ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أسرار
(صفقة) إنهاء الحظر عن أربكان وما
علاقة الداعية ( فتح الله غولن) ..
وأي
منهما سيكون ( الخميني) في
تركيا؟ بقلم:
الكاتب والباحث سمير عبيد جميعنا
نعرف بأن هناك اختلاف بوجهات
النظر بين التيارات العلمانية
التي تساندها قيادات الجيش
التركي، وبين التيارات
الإسلامية التي تساندها
الحكومة و أغلبية الشعب التركي،
وخصوصا في العقد الأخير، ونتيجة
هذه الاختلافات التي تتصاعد
وتيرتها أحيانا حيث وصلت في بعض
الأحيان إلى حد الانفجار
والصدام، وتهديد مستقبل البلاد
،لهذا فهي لعبة (القط والفأر)
والبحث عن السقطات والملفات
الساخنة ومن الجانبين. وبالتالي
فالنظام السياسي في تركيا خاضع
إلى لعبة شد أو جر الحبل بين
هاتين الجبهتين، ولكنهما لا
يريدان قطع هذا الحبل لأن بقطعه
سوف تتناثر الجغرافية
والقوميات والمذاهب والأديان
والأعراق في تركيا، وهو الخطر
الذي يخيف الجبهتين. وبسبب
الخوف من التشظي الجغرافي
والعِرقي تنازل العسكر والجبهة
العلمانية من خلال اللجوء إلى
إستراتيجية الصبر، وأتباع
أسلوب الوخزات بين الحين
والآخر، ومن خلال أثارة بعض
الملفات ومنها الحجاب وبعض
القوانين والهدف هو تذكير
الإسلاميين بأن هذه الجبهة
موجودة ،وتراقب عمل الحكومة
والأحزاب الإسلامية. ومن
الجانب الآخر.. فقد تنازلت
الحكومة التي يقودها الحزب
الإسلامي ( العدالة والتنمية)
والجهات المتحالفة معه من خلال
اللجوء إلى بعض التحسينات في
الإستراتيجية السياسية من خلال
الاقتراب نحو الليبرالية
الإسلامية الوسطية، وذلك من
خلال سياسات اللين اتجاه بعض
القوانين والقرارات
والإيديولوجيات ، ونتيجة هذه
التنازلات ولعبة التكتيك
حافظوا على تركيا المتماسكة
والمحايدة والمتصالحة مع
جيرانها، خصوصا وأن العقد
الماضي كانت سمته التهور
والغطرسة من قبل اللاعبين
الدوليين ،وبمقدمتهم الولايات
المتحدة، ولكن الحكومة وبتكتيك
منها،والعسكر بصبره وصمته
حافظا على تركيا من التصدع
والتورط ، وها هي تركيا سالمة من
الأذى وجاهزة لأخذ دورها الشرق
الأوسطي والإقليمي والدولي ،
ولكنها أمام عدد من المتنافسين
الشرسين، وأولهما روسيا وإيران
ومن ثم دول الإتحاد الأوربي،
وطبعا الولايات المتحدة!. إذ أن
أهم مايُميز قادة حزب العدالة
والتنمية في تركيا، والذين
يحكمونها هي صفة البراغماتية
التي يتمتع بها قادة هذا الحزب،
والإيمان بالسياسات الإستباقية
،ناهيك عن عنصر الاستشعار القوي
، فهم يستشعرون المخاطر قبل
حدوثها ،ويضعون استراتيجياتهم،
وحتى وأن تنازلوا أمام خصومهم . أما
موضوع إستراتيجية ( لا محرمات في
السياسة بشرط الحفاظ على المثل
العليا ،وبمقدمتها الدين
والوطن والمصالح التركية) فلقد
أعطت للحزب الحاكم شعبية محلية
وإقليمية وعالمية ، بل أصبح هذا
الحزب وقادته نموذجا يُحتذى به
في المنطقة وخارجها ، فهم
يصافحون قادة إسرائيل،
ويتعاملون مع إسرائيل عبر
السياسة والتجارة والاقتصاد
والدبلوماسية، لا بل تطوعوا
بالوساطة بين العرب وإسرائيل
بشكل عام، وبين سوريا وإسرائيل
بشكل خاص ، ولكن في نفس الوقت
وعندما تقف السيدة أردوغان إلى
جوار زوجها رئيس الوزراء رجب
أردوغان فهي لا تصافح الضيوف،
بل تحييهم من خلال انحناءة
الرأس الخفيفة جدا، وكل هذا ضمن
شعار ما للدولة والسياسة للدولة
والسياسة، وما للإيمان الشخصي
والمعتقد فهو يبقى شأن خاص،
ونموذج على الآخر احترامه. ولهذا
فكلما استشعروا بالخطر، أو
بدبيب الإستراتيجيات الأخرى
أعدوا أنفسهم للمعركة
وإستباقيا ،وهذا هو ديدن قادة
حزب العدالة والتنمية في تركيا
، وهي صفة بل صفات حميدة في
الحكم والوسطية، فبدلا من
العنتريات والصدامات التي
تستنزف البشر والحجر والدولة،
يكون البديل هو الاستعداد
الإستباقي من خلال الدهاء
السياسي ، ولهذا فعندما
استشعروا بأن هناك ثورة
إستراتيجية قادمة نحو تركيا
وراءها الولايات المتحدة
الأميركية، وبشخص رئيسها باراك
حسين أوباما ،ومن خلال الأفكار
المحسنّة والأكثر ليبرالية من
حزب العدالة ،وهي استراتيجيات
الرجل التركي المشهور عالميا
والمدعوم من جميع القوى التي
تهيمن على عالمنا اليوم، وهو
الداعية ( فتح الله غولن) والذي
ستشكل عودته، وعملية ظهوره بـ (الفتح
الإسلامي)، فغولن أكثر شهرة من
أبطال السينما الأميركية ولكن
لا أحد يعرفه في عالمنا العربي،
إلا بعض الباحثين والمختصين. ولكن من
هو فتح الله غولن؟ هو
شخصية تركية مثيرة للجدل ومغلفة
بالالتباس، ولكنه من أشهر
الدعاة للإسلام الليبرالي في
الولايات المتحدة والغرب،
ويبلغ من العمر68 عاما، ولكنه
مستودع للألغاز ، ولقد نشط
بالدعوة الإسلامية في تركيا حتى
عام 1981 ، وعندما تحول إلى
النجومية العالمية، ولقد حصل
على الأوسمة من لوردات بريطانيا
ومن الفاتيكان ومن الجامعات
الأميركية ومن المحافل
اليهودية ، ولديه أكثر من ألف
مدرسة وجامعة، وفي أكثر من 95
بلدا ، ولديه مؤسسات إعلامية
وشركات استثمارية ،وكل هذا تحت
راية مؤسسة ( غولن إنستيتيوت)
ومقرها الرئيسي في جامعة هيوستن
الأميركية ، فهو من المهووسين
بقيم الحداثة الغربية ، ولديه
خصوم أقوياء في تركيا وبمقدمتهم
الجنرالات، وبعض القيادات
العلمانية لاتهامه بمحاولة
السيطرة على السلطة، وتحويل
البلاد إلى دولة إسلامية
بمقاسات دولة روح الله الخميني
في إيران، وأن رجب طيب أردوغان
أحد تلاميذه. خرج من
تركيا نحو ولاية بنسلفانيا
الأميركية عام 1998 عندما شعر
بأنه سيحاكم بملفات قضائية
،ومنها التسجيل الصوتي الذي من
خلاله يحرض من أجل خطف السلطة،
ولقد وضع عنه البروفسور
الأميركي جيل كارول كتابا خاص
وقارنه مع سارتر وكونفوشيوس
وأفلاطون وجون ستيوارت ، ولقد
خصصت حكومة ولاية هيوستن يوم 21
من كل عام للاحتفال به بـ ( يوم
مؤسسة غولن) ، أما مجلة
إيكونوميست البريطانية فلقد
قالت عن مدرسة غولن ( أنها
المدرسة الأكثر عقلانية من معظم
المدارس الأخرى ونسعى من أجل
الاعتراف بها لتكون الشبكة
الإسلامية الرائدة على مستوى
العالم) ولقد دعم مشروعه ماليا
وتنظيميا ولوجستيا وإعلاميا من
قبل صحيفة ليموند الفرنسية
ومجلة فوربز الاقتصادية ، ولقد
أختارها الغرب الليبرالي شريكا
رئيسيا في حوار الحضارات...... فلغولن
أكثر من 61 كتابا بشأن الدين
والسياسة والرياضة والفكر
والعلوم ، وآلاف المقالات
والدراسات والمترجمة إلى لغات
عديدة، ودون أن يمر على ذكر
الرسول (محمد) إلا ماندر ، وحتى
ذكره الى (الله) فهو قليل
للغاية، أما عالمه فهو مليء فهو
عالم سهر وصالونات وبذخ أموال
ومظاهر خرافية، فهو يشكل مشروع (
عولمة الإسلام) بأدوات غولن، قاد
غولن حركة مدارس النور التي
أسسها الداعية التركي بديع
الزمان سعيد النورسي ، وأنسحب
منها عام 1971 ، وأسس عام 1994 نقابة
الصحفيين الأتراك، وأن استثمار
شركاته في تركيا لوحدها يقدر بـ
1,7 مليار دولار ، ولديه
إستراتيجية تقول ( المذهب السني
قابل للتكيّف مع الغرب وقيمه
أكثر من جميع المذاهب الأخرى)
ومن أقواله ( لا يمكنني أن أتصور
وجود أي شيء أسمه دولة إسلامية،
فهناك مواقع للمسلمين وهي دول
فقط)، يعتبره العلمانيون خطر
على تركيا لأنه يريد بناء
إمبراطورية إسلامية يديرها
الغرب بوجه غولن ،ولقد قال عنه
الكاتب الأميركي مايكل روبن في
مقال نشره في ناشونال ريفيو
أونلاين " غولن قادم نحو
تركيا ليحول أنقرة واسطنبول إلى
طهران ثانية... فالخميني جسد
للإيرانيين المهدي المنتظر،
وغولن سيجسد للأتراك الخليفة
العثماني). وبعد أن
عرفنا نبذة عن الداعية ( المودرن)
غولن، تبين ومن خلال بعض
التقارير الإستخبارية
والسياسية أن أدارة الرئيس
أوباما وراء ترتيب عودة هذا
الرجل إلى تركيا ليقوم بقيادة
مشروع حوار الحضارات، وتقديم
تركيا الجديدة ،ولكن بنكهة
عثمانية، وسوف يتكفل غولن
وبالاتفاق مع أدارة أوباما
بتأسيس جسور مع قيادة إيرانية
منفتحة ومؤمنه بهذا المشروع،
وما حضور رئيس الجمهورية
الإيرانية السابق محمد خاتمي
إلى المؤتمر الأخير إلا من أجل
وضع الأسس لهكذا إستراتيجية
وبديلة عن الحروب والصواريخ أي (
إستراتيجية تغيير بوصلة اتجاه
النظام الإيراني ليكون باتجاه
الليبرالية الشيعية المنفتحة
على الغرب.. مقابل تعهد من
أوباما بدعمها وترتيب عودتها
للعالم أي إيران) وسيبقى
الهدف ومن وجهة نظرنا هو تأسيس
الشرخ السياسي داخل المؤسسة
الدينية الحاكمة في إيران،
والهدف هو تفكيك النظام
الإيراني من الداخل، أي أن
اللعبة لعبة دهاء أوبامي غير
مضمونة النجاح أمام الدهاء
الفارسي والمعروف على مر العصور!.
أبعاد
عفو الرئيس غول ( المفاجئ)
لإطلاق الداعية والسياسي نجم
الدين أربكان!! فحسب ما
أسلفنا فالصفة التي تميز القادة
الأتراك هو الاستشعار عن بعد،
ووضع الإستراتيجيات الإستباقية
لصد الأفكار والإستراتيجيات
الوافدة نحو تركيا، فصحيح أن
رجب أردوغان هو تلميذ سابق في
مدارس الداعية غولن ، ولكن يبقى
نجم الدين أربكان هو المعلّم
السياسي، والموجه والصديق
والرفيق لأردوغان وللرئيس غول،
وبالتالي هو الأقرب إلى هذين
الرجلين، إضافة أن السيد أربكان
له شعبية كبيرة في تركيا
والعالم العربي والإسلامي، وله
علاقات خاصة جدا مع القيادات
الإيرانية، ومع بعض القيادات
الإسلامية في المنطقة، وعلى
العكس من السيد غولن والذي لديه
شعبية خارج العالم العربي
والإسلامي أي في داخل أميركا
والدول الغربية، وليست لديه
علاقات مع الجانب الإيراني ومع
القيادات الإسلامية والعربية
في المنطقة ،إضافة أن عودة
الداعية غولن تسبب أرباكا في
تركيا وتحركا من قبل العسكر
والعلمانيين والقوميين في
تركيا ،لأنهم يعتبرونه مفتاحا
للدول الغربية من أجل العبث في
البيت التركي. لهذا
سيضطر هؤلاء بقبول عودة ونشاط
السيد نجم الدين أربكان ، ومن
هنا جاءت الصفقة بإزالة الحظر
المفروض على نجم الدين أربكان
مع قبول عودته السياسية، وبعد
الحظر الذي مورس ضده ولـ 11 عاما
، وبقرار من الرئيس غول عندما
أصدر مرسوما بالعفو عن أربكان
قبل أيام قليلة، ولقد عقد
أربكان مؤتمرا صحفيا في مقر حزب
(السعادة) في أنقره وحال خروجه
للفضاء السياسي ، وهو بند من ضمن
بنود الصفقة بأن يعقد السيد
أربكان مؤتمرا صحفيا ليقول ما
ينوي قوله ، فقال وهو يُبشر
أنصاره والشعب التركي بأنه عائد
،وعندما قال ( لا فرق لدي بين
رئاسة الحزب وبين العضو العادي،
لأنني لا أعترف بشيء أسمه
السياسة، بل أبذل ما بوسعي بنية
العبادة وخدمة الشعب والوطن)
وأن هذه المفردات توحي بأنه
عائد ليكون ( الخميني التركي) في
تركيا. و قال
كلمة مهمة للغاية، وهي بمثابة
رسالة إلى الشعب التركي، والى
العلمانيين والقوميين، والى
الداعية غولن والقوى التي وراءه
وبمقدمتها الإدارة الأميركية
الجديدة، والى العسكر وعندما
قال (( سنصل قريبا إلى السلطة في
تركيا لإنقاذ تركيا من وضعها
الحالي... وسنقوم بزيارة لطهران
للقاء الرئيس الإيراني أحمدي
نجاد والمرشد الإيراني
الخامنئي ورئيس إيران السابق
هاشمي رفسنجاني..... وناشد قادة
وأعضاء حزب العدالة والتنمية
للعودة إلى الحزب الأم وهو حزب
السعادة)). وبهذا
أصبح هناك مركب أضافي ، لا بل
مركب نجاة لأردوغان وزميله غول
في حالة قرر العسكر والجبهة
العلمانية والقومية الضغط
عليهما من أجل تقديم التنازلات،
أو عندما يحركوا ضدهما بعض
الملفات المتعلقة بالفساد
والحجاب والحرية الشخصية وقضية
الأكراد وغيرها. وسيبقى
التفسير المرجّح إلى خطوة
الرئيس غول ،وصمت العسكر،
وإطلاق تصريحات أربكان بأنه
مشروع تركي ضد المشروع الذي
يحمله فتح الله غولن والذي
وراءه لوبيات أميركية وقوى
الغربية، وبالتالي لا نعتقد هو
مشروع ممهد لمشروع غولن بل هو
ضده ومحاولة لإيقافه!. ولكن
السؤال الأهم في هذه الحالة هو: من هو
الذي سيختفي عن الساحة... فهل هو
الرئيس غول أم رئيس الوزراء
أردوغان من أجل فسح المجال
للسيد أربكان، أم أن الأخير جاء
لتعزيز موقف وسياسات الرجلين؟ ولكن من
هو الذي سينتصر في آخر المطاف،
هل سيكون الفوز لجبهة فتح الله
غولن وبدعم من الغرب والولايات
المتحدة والمرجعيات المسيحية
واليهودية والفكرية العليا،
وحينها سوف يكون الداعية غولن
هو المؤسس إلى المرحلة (الغاندية)
في تركيا ،وحينها سيقطع الطريق
على حزب العدالة والتنمية،
وكذلك على حزب السعادة، أم أنه
سيضطر في حالة فوزه للتحالف مع
الجبهة الأربكانية
والأردوغانية من أجل تأسيس (
الخلافة العثمانية العائدة)
وبمواصفات غربية؟ ولكن من
هو خميني تركيا؟ فالتحركات
الأخيرة والتي أختتمها الرئيس
التركي غول بقرار إنهاء الحظر
عن السياسي المخضرم نجم الدين
أربكان توحي بأن هناك خطة لقطع
الطريق على فتح الله غولن
،وكذلك على مشروع الرئيس باراك
حسين أوباما في تركيا، فعلى
مايبدو هي تحركات مدروسة،
وبالتفاهم مع العسكر
والجنرالات من أجل تعطيل مشروع
غولن ، لأن الإصلاح الذي ينشده
غولن غير الإصلاح الذي ينشده
غول وأربكان وأردوغان . فإصلاح
غولن هو أصلاح مستورد، وأن
الإصلاح المستورد يعبث في
الشعوب والدول التي صدر نحوها
،ومثلما حصل في حالة تصدير
الشيوعية نحو الدول الإسلامية
والعربية في مرحلة الإتحاد
السوفيتي، وكذلك مثلما حصل في
فترة أدارة الرئيس الأميركي
السابق جورج بوش، وعندما تحول
الإصلاح إلى كوارث مدمرة وأزمات
سياسية خانقة، ومثلما حصل في
العراق وأفغانستان ولبنان وبعض
الدول . لذا
فالقيادة التركية الحالية ترفض
الإصلاح المستورد، وتصر على
الإصلاح ( المحلي) الذي هي بدأت
فيه في تركيا ، وبالنتيجة فأن
عملية أطلاق سراح نجم الدين
اربكان هو لكي يتفرغ للمعركة ضد
فتح الله غولن وليس ممهدا له،
ومن ثم يرسخ نفسه ( الخميني
التركي) في تركيا ،وحينها سيقطع
الطريق على غولن ، وأن العسكر
موافق على هذا المشروع، وعلى
هذه الصفقة ضمن مبدأ ( الشين
الذي تعرفه أفضل من الزين الذي
لا تعرفه) فأربكان المزعج من
وجهة نظر العسكر والجنرالات
والجبهة العلمانية أفضل من فتح
الله غولن ( المودرن) والقادم
نحو تأسيس إسلام أميركي في
تركيا ، والذي لديه عداوات مع
الجنرالات والقوميين
والعلمانيين. أما في
حالة فرض الصدام على تركيا سوف
تخسر جبهة فتح الله غولن وحتى
وأن كان وراءه الغرب والإدارة
الأميركية، لأن الجبهة التي سوف
تتشكل ضده ستكون بزعامة العسكر
والقيادات العلمانية ،ومعهما
قيادات حزب العدالة والتنمية
إضافة للزعيم نجم الدين أربكان. ولكن
الذي يخيف العسكر وأربكان وغول
هو الانشقاق الذي سيحصل في حزب
العدالة والتنمية، وكذلك في حزب
السعادة والذي ربما سيلتحق
بالحركة الغولنيّة، وربما سوف
تتفكك البنية الحكومية
والسياسية في تركيا ، وحينها
ستكون تركيا على كف عفريت!!. فياترى
هل راهنت الإدارة الأميركية
والقوى الغربية على هذا المشروع
أي مشروع عودة (غولن) والذي لو
نجح فهو كفيل بتحويل الإسلام
التركي إلى إسلام ليبرالي منغمس
بقيم الحداثة الغربية، أما لو
فشل المشروع فسوف يُدخل تركيا
في صراعات سياسية وإيديولوجية
وفكرية هائلة ، وحينها سوف
يتحرك المشروع الآخر وهو مشروع
تفكيك هذه الدولة على أسس عرقية
ودينية وقومية ومذهبية، وحينها
سيتم إدخالها في مشروع الفوضى
الخلاقة ، و حرمانها من العملقة
والدخول كلاعب دولي، ولا حتى
عضوا في الإتحاد الأوربي!!! فلهذا
نعتقد أن هناك صفقة بين العسكر
والحكومة بزعامة حزب العدالة
والتنمية، والتي بموجبها تم
إنهاء الحظر السياسي المفروض
على نجم الدين أربكان وإطلاقه
لاعبا سياسيا ودينيا وروحيا من
أجل الوقوف بوجه مشروع غولن!!. وأخيرا:
من
سيكون "خميني" تركيا... ؟ ومن
سيكون الخليفة العثماني
الجديد؟ هل هو
نجم الدين أربكان.... أم هو ... فتح
الله غولن؟ ــــــــــ المصدر
: أخبار اليوم 12/4/2009 http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=22730 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |