ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
فالكيري
Valkyrie:
تمجيد
قادة انقلاب على هتلر ومحاولة
لاغتياله ضمن موجة
أفلام أخرى عن "المحرقة" د.
إبراهيم علوش كلمة
"فالكيري" Valkyrie في
أساطير القبائل الجرمانية
الشمالية، ومنهم الفايكنغ، هي
امرأة، أو مفرد نسوة بجناحين
تنزل من السماء لاختيار واصطحاب
المحاربين الشجعان الذين
يقتلون في المعارك إلى الجنة. وقد وضع
ملحن الموسيقى الكلاسيكية
ريتشارد فاغنر معزوفة مشهورة
عام 1870 باسم ال"فالكيري"
بصيغة الجمع، أي جماعة
الفالكيري.
وكذلك وضع الروائي
البرازيلي باولو كويلو عام 1992
رواية بنفس الاسم عن عصابة من
النساء يركبن الدراجات النارية
في صحراء كاليفورنيا...
فمصطلح "فالكيري" ليس
غريباً عن الثقافة الغربية، وقد
تجده في ألعاب الفيديو وعناوين
الأغاني، لكنه اختير هذه المرة
كعنوان لفيلم من بطولة الممثل
الأمريكي المعروف توم كروز
وإنتاج أحد أكبر ستديوهات
هوليود، هو "الفنانون
المتحدون" United Artists، عن محاولة انقلاب على هتلر ومحاولة على
حياته. كان
هتلر يعشق موسيقى الملحن
الألماني فاغنر، ولذلك كره
اليهود فاغنر وحظروه - بشكل غير
رسمي - في الكيان الصهيوني.
ويقال بأن فاغنر آمن بتفوق
العرق الأبيض، وكتب كراساً عن
انحطاط الموسيقى بسبب النزعة
التجارية اليهودية... فليس من
المستغرب أن يطلق النازيون
مصطلح "عملية فالكيري" على
خطة طوارئ سرية كانوا قد أعدوها
جيداً للإمساك بمفاصل الدولة
الألمانية إذا ما حدث انهيار
شامل نتيجة قصف الحلفاء المكثف
للمدن والبنية التحتية
الألمانية خلال الحرب العالمية
الثانية، أو إذا ما حدث انقلاب.
وقد أعد النازيون جيشاً
احتياطاً كاملاً ودربوه وجهزوه
تهيؤاً لمثل تلك الحالة.
(وما حدث في العراق بعد
الاحتلال يوحي بأن الشهيد صدام
حسين كان قد هيأ لعملية فالكيري
عراقية خاصة به أيضاً!). من هنا
جاء عنوان الفيلم الذي يلعب فيه
توم كروز دور ضابط ألماني كبير
هو كلاوس فون ستافن برغ كان رأس
حربة حلقة داخلية لضباط وقادة
ألمان كبار حاولوا دون جدوى
القيام بانقلاب على هتلر
واغتياله. وكان
فون ستافن برغ وبعض هؤلاء قد
تغلغلوا في قيادة جيش الاحتياط
المهيأ لتنفيذ "عملية
فاكليري".
وكان مشروعهم السياسي، خاصة
بعد بدء تراجع الحملات العسكرية
النازية في شرق وغرب أوروبا،
الإطاحة بالنازيين وعقد صلح مع
الحلفاء من أجل إنقاذ ألمانيا،
لكنهم فشلوا، فالقي القبض عليهم
واعدموا في 20/7/1944، ومعهم فون
ستافن برغ. تلك
بالطبع تفاصيل تاريخية معروفة
يعتمد فيلم "فالكيري"
عليها بشكل حرفي، إذا استثنينا
بعد الإثارة الهوليودي المسطح
في الفيلم، وشخصية توم كروز
الأكثر تسطيحاً، وإذا
استثنينا، وهذا هو الأهم،
الرسالة السياسية الراهنة
للفيلم (ففالكيري بالنهاية ليس
فيلماً تاريخياً وثائقياً)... أما
علاقة "فالكيري" بالحبكة
فهو أن الضباط الألمان
المنقلبين على هتلر، بعد
تغلغلهم في قيادة جيش الاحتياط،
تفتقت مخيلتهم عن مؤامرة (حقيقية
وموثقة) لاستخدام "عملية
فالكيري" ضد النازيين أنفسهم.
وكانت فكرة تلك المؤامرة
تقوم على اغتيال هتلر بمتفجرة
مزروعة في حقيبة خلال اجتماع
للضباط الكبار معه، ومن ثم
الزعم أن قادة وأعمدة النظام
النازي أنفسهم – الموالين
لهتلر في الواقع - هم الذين
قتلوه وانقلبوا عليه، وبالتالي
تم تحريك جيش الاحتياط بموجب
"عملية فالكيري" نفسها
لإنقاذ النظام منهم واعتقالهم
ومحاكمتهم وتصفيتهم، أي
لاستلام السلطة والانقلاب على
هتلر وقتله، بعد تحويله إلى
شهيد رسمي لحركتهم الانقلابية.
وكان نجاح محاولة الانقلاب
التي يديرها فون ستافن برغ
يعتمد أساساً على وجود معظم
القوات الألمانية، عدا قلة من
الأس ألأس (القوات الخاصة
النازية)، وعدا جيش الاحتياط
طبعاً، بعيداً جداً عن برلين في
جبهات القتال، وعلى قدرته على
تنظيم عملية انقلابية واسعة
بمثل هذه الخطورة تحت أعين
وآذان أجهزة الغستابو والأس أس
والحزب النازي والدولة. زُرعت
القنبلة وانفجرت وسُمع دويها،
فاعتقد فون ستافن برغ أن هتلر
قُتل وشرع بتنفيذ عمليته
الانقلابية بالاعتماد على جيش
الاحتياط.
لكن نقل مكان الاجتماع بين
هتلر والضباط من تحصين إسمنتي
مسلح تحت الأرض ومغلق إلى مكان
مفتوح في اللحظة الأخيرة أدى
إلى عدم كفاية الشحنة المتفجرة
لتحقيق الهدف، أي اغتيال هتلر،
إذ أن حجمها الصغير كان قد حُسب
على أساس انفجارها في غرفة
صغيرة محكمة الإغلاق... فأصاب
انفجارُها هتلر بجروح ولم يمت..
ومع بقاء هتلر على قيد
الحياة، كان مصير الانقلابيين
محتوماً، بسبب ولاء الشعب
والجيش له... فحتى الانقلابيون
كانوا يعرفون ذلك ويحاولون
تجييره لمصلحتهم.
ويسجل هنا أن كل جندي ألماني
كان قد أقسم يمين ولاء شخصي
لهتلر، وأن ذلك القسم كان يؤخذ
بجدية تامة، ولذلك لم تنته
المقاومة الألمانية للحلفاء
إلا بعد انتحار هتلر في مخدعه في
برلين في 30/4/1945.
وقصة الولاء الشخصي لهتلر
هذه لا يشير إليها الفيلم
مباشرة، وربما يتحرج منها، مع
أن كل مشروع الانقلاب يقوم على
استغلالها. وبغض
النظر عن الموقف من هتلر، ومن
الأيديولوجية العنصرية التي لا
يمكن أن يؤيدها أي إنسان متنور،
فإن هتلر قد ذهب منذ عقودٍ
طويلة، وألمانيا لم يعد يحكمها
النازيون، ولا النازية أو
الفاشية أيديولوجية مهيمنة في
أوروبا أو غيرها.
فلماذا تعيد هوليود إحياء
عظام النازية وهي رميم؟
لماذا، إلا لأن السطوة
اليهودية في العالم اليوم تقوم
على عقيدة نفي النازية
ومعاداتها؟
وبالتالي، مع صعود النفوذ
اليهودي في العالم، وهيمنة
اليهود على أجندات الحوار، حتى
ضمن حركات "التضامن" مع
القضية الفلسطينية في الغرب،
يصبح من الضروري تبرير السطوة
اليهودية عقائدياً بالإعلاء من
شأن النازية في السينما. فيلم
"فالكيري" بلغت موازنته 75
مليون دولار حسب استديو "الفنانون
المتحدون" الذي أنتجه،
وتسعين مليوناً حسب استديوهات
منافسة. وتم
أطلاقه يوم عيد الميلاد في
الولايات المتحدة في 25/12/2008 (صدفة؟)،
وبلغت عائداته في أول شهرين من
إطلاقه 175 مليون دولار، منها
ثمانين مليوناً في أمريكا
الشمالية. فيلم
"فالكيري" يبدأ جملته
الأولى على لسان توم كروز (العقيد
الركن فون ستافن برغ) بالتفكر
باضطهاد هتلر لليهود، وهو يدون
مذكراته. ثم
نرى فون ستافن برغ يتعرض لقصف
الحلفاء في صحراء تونس، ليفقد
عينه اليسرى ويده اليمني وبضع
أصابع من يده اليسرى.
فمدبر المؤامرة الضابط فون
ستافن برغ يتم إبرازه كضابط
ألماني مخلص وجدي ومحترف، وكذلك
الانقلابيين زملائه، وهدفهم
الوحيد هو إنقاذ ألمانيا، وليس
ممارسة الخيانة مدفوعين بشهوة
السلطة. وفون
ستافن برغ رجل عائلة يحب زوجته
الجميلة وأطفاله، لكنه يخاطر
بهم وبما يمكن أن يحدث لهم على
وجه التأكيد لو فشل، من أجل
ألمانيا. المهم
أن يتبنى المشاهد هوس قتل هتلر،
ومشروع الإطاحة بالنازيين، حتى
يصبح مشروع المشاهد وعقيدته،
وهي حاجة ضرورية للنفوذ اليهودي
لكي يبرر نفسه، ويخلق التعاطف
والتأييد له.
وفي الجزء الثاني من الفيلم
حيث تصبح اللقطات التصويرية
أسرع وعلى مستوى الممثلين يحاول
الفيلم التحول إلى فيلم إثارة
هوليودي بغض النظر عن البعد
التاريخي، وكان منتجو الفيلم قد
خافوا الفشل التجاري، فركزوا
على هذا الجانب وأنفقوا على
الحملة الإعلانية والترويجية
للفيلم أكثر مما أنفقوا على
إنتاجه.
وربما يغطي هذا الجانب
التجاري على الرسالة الأساسية
للفيلم، مع أن جانب الإثارة هذا
يخدم الرسالة الأساسية للفيلم
ولا يتعارض معها. وفي
مقابلة مع أحد مواقع الإنترنت،
يقول توم كروز الذي شارك بتمويل
فيلم "فالكيري" وإنتاجه:
"لقد ترعرعت وأنا أنظر
للمحرقة وأنا أفكر: لماذا لم
يقتلوه؟ (هتلر)... فما أجده
ملهماً هنا هو أن هنالك أشخاص
وقفوا ضد هذا (المحرقة) وحاولوا
قتله... لقد ذهبوا فعلاً إلى ذاك
الحد وخاطروا بكل شيء لإيقافه".
إحياء
العداء للنازيين: http://www.alarabalyawm.net/pages.php?news_id=148457 وقد جاء
فيلم "فالكيري" ضمن موجة
أفلام هوليودية تعيد إحياء
العداء للنازيين وجو الحرب
العالمية الثانية، والمعاناة
اليهودية في "المحرقة"
المزعومة، خلال الأشهر الأخيرة
من عام 2008، وبداية عام 2009، وهي
موجة جرى تمويلها بمئات ملايين
الدولارات، ومن هذه الأفلام: - "إعادة
بعث أدم" Adam
Resurrected: عن
معاناة يهودي في معسكر اعتقال
نازي يسلي سجانيه للحفاظ على
حياته بتمثيل دور كلب، فينتهي
عام 1961 في مستشفى للأمراض
النفسية في "إسرائيل".
تم إطلاق الفيلم في 22/1/2009،
وهو من تمثيل جف غولدبلوم،
وويلم ديفو. - "الولد
بالبيجاما المقلمة" The Boy in Striped Pajamas: عن ولدين صديقين، أحدهما يهودي، والأخر
ألماني، يحاولان تفهم الحياة في
معسكر الاعتقال النازي الذي
يقبعان فيه، اليهودي بصفته
سجين، والألماني بصفته ابن سجان
في نفس المعسكر.
تم إطلاق الفيلم في
الولايات المتحدة في 7/11/2008،
وشاركت بإنتاجه وتمويله شركة
الأفلام السينمائية التابعة
لهيئة الإذاعة البريطانية BBC. - "تحدي"
Defiance: عن عصبة من اليهود نجوا من
استهداف النازيين لهم، فراحوا
يقاومون النازيين بالسلاح في
المناطق الشرقية من بولندا
المحتلة. وقد
تم إطلاق الفيلم بشكل محدود
برأس السنة 2008/2009، ورسمياً في
16/1/2009. - "القارئ"
The
Reader: تم إطلاقه في 10/12/2008، ومن بطولة
كايت وينسلت (بطلة فيلم تايتنك)،
وقصته تدور حول فتى يافع يقع في
حب امرأة أكبر منه سناً لتختفي
من حياته فجأة ولتعود للظهور
بعدها بسنوات عندما أصبح طالباً
بكلية الحقوق، ليكتشف أنها
متهمة بالمشاركة بحراسة سجن
للنساء اليهوديات في معسكر
نازي، وهو ما يوقعه في أزمة
نفسية تقوده لرحلة يتعرف من
خلالها، ويتعرف معه المشاهد،
على "المحرقة" المزعومة. - "جيد"
Good: تم إطلاقه بشكل محدود في 31/12/2008،
من بطولة فيغو مورتيسون (بطل ملك
الخواتم)، وقصته تدور حول
بروفسور ألماني للإنسانيات
يرفض في البداية الأفكار
النازية تحت تأثير صديقه
اليهودي، ليعود بعدها ويخضع
لتأثير الفكر النازي، وينتهي
للعمل في معسكر نازي حيث يجد
صديقه اليهودي القديم! وهذا
مجرد غيض من فيض!
فانتبهوا للأفلام التي
يشاهدها أولادكم وأصدقاؤكم،
وعندما ترون قصة ترتبط
بالنازية، قصة تشيطنها وتعيد
إحياءها كشر أعظم على الأرجح،
فاعلموا أن تبني المعاناة
اليهودية يقبع خلف الزاوية
مباشرة، ومن هناك يبدأ تقبل
النفوذ اليهودي.
النازية
ماتت. ولكن
النازيين الجدد اليوم –
اليهود، خاصة اليساريين منهم-
يرتدون في الواقع أقنعة مناهضة
النازية! ـــــــــــــ المصدر
: العرب اليوم، 10/3/2009 http://www.alarabalyawm.net/pages.php?news_id=148458 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |