ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  02/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نتن ياهو والحكومة الجديدة..

 ثلاثة سيناريوهات محتملة

بقلم: سعيد عكاشة  

لم يكن قرار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بتكليف بنيامين نتن ياهو رئيس حزب الليكود تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة مفاجئاً، فمع أن نتن ياهو قد خسر الانتخابات، التي جرت في العاشر من شباط الجاري، أمام منافسته تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما بفارق مقعد واحد، فقد نظر إليه منذ إعلان النتائج باعتباره المرشح الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، نظراً للفوز الكبير الذي حققه اليمين الإسرائيلي بحصوله على 65 مقعداً تمكنه من تشكيل الحكومة بصورة منفردة. علاوة عن أن حظوظ ليفني لم تكن كبيرة في ما يخص تشكيل الحكومة، فشريكها السابق إيهود باراك أعلن أن حزبه سيبقى في المعارضة، إلى جانب أنها رفضت في السابق الخضوع لابتزازات الأحزاب اليمينية، ما قلل من قدرتها على تشكيل الحكومة.

 

سيناريوهات ثلاثة

ويمكن القول إن خيارات نتن ياهو الخاصة بتشكيل الحكومة، تنحصر في ثلاثة احتمالات رئيسية، تتمثل في:

1 – ائتلاف ضيّق من اليمين المتطرف بقوة 65 مقعداً.

2 – ائتلاف موسع بقيادة نتن ياهو يضم كاديما وإسرائيل بيتنا والليكود بقوة 70 مقعداً.

3 – ائتلاف أكثر اتساعاً يضم كاديما والليكود ومعه كافة أحزاب اليمين المتطرف بقوة 93 مقعداً.

ويبدو الخيار الأفضل أمام نتن ياهو هو الخيار الأخير، لأنة سيحرم حزب إسرائيل بيتنا من المساومة حيث لن يؤدي خروجه - إذا ما هدد بذلك - بانهيار الائتلاف الذي يلزم لبقائه تأييد 61 نائباً فقط. علاوة على أنه لا يعطي لأي حزب آخر (بما فيه كاديما ذاته) القدرة علي تهديد الائتلاف وينطبق ذلك على الأحزاب الأخرى الصغيرة بدء من شاس (11 مقعداً) وحتى يهودة هتوراه (5 مقعد) ووصولا إلي البيت اليهودي (7 مقاعد).

ولكن ستظل العقبة الرئيسية هي قبول ليفني الدخول في ائتلاف مع نتن ياهو بدون التناوب على رئاسة الحكومة، كما سيصعب إرضاء الأطراف التي يمكن أن تشارك في مثل هذا الائتلاف الموسع عند توزيع الحقائب الوزارية، حيث تضيق الكعكة على الراغبين في الحصول على نصيب معقول منها.

فليفني تصرح بأنها لن ترضى بالدخول إلى حكومة تحت رئاسة نتن ياهو حتى لو اضطرها الأمر للذهاب إلي المعارضة، وهو ما لا يصدقه الكثيرون داخل إسرائيل، ويعتقدون أن ليفني قد تتراجع في اللحظة الأخيرة وتقبل بالائتلاف مع الليكود مع حصولها علي عدد من الحقائب الوزارية الهامة مثل الخارجية والدفاع.

ومهما كان الأمر فإن تسيبى ليفني ستظل تضغط بإعلان رفضها الائتلاف مع الليكود تحت زعامة نتن ياهو على أمل أن يقبل الأخير بحكومة تناوب كما حدث في انتخابات عام 1984، 1988 بين العمل والليكود حين تناوبا على رئاسة الحكومة عامين لكل منهما، في ظل رئاسة شيمون بيريز وإسحاق شامير.

ويحبذ هذا الحل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حالياً، إلا أن نتن ياهو لا يريد هذا المسار ويضغط بأنه على استعداد لتشكيل حكومة من اليمين المتشدد كخيار أخير، تاركاً كاديما في المعارضة وعرضه في نفس الوقت للتفكك والانهيار خاصة أنه حزب جديد ووافد علي الحياة السياسية الإسرائيلية وليس له قواعد اجتماعية ثابتة أو أيديولوجية يمكن أن يحتشد حولها الجمهور.

وتبقى الإشارة إلى أن ليفني لا تملك فرصة حقيقية في تشكيل ائتلاف متماسك حتى لو فشل نتن ياهو خلال الأسابيع الستة المقبلة في تشكيل الائتلاف الموسع الذي يريده، حيث يحق للرئيس الإسرائيلي تكليف ليفني بأجراء المحاولة عند فشل نتن ياهو وستكون فرصة ليفني الوحيدة في أن يقبل «إسرائيل بيتنا» وحزب شاس مشاركتها في ائتلاف يضم العمل وميرتس بقوة 70 مقعداً ولكن حتى هذا الائتلاف يبدو صعباً للغاية بسبب رفض العمل وميرتس الجلوس في حكومة واحدة مع حزب إسرائيل بيتنا.

 

استحقاقات داخلية وخارجية  

ومهما كان شكل الائتلاف القادم في إسرائيل، فقد بات من الواضح أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لم تعط لأي من الكتل السياسية الكبيرة الفرصة لتشكيل ائتلاف حكومي مستقر وقابل للاستمرار حتى نهاية فترة حكمه المفترضة، التي تمتد لأربع سنوات قادمة.

وعلى الرغم من أن هذا الوضع ليس جديداً وتعاني منه إسرائيل منذ ثمانينات القرن الماضي، إلا أن الاستحقاقات الداخلية والخارجية العاجلة المطلوب انجازها أو التعامل معها تستدعى أكثر من أي وقت مضى إيجاد ائتلاف حكومي قوي وقادر على اتخاذ قرارات شجاعة ومؤلمة، وذلك خلافاً لحقبة الثمانينات التي لم تكن الساحة الإسرائيلية تعاني مما تعاني منه الآن على صعيد التهديدات الداخلية والخارجية.

فالائتلاف الحكومي القادم سيكون عليه التعامل مع قضايا داخلية متفجرة وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية التي ستقود إلى مزيد من المعاناة للطبقات الفقيرة، وإلى بطء نمو الاقتصاد الإسرائيلي، وهناك أيضاً مشكلة الصراع بين العلمانيين والمتدينين حول قضايا الزواج المدني التي يتبناها حالياً حزب متطرف مثل حزب إسرائيل بيتنا الذي حصل على 15 مقعداً، وبات واحداً من الأحزاب المؤثرة في تشكيل أي ائتلاف مقبل، في مقابل حزب شاس المعبر عن اليهود السفارديم الذي حصل على أحد عشر مقعداً ويعتبر أحد المفاتيح الهامة في تشكيل الائتلافات الحكومية منذ حقبة تسعينات القرن الماضي.

والمعروف أن كلا الحزبين، سواء بسبب خلفياتهم الأيديولوجية أو حملات الكراهية المتبادلة بينهما، لا يرحبان كثيراً بالجلوس معاً في ائتلاف واحد. كما تعتبر علاقة الأقلية العربية في إسرائيل بحزب إسرائيل بيتنا، وهي علاقات عدائية صريحة، عائقاً أمام رغبة أي رئيس حكومة مقبل في تحسين العلاقات مع العرب، ما دام «إسرائيل بيتنا» سيكون شريكاً في الحكومة المقبلة.

 

الحكومة القادمة وقضايا العرب

ستلقي تشكيلة الحكومة الإسرائيلية القادمة،  بظلالها على القضايا العربية، فمن المنطقي أن وجود ليبرمان في أي ائتلاف مقبل سيكون سبباً في مزيد من التوتر مع مصر، خاصة إذا ما تولى أياً من منصبي الخارجية أو الدفاع. فتصريحات ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا عندما كان في المعارضة أثارت ردود فعل عنيفة في مصر، بعد تهديده بقصف السد العالي واتهام مصر بأنها تدعم تهريب السلاح للفلسطينيين عبر أنفاق غزة.

كما أن الأردن لا تظهر ارتياحاً لأفكار ليبرمان الداعية إلى إخراج عرب 48 أو أغلبهم من داخل إسرائيل وإلحاقهم بالدولة الفلسطينية المنتظرة. بالإضافة إلى أن أفكار ليبرمان ونتن ياهو حول الحوار مع السلطة ولا تصب في صالح تهيئة الأجواء لاستئناف عملية السلام وتخفيف خطر تكتل الفلسطينيين تحت راية المقاومة.

وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية لن تذهب بعيداً في عملية التسوية قبل أن تخوض حروباً صغيرة أو كبيرة لتعطي نفسها فرصة أكبر لفرض إرادتها على أعدائها، سواء حماس أو حزب الله أو إيران وسوريا، كما لن يكون بوسعها حلحلة الكثير من القضايا الداخلية مثل العلاقة مع الأقلية العربية والزواج المدني وتغيير نظام الانتخابات.

ـــــــــــــ

المصدر : الأمان 27/2/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ