كُنُسٍ يهودية:
كمسجد العفولة، ومسجد طيرة
الكرمل، ومسجد أبو العون،
وبعضها الآخر حُوِّل إلى خمارة
كمسـجد قيسـار، ونادي ليلي
كمسـجد السـكسـك في منطقـة
يافا، ومسـجد عسـقلان مازال
يسـتعمل كمطعم ومتحف وغيرها
الكثير الكثير. نعم لقد
ابتُلي الشعب الفلسطيني
والشعوب العربية والإسلامية
بكيانٍ صهيوني أسمى نفسه (دولة
إسرائيل)... احتلال لا مثيل له،
ومع ذلك فإن مصيبة اليهود
وقادته أعظم حينما اختاروا
أرضاً لا تصلح لهم... بها شعب
سيستمر بالمقاومة لتحرير أرضه
من الغرباء... نعم فقد
مَرَّ ستون عاماً من الاحتلال...
ولكن الظلم سيزول كما زال ظلم
الجبابرة على مر العصور... ونقول
لكم يا من احتللتم أرضنا: إنكم
راحلون... ونحن باقون... رغم
المآسي والآلام... ورغم الجراح
والشتات... ونحن على يقين بأن
المستقبل لنا... لعودتنا إلى
فلسطين... وعودة فلسطين إلى
أمتنا التي دافعت عنها، وروتها
بدمائها وفلذات أكبادها... فإلى
زوال... ولن تدوموا على هذه الأرض...
فالمستقبل للمسلمين في فلسطين...
ليس شعاراً نرفعه لنتكئ على
الأمل والرجاء... بل هو منهج
وعقيدة، نؤمن يقيناً بأن أرض
فلسطين ستعود... ولن يطول
الانتظار بإذن الله تعالى...
فدولة الظلم لن تعيش طويلاً...
لأنها قامت وليدة متعلقة بحبل
سري... فلولا الغرب لما كان لهم
جولة وصولة!! ومهما احتفلوا
وابتهجوا فإن المستقبل لديننا
على أرضنا... أرض المسلمين...
وكلما تقادم الزمان ازددنا
تمسكاً ومطالبة بحقوقنا
المسلوبة. يا آل
صهيون... لا يأخذنكم الغرور...
فعقارب الساعة إن توقفت... لا بد
لها من أن تدور... وطنوا ما شئتم...
هي ليالي وأيام تفصل قدومكم عن
رحيلكم... ونحن يقيناً عائدون...
وأنتم يقيناً خارجون... وبمشيئة
الله تعالى سيعود أهل الديار
إلى مدنهم وقُراهم التي هُجروا
منها، فالكيان الذي يستجدي
المال والبشر لن يدوم! يا آل
صهيون... لن تحميكم الجدران
والحصون فإن أردتم الحياة...
فأخرجوا من أرضنا وديارنا إلى
شتات الأرض كما كنتم... فاسدون
مفسدون... وليعود "الأشكناز"
إلى ديارهم،
و"السفارديم" إلى
مأواهم، و"الفلاشا" إلى
قارتهم... ويعود أهل فلسطين
إليها... فإنها لن تكون إلا
لأهلها المسلمين، وستقوم
الساعة على ذلك هذا ما أخبرنا
عنه الله تبارك وتعالى... فأرض
الرُسل والرسالات لن تدوم بيد
قتلة الأنبياء والأوفياء. فأنتم
إلى زوال ونحن إلى بقاء بمشيئة
الله تعالى... ــــــــــ المصدر:
مركز بيت المقدس للدراسات
التوثيقية ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |