ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  31/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في ذكرى يوم الأرض

بقلم: د. رياض مصطفى شـاهين

ليست مصادفة أننا نتذكر هذا اليوم ذكرى يوم الأرض، ذلك اليوم الذي سقط فيه ستة شهداء دفاعاً عن الأرض بعد إصدار وزير الحرب الصهيوني في 30/03/1976 (إسحاق رابين) قراره بمصادرة حوالي 21 ألف دونم من الأراضي العربية التي تعود لبلدات "دير حنا" و"سخنين" و"عرَّابة" في منطقة الجليل في فلسطين التي احتُلت عام 1948، (وهي القرى التي تُدعى اليوم مثلث يوم الأرض) وذلك في نطاق مخطط تهويد الجليل. فقام العرب الفلسطينيين بإعلان إضراب عام وقامت مظاهرات عديدة في القُرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الصهيوني، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص؛ 4 منهم قُتلوا برصاص جيش الاحتلال الصهيوني واثنان برصاص الشرطة الصهيونية.

 

ورغم مطالبة الجماهير العربية بإقامة لجنة للتحقيق في قيام جيش وشرطة سلطات الاحتلال بقتل مواطنين عُزَّل ـ يحملون الجنسية (الإسرائيلية) ـ إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام بادعاء أن الجيش واجه "قوى معادية".

 

يُعتبر يوم الأرض حدثاً مهماً في تاريخ الفلسطينيين الذين لا يزالون يعيشون في فلسطين المحتلة (1948)؛ فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات سلطات الاحتلال المجحفة وتُحاول إلغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم، وكان له أثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي. ويقوم الفلسطينيون ـ أينما كانوا ـ بإحياء ذكرى يوم الأرض ويعتبرونه رمزاً من رموز الصمود الفلسطيني.

 

وقد شكلت الأرض، ومازالت، مركز الصراع ولُب قضية وجودنا ومستقبلنا؛ فبقاؤنا وتطورنا منوطٌ بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها. قبل أكثر من ثلاثة عقود، وفي الثلاثين من شهر آذار من العام 1976 هبَّت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة إحتجاجية في وجه سياسات المصادرة والإقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبّة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها جماهيرنا بشكل جماعي ومنظم، حرَّكها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والإقتلاع في الجليل، خصوصاً في منطقة مثلث يوم الأرض، "عرَّابة"، "دير حنا" و"سخنين"، وفي المثلث والنقب ومحاولات إقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا اليوم، الذي يُعتبر تحولاً هاماً في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض.

 

معركة الأرض لم تنتهِ في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تُطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا.

 

إن من لا سجل له لا تاريخ له. والسجل يكتبه غالباً المنتصرون وأحيانا الشعراء والمتنبئون، أو بلغة اليوم دهاقنة الإعلام وخبراء الكذب السياسي المنظم.

 

وقد عانى الفلسطينيون الويلات من ذلك. فقد تعرضنا لأكبر عملية منظمة لمصادرة الأراضي مدعومة من الخارج ومستمرة إلى اليوم. ونحن الضحايا رُسمنا في مخيلة العالم الغربي كـ "الإرهابين والمتعصبين والهاربين من المعركة والبائعين لأرضنا وديارنا".

 

انظروا إلى علامات الإفك السياسي والتضليل المنظم الذي نشرته الصهيونية في الغرب على مدى عقود من السنين: "فلسطين أرض بلا شعب"، "(إسرائيل) تُدافع عن حياتها ضد العدوان العربي الكاسح..."، "اللاجئون خرجوا من ديارهم بأوامر من العرب، ونحن حاولنا جاهدين إقناعهم بالبقاء ولكنهم أصروا على الخروج..."، "نحن مددنا لهم يد السلام وقابلونا بطلقات المدافع". هذه كلها، وغيرها كثير، جزء من المعركة الدعائية التي يشنوها ضدنا.

 

لهذا فإن إحياء ذكرى يوم الأرض ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.

 

ليس لدينا أرشيف دولة ولا مكتبات وطنية، فقد سرقوها كلها.  لذلك وجب علينا أن نستعيد تاريخنا من إحياء هذه الذكريات، تمهيداً لإستعادة جغرافيتنا المسلوبة. لقد سرقوا تاريخنا وجغرافيتنا ولن يهدأ للفلسطينيين بال، جيلاً بعد جيل، إلا بعد أن يلتئم شمل تاريخهم وجغرافيتهم على أرض الوطن.

ــــــــ

المصدر: شبكة أمين-30/03/2007

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ