ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
انجاز
مصري يستحق التهنئة رأي
القدس تمكنت
السلطات المصرية من احباط عملية
تهريب ضخمة عبر أنفاق رفح
الحدودية، حيث أكدت مصادر امنية
في محافظة شمال سيناء ان قوات
الشرطة صادرت الاسبوع الماضي 560
رأساً من الماشية، و48 قارورة
غاز، وأربعة اطنان من الاسمنت،
كانت في طريقها الى قطاع غزة. ولا
نعرف ما اذا كان الخبراء
الالمان والامريكان والفرنسيون
المرابطون على الجانب المصري من
الحدود لمراقبة عمليات التهريب
قد شاركوا في هذه العملية، ام
انها اقتصرت فقط على القوات
المصرية وحدها، لما تملكه من
خبرات وتجارب جليلة في هذا
الصدد. المؤكد
ان هؤلاء الخبراء الاوروبيين لن
يعلقوا النياشين على صدور
زملائهم المصريين تقديراً لهذا
الجهد الكبير، بل انهم ربما
ينظرون اليهم بازدراء شديد. فما
الخطر الذي يمكن ان يشكله تهريب
خراف او قوارير غاز الى
المحاصرين المجوعين في قطاع
غزة؟ ولا
نعتقد ان الحكومة الاسرائيلية
التي تسهر على حماية امنها قوات
الامن المصرية المرابطة على
حدود قطاع غزة سترى في مصادرة
هذه الخراف انجازاً كبيراً،
خاصة ان هذا النوع من الحيوانات
هو الاكثر وداعة واستسلاماً من
بين اقرانه، ويضرب به المثل في
هذا المضمار. فالخراف
المذكورة مصرية المنشأ،
وغالباً ما تنتمي الى سلالة
تعود ملكيتها الى بدو صحراء
سيناء الذين يتعيشون على رعي
الابل والاغنام كمصدر رزق لهم
واسرهم، بعد ان تخلت عنهم
الحكومة المصرية، وعاملتهم
كمواطنين منسيين من الدرجة
العاشرة، وتعاملت معهم بنظرات
الريبة والشك في مواطنيتهم
وولائهم للدولة المصرية. نفهم لو
ان قوات الشرطة المصرية صادرت
مخدرات، او حتى صفقات اسلحة،
على اعتبار انها ملتزمة باحترام
اتفاقات السلام مع الدولة
العبرية وكل ما تفرضه من
اعتبارات امنية، ولكنها لم
تصادر اسلحة، وانما ماشية
واسمنتا وقوارير غاز، وجميعها
بضائع مصرية. ابناء
قطاع غزة يحتاجون الغاز من اجل
الطبخ، بعد ان استهلكوا كل ما
لديهم من حطب، ومنعت اسرائيل
وصول كل انواع الوقود اليهم،
وقطاع غزة منطقة جرداء مزروعة
بالبشر ليست فيها ادغال ولا
غابات. اما الاسمنت فهو مطلوب
لاصلاح ما تبقى من البيوت
الواقفة التي تضررت جزئياً من
القصف الاسرائيلي الوحشي اثناء
العدوان على غزة. لا نملك
الا ان نتقدم بالتهنئة الى قوات
الامن المصرية على هذا الانجاز
الكبير الذي حققته بمصادرة هذه
الخراف، وبضعة اكياس من
الاسمنت، وما يقرب من خمسين
قارورة غاز، ونطالبها ان تواصل
جهودها الحميدة في المضمار نفسه
للحصول على رضا الاسرائيليين
والامريكان، خاصة مع قرب
الاحتفالات بالذكرى الثلاثين
لتوقيع معاهدات السلام. ــــــــــ المصدر
: جريدة القدس العربي 24/03/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |