ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
بطولات القسام بمعركة الفرقان أسر
جندي آخر وقصف العدو لهم ملحمة
بطولية خاضها ثلاثة مجاهدين من
القسام قبل استشهادهم القسام
ـ خاص: يوماً
تلو الآخر تتكشف ملاحم البطولة
التي سطرها مجاهدو "كتائب
الشهيد عز الدين القسام"
الجناح العسكري لحركة
"حماس" خلال معركة
الفرقان، وقدموا خلالها
نموذجاً للمقاوم الفذ الذي
يقاتل حتى الطلقة الأخيرة ويفضل
الشهادة على الاستسلام. إنها
حكاية ثلاثة مجاهدين من
"كتائب القسام" نجحوا في
أسر أحد الجنود الصهاينة،
وخاضوا قتالاً أسطورياً وقدموا
ملحمة بطولية للحفاظ عليه لمدة
يومين، ولم يستجيبوا لدعوات
الاستسلام التي وجهها لهم
الاحتلال عبر عدد من المدنيين
الفلسطينيين قبل أن يقدم
الاحتلال على قصفهم مع المنزل
بشكل كامل ما أدى إلى استشهادهم
ومقتل الجندي الصهيوني.
الجانب الأول من الحكاية
كشف عنه "أبو عبيدة"
المتحدث باسم "كتائب
القسام" في مؤتمره الصحفي عقب
اندحار قوات الاحتلال عندما أكد
تمكن المجاهدين في الخامس من
كانون الثاني / يناير الجاري من
أسر جندي صهيوني بواسطة كمين
محكم، واحتفظوا به لمدة يومين
في أحد المباني على أرض المعركة.
وأشار إلى أن العدو أرسل إلى
المكان أحد المواطنين الذين
اختطفهم كدروع بشرية لمساومة
المجاهدين لتسليم الجندي، إلا
أنهم رفضوا تسليم أنفسهم أو
تسليم الجندي، وهنا تدخل
الطيران الحربي الصهيوني وأقدم
على قصف المكان وقُتل الجندي
واستشهد في العملية ثلاثة من
مجاهدي القسام وهم: محمد فريد
عبد الله، محمد عبد الله عبيد،
وإياد حسن عبيد.
الجانب الآخر للحكاية رواه
المواطن الفلسطيني مجدي عبد ربه
الذي استخدمته قوات الاحتلال
كدرع بشري من أجل إقناع
المجاهدين على الاستسلام
لصحيفة "اندبندنت"
البريطانية. بداية
المعــركـة القصة
بدأت في اليوم الثاني للهجوم
البري الصهيوني، في الخامس من
كانون الثاني (يناير) عندما وصلت
قوة صهيونية برفقة فلسطيني كانت
تستخدمه كدرع بشري" إلى منزل
المواطن "مجدي عبد ربه" في
عزبة عبد ربه في جباليا شمال
قطاع غزة. وبعد أن
طلب منه الجنود أن يخلع قميصه
وبنطاله للتأكد من أنه لا يحمل
سلاحاً، أمروه أن يطلب من زوجته
وجدان (39 سنة) وأفراد العائلة
الخروج. وبعد
ذلك أشهر ثلاثة جنود السلاح في
وجه عبد ربه بينما عائلته لا
تزال في الباحة، وقام الجنود
الصهاينة بتفتيش منزله من أسفله
إلى أعلاه، ثم سأله الجندي
الصهيوني الذي يتحدث العربية عن
المنزل المجاور لمنزله، قال لهم
أنه يعتقد أن لا أحد في ذلك
المنزل. يقول
مجدي: "وصل أحد الضباط وأصدر
أوامره بتفتيش المنزل المجاور،
حينها سار الضابط في المقدمة
بحذر على الدرج وبندقيته "إم
16" موجهة إلى الأسفل، وأنا
خلفه وكان الجنود ما زالوا
يشهرون السلاح خلفه، وفجأة بدأ
الضابط يصيح في جنوده بأن
تراجعوا للخلف".
وأضاف: "عدنا أدراجنا على
السلالم، وقد سحبني الجنود
ووقعت مرتين، وذهبنا إلى
منزلي". وأصبح ما شاهده
الضابط الصهيوني واضحاً عندما
تعرض الجنود فجأة وهم على أهبة
الاستعداد القصوى خارج ساحة
منزل عبد ربه لإطلاق النار
عليهم، نقل عبد ربه إلى مسجد
قريب كان مليئاً بالجنود ووضع
القيد على يديه وطلب منه أن يجلس
هناك. سنطلـق
عليك النـار بعد 15
دقيقة من الصمت أطلق مجاهدو
"كتائب القسام" النار مرة
أخرى، وواصل عبد ربه رواية
حكايته قائلاً: "اتخذ الجنود
مواقع لهم عند نوافذ المسجد
وبدؤوا في الرد على النار،
وبدأت أصيح موجها كلامي للجندي
الذي يتحدث العربية: "زوجتي
وأبنائي في خطر هناك". فقيل له
"اصمت وإلا سنطلق عليك
النار". يضيف عبد ربه:
"انهرت وبدأت في البكاء،
وخشيت أن تكون عائلتي قد قضت
نحبها". بقي
عبد ربه محتجزاً لدى القوات
الصهيونية لمدة يومين، وكان
مقيداً لبعض الوقت، ويستخدمونه
كدرع بشري للوحدة الصهيونية في
تحركها في المنطقة، وفي أحيان
كثيرة تحت وابل كثيف من
النيران، وفي إحدى المرات طلب
منه أن يفتح أبواب سيارتين في
منزل آخر للتحقق منهما، قبل
النداء على السكان
في الطابق الأرضي وفي فترة
ما بعد الظهر أمره الجنود أن
يتوجه لتفحص المبنى المدمر الذي
كان مقاتلو "حماس"
يتمركزون فيه قلت إنني لن أذهب.
قد أتعرض للخطر ولديّ زوجه
وأطفال".
وأشار إلى أن الضابط
الصهيوني أبلغه "لقد أطلقنا
تجاههم 10 صواريخ وقتلناهم"،
وطلب منه أن يذهب إلى المنزل
ويحضر أسلحة المجاهدين بعد أن
تلقى ضربة من عقب بندقية وركلة
لتنفيذ الأمر، يقول عبد ربه
"ذهبت إلى منزلي ورأيت أن
عائلتي ليست هناك، بحثت عن آثار
دماء، فلم أجد شيئا، كان خاليا،
وعندما نزلت على الدرج كنت أصيح
قائلا "أنا مجدي" كي لا
تذهب بهم الظنون ويعتقدوا أنني
صهيوني ويطلقون النار علي". ما أن
اقترب من باب الشقة حتى شاهد أحد
المقاتلين وبندقيته مشهورة يقف
لحراسة القاعة وخلفه اثنان
آخران، بقي عبد ربه في الممر،
وقال لهم إن جنود الاحتلال
يعتقدون أنكم أموات. "سألوني
أين موقع الجنود وقلت لهم إنهم
منتشرون في كل مكان، فطلبوا مني
أن أغادر المكان". وقال:
"كانوا ثلاثة رجال يحملون
بنادق "كلاشنيكوف "
ويرتدون ملابس التمويه وقبعات
على رؤوسهم تظهر عليها علامة
"كتائب عز الدين القسام"،
كانوا لا يزالون أحياء وإن كان
واحد منهم قد أصيب بجروح بالغة،
وأقنع عبد ربه أن يشد الرباط حول
ذراعه الأيمن. كان أصغرهم –
ربما 21 سنة – يحتمي وراء قطعة من
المبنى المهدم، حيث يمكنه أن
يشاهد القوات الصهيونية التي
أرسلت الزائر.
قال لهم عبد ربه بصوت متهدج
"أرسلوني مرة ثانية إليكم لكي
آخذ منكم أسلحتكم، قالوا لي
إنكم أموات". رد عليه الأصغر
سنا بتحد واضح: "قل للضابط،
إذا كنت رجلا فلتتقدم إلى
هنا". طلب منه
الجنود المختبئون خلف حائط منزل
على بعد 100 متر، أن يخلع ملابسه
للتأكد من أنه لا يخفي أي سلاح
بعد مغادرته المنزل، بعد ذلك
طلب منه أن يقوم برحلة ثالثة إلى
موقع المقاتلين، ويقول عبد ربه
إن الضابط الإسرائيلي شتمه
وركله بعد أن استمع إلى تقريره،
بعد وقت قصير قامت مروحية
"أباتشي" بإطلاق ثلاثة
صواريخ يقول إنها "دمرت"
المنزل الذي كان فيه المقاتلون. لا
زالـــوا أحيــــاء هبط
الظلام عندما أمرته القوات
الصهيونية بالذهاب إلى ذلك
المنزل مرة أخرى، إلا أن عبد ربه
أقنعهم أن المشي عبر الركام من
منزله أمر مستحيل في الظلام.
"واصلت السؤال عن عائلتي،
وكان ردهم باستمرار أنهم لم
يصابوا بأذى". ومن عجب
أن المقاتلين كانوا لا يزالون
أحياء، وأطلقوا النار مرة أخرى
تجاه جنود الاحتلال، ثم أخذ
السيد عبد ربه إلى منزل آخر وأمر
بالبقاء هناك مكبل اليدين في
البرد و"قلقاً على عائلتي
وبيتي". وحضر
الجنود الصهاينة لأخذه مرةً
أخرى في السادسة والنصف صباحاً
مؤكدين له "لقد قتلناهم
الليلة الماضية" وأمروه
بالذهاب ليرى، وشرح السيد عبد
ربه: "قلت: كيف يمكن أن اذهب؟
سقف بيتي مدمر، الأمر خطير
جداً". ولكنه
استطاع، بعد أن لم يتركوا له
خياراً، الوصول إلى الدرج
والنزول بحذر وهو ينادي كما فعل
مرتين من قبل. وقال: "رأيت كل
شيء مدمراً. كانوا جميعهم جرحى
ولكن الشخص الذي كان ينزف كان
الأسوأ حالاً. كان يرفع أصبعه
ويقول: لا اله إلا الله".
لن نستسلم أبداً ويضيف
"كان أحدهم ممدداً تحت
الأنقاض لكنه كان ما يزال
حيَاً، قال الشخص الأفضل حالاً
إنهم لا يمكن أن يستسلموا أبدا
وأنهم سيصبحون شهداء، وذكر لي
أحدهم اسمه طالباً مني أن أوصل
رسالةً إلى عائلته".
وقال السيد عبد ربه إن جنود
الاحتلال بدؤوا بإطلاق النار
بينما كان هناك وأنه ركض هارباً.
وأوضح: "عدت إلى الجيش وكذبت
عليهم. قلت: قالوا لي أنهم
سيقتلونني إذا عدت". ثم
استخدم الجنود الصهاينة مكبراً
للصوت ليخاطبوا المسلحين
بالعربية: "لكم عائلات،
اخرجوا وسنأخذكم إلى المستشفى
ونعتني بكم، المنطقة مليئة
بالقوات الخاصة، قادة حماس كلهم
مختبئون تحت الأرض".
قال عبد ربه: "بينما كانوا
يتحدثون كذلك، أطلقت النار من
جانب مقاتلي كتائب القسام مرة
أخرى، ودفعني الضابط إلى الجدار
وقال: أنت تكذب علي، يوجد أكثر
من ثلاثة هناك". آخــر
مهـلـة .. 15 دقيقة ثم أمر
الجنود اثنين آخرين من السكان
بأخذ كاميرا إلى المنزل لتصويره
وتصوير مقاتلي "حماس"،
وبعدئذ أرسل الجيش كلباً عاد
مجروحاً وسرعان ما مات بعد ذلك،
ثم قيل للمسلحين: "أمامكم 15
دقيقة للخروج من دون ملابس
ورافعين أيديكم. إذا لم تفعلوا،
فسنهدم البيت عليكم".
وبعد 15 دقيقة، تحركت جرافة
بين المنازل والجامع، ودمرت
أجزاء كبيرة من البيت قبل أن
تقوم بهدم منهجي للبيت الذي كان
مجاهدو القسام بداخله ومعهم
الجندي الصهيوني المأسور، وكان
يوم الثلاثاء قد بلغ منتصفه
عندئذ. رأى
السيد عبد ربه قبل أخذه بعيداً
عن منزله المدمر رؤية واضحة ذلك
المنزل المهدوم بجانبه وجثامين
مجاهدي كتائب القسام الثلاثة
ممدة على الأنقاض. وبهذا آثر
مجاهدو القسام الاستشهاد على
الاستسلام ليقدموا بذلك
نموذجاً فريداً في التضحية
والفداء. ــــــــــــــــ http://www.alqassam.ps/arabic/news1.php?id=8401 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |