ـ

ـ

ـ

السبت  21/02/2009

تيسير قبعة: بصراحة.. منظمة التحرير تحتاج إلى إصلاح والوضع فيها لا يطاق

نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني في حوار خاص بـ «السبيل»

فرج شلهوب-عماد الدبك-حمزة حيمور

أكد "تيسير قبعة"، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني في مقابلة مع "السبيل": ان ما تحقق في غزة يعد اول انتصار للشعب الفلسطيني، وأن من ينكر هذا الانتصار "الذي سيسجله التاريخ بحروف مضيئة" يكون قد تخلى عن فلسطينيته, معتبرا أن تسييس "إعادة إعمار غزة" جريمة جديدة، ومطالبا بوقف الحصار وفتح المعابر.

وأضاف قبعة" أن"حماس" أخطأت عندما قبلت بتشكيل حكومة، وكان الاولى بها ان تبقى في المجلس التشريعي لمراقبة عمل الحكومة، حسب رأيه، وأن فتح التي لم تسلم بالهزيمة رغم شفافية الانتخابات، تضع العصي في الدواليب لرفضها الحوار مع حماس.

وقال" إنه خاطب الطرفين (فتح وحماس)، مناشدا إياهما وقف الحملات الإعلامية، ولكن "ابو مازن" لم يقبل نداءه.

وفي ما يلي نص المقابلة:

الحوار المتوقع في القاهرة في 22 من الشهر الجاري، ما هو موقفكم من الحوار؟ وكيف تنظرون إلى نقاط الاختلاف؟

- نحن مع وحدة الشعب الفلسطيني، ونؤيد الحوار, ونؤيد الدعوة المصرية، والأوْلى بنا كفصائل أن نلتقي وننهي خلافاتنا، ثم نقول تعالوا يا عرب باركوا لنا لقد توصلنا لاتفاق.

نحن الفلسطينين يوجد عندنا منهجين، الاول يراهن على المفاوضات، وأرى ان هذا طريق مسدود، حيث كانت نتائجه عكسية، حيث زاد الاستيطان، وابتلع الجدار الارض، ولدينا في السجون الاسرائيلية 11 الف معتقل.

والثاني هو برنامج المقاومة، ونحن نريد المزاوجة بين المقاومة والمفاوضات، وبدون مقاومة الأوطان لا تمنح، الاوطان تؤخذ بالقوة، انا لم اسمع أن هناك شعبا قيل له تفضل هذا وطنك، وطالما هناك احتلال، لنا الحق بالمقاومة.

هناك من يقول انه لم يحدث مقاومة او انتصار في غزة، ما رأيك بهذا؟

- نعم، الاسرائيليون يقولون هكذا، وأعداء أمتنا كذلك، وأنا اقول ان اول انتصارتحقق لشعبنا على ارضه هو في غزة، وأي فلسطيني ينكر هذا الانتصار يكون قد تخلى عن فلسطينيته، هذا انتصار لشعبنا، ويسجله التاريخ بأحرف مضيئة، وكما قلت في بياني، إن الذين ينكرون هذا الانتصار، يمكن أنهم كانوا (يشاهدون قنوات الرقص والغناء) ولم يشاهدوا المجازر.

هناك محاولة لتسييس إعادة الاعمار، كيف تراها؟

- هذه جريمة جديدة، الناس ينامون في العراء ونحن نسيّس المسألة، إعمار غزة واجب الفلسطنيين الاول دون أي تسييس، ويجب أن يوقف الحصار، وأن تفتح كل المعابر.

كيف تقرأ المشهد الفلسطيني؟ واين ترى مكمن الخطورة ؟ وما هي رسالتك على هذا الصعيد؟

- نحن كشعب فلسطيني لا نستطيع أن نصمد إلا إذا كنا موحدين، وحماس جزء من المجتمع الفلسطيني، ونحن لا نحاسب الناس على أيدولوجيتها، ولا يوجد أي ثورة في العالم نجحت إلا وكانت موحدة، حماس نجحت في الانتخابات، ولها وجودها في الشارع الفلسطيني.

والعالم كله شهد بشفافية هذه الانتخابات، لكن أرى أن "حماس" أخطات عندما قبلت أن تشكل حكومة، حيث كان الأوْلى بها أن تبقى في المجلس التشريعي تراقب عمل الحكومة، والأمر الآخر أن "فتح" لم تسلم بالهزيمة حيث كانو يضعوا العصي بالدواليب، لأنهم يعتبرون أن فلسطين بستاناً او بيارة هم اصحابها، وانا اعتبر أن "حماسا" أخطات باستخدام السلاح ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

حتى ولو كان في إطار رد الفعل؟

_ مهما كانت المبررات نحن ضد استعمال العنف، ولا حل امامنا كشعب إلا بالحوار.

* مشهد الانقسام الفلسطيني.. هل له علاقة باختلافات داخلية؟ ام أن هناك تدخلات خارجية؟

- الانشقاق الذي حدث في الساحة الفلسطينية أخرنا عشرات السنين إلى الوراء، وأنا أرى أن جزءا من عقلية فتح التي تقوم على الاستفراد بالسلطة اتبعته حماس.

من هو الطرف الفلسطيني الذي يرفض الحوار؟

- في الحقيقة أن "فتح" ترفض الحوار وتضع شروطا له، ورغم مناشدتنا للطرفين أن هناك خطر قادم، وأنا حذرت وخاطبت كلا الطرفين وقلت: يا رئيسين، يا رئيس "حماس"، ويا رئيس فتح" - لأن "حماس" و"فتح" هما العمل الحاسم- قلت لهم كفى، يجب علينا وقف الحملات الاعلامية، لكن الرئيس "ابو مازن" لم يقبل بهذا النداء. وبرأيي أن امريكا واسرائيل لا تريدان الحوار، وتضغط وتقول: أن هؤلاء يمثلون الإسلام ولا نريدهم.

ونحن عندما نذهب إلى "انابوليس" نستجدي السلام، وإذا بأولمرت يعلن عن بناء مستوطنات جديدة، إذن لماذا هذه المحادثات العبثية؟.. يجب علينا أن نتفق داخليا لأن وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس.

بما يخص الخلاف على منظمة التحرير الفلسطينية؟

- بصراحة منظمة التحرير تحتاج إلى إصلاح، فالوضع أصبح لا يطاق، نعم يوجد مجلس وطني، وعدد كبير منهم توفي رحمهم الله، والمجلس لم يجتمع من 1996م.

الجلسة تلك كانت شرعية، خصوصا أن البعض تحدث عن جلسة عامة، وان الرئيس لم يكن موجودا ؟

- لا، كان رئيس المجلس موجودا ودارت الجلسة في غزة، و(سربولهم 200 عضو هيك)، أنا أشبه المنظمة (كعمارة موجودة، بنيانها قوي، لكن شبابيكها وابوابها مخلعة تريد اصلاح)، والإصلاح يتم بطريقة ديمقراطية، حيث تجري انتخابات بالداخل والخارج، ويصبح هناك مجلس وطني تنبثق عنه اللجنة التنفيذية، لأن التنفيذية "مهزلة" حيث لا تعقد اجتماعات لوحدها، حيث يحضر ما يزيد على عشرة، وهم ليسوا تنفيذيين، بل ويتسلمون مهاما، مثل "صالح رأفت" وهو ليس عضو لجنة تنفيذية وسلم الدائرة العسكرية، حتى لا يجوز في النظام أن يحضر مراقبين.

هل يحضر مراقبون؟

- نعم يحضر خمسة وستة وعشرة من خارج اللجنة.

* هل تأتي قرارات الدعوة لعقد اللجنة التنفيذية بقرار من اللجنة ام من الرئيس؟

- لاتأتي باستدعاء من الرئيس، ولكن الاصل عند الاجتماع أن يكون هناك جدول أعمال وقرارات، وأنا أتحدى إن كان هناك محاضر لاجتماعات اللجنة التنفيذية، لا يوجد هناك محاضر ولا قرارات.

هل لا زال هناك وجود للصندوق القومي الفلسطيني؟

- الصندوق موجود،وله مدير عام، وبأمر من المدير يتم الصرف ويتوقف الصرف، وهناك رئيس للصندوق القومي "ابو زهدي النشاشيبي" لا يعلم شيئا عن الصندوق،هذا الحالة لا يمكن أن تستمر، مع مزيد من الاسف، ان الذي يحول للصندوق هو من وزارة مالية السلطة، وتأتي للصندوق أموال ليس من السلطة، لأن المنظمة لها أملاك مستقلة.

اذا كان الذين يقفون في وجه الحوار مطلوب منهم أن يصلحوا منظمة التحرير، كيف سيتم الاصلاح؟

-إصلاح المنظمة من واجب الجميع، وفي اتفاق آذار 2005، جرى الاتفاق على إصلاح المنظمة، وهناك آلية معينة من الأمناء العامين، وأنا و"أبو الاديب" ذهبنا إلى دمشق، والتقينا الفصائل وأعطونا رأيهم مكتوبا، ولكن المكلف بالمتابعة كان الاخ "ابو مازن" ولم يدعُ إلى اجتماع.

ونحن متمسكون ببرنامج المنظمة الذي يقول بحق العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والمنظمة مكسب وطني، قدمنا من أجلها عشرات آلاف الشهداء، ونلنا الاعتراف الدولي، فمن الصعب الآن أن نبحث تأسيس نظام جديد.

ووضع المنظمة الحالي لا يستطيع أن يقدم شيئا للشعب الفلسطيني، تريد إعادة بناء وتصحيح، وهذا يجب أن يكون العنوان الاساسي للحوار، وإصلاحها واجب وطني على الجميع أن يقوم به.

هل من الممكن أن يفضي الحوار القادم إلى اصلاح حقيقي لمنظمة التحرير؟

- لا يوجد طريق آخر أمامنا إلى وحدة شعبنا، وأنا متأكد من أن حماس تريد الإصلاح، وهذا الاختلاف ليس من مصلحة شعبنا، ونحن لن نصبح بهذه المنظمات إلا من أجل شعبنا، وإذا لم تحركنا مجزرة غزة، وهذا الاستيطان والاعتقال؟! ما الذي سيحركنا؟.

يبدو أن موقفك الأخير بما يخص (قمة غزة) التي عقدت بالدوحة جلب لك بعض المتاعب، وخاصة عندما حاولت أن تشد على يدي أمير قطر بعقد القمة؟

- أنا أنظر إلى مصلحة شعبي، وأينما عقد مؤتمر يخص بلدي فيجب علينا أن نكون موجودين، وأنا أبعث باسمي وبصفتي نائبا لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ان موقفهم هذا يشكرون عليه، ونحن مع أي جهة تقف مع شعبنا، وانا اعترض لعدم ذهاب ابو مازن او السلطة للدوحة.

يبدو أن هناك بيانا صدر عن اللجنة المركزية لحركة فتح يتهمك.. أن وراء هذه الوقفة أمور أخرى غير البعد الفلسطيني، ما تعليقك على الموضوع؟

- أنا رديت عليهم وقلت لهم" ان ليس كل الطيور يؤكل لحمها، وقلت لهم إن عدتم عدنا، وأنا أتحدى إن كانت قطر قالت لي شكرا، او حتى اذا اتصلت بي، مع العلم اني دعيت للوحدة و(هم زعلوا لاني دعيت لها).

هل تم تفهم موقفك في سياقه الوطني الذي قصدته من قبل السلطة؟

- لا، لم يتم التفهم، انا لا أحب أن أتكلم في الامور الشخصية، نعم اخذوا إجراءات واخذوا النمرة، وبعض مصاريف اتصالاتي و(انا لو بدي فلوس كان اشتغلت اي شغلة وكان انا الآن مليونير، ولكن والحمد لله كرامتي اهم من كل الفلوس اللي بدوس عليها بالكندرة).وأين كان الحق فسأتبعه .

البعض يقول أن ما أثار انزعاج "ابو مازن" هو مخاطبتك له ولمشعل بالرئيسين، ما تعليقك على ذلك ؟

- يعني إذا عبارة ما (تحملهاش ليش متحمل شغلات كثيرة من اولمرت ورايس؟)، وانا لما قلت لم أقصد رئيسين للسلطة وانما قصدت رئيس حماس ورئيس فتح وان الحل عندهم، وثبت بالخبر وجهة نظري لأن الذي يتحاور الآن "حماس" و"فتح"، وقلت: انه في خطر على الضفة وغزة، ورأيتم ماذا حصل بغزة، كان (لازم نكون موحدين مش نجيب المسؤولية على "حماس" من اول يوم)، عار على الشعب الفلسطيني تفسير ما جرى بغزة أنه من صنع "حماس" وليس الاحتلال.

نحن نريد رجالا تصمد مش (اسرائيل تعتقلي 38 من رام الله وثاني يوم تروح تفاوض، اذا شاليط وهو مجنن الدنيا، مش معقول احد عشر الف اسير ما الهم احد).

كيف تقرأ نتائج الانتخابات الاسرائيلية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية؟

- على السلطة أن تجد برنامجا للمقاومة الشعبية، لأن طريق التفاوض مع اسرائيل مسدود، ولن يعطونا شيئا بالتفاوض، و(يجب أن يكون هناك مطلب لكل الفصائل بوقف التفاوض)، طريق التفاوض لم يعد سالكا، وطالما هناك احتلال فيجب أن نقاوم، وعلينا أن نتمسك ببرنامج المقاومة.

رسالة توجهها إلى الرئيسين "ابو مازن" بصفته رئيسا لـ"فتح" و"مشعل" بصفته رئيسا لحماس؟

- كفى ايها الرئيسان، رئيسا حركتي "فتح" و"حماس" كفانا فرقة واختلافا

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ