ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الانتخابات
الإسرائيلية وشبح الحروب
الجديدة جاكسون
ديل لقد فاز
بالانتخابات الإسرائيلية
الأربعة الأخيرة مرشحون وعدوا
بوضع حد للنزاع بين دولتهم
والفلسطينيين. غير أن
الانتخابات التي تجرى اليوم
هناك، ربما يفوز بها للمرة
الأولى منذ عدة عقود، مرشح يعد
بإشعال الحروب على الفلسطينيين.
ففي خطاب له ألقاه أمام حشد من
مؤيديه في الأسبوع الماضي، قال
المرشح بنيامين نتانياهو زعيم
حزب الليكود: "علينا أن نسحق
سلطة حماس في قطاع غزة". وفي
اليوم التالي لذلك الخطاب
مباشرة قال: إنني أشعر بالأسف
لعدم اكتمال هذه المهمة خلال
العملية العسكرية الأخيرة التي
نفذت على القطاع. وأضاف قائلاً
في اللقاء الإذاعي الذي أجري
معه: إنه ليس أمام الحكومة
المقبلة من خيار آخر سوى إكمال
هذه المهمة، واستئصال شأفة تلك
القاعدة الإرهابية الإيرانية
من القطاع. وربما
لا يكون الفوز من نصيب
نتانياهو، خاصة وأنه لا يتقدم
على منافسته "تسيبي ليفني"،
زعيمة حزب "كاديما" ووزيرة
الخارجية، إلا بفارق ضئيل جداً.
وربما لا يستطيع نتانياهو
الوفاء بوعده الانتخابي هذا،
طالما أن الخطابية الانتخابية
تبقى في حدود خطابيتها
وموسميتها في معظم الأحوال. إلا
إن هذا لا ينفي احتمال أن تواجه
إدارة أوباما مرحلة هي الأكثر
توتراً واضطراباً بين واشنطن
وتل أبيب، على غرار تلك التي
شهدتها الولايات المتحدة قبل
عقد مضى، يوم أن كان نتانياهو
نفسه رئيساً للوزراء. ولا يقتصر
خطر حكومة إسرائيلية بقيادة
نتانياهو على عزم الأخير على
إسقاط حكومة "حماس" فحسب،
بما يعنيه ذلك عملياً من شن حرب
جديدة أوسع وأكثر دموية على
القطاع، واستمرار بقاء القوات
الإسرائيلية إلى أجل غير مسمى
هناك، إنما يشمل كذلك عزمه
مواصلة الضغط على واشنطن وحثها
على وضع حد للخطر النووي
الإيراني. وفي نظر نتانياهو أن
وقف هذا الخطر يتطلب استخدام
القوة العسكرية ضد طهران.
ويُعرف عن نتانياهو خطابه
الداعي إلى تعليق المفاوضات
السلمية مع الفلسطينيين إلى أجل
غير مسمى، مع الاستمرار في
سياسة التوسع الاستيطاني. كما
لم يسبق له مطلقاً أن أيد فكرة
الإعلان عن قيام دولة فلسطينية
مستقلة، إضافة إلى تصريحه
بمعارضة أي خطوة للانسحاب
الإسرائيلي من هضبة الجولان،
على رغم أهمية هذه الخطوة
لإبرام أي صفقة سلام محتملة مع
سوريا. ومن بين الشركاء
الائتلافيين المحتملين
لنتانياهو، أفيجدور ليبرمان،
زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"
وهو يميني متطرف يعرف بدعوته
لممارسة التمييز الحاد ضد
الأقلية العربية في إسرائيل. ولكي
نوجز القول: ففي الوقت الذي دشنت
فيه إدارة أوباما سياسات خارجية
جديدة، تسعى للتصدي لمجموعة من
النزاعات التي تشهدها منطقة
الشرق الأوسط، وتعمل على تكثيف
جهودها الدبلوماسية من أجل
حلها، ربما تواجه بشريك
إسرائيلي، يرفض التفاوض مع
جيرانه الفلسطينيين والعرب،
ويبذل كل ما في وسعه لتأليب ودفع
الولايات المتحدة لشن مواجهات
عسكرية مع إيران ووكلائها في
المنطقة. وفيما لو استشهدنا
بالوقائع التاريخية السابقة،
فإن من المرجح ألا يستحي
نتانياهو من استئناف أجندة عمله
السابقة ومواصلة ضغوطه على
واشنطن. وفيما ذكره الدبلوماسي
دينس روس، مبعوث إدارة كلينتون
السابق لمنطقة الشرق الأوسط،
الذي يلعب اليوم دوراً مهماً في
دبلوماسية إدارة أوباما الشرق
أوسطية، في كتابه "السلام
المفقود" الذي نشر عام 2004،
قال إن أول اجتماع بين كلينتون
ونتانياهو، عقب انتخاب الأخير
لرئاسة وزراء بلاده، لاحظ
كلينتون أن نتانياهو تعامل معه
كما لو كانت بلاده -إسرائيل- هي
القوة العظمى، وأن على واشنطن
أن تلبي كل ما تطلبه منها! وعلى
امتداد السنوات اللاحقة، تمكن
نتانياهو من وأد اتفاقات أوسلو،
التي تعد أكثر صفقات السلام
الإسرائيلي الفلسطيني وعداً.
فقد عمد إلى عرقلة كل خطوة من
خطوات تنفيذ الاتفاق، جنباً إلى
جنب ممارسة الضغوط الموالية
لإسرائيل على إدارة كلينتون،
سواء كان ذلك عبر الكونجرس أم
الجالية اليهودية الأميركية،
بل حتى المسيحيين الإنجيليين.
وحين صوت الإسرائيليون ضده
وأسقطوه في انتخابات عام 1999،
فقد كانوا مدفوعين إلى ذلك
باعتقادهم أنه سمم علاقات
بلادهم التي لا غنى لهم عنها
بحليفتها واشنطن. إدارة
أوباما التي دشنت سياسات خارجية
جديدة، تسعى للتصدي لمجموعة من
النزاعات التي تشهدها منطقة
الشرق الأوسط، ربما تواجه بشريك
إسرائيلي، يرفض التفاوض مع
جيرانه الفلسطينيين والعرب. السؤال
الذي نثيره الآن: هل يفعلها "بيبي"
هذه المرة أيضاً؟ كلا ربما.
فمؤيدوه يقولون إنه تعلم من تلك
التجربة القاسية. ومن جانبه
أعلن عن رغبته في تشكيل حكومة
وسطية ائتلافية واسعة، ربما
ترضى عنها إدارة أوباما. ويقترح
نتانياهو إطلاق حملة مكرسة
لإعادة إعمار الضفة الغربية
اقتصادياً، وهي فكرة تنسجم مع
استراتيجية الولايات المتحدة،
الهادفة إلى تعزيز السلطة
الفلسطينية بقيادة رئيسها
محمود عباس. أما حكومة إيهود
أولمرت المنتهية ولايتها،
فيقال إنها على وشك إبرام صفقة
وقف لإطلاق النيران مع حركة "حماس".
وإن تم التوقيع على هذه الهدنة،
فإن فيها ما يفرض قيوداً على
الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وتحت كل الأحوال، فليس مرجحاً
أن يقدم نتانياهو على شن غزو
جديد على القطاع، في حال تشديد
البيت الأبيض معارضته له. ربما
كان مفيداً إنعاش الذاكرة بما
أورده دنيس روس في كتابه "السلام
المفقود" من ذكريات عن ليلة
السابع عشر من مايو عام 1999،
علماً بأنها الليلة الانتخابية
التي أفل فيها نجم نتانياهو
وقرر الناخبون الإسرائيليون
إقصاءه من منصب رئيس الوزراء. في
تلك الليلة كان يجلس محمود عباس
أمام شاشة تلفزيونية لمتابعة
نتائج الانتخابات الإسرائيلية
مع دنيس روس، الذي كان في طريقه
إلى هناك في "ريتس كارلتون"
بمنطقة بنتاجون بولاية فرجينيا
الأميركية. وحين وصل "دنيس
روس" إلى المكان وقف عباس
محيياً إياه بالقول: "إما أن
نحتفل بنتائج الانتخابات أو
نقفز معاً احتجاجاً عليها عبر
هذه النافذة". فكان لهما أن
احتفلا بإعلان السقوط الشنيع
لنتانياهو. بيد أن "روس"
حذر أبومازن بالقول: "إياك أن
تنتشي..فليس ثمة مستحيل في
السياسة الإسرائيلية. فربما
يعود نتانياهو في حال حدوث أي
كارثة أخرى هناك". واليوم
فعليك أن تتساءل عما إذا كان
أبومازن والسيناتور جورج ميتشل
-مبعوث إدارة أوباما لمنطقة
الشرق الأوسط- سيقفزان معاً
الليلة أم لا؟ ــــــــــ المصدر
: الاتحاد الإماراتية 10/2/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |