ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  12/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ملخص سيرة الشيخ محمد الغزالي

الذكرى الـ 13 لوفاة الشيخ محمد الغزالي

عمر

بينما كنت أخوض في حديث مع ” ابو احمد ” حول الإخوان المسلمين وتوجههم ، فوجئت به يؤكد ان شباب الإخوان يعتنون بذكر الإمام حسن البنا أكثر من ذكر الصحابة وربما الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلم أجدني إلا مضطراً لتصحيح تلك الفكرة كوني متأثراً بفِكر الإمام البنا .. كما وجدتني مضطراً لذلك التساؤل الذي يرافقني منذ أيام : هل سأكتب عن الشيخ محمد الغزالي ام عن يوم مولد الرسول خاصة ً وانهما حلاّ علينا هذا العام يوم واحد ؟؟ فكان قراري الأخير والأكيد بأنني سأكتب عن الشيخ محمد الغزالي كونه أفضل من ترجم أفكار الرسول صلى الله عليه وسلم ، بما يتناسب مع قدراتي العقلية وظروفي البيئية سواء ً كانت مكانية او زمانية !

 

مُلخص سيرة الشيخ ومسيرته

من هو الشيخ محمد الغزالي ؟

وُلِد الشيخ محمد الغزالي أحمد السقا يوم 22 أيلول (سبتمبر) من سنة 1917م في قرية (نكلا عنب) بمحافظة البحيرة وكان المولود البِكر فكان لميلادهِ وقعاً طيبا على أبيه الصوفي الأريب الحامل لكتاب الله والمُشتغل بالتجارة والذي كان قد قرر أن يهبه لله ويعلمه القرآن ويدفع به إلى الأزهر.

 

التسمية

كان الأب الصوفي شديد الحب للشيخ العالم أبو حامد الغزالي (محمد أحمد الغزالي)، وهنا يقع الكثيرون من المُثقفين والمُلتزمين الجُدد فإذا سمعوا محمد الغزالي ظنوا أن الحديث عن أبو حامد الغزالي أو العكس، ولكن المثير أن أصدقاء العائلة يقولون بأن تسمية الشيخ محمد الغزالي إقترنت بمنام رأه اباه فإستحوى منه التسمية. ولكن الشيخ محمد الغزالي يقول في هذا الشأن: “إن التسمية إقترنت بشخصي ولكنها لم تؤثر في تفكيري فأنا انتفع من تراث أبي حامد الغزالي صاحب تهافت الفلاسفة، كما انتفع من تراث خصمه إبن رشد صاحب تهافت التهافت”.

 

الطفولة

ما إن أتم محمد الغزالي الطفل أعوامه العشرة الأولى حتى أتم حفظ كتاب الله وبعد الحفظ كانت الخطوة بإلحاقه بالمعهد الديني فكانت التضحية من الأب أن باع كل ما يملكه في القرية، ليستقر هو وعائلته في الإسنكدرية فإشترى سكنًا يأويهم ومكتبةً يقتاتون منها قوت يومهم، كل هذا حتى يتمكن الشيخ محمد الغزالي من الدراسة في الأزهر.

 

كانت هذه المكتبة من أبرز المحطات التي اثّرت في حياة الشيخ محمد الغزالي، فيقول عن نفسه: “وطفولتي كانت عادية ليس فيها شيء مثير وإن كان يميزها حب القِراءة، فقد كنت أقرأ كل شيء ولم يكن هناك علم معين يغلب عليّ.. بل كنت أقرأ وأنا أتحرك، وأقرأ وأنا أتناول الطعام”.

وبعد السكن في الإسكندرية تعصفُ الرياح الهوجاء بعائلة الشيخ محمد الغزالي فالفقر من جهة وحياة المدينة بغلائِها من جهة أُخرى أجبرا العائلة على ترك المدينة والعودة للقرية الأم. ويستمر الشيخ محمد الغزالي لوحده في المدينة الكبيرة ولأن القارئ لا بد وأن يكون له رأي يعبر عنه، فقد إشترك الشيخ محمد الغزالي في عدة مظاهرات كانت سببًا في دفعه جنيهين كغرامة أتضطر الأب دفعها بعد أن ضيّق على أهل بيته وإقتصد أشد إقتصاد وقد أدت إلى فصل الشيخ عامًا دراسيًا مرة أُخرى. ولم تنتهي الصعوبات عند ذلك، فقد المّ مرض بالشيخ أسكنه الفراش ثلاثة أشهر حتى جعل اهل بيتوه يبيعون مونة البيت حتى يوفروا له الدواء. وتتنزل رحمة الله فيُشفى الشيخ محمد الغزالي من مرضه ولكن الإمتحانات بإنتظاره وما أن وعى حتى أرسل يطلب الكراسات من زملائه فيقول الشيخ:

 “كان علي أن أستعد للإمتحان في عشرين عِلماً، هي المقررات الرسمية للسنوات الأولى والثانية والثالثة ثانوية”.

وينجح الشيخ في الإمتحان فيقول في ذلك:

 “وكانت المفاجأةُ، نجحتُ في الإمتحان بل كُنتُ من الأوائل في القطر كله والأوائل في معهد الإسكندرية، وأحسستُ بداخلي أن هذه ليست مهاراتي بل كانت دعوات أبي المؤمن المتوكل الصبور! “.

 

الشيخ حسن البنا ..

كانت من عادات الشيخ ملازمة المسجد لمذاكرة الدروس، وذات يوم يدخل الإمام البنا يلقي على الناس موعظة، فيتأثر الشيخ محمد ويتعلق بالإمام البنا ويوفقه الله في أن تتوثق العلاقة بينهما، فإستمر عمله مع الإمام في ميدان الكفاح الإسلامي حتى إسشهد. ويذكر الشيخ محمد الغزالي في هذا المضمار:

 “حسن البنا أستاذي الأول في ميادين كثيرة وكنت - وأنا طالب - أستمعُ إلى محاضراته في القرآن الكريم واتأمل معه النظرات التي كان يرسلها وكنت أعود إلى بيتي فألخص ما استطعت فهمه من هذه المحاضرات”.

ذات يوم، يكتبُ الشيخ محمد الغزالي مقالا ويرسله إلى مجلة الإخوان، فيُهمل المقال في البداية حتى يكتشفه المحرر الأستاذ صالح العشماوي فينشره كإفتتاحية العدد ولما قرأه الإمام البنا كتب للغزالي رسالة ننقل منها: “هكذا يجب أن تكتبوا أيها الإخوان المسلمون. أكتب وروح القدس يؤيدك والله معك”.

 

الدراسة في ظل الفقر !

بعد أن انتهى الشيخ من المعهد الأزهري ينتقل ليدرس في كلية أصول الدين وهناك يلتقي بالفقر مرة أُخرى، فذات يوم يعرض على الطلاب كتاب شرح النووي لصحيح مسلم بنصف جنيه مقسطا على عشرة شهور فيقول: “هززت رأسي بأسي وقلت: ما معي يكفي للأطعمة والملابس، وأختفيتث دون أن يشعُر بي أحد. ذلك الحدث إضطر بشخص الشيخ أن لا يكون كالآخرين، فمن جهة جعله شديد الإنصات لكل ما يقوله الأساتذه ومن جهة يضطر لمجالسة بعض من عندهم الكتب حتى يتثبت من حكم نسيه، ومن جهة صار كالمكفوفين الذين يعتمدون أولا وأخيرا على ذاكرته كما تعلم أيضا الإقتصاد في الأوراق فليس هناك مبيضة ومسودة فهي ورقة واحدة يجب إستغلالها كلها بكل ما فيها من مساحة.

 

العمل في الإمامة ..

في فترة ما ، بعد تخرجه وبعد استبعاد وجود فرصة للعمل، يلوح الأمل للشيخ عندما اعلنت وزارة الأوقاف عن مسابقة في الإمامة والخطابة والتدريس، وينجح الشيخ ويتم تعيينه في مسجد عَزَبان في وسط القاهرة .. وهناك يكتشف مدى جهله بأمور الدين فالإمامة تتطلب منه أن يلقي كل يوم موعظة وكل جمعة خطبة فيقول: “إنني في هذا المسجد عدت تلميذا مرة أخرى، وكان الكتاب الديني وغير الديني أستاذي وكان إذا حضر عميد كلية أصول الدين في طريقه إلى مجلس الأزهر الأعلى أحبسه لأستفيد منه حلولا كثيرة لمشكلات علمية تعترضني، فإذا تبرم لطول ما احبسه أقول له في جدِّ : انتم أعطيتموني الشهادة على جهل فتداركوا ما فعلتم فيضحك ويصبر”.

 

زواج الشيخ

كما كل شاب ، شرع الشيخ محمد الغزالي في تحقيق حلمه الشرعي بالزواج ، وكمعظم خطوات الشيخ ، كانت الصعوبة حليفة هذه الخطوة ، فبدأت المسألة معقدة جدا وذلك عندما إقترنت بحالة الشيخ المادية وفقره ، ولكن ما خفف من حدتها ، وساطة الشيخ الإمام حسن البنا ، حيث إستطاع ان يقنع والد العروس بأن الشيخ محمد الغزالي احسن من غيره .

 

وفاة الوالد

بعد ان إشتد المرض الذي ألم بوالد الشيخ وقنوط الطبيب من علاجه ، بدأ الاهل يتناوبون في الليالي بالسهر على تمريض والدهم ،، وفي ليلة ليلاء بينما الشيخ جالس بجانب والده شعر وكأن ذبالته إرتعشت ،، حينها كان ملك الموت قد ادى المهمة .. فكانت هذه مرحلة صعبة في حياة الشيخ جعلته يلتزم بأن يحل محل الاب فيتحمل مسؤولية تعليم الذكور وتزويج البنات !

 

سجن الشيخ

كانت اول تجربة للشيخ مع السجن قد تزامنت مع محنة الإخوان المسلمين وقتل الامام البنا ، فقضى في السجن عاماً ،يؤم اخوانه ويطالب بحقوقهم ويخطب الجمعة قضاها مع السيد سابق والشيخ القرضاوي .

وفي عهد عبد الناصر سجن الشيخ لأيام قليلة بعد ان تمت دعوته للحديث عن الإرهابيين في الإذاعة ، ولما رفض ان يتحدث كما حدد الرئيس فما إن مضت بضعة ساعات حتى حضرت الشرطة والقت القبض عليه .

 

في الديار الحجازية

جاء عرض إلى الشيخ الغزالي بالتدريس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة فوافق وودع مصر .. ليقضي بعدها سبع سنوات قضاها في الدعوة ، كذلك فقد كان له برنامج إذاعي بعوان : ادع إلى سبيل ربك .. وكتب كتابه : فقه السيرة ، في المدينة المنورة وكان له اثراً مميز وتلامذة نبهاء وعطاء لا زال الكثيرون ينهلون من نبعه إلى اليوم .

 

في قطر

طلبت قطر من الشيخ ان يعمل بجامعتها استاذا بكلية الشريعة ، فرحب بالفكرة ، فكان يمضي فيها نصف عام كل سنة ، ساهم فيها بتطوير كلية الشريعة وتخريج اجيال صالحه ، ويُذكر ان الحكومة كانت تعامله بكرم وتستشيره في كثير من الامور .

 

في الجزائر

كانت الجزائر من الدول التي يذهب الشيخ الغزالي إليها مرارا ، يحضر الملتقيات الفكرية ويلقي المحاضرات .. وفي احدى زياراته ،، وصلته رسالة تحذره من العودة إلى مصر لان الرئيس السادات يتوعد له بالسجن ،، فلما علم الرئيس الجزائري ، الشاذلي بن جديد ، والذي كان ضيفا في مؤتمر حضره الشيخ ، سلم على الشيخ وطلب منه ان يعتبر الجزائر بلده الثاني ، فمكث الغزالي فيها وساهم في اكثر من مشروع دعوي كان اهمها إفتتاح جامعة الامير عبدالقادر للعلوم الإسلامية .

 

الصفحة الاخيرة

في 9 اذار من عام 1996 دعي الشيخ للمشاركة في مهرجان الجنادرية الثقافي ، وفي اليوم الرابع كان الشيخ يستمع لكلمة من احد المشاركين وكان في الكلمة هجوما على الإسلام ، لم يتحمل الشيخ ذلك فطلب الكلمة ، وبعد ان تأخر إعطاؤه إياها ، لم يتحمل قلبه ، ففاجأته ازمة قلبية لم تدع لطبيب فرصة فإلتفت الجمع حول الشيخ وهب اكثر من طبيب كانوا في المؤتمر لمد يد العون ولكن اثر ملك الموت كان عيانا للموجودين .

وهكذا ودع الشيخ الحياة .. وطوى آخر صفحات جهاده !!!

ــــــــ

المصدر : عمر توك

http://omartalk.com/omar/?p=1255

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ