ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خياران
أحلاهما موت ضحايا
الحصار.. إما حياة ثمنها العمالة
وإما ثباتٌ ثمنه الحياة الحصار
يهدد مليون ونصف المليون
فلسطيني في القطاع غزة
- المركز الفلسطيني للإعلام "لا
أعرف ما ذنب هذا الطفل البريء
الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام؟!
إنني أنظر إليه وهو يموت كل يوم
100 مرة، لا أعرف السبب الذي يجعل
مصر ترفض سفره للعلاج عبر معبر
رفح، ولا أعرف السبب أيضًا في
منع سلطات الاحتلال لنا بالسفر
من معبر بيت حانون "إيريز"
للعلاج". بهذه
الكلمات بدأت السيدة زينات (أمٌّ
لخمسة أطفال) بإطلاق مناشدتها
العاجلة عبر "المركز
الفلسطيني للإعلام" من أجل
إنقاذ طفلها "أسامة" إحدى
ضحايا الحصار والممنوع من السفر
دون سببٍ يذكر. وانتقدت
الأم الحزينة إصرار السلطات
المصرية على إغلاق معبر رفح (المصري
- الفلسطيني) أمام المرضى
الفلسطينيين الذين تحرمهم
السلطات المصرية من مغادرة قطاع
غزة لتلقي العلاج. وإلى
جانب السيدة زينات تجلس الحاجة
أم حسن (62 عامًا) تنظر إلينا
وترفع كفَّي الضراعة إلى الله
وتدعو أن "يحنن الله قلوب
المصريين لكي يسمحوا لنا بالسفر
لتلقي العلاج". الحاجة
أم حسن تدعو متوسلة وعيونها
اغرورقت بالدموع لأنها قد تفارق
الحياة إن لم يسمح لها بالسفر هي
الأخرى. إغلاق
صهيوني من الشمال وعلى
الجانب الشمالي من قطاع غزة
صورة مماثلة للإغلاق ذاته؛ حيث
تمنع سلطات الاحتلال الصهيوني
المرضى الفلسطينيين من السفر
عبر معبر بيت حانون "إيريز"،
وحتى لو سمح لبعض المرضى بالسفر
من المعبر فإن جهاز الأمن
الداخلي الصهيوني المعروف بـ(شاباك)
يمارس سياسة قذرة هو الآخر هناك
من أجل نزع اعترافات من المرضى
بخصوص المقاومة في قطاع غزة، في
أسلوبٍ ابتزازيٍّ قذرٍ. "منظمة
أطباء لحقوق الإنسان" في
الكيان الصهيوني أكدت الإثنين
(4-5) أن جهاز الأمن الداخلي
الصهيوني (شاباك) كثف من
تحقيقاته مع المرضى الذين يسعون
إلى مغادرة قطاع غزة؛ حيث يتم
التحقيق معهم وإجبارهم على
تقديم معلوماتٍ كشرطٍ مسبقٍ
لمغادرة قطاع غزة للحصول على
الرعاية الطبية والعلاج. مرضى
على طاولة التحقيق وجاء في
تقرير المنظمة المذكورة أنه "في
الفترة من كانون الثاني (يناير)
2008م وآذار (مارس) 2009م تم استدعاء
438 شخصًا على الأقل للتحقيق معهم
كشرطٍ مسبقٍ للنظر في طلباتهم
بالحصول على تصريح خروج بهدف
العلاج خارج القطاع، مضيفة أنه
مقارنة مع ذلك فإنه في كانون
الثاني (يناير) 2008م كانت نسبة من
يجري التحقيق معهم من المتقدمين
بطلبات إلى السلطات الصهيونية
لمغادرة القطاع 1.45%، إلا أن هذا
الرقم ارتفع إلى 17% في كانون
الثاني (يناير) 2009م. وقالت
المنظمة إن رجال الـ(شاباك)
حقَّقوا مع قاصرين وصوَّروا
مرضى رغمًا عنهم وضايقوهم
وألقوا عليهم الشتائم خلال
التحقيق، كما أنهم أعادوا إلى
غزة مرضى لم يتعاونوا معهم. ابتزاز
المرضى وزير
الصحة الفلسطيني الدكتور باسم
نعيم أكد هو الآخر أن المرضى
يتعرَّضون للابتزاز مقابل
العلاج؛ حيث اتهم د. نعيم سلطات
الاحتلال الصهيوني بابتزاز
المرضى الفلسطينيين للحصول على
معلوماتٍ عن رجال المقاومة
مقابل علاجهم في مشافيها. وقال
نعيم خلال استقباله الوفدَ
الأسكتلندي لكسر الحصار عن غزة
برئاسة "بولين ماكلين" عضو
البرلمان الأسكتلندي ورئيسة
لجنة دعم فلسطين فيه: "إن
سلطات الاحتلال تقوم بابتزاز
المرضى من خلال ممارسة الضغط
عليهم للحصول على معلوماتٍ
بخصوص رجال المقاومة
الفلسطينية مقابل علاجهم في
المشافي "الإسرائيلية"،
فضلاً عن التفتيش المهين لهم
وجعلهم ينتظرون ساعات طويلة تحت
أشعة الشمس الحارقة، وهو ما
يخالف كافة المواثيق والأعراف
والمعاهدات الدولية". وقدَّم
نعيم إلى الوفد الضيف شرحًا
مفصَّلاً عن حجم المعاناة التي
يعيشها سكان قطاع غزة من جرَّاء
الحرب على غزة وما خلفته من
دمارٍ هائلٍ في مختلف القطاعات؛
بما فيها القطاع الصحي، موضحًا
أن المعاناة لا تزال موجودة بعد
الحرب نتيجة استمرار الحصار
وإغلاق المعابر. قائد من
"القسام" يمنع من العلاج ولعل من
أواخر من ارتقَوا شهداء من
ضحايا الحصار الشهيد القسامي
القائد المهندس وائل عبد القادر
عقيلان (32 عامًا) من مخيم الشاطئ
غرب مدينة غزة، والذي يعتبر من
أوائل القساميين الذين أشعلوا
فتيل الجهاد والمقاومة؛ حيث منع
من السفر عبر معبر رفح لتلقي
العلاج، فظل يكابد ويصارع المرض
حتى استشهد رحمه الله؛ حيث كان
الشهيد م. عقيلان -وهو زوج فنانة
الكاريكاتير أمية جحا- قد أصيب
قبل شهر بانفجارٍ في المعدة وتم
نقله إلى المستشفى، وهناك قرر
الأطباء حاجته إلى تدخلٍ
جراحيٍّ نوعيٍّ في الخارج،
وأمضى حوالي شهر في "مستشفى
الشفاء"، قضى منه 12 يومًا في
العناية المركزة في انتظار نقله
إلى مصر عبر معبر رفح المغلق إلى
أن استُشهد دون أن يُسمح له
بالسفر. مطالبة
بكسر الحصار وفتح معبر رفح منظمة
"هيومن رايتس ووتش"
الحقوقية الأمريكية قالت في
رسالةٍ وجَّهتها إلى وزيرة
الخارجية الأمريكية هيلاري
رودهام كلينتون إن عليها أن
تنتقد علنًا وبقوةٍ الحصار
الصهيوني لغزة بصفته عقابًا
جماعيًّا يستهدف السكان
المدنيين"، مضيفة أن
الولايات المتحدة، بصفتها أكبر
حليفٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ
وماليِّ للكيان، عليها الضغط
على حليفها كي يلتزم بالقانون
الدولي. كما دعت
"هيومن رايتس ووتش"
كلينتون إلى الضغط على مصر كي
تفتح معبر رفح الحدودي مع غزة،
والسماح للإمدادات الإنسانية
بالدخول من هناك، وطبقًا
لتقاريرَ إخباريةٍ حديثةٍ فإن
مئات الحمولات من شاحنات
المساعدات تتعفن على الجانب
المصري من الحدود في الوقت
الحالي. وهكذا
أضحت الحياة بالنسبة للمرضى
الفلسطينيين في قطاع غزة
المحاصَر صهيونيًّا؛ فإما أن
تكون سلعة يشترونها بالعمالة
للاحتلال، وإما أن تكون ثمنًا
يبذلونه مقابل الثبات على
قضيتهم وخيارهم الديمقراطي. ـــــــــ المصدر
: المركز الفلسطيني للإعلام
5/5/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |