ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  26/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الجنجويد بين الواقع والإثارة !

- المنظمات الغربية استغلت آلة إعلامية ضخمة لتسويق الكلمة

- هجرة المقاتلين من دول الجوار ساهمت فى توفير السلاح

- العصابات استفادت من الصراع التقليدي بين الرعاة والمزارعين

- بعض الدوائر تربط الظاهرة باستراتيجية غربية واسعة المدى

- نشاط يهودي وسط اللاجئين يضع إسرائيل موضع الريبة

المثل الكلاسيكي الذى يلقن لناشئة الصحفيين هو ان الكلب اذا عض انساناً فذلك ليس بخبر وانما الخبر هو ان يعض الإنسان كلباً , وهذا ما نعتقد انه افضل مدخل للتعاطى مع ( ظاهرة ) الجنجويد التى شغلت العالم فى الآونة الأخيرة

وتقول الفقرة (و) فى المادة (214) من اتفاقية السلام التى وقعت فى العاصمة النيجيرية ابوجا ما نصه " تتخذ الإجراءات اللازمة لتحييد ونزع سلاح الجنجويد / المليشيات المسلحة انسجاماً مع القرارين (1556و 1564) للأمم المتحدة .. الخ ) ويمكن بسهولة ملاحظة الإبهام فى النص وكأنما جاء إيراده درءاً لحرج أو رفعاً لعتب ويبدو ذلك بوضوح فى عبارة ( الجنجويد / المليشيات المسلحة )!

واذا كانت اتفاقية السلام قد فتحت آفاقاً واسعة للتعايش السلمي فى بلادنا عامة ودار فور الحبيبة بصفة خاصة فان ذلك لا يعنى تجاهل الحقائق التى كان الكثير منها من مسببات الأزمة التى عصفت بالامن فى دار فور ومنها أحجية ( الجنجويد ) التى تحولت الى خبر يومى للعديد من وسائل الأعلام العالمية .

وتتلخص هذه الأحجية فى ان القبائل العربية بإقليم دار فور قد انتظمت فى تنظيم عسكري هدفه إبادة القبائل غير العربية والاستيلاء على أراضيها الخصبة,وهذه الفرية الخيالية أثارتها بصفة أساسية المنظمات الغربية الحكومية والطوعية التي تعمل في إقليم دار فور تحت ذريعة الأوضاع الإنسانية المتدهورة ,وتساندها في افتراءاتها آلة إعلامية ضخمة استطاعت ان تجعل كلمة (جنجويد ) عنواناً ثابتاً في أنبائها المفبركة.

واذا سألت أي سوداني سواء من دار فور او من أي إقليم اخر عن معني كلمة(جنجويد) لما أعارك جواباً شافياً,وذلك لأن الكلمة لم تصك سمعه الا من وقت قريب ،وهي كلمة عديمة الأصل في كافة لغات ولهجات أهل السودان ،ويرجع بعض المختصين اصل الكلمة الي عامية عرب الكاميرون الذين هاجروا الى تشاد ومنها إلي إقليم دار فور بالسودان ويقول بعضهم ان الكلمة هي اسم من أسماء الصوت استقرت في الوجدان المحلي بدلالات الضياع النفسي وارتكاب الجرائم.

ورغم الحقائق التي لا مجال للجدل حولها نجد ان وسائل الإعلام الغربية المعادية للعرب والمسلمين ولا نقول عرب السودان فقط قد نجحت إلى حد ما في خلق كيان وهمي اسمه (الجنجويد) وسوقته بحيث اصبح من الصعب علي الكثيرين إثبات ان هذا الكيان مجرد وهم صنعته الميديا الغربية ,بل ان الإعلام الغربي نجح في تسمية بعض من أدرجتهم كقادة للجنجويد مثل زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال الذي اصبح بين ليلة وضحاها من المطلوبين لمحكمة لأهاى الدولية !

قطاع الطرق

      وإذا عدنا إلى (أهل الوجعة ) كما يقول المثل السوداني أي أهل دار فور أنفسهم فان اغلبهم ـ الا أصحاب الغرض- يؤكدون ان الجنجويد ما هم الا مجموعة من الشباب المنفلت الذين لا ينتمون إلى قبيلة محددة ,فهم خليط غير متجانس من مختلف القبائل العربية وغير العربية وقد نبذتهم مجتمعاتهم لسوء سلوكهم وعيشهم كقطاع طرق ,خاصة بعد ان اصبح امر الحصول على السلاح سهلاً وميسوراً في دارفور بسبب الحروب التي حدثت في بعض دول الجوار والتي أدت إلي هجرة بعض المقاتلين الي دار فور حيث كانت ظروف المعيشة تضطرهم في كثير من الاحيان الي بيع أسلحتهم بابخس الأثمان.

وفي البداية كان نشاط قطاع الطرق هؤلاء يقتصر على نهب المسافرين ,ثم اصبحوا يتحينون فرصة حدوث أي نزاع قبلى أو احتكاك بين المزارعين والرعاة ليقوموا بنهب القري وحرقها,ثم يهربون الى مخابئ لهم في الجبال لا تستطيع السلطات الأمنية الوصول إليها بسهولة ,خاصة وانهم يستخدمون في نشاطهم وتحركاتهم الجياد , وربما من هنا جاء الالتباس حول كونهم من القبائل العربية اذ ان الجواد يرتبط تاريخياً بالقبائل الرعوية العربية في السودان

بعد استراتيجي

وهنالك بعض الدوائر تضع ظاهرة (الجنجويد ) في إطار استراتيجية ترتبط بمشروع إنشاء خط بترول يمتد من العراق مروراً بالخليج العربي والبحر الأحمر وإقليم دار فور وصولاً الي ساحل المحيط الأطلسي ,وذلك لتأمين نقل اكبر كمية من البترول الى أمريكا وأوروبا ,علماً بان كل الشواهد تدل على ان الإقليم السوداني غني بالبترول والكثير من المعادن النفيسة مثل اليورانيوم وقد أشار إلى ذلك الرئيس السوداني عمر البشير في زيارته الأخيرة إلى إيران

وتقول هذه الدوائر ان هناك خطة وراءها كل من أمريكا وإسرائيل تهدف الي إيجاد ذريعة للتدخل العسكري في دار فور ,وبموجب هذه الخطة تم إشعال فتيل الفتنة بين القبائل الرعوية العربية والقبائل الزراعية غير العربية في دار فور عن طريق التسليح المكثف وتضخيم النزاعات القبلية التقليدية بين الرعاة والمزارعين ,وانتقل هذا الصراع الي عرب الكاميرون الذين هاجرت مجموعة منهم الي منطقة (أم تيمان ) التشادية وشكلت جماعات مسلحة تحت اسم (الجنجويد) الذين تزايدت قواتهم خلال الفترة ما بين (1985-1990م)وشاركوا في المعارك التي جرت بين أنصار الرئيس التشادي السابق حسين هبري والرئيس التشادي الحالي إدريس دبي .

وتقول الدوائر المشار إليها ان مجموعة من هؤلاء المقاتلين قد تسللوا إلى دار فور ,وان اول مجموعة منهم غادرت (أم التيمان ) التشادية إلى إقليم دار فور السوداني تحت اسم (مجموعة الاستطلاع ) وقد كان لهذه المجموعة دور بارز في تأجيج النزاع بين المزارعين والرعاة خاصة وان من بين دوافع نزوحها الجفاف الذي ضرب شمال وغرب أفريقيا منتصف الثمانينات .

وحاولت الحكومة السودانية ان تتدخل لتهدئة الأوضاع الا ان القوات المسلحة السودانية ووجهت بعمليات قتالية متطورة من قبل العصابات ,المذكورة مما يشير بدوره الي جهات من وراء الحدود لها مصلحة في تقويض الأمن بالإقليم .

وحتى لا نلقي القول علي عواهنه لابد ان نشير الي أمرين مثيرين للريبة,أولهما ان هناك منظمة يهودية ناشطة وسط اللاجئين السودانيين في تشاد ,وثانيهما ان إسرائيل ووسائل إعلامها قد درجت في الآونة الاخيرة علي الإعلان من آن لآخر عن وصول سودانيين من دار فور الى أراضيها عبر المنافذ المصرية ,وان عددهم وفق إحصائية إسرائيلية قد وصل الى مائة شخص !

ونخلص من كل ذلك الى ان (الجنجويد ) هم مليشيات حقيقية ولكنها ليست سياسية وانما هي في احسن الفروض عصابات للنهب المسلح وجدت فيها بعض الجهات ذات الاجندة الخاصة بغيتها كذريعة لتأجيج النزاع في هذا الإقليم السوداني الغني بالمعادن النفيسة ,وان كانت لهذه العصابات أية اجندة سياسية فان  الوقائع كانت كفيلة بإظهارها خاصة في ظل الإسناد الدولي لحاملي السلاح في دار فور.

ــــــــــــــ

المصدر: موقع كلنا سودانيون:

http://allsudanese.com/index.php?option=com_

content&task=view&id=26&Itemid=2

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ