ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  08/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ديمقراطية إسرائيل تتطرف

د.سعيد حارب

drhareb@gmail.com

ماذا لو فازت حركة طالبان في انتخابات «حرة ونزيهة» وتحت إشراف العالم، وأعلنت تطبيقها لتصورها الخاص بالدولة الإسلامية.. هل ستقبل دول العالم بنتائج الانتخابات وترحب بـ «التجربة الديمقراطية» المتميزة في أفغانستان!! والتي «تقودها» حركة طالبان؟ وهل ستتعامل معها، بل وتعتبرها نموذجاً للديمقراطيات في الشرق الأوسط، وتضمن أمنها واستقرارها وحمايتها من أي عدوان قد يقع عليها من جيرانها، وتشحن لها الأسلحة المتطورة وتدافع عن سلوكها «العدواني» مع جيرانها، وتساندها في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، حتى لو أدى ذلك إلى استخدام حق النقض «الفيتو»؟

لا نتصور هذا الموقف لأسباب كثيرة، أبرزها أن ممارسات حركة طالبان لا علاقة لها بالديمقراطية المتعارف عليها بين شعوب العالم، والأمر الآخر أن أياً من دول العالم لن تقوم بهذا «السيناريو» المفترض لموقفها من حركة طالبان، لكني أردت أن أذهب بعيداً لأقلب الصورة أو المشهد لما حصل في إسرائيل، فقد فازت الأحزاب اليمينية المتطرفة، وتراجع ما كان يسمى باليسار الإسرائيلي الذي يعوّل عليه بعض العرب في صنع السلام، مثلما فعل رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحاق رابين، لكن الواقع يشير إلى أن المشكلة ليست في القيادات الإسرائيلية المتطرفة ولكن في هذا المجتمع «العنصري» الذي يفرز هذه القيادات، فالمجتمع «الإسرائيلي» ليس راغباً في السلام، ولا أدل على ذلك من اختيار هذا الشعب للقوى اليمينية والدينية المتطرفة، فحزب «الليكود» الذي يعتبر في أقصى اليمين حصل على 27 مقعداً في الكنيست، وقد دخل الانتخابات بشعارات متطرفة أعلنها زعيمه بنيامين نتنياهو، وكان أبرزها رفض مشروع السلام ورفض إقامة دولة فلسطينية، ومعنى ذلك أن كافة «أفكار» السلام بدءاً من «كامب ديفيد» إلى «مبادرة السلام العربية» لا مكان لها في برنامج الحكومة الإسرائيلية القادمة والتي كلف نتنياهو بتشكيلها، أما شريكه المتوقع في الحكومة والذي حقق مفاجأة برأي المحللين فهو حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، فقد حصل على 15 مقعداً في الكنيست، وحتى نعلم تصورات هذا الحزب نحو العرب، علينا الرجوع إلى أفكاره التي تقوم على التطهير العرقي للفلسطينيين الباقين في أرضهم، وهم الذين يطلق عليهم عرب 48، ومعنى ذلك إضافة 1.5 مليون فلسطيني إلى المهجّرين في الخارج!! فهذا الحزب قائم على «نقاء» إسرائيل، بحيث لا تضم غير اليهود فيما اصطلح عليه بـ «يهودية» الدولة، وهو المبدأ الذي عملت له الحكومة الإسرائيلية السابقة، واستطاعت أن تحصل على تأييد بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، حين صرح رئيسها السابق جورج بوش بتأييده لـ «يهودية دولة إسرائيل» وأعلن ذلك عند زيارته لها احتفالاً بمرور ستين عاماً على إنشائها، وهو المبدأ الذي يعمل من أجله حزب «كاديما» الذي تتزعمه حالياً تسيبي ليفني عندما كان الحزب يحكم إسرائيل، وقد حصل «كاديما» على 28 مقعداً في الكنيست، والغريب أن البعض في الغرب رحب بفكرة «يهودية» الدولة، ولم يُبدِ أي اعتراض لكون هذا المبدأ مبدأ عنصرياً ويتناقض مع مفهوم الدولة المدنية الحديثة «غير الدينية»، بينما ذهب بعض العرب لرفض فكرة قيام «إمارة إسلامية» في غزة، إشارة إلى حركة حماس، لكنه يقبل أن تكون هناك «إمارة يهودية» على أرض فلسطين كلها!! وإذا كان حزب «كاديما» يعتبر من أحزاب يمين الوسط، فإن مبادئه وأفكاره وبرنامجه الانتخابي لا يختلف عن الأحزاب اليمينية المتطرفة، ولا ننسى أن حزب «كاديما» قد انشق عن «الليكود» عندما اختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شارون مع قادة حزبه -الليكود- فخرج عنهم، ليؤسس حزب «كاديما»، ولذا فإنه لا خلاف بينهما في آرائهم وأفكارهم، ولا أدل على ذلك من المذبحة التي قامت بها إسرائيل منذ أسابيع في غزة بقيادة حكومة «كاديما والعمل». أما الصعود للتيارات الدينية المتطرفة فتمثل في حزب «شاس»، وهو حزب ديني بالأساس إضافة لكونه صهيونياً، ويمثل الشريحة المتدينة الشرقية اليهودية، ويتزعمه رجال دين من رواد المعاهد الدينية، والزعيم الروحي للحزب هو الحاخام عوفاديا يوسف الذي أطلق العديد من التصريحات المتشددة بخصوص الفلسطينيين، وبعض قادة الحزب قالوا للناخب الإسرائيلي إن التصويت لـ «شاس» يدخل الناخب الجنة!!، وحصل الحزب على 11 مقعداً في الكنيست. أما الحزب اليميني الديني الآخر فهو «يهدوت هتوراة» أو «يهود التوراة» الذي يعد من أقدم الأحزاب «اليهودية»، حيث أنشأه اليهود في بولندا عام 1912، لكنه لم يبرز على الساحة السياسية الإسرائيلية إلا عام 1992 من ائتلاف بين حزبي «أجودات يسرائيل»، و «ديجل هتوراة»، ولا يختلف هذا الحزب في مبادئه وأفكاره عن بقية الأحزاب، وقد حصل هذا الحزب على خمسة مقاعد، بينما حصل حزب «الاتحاد القومي» الذي يرأسه يعقوب كاتس على أربعة مقاعد، وهذا الحزب من أشد الأحزاب المتطرفة في إسرائيل، وكان آخر مواقفه رفض إطلاق المعتقلين الفلسطينيين!! أما آخر الأحزاب التي تصنف في خانة اليمين فهو حزب «البيت اليهودي»، وقد حصل على ثلاثة مقاعد، ويدعو هذا الحزب لإقامة إسرائيل الكبرى، من الفرات إلى النيل!!، وهكذا نجد أن مجموع المقاعد التي حصل عليها التيار اليميني في إسرائيل تبلغ 93 من مجموع عدد المقاعد البالغة 120 مقعداً، معظمها لا يتحدث عن السلام مع العرب، بل يذهب بعضها إلى أبعد من ذلك للمطالبة بطرد الفلسطينيين و «يهودية الدولة»، بل و «إسرائيل الكبرى»!!

الغريب أنه أمام هذا التطرف «الديمقراطي» الإسرائيلي لم نجد أحداً في العالم يتحدث عنه أو يشجبه أو يقاطعه أو يحاصره، بل وجد الترحيب من الجميع، على الرغم من كل الجرائم التي قام بها، بينما «قامت الدنيا ولم تقعد» لأن حماس فازت بالانتخابات الفلسطينية التي تمت تحت سمع وبصر ومراقبة العالم، ولم تعلن أو تعمل على إقامة «إمارة إسلامية»، أما ما حدث بعد ذلك فأنتم تعرفونه!!

ـــــــــــ

المصدر :

http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=74524&issueNo=434&secId=15

2009-03-02

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ