ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  22/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فشل إسرائيل في جنوب لبنان أعلن دون شك نهاية

حقبة حرب التقنية الغربية العالية

نضال حمادة

يعتبر المقدم الركن (ميشال غويا) من المفكرين العسكريين في الجيش الفرنسي، وخبراء الإستراتيجية العسكرية الذين يستمع لهم عندما يتكلمون. كتب عن العراق وعن العسكر الفرنسي، وعن استراتيجية الكارثة في المدرسة العسكرية الأميركية.

راقب حرب لبنان صيف عام 2006، وقدم مطالعات ومحاضرات عديدة في هذا الشأن، كان آخرها هذه الدراسة التي كتبها عن حرب تموز.

هي بحجم عشر صفحات قمنا باختصارها مع الحفاظ على نوعية التحليل  وأهميته. وقد حصلت "الانتقاد" على هذه الدراسة من الزميل الصحفي (كريستان شينو) الذي حصل على إذن الضابط الفرنسي بنشرها. وقد اتصلت "الانتقاد" بالمقدم غويا الذي أرسل لنا دراسة ثانية نشرت مؤخرا في مجلة السياسة الخارجية، تحت عنوان العبر النفسية للحرب بين حزب الله وإسرائيل، تنشرها "الانتقاد" الأسبوع المقبل.

يذكر أن ميشال غويا يخدم حاليا في مكتب رئيس أركان الجيش الفرنسي.

يقدم المقدم ركن غويا عرضه التحليلي بالقول: خلال شهري تموز آب عام 2006 وبرغم  تدخل ما يعادل الجيش البري والجيش الجوي الفرنسي، فشل الإسرائيليون في لبنان في هزيمة بضعة آلاف من الرجال، المتحصنين في مثلث، بطول 45 كلم وعرض 25 كلم. وقد كانت هذه نتيجة تكتيكية مدهشة، أعلنت في نفس الوقت عن ظاهرة حربية جديدة. قبل ذلك بخمسة عشر عاما، سحقت القوات الأميركية الجيش العراقي في الكويت بشكل مدهش. وإذا كانت حرب الخليج الأولى قد أعلنت بدء زمن التقنية الغربية العالية، فإن الفشل في جنوب لبنان أعلن من دون شك نهاية هذه الحقبة. وقد حدد غويا أربعة محاور أساسا لدراسته فصّلها على النحو التالي:

 

الاكتشاف اللبناني

يقول غويا: في تموز عام 2006 قام عناصر حزب لله بعملية نوعية ومهنية، أسروا خلالها جنديين إسرائيليين. وعلى إثر ذلك  ردت حكومة اولمرت، عبر استخدام كثيف بعيد وعالي التقنية للطيران، تخوفا من الغرق مجددا في المستنقع اللبناني، غير أن المفاجأة جاءت  لتساحال الذي اكتشف أن أعداءه مجهزون تماما لهذا النوع من الحرب الجوية، عبر تقنية بسيطة تمثلت بشبكة متشعبة من الأنفاق المحفورة في باطن الأرض. وبرغم الغارات الجوية، لم يستسلم حزب الله ولم تتراجع الحكومة اللبنانية بل على العكس أقنعت هذه الحكومة الدول الغربية بإرسال قوات لحفظ السلام إلى لبنان.

ويضيف الخبير العسكري الفرنسي، انه بعد الحملة الجوية، أتت الحرب البرية لتظهر قلة خبرة الجيش الإسرائيلي وعدم ملاءمة عتاده لهذا النوع من الحروب أمام مقاتلين يستعملون أسلحة خفيفة ولكنهم يجيدون خاصة استعمال أسلحة مضادة للدروع، ومستعدون للتضحية، في حرب غير مركزية على غرار حرب فنلندا ضد السوفيات عام 1940 فضلا عن استعدادهم لخوض حرب شاملة عبر استخدام الصواريخ والدخول في معارك داخل المدن والأحياء السكنية في الوقت الذي دخل فيه الجيش الإسرائيلي الحرب على قاعدة صفر خسائر، غير انه فقد 120 قتيلا، وبلغت تكاليف الحرب من الناحية الإسرائيلية 10 مليارات دولار أي ما يعادل 10 ملايين دولار لكل مقاتل لبناني. وكل هذا لم يؤد إلى هزيمة حزب الله. هنا يفسر ميشال غويا ذلك بالقول "لا شك أن الجيش الإسرائيلي الذي لمع في الماضي يواجه أزمة تكتيك. إن العجز الأميركي في العراق، برغم العشرة ملايين دولار المدفوعة كل ساعة، من  سنوات، وعجز منظمة حلف الأطلسي عن منع عودة طالبان إلى جنوب أفغانستان، تجعلنا نعتقد أن مجمل النموذج الغربي في الحرب دخل في أزمة".

 

الحرب المحدودة

يقول الخبير العسكري الفرنسي، ان العقيدة الحربية الأميركية في مواجهة الاتحاد السوفياتي، اعتمدت على خوض سباق للتسلح عالي التقنية، يمكن من خلاله تدمير أي زحف للجيش الأحمر على أوروبا دون اللجوء إلى الضربة النووية التي ستقابل بضربة مماثلة، مضيفا أن سقوط الإتحاد السوفيتي جعل الضربة النووية خارج العمل بسبب غياب الخصم المتسلح نوويا، وأصبحت الحرب التقليدية عالية التقنية، والتي تدار من بعيد  معتمدة أكثر في الفكر العسكري الأميركي، وقد برهنت حرب كوسوفو، صحة هذا الفكر العسكري وجاءت حرب أفغانستان التي أسقطت فيها أميركا قوات طالبان عبر استعمال التقنية العالية والبعيدة المدى، دون الحاجة إلى إرسال جنود لتعزز هذه النظرية. كانت أخيرا حرب العراق وتمكن الجيشان الأميركي والبريطاني من دخول بغداد في غضون 19 يوما مبهرة من ناحية النتيجة والتكتيك. هذا الفكر في الحرب انتهى في لبنان  مع مواجهة خصم اعتمد مفهوم الحرب الشاملة.

 

عودة الحرب الشاملة

في هذا الصدد يقول الضابط  الفرنسي ان احتلال أميركا للعراق وأفغانستان، أوجد نوعية جديدة من المقاتلين الذين اعتمدوا منطق الحرب الشاملة، ويمكن رؤية ذلك في الوسائل التي استعملها هؤلاء المقاتلون مثالا على ذلك العمليات الانتحارية. غير أن الأخطر من ذلك برز في لبنان عبر تمكن هذه النوعية من المقاتلين من القتال بطريقة متقدمة، ومن استعمال التقنية الحديثة.  فضلا عن تصميم على القتال برز ذلك في الفلوجة والنجف، وإن كان أقل حرفية ومهنية من القدرات التي أظهرها المقاتلون في جنوب لبنان. ويفترض الخبير العسكري الفرنسي، أن حرب 2006 في لبنان أوجدت خللا فاضحا في الفكر العسكري الغربي، فضلا عن إيجاد خلل اقتصادي لا يصب في مصلحة القوات النظامية التي تستخدم التقنيات الغربية والفكر الغربي في الحروب.

 

الخلل التكتيكي والاقتصادي

يقول غويا: في حرب عام 2006  قام الجيش الإسرائيلي بعشرة آلاف غارة جوية مستخدما الطائرات القاذفة، فضلا عن تسعة آلاف غارة وطلعة لطائرات النقل والاستطلاع. وقد كلفت الحملة الجوية وحدها ملياري دولار لإسرائيل، مفترضا أن التكاليف كانت ستتضاعف لو امتلك حزب الله نظام دفاع جوي فعال. واعتبر أنه في حالة مطابقة لحرب 1973، كانت الخسائر الإسرائيلية سوف تبلغ واحدا بالمئة من الإنتاج العام الإسرائيلي يوميا لو امتلك حزب الله تلك المنظومة.

في السياق يعتبر الضابط الفرنسي أن وضع القوات البرية ليس أفضل من حيث تكلفة الدبابة الواحدة أو الطائرة العمودية المخصصة لضرب الدبابات والمشاة، حيث تعامل معها رجال المقاومة اللبنانية بأسلحة روسية حديثة قليلة الكلفة وخفيفة الوزن ما يسهل عملية حركتها وإخفائها، مقدرا تكلفة الميركافا الواحدة بعشرين مليون دولار، وهذا هو ثمن دبابة ليكليرك الفرنسية مثلا. في هذا الصدد يعتبر الضابط الفرنسي أن الإسرائيليين ندموا عام 2006  على عدم قيامهم بتجديد مدرعاتهم، ونقل عن جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي قولهم ان مقاتلي حزب الله كانوا أفضل تجهيزا.

وينقل غويا عن جنرال إسرائيلي قوله، إننا أدركنا في أعقاب حرب عام 2006 أن ثمن طائرة أف 16 الواحدة يعادل ميزانية تدريب لثلاثين ألف جندي. ويضيف نقلا عن  الجنرال الإسرائيلي أن سلاح البر في الجيش الإسرائيلي لم يعد ملما بشؤون الحرب البرية نظرا لاعتماده الكبير على التقنية العالية، فضلا عن تحوله إلى شرطة تقوم بعمل الحراسة في الأراضي المحتلة.

في النهاية يستنتج مفكر الجيش الفرنسي أن ارتفاع تكلفة الأسلحة المتطورة لدى الجيوش الغربية، وتأقلم العدو في التعاطي مع هذا السلاح فضلا عن تفوق الخصم معنويا، ساهم ويساهم في تراجع النظرية الأميركية الحالية المعتمدة في الغرب، لمصلحة نظريات أخرى أثبتت فعاليتها في الحروب الأخيرة.

ــــــــــ

المصدر: جريدة الإنتقاد الإلكترونية - 13/03/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ