ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العلاقات
الأمريكية الإيرانية هل
تسير إلى المواجهة أم المقايضة؟ بقلم
هيثم مسعود* لم يكن مفاجئاً تصريح الرئيس
الأمريكي الجديد أوباما حول
وجود حزمة من الملفات يمكن
المقايضة بشأنها في حال قيام
حوار أمريكي إيراني . فقد سبقت مؤشرات
على توجه السياسة الأمريكية
الجديدة بهذا الصدد تتمثل
بتصريحين الأول للرئيس أوباما
والثاني لوزير الخارجية الأسبق
هنري كيسنجر في الأيام الماضية .
الأول عندما رسم
أوباما الخطوط الرئيسية
للسياسة الخارجية الأمريكية في
المرحلة القادمة حيث قال : « لقد
واجهنا النازية والشيوعية ليس
بالقوة العسكرية المجردة ،
وإنما بالتحالفات التي من
خلالها قمنا بمحاصرة كل من
النازية والشيوعية » . والثاني حيث قال
كيسنجر : « على الولايات المتحدة
أن تحلّ خلافاتها مع القوى
الرئيسية على الساحة الدولية في
المرحلة القادمة » ، ويقصد بذلك
بالطبع روسيا والصين والهند
فضلاً عن أوروبا . أما المقصود من
كلام أوباما بمحاصرة النازية
والشيوعية فهو بلا شك إيران وما
تمثله للإسرائيليين من خطر
وجودي يتمثل بامتلاك السلاح
النووي . إنّ إطلاق
الإدارة الأمريكية الجديدة بعض
إشارات الغزل السياسي للحوار مع
طهران يندرج في إطار التدرج
التكتيكي في التصعيد مع إيران
ريثما تتمكن الإدارة الأمريكية
من محاصرة طهران عبر نسج أكبر
قدر من التحالفات الدولية مع من
أوروبا وروسيا والصين والهند ،
وستشهد العلاقات الأمريكية
الإيرانية المزيد من السخونة
والتوتر مع كلّ تقدّم في تسوية
الخلافات الأمريكية الروسية
والأمريكية الصينية وهكذا في
قابلات الشهور وربما السنين
القليلة القادمة . ولكن في نهاية
المطاف تأتي لحظة الحقيقة ويحين
وقت السؤال الاستراتيجي
والمحوري ألا وهو : هل تستطيع
إسرائيل والولايات المتحدة
مجتمعتين أو متفرقتين نزع
السلاح النووي الإيراني عبر
مواجهة عسكرية مسلحة .. ؟ وهل هم مستعدتان
في ظلّ الأزمات الاقتصادية التي
يمر بها الاقتصاد الأمريكي
وربما الإسرائيلي قريباً أن
تتحملان النفقة الماديّة لهكذا
مواجهة ؟ . إنه في وجود شكّ في
إمكانية تمويل الحرب على إيران
عبر ما يسمى « بدول الاعتدال
العربية » كما هو في احتمالية
وجوده بالنسبة للحرب على لبنان
وعلى قطاع غزّة مؤخراً ، يبقى
السؤال المفتوح : هل يمكن لهذه
الحرب أن تقضي على السلاح
النووي الإيراني . إنّ ما رأيناه
من حروب تجريبية في جنوب لبنان
وقطاع غزّة ليعطي مؤشراً واضحاً
بأن الأمور تسير باتجاه مقايضة
كبرى مع إيران، وخصوصاً أن لذلك
سوابق فيما يتعلق بأفغانستان
والعراق وغيرهما. وسيأتي وقت لا
ينفع أن تخوض فيه إسرائيل حرباً
« بالنيابة عن دول الاعتدال
العربية ومن أجلها » كما صرحت
تسيبي ليفني حول العدوان على
غزة ، وإنما قد لا يبقى من خيار
في نهاية المطاف سوى القيام
بمقايضة كبرى مع إيران قد لمح
إليها منذ الآن باراك أوباما ،
تأتي بعد استكمال الضغوط عليها
لحملها على تقديم أكبر قدر من
التنازلات حسب الأمنية
الأمريكية ، وساعتها .. وساعتها
فقط سيكون الخاسر الأكبر من
هكذا مقايضة « دول الاعتدال
العربية » التي ستدخل في حالة
انعدام وزن تشبه تلك التي تعرضت
إليها دول شرق أوروبا بُعيد
انهيار جدار برلين .
ــــــــــ *
كاتب عربي مقيم في زيورخ/سويسرا ـــــــــ المصدر
: الدار الإسلامية للإعلام ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |