ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحرية
والوحدة (مع
استلام ناتانياهو رئاسة
الحكومة الإسرائيلية في المرة
الأولى) (مع
تعيين ناتانياهو رئيسا لحكومة
إسرائيلية يمينية جديدة، نتيجة
لمزيد من التطرف اليميني
الإسرائيلي عبر الانتخابات وفي
السلطة، تعود إلى الذاكرة مقالة
للأستاذ عصام العطار من أواخر
عام 1417هـ وعام 1996م تتحدث عن
استلام ناتانياهو لذلك المنصب
في المرة الأولى، وتطرح
التساؤلات عن الأوضاع العربية،
الرسمية والشعبية، وكيف
ستتعامل آنذاك مع ازدياد التطرف
اليميني الإسرائيلي آنذاك، عبر
الانتخابات وفي السلطة، ولم
يتغير من الأوضاع الرسمية إلا
القليل، إنما لاحت في الأفق
بوادر التغيير على المستوى
الشعبي وعلى مستوى إنجازات
المقاومة.. فهل يمتد هذا التغيير
كما ينبغي ويشمل ميادين أخرى؟..)
.. موقع الأستاذ
عصام العطار ------------------- الحرية
والوحدة عصام
العطار كانت
قضية فلسطين في الثمانينيّات
على وشك الضياع والموت محليّاً
وإقليمياً وعالمياً وكانت
منظمة التحرير تقدّم التنازلات
بعد التنازلات، وتركض وراء سراب
بعد سراب من آمالها في الولايات
المتحدة والغرب، ولا تجد من
موظفي الإدارة الأمريكية
الصغار من يقبل اللقاء بقادتها
الكبار.. إلى أن تفجرت الانتفاضة
الشعبية في كانون الأول 1987،
وملأ أطفال الحجارة الشوارع
والساحات، يتحدون الاحتلال
الإسرائيلي والسلاح الإسرائيلي
والجبروت الإسرائيلي، ويقدمون
الضحايا بعد الضحايا، فدبّت
الحياة في القضية من جديد،
وعادت إلى صدر الاهتمامات
المحلية والعربية والدوليّة،
ووجد القادة الفلسطينيون
المهمَلون المهمّشون من يهتمّ
بهم، ويسعى للتفاهم معهم، وبدأت
مرحلة جديدة من مراحل القضية وعقب
الانتخابات الإسرائيلية هذه
السنة، ووصول ناتنياهو
والليكود إلى الحكم، اتخذت
الحكومة الجديدة سياسة تتعارض
مع ما سبق من اتفاقات، ومشت في
تطبيقها خطوات واسعات، غير
عابئة بالسلطة الفلسطينية، ولا
بالدول العربية، التي وقفت
عاجزة تسمع وترى ولا تكاد تصنع
شيئاً.. إلى أن امتدت الأيدي
الصهيونية إلى المسجد الأقصى
ففتحت بمحاذاته النفق الأثيم،
فتفجرت ثورة الإيمان والكرامة
من جديد، ونزلت الجماهير إلى
الشوارع والساحات في القدس وفي
المدن الفلسطينية الأخرى، وسقط
في ميادين الثورة العارمة زهاء
السبعين من الفلسطينيين
والجنود الإسرائيليين، وأكثر
من ألف جريح، وفوجئ العالم بهذه
الثورة الدينية الوطنية
اللاهبة، وعادت الروح إلى
القادة الفلسطينيين بعد أن غاضت
بين جوانحهم الروح، وعمّ بينهم
اليأس والإحباط، فأخذت جباههم
تعلو، وإرادتهم تقوى، وأصواتهم
تسمع، وسارعت الولايات المتحدة
رغم ظروفها الانتخابية، وسارعت
بعض الدول الغربية، إلى محاولة
احتواء هذه الثورة، وعاد
الاهتمام بالقضية من جديد
محلياً وإقليمياً ودولياً، لا
خوفاً من السلطة الفلسطينية،
ولا من الدول العربية، فإسرائيل
والولايات المتحدة لا تكاد تقيم
للحكومات العربية وزناً،
فأكثرها يسابق بعضه بعضاً في
مرضاة إسرائيل، وتتحكم به
وبسياسته ومواقفه الولايات
المتحدة، فلا يخرج في نهاية
الأمر عن طاعتها، ولا يخالف عن
أمرها ونهيها… ولكن خوفاً من
الشعب الغاضب الثائر، الذي لا
يُضبط ولا يُحبس، ولا تُؤمَن
غضبتُه وثورتُه على الأهداف
الإسرائيلية والمصالح
الأمريكية قلت
لنفسي: ماذا
كان يكون لو نزل في يوم «النفق»
مع الفلسطينيين في القدس والمدن
الأخرى، عشراتُ ملايين العرب
والمسلمين إلى شوارع القاهرة
ودمشق وعمان وبيروت وتونس
والجزائر وأنقرة وإسلام آباد
وسائر البلاد العربية
والإسلامية، وشعرت إسرائيل
والولايات المتحدة ومن يساندها
أن مصالحها مهددة، وأنها تواجه
شعوباً لا تُضبط ولا تُحبس، لا
مجرد حكام ليس من ورائهم شعوب،
قد وضَعَت أكثرَهم في جيبها من
زمن بعيد ماذا
كان يكون لو أن إسرائيل
والولايات ذُكّرت في هذا اليوم
العتيد بأن قضية فلسطين ليست
قضية بضعة حكام تتفاهم معهم أو
تغريهم أو ترهبهم؛ ولكنها قضية
الشعوب العربية والإسلامية
جميعاً، قضية مئات ملايين في
أنحاء المعمورة يرفضون أن تغتصب
مقدساتهم وحقوقهم، ويبذلون في
سبيلها الأرواح والأموال ماذا
كان يكون لو أدركت إسرائيل من
غضبة شعوبنا أنه لا يمكن مع
عدوانها واغتصابها وإجرامها
المستمر تطبيعٌ ولا مؤتمراتٌ
اقتصادية مشتركة ولا أمن ولا
سلام ولكن
الجماهير الإسلامية لم تنزل
عشراتُ ملايينها ولا مئاتُ
ألوفها إلى الشوارع في أنحاء
العالم العربي والإسلاميّ،
لأنها تخاف حكامها أكثر مما
تخاف أعداءها، ولأنها لو نزلت
لقَمعَها حكامها كما يقمع
الصهيونيون الفلسطينيين،
ولأنها قد دُجّنت طويلاً
وأُبعدت عن جميع قضاياها الكبرى
إن
الأنظمة الدكتاتورية القائمة
في معظم البلاد العربية
والإسلامية قد قتلت شعوبها
لتستمر في الحكم؛ قتلت روحها..
قتلت طموحها.. قتلت نخوتها.. قتلت
كرامتها.. قتلت شجاعتها.. قتلت
إرادتها.. فلم تعد هذه الأنظمة
التي قتلت شعوبها قادرة على
خدمة قضاياها الكبرى، ولم يعد
العالم يهابها ويحسب حسابها
وتحتها شعوب ميتة أو شبه ميتة حكامُ
إسرائيل يحتجون بالشعب فيقولون
إذا تعرّضوا لضغط ما: شعبنا لا
يقبل أما
الحكام العرب والمسلمون
فأكثرهم لا يستطيعون أن يقولوا
ذلك، فالعالم كله يعلم بأن
شعوبهم ليس لها في الحقيقة رأيٌ
ولا إرادة ولا سلطة، وأنها تساق
إلى ما يفرضه الحكام سوق
الأنعام، فلا تملك إلا الإذعان مأساة
كبيرة وعار كبير!! ولكننا
هنا لا نريد أن نرثي شعوبنا أو
ننقد حكامنا، ولكننا نريد أن
نخرج بأنفسنا حكاماً ومحكومين
من هذا البلاء، وأن ننقذ أنفسنا
جميعاً من هلاك محتم قبل فوات
الأوان ولطالما
قلنا وردّدنا من عشرات السنين
إلى الآن: «إن حرّية الشعب في
هذه المرحلة الدقيقة تساوي
وجوده ومستقبله» وقلنا
وردّدنا: «إن عزل الشعب عن
المشاركة الجديّة في قضاياه،
وعن خوض معركة مصيره، لا يخدم
إلا أعداء البلاد في الداخل
والخارج» ونحن
نكرر الآن مناشدة العرب
والمسلمين أجمعين، حكاماً
ومحكومين، أن يسارعوا إلى تجاوز
صراعاتهم الأليمة في كل قطر من
أقطارهم، وتحقيق المصالحة
الوطنية الشاملة الواجبة،
والتآزر والتعاون لإقامة نظام
دستوري مناسب، يصون الحريات
وحقوق الإنسان، ويمكّن الشعب من
اختيار ممثليه ومنهج حياته، ومن
النهوض بواجباته الكبرى ونكرر
مناشدة العرب والمسلمين أجمعين
أن يخطوا خطوات جادة حاسمة في
طريق الوحدة العربية
والإسلامية فالحرية
والوحدة هما من أهم ما نحتاجه في
مواجهة تحديات العالم والعصر،
وخدمة قضايانا الكبرى على كل
صعيد، وإنقاذ أنفسنا من الهلاك
والهوان والهزيمة والتخلف،
وفتح أبواب الأمل والمستقبل
والتقدّم في مختلف المجالات ــــــــــ المصدر
: موقع الأستاذ عصام العطار
24/3/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |