ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  06/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خطاب مفتوح إلى

السيد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية

وإلى حكام البلاد العربية

المحامي هيثم المالح

تحية الحق والعروبة وبعد

يتساءل العديد من أصدقائي وممن يلوذ بي من حولي عن فائدة الكتابات التي أكتبها ،سواء كانت بشكل خطابات مفتوحة او مقالات ،فلقد سئم المواطنون في وطننا الحبيب من توجهات الحكام وعدم أكتراثهم بشعوبهم ،كما يرى أكثرية المواطنين عدم جدوى الكتابة .

إلا انني أعتبر بأن على كل مواطن أن يبدي رأيه وأن يحاول تصويب المسارات قدر جهده، وهو غير مسؤول عن النتائج،ومن هنا رأيت أن أمسك بقلمي لأخط هذه الرسالة على هامش الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين عامة وغزة خاصة،والأنظمة العربية كافة مدعوة الآن للبحث بهذا الوضع الخطير الشائن .

أيها السادة:

سأعود إلى الوراء قليلاً،فلقد أنشئ الكيان الصهيوني بقرار التقسيم المشؤوم والمعروف لديكم والصادر عن منظمة الأمم المتحدة بحيث أعطى هذا القرار – المعدوم من الناحية القانونية- جزءاً من فلسطين إلى اليهود لأنشاء وطنهم المزعوم بينما أبقى للفلسطينين الجزء الآخر "ومخطط التقسيم محفوظ في الأمم المتحدة".

وبرغم أن هذا القرار معدوم من الناحية القانونية لسببين :

أولهما: لأنه خلق كياناً دينياً مما يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة التي يصفها بأنها منظمة علمانية.

ثانيهما: أنه لا يوجد في ميثاق الأمم المتحدة ولا في القانون الدولي أي نص يجيز للمنظمة الدولية أو غيرها اقتطاع أرض شعب لإعطائها لأخرين.

ولكن العالم تعامل مع هذا القرار على أرض الواقع واعتبره قراراً سليماً منشئ للكيان الصهيوني ،ومعلوم أن الدولة الصهيونية لا حدود لها ولا دستور، وبالتالي فحدودها التي يجب اعتمادها هنا هي المقررة في قرار التقسيم لا غير، والذي أيدته القرارات المتتابعة التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن والتي نصت على وجوب انسحاب إسرائيل مما احتلته من أراض وعودة اللاجئين ،وبالتالي فإن الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948 وما بعد والتي كانت مخصصة للفلسطينيين إنما تعتبر أراض محتلة في نظر القانون الدولي،ولأصحاب الأرض الدفاع عنها بكافة الوسائل وفق اتفاقيات جنيف المعروفة والتي لا حاجة لأدراجها هنا .

المؤسف أن الدول العربية مجتمعة ضربت صفحاً وتجاوزت فوق هذة الرؤية، وأعرضت عن المطالبة بهذه الأراضي المحتلة وأضحت لا تطالب إلا بما سمي ما قبل 5حزيران 1967 ،وهو ما أكدته فعلاً مبادرة القادة العرب في مؤتمرهم في بيروت فيما سمي المبادرة العربية،وكأن هذه المبادرة قد اسبغت الشرعية على احتلال أراضي ما قبل هذا التاريخ .

سبق أن كتبت مقالات عديدة عن القضية الفلسطينية تحت عنوان المؤامرة المستمرة أثبت فيها نصوص كتب مرسلة من قادة عرب بدء من الشريف حسين مروراً بالملك فيصل والملك عبد العزيز آل سعود إلى الحكومة البريطانية وقد عرض هؤلاء في كتبهم تنازلهم – عما لايملكون-"فلسطين" إلى البريطانيين ليعطوها لليهود أو لغيرهم .

أن هذه الكتب تثبت بما لا يدع مجالاً للشك تآمر هؤلاء الحكام على القضية الفلسطينية من أجل الحفاظ على كراسيهم في الحكم ،واليوم أجد أن استمرار الحكام العرب بسكوتهم :

أ‌- عن احتلال أراض فلسطينية خارج قرار التقسيم.

ب‌- انحيازهم إلى جانب الكيان الصهيوني في صراعه مع المقاومة الفلسطينية تحت شعارات السلام الاستراتيجي والتهدئة وما شاهدناه على شاشات التلفاز من تصريحات لوزير خارجية مصر – الدولة العربية الأكبر-،ومحمود عباس رئيس مايسمى السلطة الفلسطينية بإدانتهما المقاومة في غزه يكشف مدى استمرار التآمر على القضية الفلسطينية بدءأ مما قبل 1948واستمراره حتى الآن من أجل الحفاظ على العروش.

لقد وافقت فصائل المقاومة على التهدئة في غزه ولكن النتيجة التي يعلمها كل ذي عينين أن حصار غزه كان يتفاقم يوماً بعد يوم، ويتم تجويع وقتل الفلسطينين بدم بارد وبطء، والعالم كله عامة والعربي خاصة ينظر دون أن يحرك ساكناً فهل هذه التهدئة التي تطلبونها؟! .

لقد استمر حصار غزة لشهور عديدة وأغلقت معابرها الموصلة للعالم الخارجي من قبل الكيان الصهيوني بدعم" المعتدلين" العرب ،وكان الهدف من ذلك هو التأكد من نفاد المواد التي يحتاجها الإنسان من غذاء ودواء وغيره،حتى إذا أيقنت الدولة الصهيونية بأنه حان أوان الضرب والقتل والتدمير ،نسقت مع شركائها في السلطة الفلسطينية والنظام المصري للقيام بضربة تريح المعتدلين من المقاومين .

المؤسف والمخجل أن نسمع وزيرة خارجية العدو تهدد بمسح منظمة حماس عن الوجود تحت سمع وبصر الرئيس مبارك ووزير خارجيته دون أن ينبس أحدهم ببنت شفه، أو أن يبدي أي رد لهذا الكلام الأجرامي ،في الوقت الذي يؤكد فيه بعض المسؤولين الصهاينة أنهم تلقوا دعماً كبيراً لاجتياح غزه.

أيها الحكام العرب :أن شعبنا يدرك أنكم مغلوبون على أمركم بسبب تشبثكم بالكراسي والخلافات بينكم،تماماً كما تشبث سابقوكم بها حين باعوا القضية الفلسطينية ،وإن ما نطلبه منكم الآن ،والمذابح تجري أمامكم وتحت بصركم وسمعكم، أن تقلعوا عن المزاودة وأن لا تتحالفوا مع الشيطان الأمريكي وربيبته الصهيونية،وأن المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ومعه عالمنا العربي والإسلامي كفيلة باسترداد الحقوق وحفظ الكرامة.

لقد قال الشاعر العربي :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها وأقعد فأنك أنت الطاعم الكاسي

أن جموع مواطنينا تنتظر خطواتكم المقبلة في هذه الأيام الحاسمة،كما قال الشاعر:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ــــــــــــــ

( كلنا شركاء ) 3/1/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ