ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
غــزة* الأستاذ
عصام العطار غزة
قطعة صغيرة من أرض فلسطين
التاريخية. مساحتها حوالي 360
كيلو متر مربع. يعيش فيها مليون
و نصف من السكان أكثر من ثلاثة
أرباعهم من اللاجئين الذين
طردوا من مدنهم و قراهم و بيوتهم
و أرضهم بدءا من سنة 1948 فتكدسوا
في غزة في ظروف قاسية لا تتوفر
فيها أسباب العمل و الحياة،
فأكثر من نصفهم يعيش حتى الآن
على مساعدة الأونروا "وكالة
غوث و تشغيل اللاجئين". و تعاني
غزة منذ أكثر من ثمانية عشر
شهراً حصاراً خانقاً لا تجد معه
أدنى حدود الكفاية من الغذاء و
الدواء و الماء و الكهرباء.. ثم
كان القصف الأخير من الجو والبر
و البحر، فهدمت ألوف البيوت على
رؤوس سكانها، أو حُرِّقت بمن
فيها، و ضربت المدارس و المساجد
و مؤسسات الإغاثة و المستشفيات
بألوان القنابل بما في ذلك
القنابل المحرمة القتلى
و الجرحى يعدون بالألوف و من
الجرحى الذين لم يفقدوا حياتهم
من تشوهت أجسامهم و فقدوا
أبصارهم أو أطرافهم و كُتب
عليهم أن يعيشوا معوقين مدى
الحياة آباء و
أمهات كثيرون فقدوا أبناءهم و
أقرباءهم و جيرانهم و أصدقاءهم أطفال
كثيرون فقدوا الآباء و الأمهات
و الأهل و الإخوة و الأخوات إن نكبة
غزة تفوق كل وصف كما أشار إلى
ذلك ممثلوا المنظمات الإنسانية
و الدولية و الأمين العام لهيئة
الأمم المتحدة أيها
السادة و السيدات أيها
الإخوة و الأخوات إنني
أحيي هذا اللقاء الأخوي
الإنساني النبيل في مدينتنا
التاريخية العريقة آخن للتضامن
مع غزة، كما أحيي سائر اللقاءات
المماثلة التي سبقته على امتداد
العالم كله ، و التي تعبر من فوق
حدود الأوطان و الأقوام و
الأديان عن الشعور الإنساني
المشترك بين البشر كبشر في شجب
الظلم و العدوان، و التعاطف مع
المظلومين و المنكوبين، و
مناصرة الإنسان و حقوق الإنسان إن
الإنسان بأمس الحاجة إلى
الإنسان في عالمنا و عصرنا... و
المستقبل الإنساني كله رهن
بتعارف الإنسان و الإنسان، و
تعاطف الإنسان و الإنسان، و
تضامن الإنسان و الإنسان، و
تعاون الإنسان و الإنسان، و
كفاح الإنسان مع الإنسان حتى لا
ينتصر السلاح على الحق و لا
الظلم على العدل و لا
اليأس على الأمل و لا
الكراهية على الحب و لا
الموت على الحياة يجب
علينا – نحن البشر – أن نتضامن
جميعا – حيثما كنا من الأرض على
نصرة الحق و العدل و الأخوة و
الحب و سائر هذه القيم الدينية و
الإنسانية العليا.. و إلا كان
لعالمنا كله الدمار أو حياة خير
منها حياة الوحوش في الغابات..
حياة لا تنسجم أبدا مع كرامة
الإنسان و رسالة الإنسان اللهم
أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا
الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه اللهم
اجعلنا مع الحق و لو كان الحق مع
أعدائنا و لا
تجعلنا مع الباطل و لو كان مع
أمهاتنا و آبائنا اللهم
اجعلنا كالبنيان يشد بعضه بعضا اللهم
اجعلنا في عالمنا كالجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالسهر و الحمى اللهم
اجعلنا رسل رحمة و خير وسلام في
عالمنا و عصرنا عباد
الله: إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ
عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ
ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (90) ( 16 سورة النحل )
و الحمد
لله رب العالمين و
السلام عليكم و رحمة الله
وبركاته --------- *ترجمة
كلمة الأستاذ عصام العطار عن
اللغة الألمانية في "يوم
التضامن مع غزة" في مدينة آخن
يوم 1/3/2009 م ـــــــ المصدر
: الدار الإسلامية للإعلام ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |