ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  17/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المسجد الأقصى- أجئت تزوره

بقلم/عرفات حجازي

رئيس وزراء اسرائيل "ايهود أولمرت" الذي لم يكن في يوم من الأيام عدوانياً على غرار اسحق رابين وشامير وبيغن وشارون ظهر فجأة وكأنه أكثر عدوانية من هؤلاء جميعاً.

في الاسبوع الأول بعد نيله ثقة الكنيست وممارسته الحكم لأول مرة أراد أن يقدم نفسه للشعب الفلسطيني على الصورة التي قدمها للطفلة"هدى غالية"التي قامت مع والديها وشقيقاتها الأربع برحلة على شاطيء غزة وكانت أولى أوامره التي أصدرها أولمرت هي قصف العائلة بصواريخ بوارجه العسكرية حتى يترك للفلسطينيين صورة تذكارية لتلك الفتاة"هدى"وهي تتلوى على رمال الشاطيء وتصرخ من أعماقها : لقد مات الجميع. أمي وأبي وأخواتي لقد ماتوا جميعاً بالصواريخ الاسرائيلية،، وكثيرون لم يعرفوا حقيقة هذا القادم الجديد ليحتل مكان السفاح شارون الذي ملأ الأرض بجرائمه ولكنني عرفت حقيقة هذا الحاقد الحقير قبل ثلاثين عاماً عندما كان أول من أخذ يفاخر بأنه سيقضي على كل أثر للمسلمين في أرض اسرائيل.

 

ازالة الآيات القرآنية،

كان أولمرت رئيساً لبلدية القدس المحتلة وبقدر ما كان يحاوله من شق صفوف الفلسطينيين ليمنع وحدتهم وترابطهم وتأييدهم للمقاومة الا أنه أخذ يفاخر بأنه كان أول من أزال الآيات القرآنية المحفورة على جدران مسجد النبي داوود في القدس.

هذه كانت بدايته. أما آخر محاولاته عندما أخذ يتفوق على معلمه شارون فهو عندما كان الاسبوع الماضي في باريس وأطلق تصريحاً زلزالياً ليبدأ حياته في القفز من البداية في أتون المعركة لأنه كما يقول ليس لديه وقت للتفاوض والمجاملة والخضوع للابتزاز.

قال أولمرت في تصريح صارخ صاخب أثناء رحلته في باريس أنه لن يتنازل عن السيادة الكاملة لاسرائيل في جبل الهيكل"المسجد الأقصى"الشريف، وكان أولمرت منذ فوز حماس في انتخابات التشريعي ومن ثم تأليفها الحكومة الفلسطينية وهو يعلن بمثل هذا الصخب بأنه على حماس أن تعترف أولا وقبل كل شيء بالاتفاقات التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل. كان يطالب حماس بالموافقة على الاتفاقات قبل أن يطالبها الاعتراف باسرائيل وحقها بالوجود.

وكان كل عاقل يتساءل كيف تقوم حماس بالاعتراف باتفاقات معظمها سرية دون أن تعرف فحواها ومحتواها وقبل الاطلاع عليها الا أن أولمرت عندما فجر غضبه وأعلن عدم تنازله عن السيادة الكاملة لاسرائيل على المسجد الأقصى كشف عن واحدة من تلك الاتفاقات التي يحرص أن توافق عليها حماس دون أن تطلع عليها.

 

ليست لهم شرعية

والمعروف أن اسرائيل تسعى للحصول على الشرعية لوجودها في فلسطين. المسلمون لهم شرعيتهم بوجود المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي الشريف في الخليل والمسيحيون لهم شرعيتهم بوجود كنيسة القيامة وكنيسة المهد في بيت لحم بينما اليهود ليس لهم من كنيس أو أي أثر ديني أو تاريخي في أي شبر من وطن الفلسطينيين.

انهم حصلوا على شرعيات دولية مثل وعد بلفور وقرار تقسيم فلسطين ولكنها شرعيات تتساقط عند توازن القوى او عندما يتفوق العرب على اليهود في اسرائيل.

وبعد توقيع اتفاقية أوسلو التي وصفت بأنها واحدة من أهم التنازلات قال أشهر باحث أكاديمي اسرائيلي الدكتور"ماني شتاينبرغ": ما كان يمكن أن يقدم الفلسطينيون مثل هذه التنازلات الا بسبب الشعور لدى الفريقين الاسرائيلي والفلسطيني وهو أن لهما عدو مشترك واحد هو الارهاب الاسلامي المتمثل بجماعة حماس، فهل كان معقولا أن العداء بين فتح وحماس قد بلغ أشده منذ تعارف الفريقان في أوسلو وعرف كل واحد طريقه دون أن يختلفا بعد ذلك اليوم ولو اضطر أحدهما أن يقدم التنازلات للآخر. ولكن من كان دائماً يقدم التنازلات ؟ وهل هناك شيء يتعلق بالمسجد الأقصى من تلك الاتفاقات التي يحرص اولمرت أن تقوم حماس بالموافقة عليها قبل أن يتيح لها فرص النجاح في الحكم والاستمرار في لعبة القط والفأر الى أن يأتي اليوم الذي لن يجد فيه لا القط ولا الفأر قطعة الجبن التي يتقاتلا لالتهامها.

 

قرار قضائي بالاستيلاء على الأقصى

وموضوع المسجد الأقصى كانت قد وردت الاشارات الى أن اسرائيل استطاعت الحصول على شرعية الاستيلاء عليه عندما صدر يوم 23 أيلول 1993 أي بعد عشرة أيام بالتمام والكمال من توقيع اتفاقية أوسلو التي جرت يوم 13 أيلول 1993 في البيت الأبيض بواشنطن وصدر بعد عشرة أيام قرار من المحكمة العليا في اسرائيل جرى فيه تحديد ملكية المسجد الأقصى بالتالي :"الحرم القدسي هو جزء من مساحة دولة اسرائيل وتسري عليه أحكام وتشريعات دولة اسرائيل وهذا يضم تعليمات قانون التخطيط والبناء وقانون الأثريات وكذلك حق أصحاب كل ذي عقيدة في حرية العبادة وحرية الوصول الى الأماكن المقدسة والمحافظة على عدم تدنيسها وترمي المحكمة من وراء ذلك الى فسح المجال أمام اليهود لدخول حرم المسجد الأقصى المبارك ومنع أي أعمال تقوم بها دائرة الأوقاف الاسلامية في ساحات الحرم من ترميم وزراعة أشجار واقامة احتفالات دينية"، ، وهذا القرار عندما يصدر عن أعلى محكمة في اسرائيل يكون معتمداً على أن اسرائيل أصبحت صاحبة الحق في تلك المنطقة وأن من يعترض ولا يعترف بالقرار عليه أن يراجع المحاكم حسب الأصول في الأوقات المحددة للاستئناف ولان نشر القرار تم بدون ضجة ودون اعتراض السلطة الفلسطينية فقد أصبح القرار قطعياً وهكذا حصلت اسرائيل على الشرعية التي كانت بحاجة اليها وقد دعم من هذه الشرعية الغاء الميثاق الوطني الفلسطيني الذي جرى فيه التنازل عن أهم الثوابت الفلسطينية والحق الفلسطيني في القدس ومقدساتها في كل أرض فلسطين.

وعلى ما يبدو أن قضية القدس قد أخذت من المفاوضات في أوسلو وقتاً طويلا لأن المفاوضين الفلسطينيين ليسوا مخولين للتفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني فكيف أيضاً بالأمتين العربية والاسلامية التي هي صاحبة الحق في تقرير هذا المصير.

 

آخر جلسات المفاوضين

والمعروف بأن آخر جلسات المفاوضات ما بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني التي انعقدت يوم 26 كانون الثاني 2001 بوساطة المصريين وعندما حاول الجانب الفلسطيني بحث موضوع التعويضات في القدس انفجر"بن عامي"رئيس الجانب الاسرائيلي غاضباً وقال : من الجائز أن لا يجري مثل هذا النقاش حول القدس بعد جيل كامل ويجب عليكم أن تعترفوا بصلتنا بالأماكن التي تعتبر أكثر الأمور حساسية في التاريخ اليهودي. فحتى الجماهير العلمانية في اسرائيل لا تستطيع قبول أو فهم أية اتفاقية لا يكون فيها جبل الزيتون المسجد الأقصى قسماً من اسرائيل، وطبعاً قبل أوسلو وقبل التنازلات وقبل تلك الاتفاقات السرية لم يكن يهوديا لا من المتطرفين أو العلمانيين يحلم أن يكون له فرصة الاقتراب من مباني المسجد المقدس الذي أكدت عصبة الأمم بعد اجراء تحقيقات مطولة عام 1929 أنه ليس لليهود أي حق في هذه الأماكن الاسلامية وأن على اليهود أن لا يدنسوا حجارة المسجد الأقصى في القدس والحرم الابراهيمي الشريف في الخليل وأن لا يقتربوا منها على الاطلاق، والمسجد الأقصى الشريف هو بيت الله بناه أنبياء ورعاه أنبياء وصلى فيه أنبياء ومؤمنون وقد كان كل نبي يورثه لمن بعده وراثة عبادة ورعاية وذكر لله فيه. ونحن المسلمين الأمة الوارثة لمن سبقنا من الأمم ونبينا محمد"ص"هو خاتم النبيين امام الأنبياء الذي جاءه القران الكريم المصدق لما بين يديه والمهيمن عليه فلا حق لغير المسلمين في المسجد الأقصى وتحت حكم الاسلام حفظت معابد غير المسلمين ودماءهم وأموالهم ونالوا حقوقهم الانسانية ونحن الأمة التي جزء من ايمانها برسل الله أجمعين.

بن عامي قال خلال مفاوضات رسمية أنه لن يجري نقاش حول القدس قبل مرور جيل كامل وهكذا عندما قالوا أن قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه والمعابر واقامة الدولة سيجري تنفيذها بعد خمسة أعوام من توقيع اتفاق أوسلو ، ولأنهم كانوا يعرفون كيف يخادعون ويكذبون وأنهم مجرد كانوا يحتالون للحصول على شرعية احتلالهم فقد أعلنها"بن عامي"بأنه لن يجري الحديث عن هذه القضايا قبل مرور جيل كامل وبرر سبب هذا الضحك على ذقون الشركاء المفاوضين أنهم لم يعد لهم صفة الشريك وأن شريكهم ضعيف. بل أنه لا يمثل الفلسطينيين، وهكذا مع هؤلاء الذين علقوا الآمال على صدق المفاوضات وحسن نية المتفاوضين عليهم قبل أن يطالبوا حماس الاعتراف باسرائيل والاتفاقات السرية التي أبرمت معها عليهم أن يتذكروا شاعرنا الكبير الذي قال لأمثالهم:

المسجد الأقصى أجئت تزوره     أم جئت من قبل الضياع تودعه؟

ـــــــــ

المصدر : الدستور :15/3/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ