ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا
أهل غزّة .. حيّاكمُ الله بقلم
د. صلاح الدين النكدلي فلسطين .. كلمة
محببة إلى قلب كل مسلم حرٍّ غيور
، فهي تقع في مكان القلب من
العالم الإسلاميّ وتضمّ في
حناياها مسرى الرسول صلى الله
عليه وسلم ، وأولى القبلتين ،
وثالث المساجد التي تشدّ إليها
الرحال ، وقد تعرّضت على أيدي
القوى الاستعمارية الغربية
والصهاينة إلى أشنع وأفظع أنواع
الاحتلال الاستيطاني ، وما زالت
آثاره الرهيبة المدمرة تظهر
حيناً بعد حين .. كلما ذُكرتْ
فلسطين تذكرت قول الشاعر
المطبوع الأستاذ عصام العطار : تأتي
جراحٌ فتثوي في أضالعنا على
جراحٍ ولا ننسى فلسطينا الدين
يهتف أن هُبُّوا لنصرتها
والقدسُ تهتف لا تلقى
المجيبينا يميتنا
الحزنُ تفكيراً بحاضرنا
ويبعـثُ الغـدُ آمالاً
فيُحيينـا نعم .. إنّ جراح
الأمة كثيرة ، ولكن أخطرها جرح
فلسطين ، وإن إفرازات الهيمنة «
الإمبريالية » المتحالفة مع
الصهاينة مقيتة ، كريهة ، مدمرة
، يضاف إليها مصائب واقع
التجزئة وأنظمة الحكم
الطاغوتية ، والتي لا تملك رؤية
للنهوض والتحرر وتكبل الشعوب ..
وهذا كله يصدِّر إلى الأمة
الحزن واليأس والإحباط .. ولكنْ .. الأمل
أكبر من اليأس ، إذ كلّما ظنّ
المعتدون من خارج ، والخائرون
المستسلمون من الداخل ، أن
الأمة قد استسلمت لمصيرها
الرهيب الذي يرغبون فيه .. فإنّ
هذه الأمة تفاجئهم بفكر رافض
للاحتلال والإحلال ، وبمقاومة
تجتمع عليها الأمة من أقطارها ..
وهنا تتحرك قوى التزوير
والتحوير ، والفتك والتدمير ..
وتظهر في الساحة القوى الخارجية
التي تتداعى من كل أفْقٍ
لمواجهة « تيار التحرير » ،
وتستنفر أنظمة الحكم المتخاذلة
والمتواطئة قواها الأمنية
القمعية ووسائل إعلامها ..
وتوجهها لمحاصرة وضرب « دعوة
التغيير » . ويرى الناس
بوضوح تعاون القوى الخارجية
وأنظمة الحكم البائسة
والمنتفعون من التخاذل ،
واتفاقهم على التصدّي لكل من
يدعو إلى « التغيير » وينادي بـ« التحرير » ، وينـزل
الفريقان إلى ساحة المواجهة
بوسائلهم الإعلامية ،
والاقتصادية ، والعسكرية ،
ويأخذ كل فريق دوره .. وفي الحرب على
غزّة الحبيبة كان العدوّ
الخارجي كما قال الأستاذ عصام
العطار ، وإن قال ذلك في مناسبة
أخرى : ما
قاربتهمْ وحوشُ الغابِ ضاريةً
في شِدّة الفتكِ أو في
خِسَّة الجُرُمِ أسـتغفرُ
اللهَ إذْ قارنتُهـا بهـمِ
أستغفرُ الوحشَ في غابٍ وفي
أَجَمِ أما حكام العرب
فيصدق فيهم قول الأستاذ عصام
العطار والحاكمون
بأرض العُرْبِ سمعهمُ
عن محنة الحقّ والإنسانِ في
صممِ عُمْيٌ
عن الواجب المذبوح بينهمُ
وعـن صغائرهـمْ ما منهـمُ
بعَـمِ يا
للمروءاتِ ماتتْ في
أضالعهمْ
فليـس يبعثهـا شـيءٌ منَ
العـدمِ نُصْبٌ
طراطيرُ أقزامٌ وإن لبسوا
للناسِ أثـوابَ هـارونٍ
ومعتصـمِ نرى
بهم كل ما نشكوه منْ صنمٍ
ولا نشــاهدُ فيهـم
عفّة الصنـمِ لقد كشفت الحرب
التدميريّة الموجهة إلى
الإرادة الفلسطينية الرافضة
للاحتلال حقائق كثيرة .. وظهر كل
صاحب موقف على حقيقته .. فالغرب
الرسمي لم يفاجئ أحداً بكذبه
وتدجيله وإصراره على أن المعتدي
الآثم هو الضحيّة ، وأن أبناء
فلسطين هم المعتدون .. فأصحاب
القرار في الغرب هذا ديدنهم منذ
أن اتخذ أسلافهم قراراً بسلب
فلسطين من أهلها وإعطائها ليهود
الذين هجّروهم إليها .. وإن كان
بعض السياسيين انتقدوا
الاستخدام المفرط للقوّة من قبل
يهود ، وفي ذلك إشارة إلى أن هذا
السلوك يؤثر على صورتهم أمام
العالم!! . والنظام العربي
الحكومي أعلن أنه ملتزم بخياره
« الاستراتيجي » وهو « السلام!! »
، وحملت مواقفه إدانة للصهاينة
على استخدام القوة المفرطة ،
ولم يُخفِ بعضُهم أنه يجب أن لا
تنجرَّ البلاد العربية وراء
جماعات وفصائل تغرّد بعيداً عن
سرب الدول العربية ، وخاصة أن
هذه الدول طرحت ما سمي «
المبادرة العربية » لحل المشكلة
الفلسطينية !! . وفجّرت الحرب
العدوانية على قطاع غزة كوامن
الأمة المسلمة وعواطفها
وأفكارها ، وامتد تأثير المناظر
المروعة للقتل والدمار الذي
أوقعه سلاح الصهاينة فحرك
ملايين الناس من غير المسلمين ،
وخرج الجميع في مظاهرات
جماهيرية حاشدة ؛ تدين العدوان
، وتطالب بإيقاف آلات الدمار ،
وتتهم حكومات عربية وغربية
بالتقصير أو التواطؤ مع
المعتدين .. والحرب المعلنة
على فلسطين وأهلها وجيرانها لم
تتوقف في يوم من الأيام .. منذ أن
اتخذ أصحاب القرار الأوروبيون
والصهاينة قرارهم بإقامة كيان
غريب وقوي في هذا الجزء العزيز
والمفصلي من العالم الإسلاميّ ..
فالحرب بأشكالها مستمرة .. وإذا
أخذنا قطاع غزة مثالاً ؛ فإننا
ندرك أن الحرب كانت من خلال
الاحتلال المباشر منذ حرب 1967م ،
ثم كان الانسحاب من داخل القطاع
وفرض حصار عليه سبباً في تفجير
الأوضاع ، ثم جاءت الحرب
التدميريّة التي دامت 22 يوماً .
ورأى العالم كلّه أهوالها
المفزعة .. ثم أطلت مرحلة ما بعد
وقف إطلاق النار من طرف العدو
الذي بدأ الحرب الساخنة .. وفي
هذه المرحلة تدخل آلات وقوى
أخرى لتخوض معركة التطويع ،
والتطبيع ، والتركيع .. باسم
المساعدات وإعادة الإعمار !! . ونأمل من أهل
غزة الأشاوس ؛ الذين صبروا على
الحصار ، وقاوموا ببسالة نادرة
قادة وجنود الدمار .. وانتصروا .
نأمل منهم أن يكونوا عند حسن ظنّ
الأمة بهم في مرحلة إعادة
الإعمار .. فالأعداء في كل مرحلة
يجتمعون على النيل من الشعب
المقاوم ، ويوزعون الأدوار ..
ونرجو أن تبوء مساعيهم الظالمة
بالفشل والخسران . وإنني كلما ذكرت
فلسطين وما يدبّر لها الحاقدون
، والمنافقون ، والخائرون ..
وبخاصة في أعقاب المآسي وعند
الحاجة إلى المساعدة والمساندة
.. أتذكر قول الأستاذ عصام
العطار .. وهي أبيات قيلت في
مناسبة أخرى .. ولكنني وجدتها
تعبّر عن رأي في الوضع
الفلسطيني عامة .. وما يجري في
غزة وعليها هذه الأيام .. أحبايَ
يا مهوى الفـؤادِ تحيـة
تجوزُ إِليكم كل
سـدٍّ وعـائقِ لقد
هدَّني شـوقٌ إِليكم
مُبَـرِّحٌ
وقَرَّحَ جفني دافِـقٌ
بعد دافـقِ وأَرَّقني
في المظلمـاتِ عليكـمُ
تكالبُ أعداءٍ
سَـعَوْا بالبوائقِ([1]) فمنهم
عدوٌ كاشِـرٌ عن عِدائـهِ
ومنهم عدوٌ في
ثيابِ الأصادقِ ومنهم
قريبٌ أعظمُ الخطبِ قربُهُ لهُ
فيكمُ فعلُ العـدوِّ المفـارقِ أَرَدْتُمْ
رضا الرحمنِ قلباً وقالبـا
ولم يطلبوا إلاّ حقيرَ
الدوانقِ([2]) فسدَّدَ
في دربِ الجهادِ خطاكـمُ
وجنَّبكـمْ فيه
خَفِـيَ المـزالقِ * *
* أَحِبايَ
إنّ النصـر لا بـدَّ قادمٌ
وإنّي بنصـرِ اللهِ أَوَّلُ
واثـقِ سنصدعُ
هذا الليلَ يوماً ونلتقي
مع الفجرِ نجلو كلَّ داجٍ
وغاسقِ فيعلو
بنا حـقٌّ عَلَوْنـا بفضلهِ
على باطلٍ رغمَ الظواهرِ
زاهقِ ونصنعُ
بالإسـلام دنيا كريمةً
وننشـرُ نورَ
اللهِ في كل شارقِ ــــ المصدر
: الدار الإسلامية للإعلام ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |