ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  04/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا فعلت بنا يا أوردغان !؟

ثامر عدنان شاكر

على الملأ ... مسحت بكرامة شمعون بيريز بلاط القاعة في مؤتمر دافوس، بل وأسكّت يد السيد الأمريكي ديفيد أغناتوس، مدير اللقاء، والتي كانت تطارد شجاعتك محاولةً أن تخطب ودك وترجوك أن تعفو وتصمت وتغض الطرف!! أرتفعت قامتنا مع إنفعالاتك العفوية..... وبخّت الحاضرين عن بكرة أبيهم لأنهم أعطوا عقولهم وأعينهم إجازة مفتوحة، بعد أن بصموا على كلام بيريز المحرف، وصفقوا بحرارة... أعتبرتها أنت مشاركة في الجرم وفي الدم الذي أمتزج طعمه بألسنتنا طيلة الثلاثة أسابيع الماضية!!

 

تبعثرت غضباً، وكنتُ أسداً في لقطة أدمعت لها عيون الأمة.... ورغم أنك لم تستل سيفاً ولم تبصق في وجه بيريز ولم تطرد السفير الإسرائيلي من أسطنبول...إلا أن شعبك أستقبلك إستقبال الأبطال وهتفت الشعوب العربية بإسمك!! نعم ...إلى هذا الحد نحن عطشى لمن يُنصفنا ولو بكلمة.... ولو بنظرة إشمئزاز وغضب في العلن.. لهذا الحد نحن مهزومون حيارى!!

 

أخبرنا بالله عليك سيد أوردغان... أخبرنا من أين أتيت بتلك القوة ...علمّنا كيف نضع قدم على قدم، ونُلقن الحضور الدرس... ولا نخجل أن نرد على الظالم ظلمه، كما فعلت انت ليلتها تلك!!

 

علمنا كيف نخلع رداء الدبلوماسية التي أنتهكت أعراضنا، ولا نبالي بمجلس أمن وميثاق أمم متحدة ظالم..... أفراده مجموعة من المتفرجين أصطفوا في عرض مسرحي قاسٍ لمشاهد كانت تمتزج بدماء وجثث أطفالنا المقطعة؟!

 

علمنا ما السر؟! أهو ذلك الصبي المكافح بداخلك الذي كان يبيع البطيخ والسميط، فتعلم من الشارع الصبر والحنكة وأصبح يمارس السياسة بدهاء؟! أم هو مؤسس حزب الفضيلة، الثائر المشاكس المجادل، والمرشح الأهم لرئاسة الدولة التركية في القريب العاجل!!

 

أم هو المُخِطط الإستراتيجي الذكي الذي يسعى لأن تنضم بلاده إلى الإتحاد الأوروبي، فيكسب بذلك خصومه في هدوء، وهم الذين فتحوا عليه النار، خوفاً على مستقبل تركيا الحديث!! في حين وجدتها أنت فرصة مواتية لإن تتربع الديموقراطية الاوروبية على الجبين التركي، محررة إياه من براثن علمانية قاسية فرضت عليك إرسال إبنتك إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراستها الجامعية، بعد أن رفضت جامعات الوطن قبولها لإرتدائها الحجاب الإسلامي؟!! تراها حنكة أحفاد السلاطين وشجاعتهم في مهاجمة الأعداء، أم دهاء سياسي ماكر يريد أن يكسب الساحة الداخلية من أجل نصر إنتخابي قريب؟!!

 

لا يسعنا اليوم إلا أن نتقدم  بمليار ورقة إعتذار كتبت بدم ألف شهيد ... ودموع الملايين.... نعتذر عن غيبتنا ونميمتنا وثرثرتنا في حق تركيا، نقر أننا نبذناها خارج الخارطة، وأدرجناها مع العدو في نفس الخانة.... اليوم تلقننا تركيا العلمانية درساً على يد أحد رموزها، لنسمع من معقل العلمانية أصواتاً تصدح بالحق مناديةً بنصرة المظلوم... تحمل ضميراً أكثر صدقاً من شرقنا البالي، بل أشد رحمةً وأكثر عروبة من بني جلدتنا!!

 

أخيراً نقول للرجل الذي لم يختار أن يكون إرهابياً في زي حاكم... وأختار ان يكون سياسياً وأن لا يبيع ضميره في سوق البطاطا... نقول له شكرا.... شكراً رجب طيب أوردغان... شكراً تركيا... أثلجت صدورنا. ولو انها لفتة، لكننا كنا ظمئى ولازلنا!! ستبقى كلماتك كالرصاص، مدفونة في وجدان المواطن العربي المشتاق لكلمة حق ...

 

نموذج آخر من لحم ودم لقائد يعرف كيف يتصرف وقت الأزمات.. فيشفي غليل الشعوب ولو بأضعف الإيمان!!

دمتم ودامت أوطاننا بخير ،،،

ــــــــــــ

المصدر : جريدة عكـــاظ

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ