ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أخبار
منزوعة البراءة فهمى
هويدى قبل 24
ساعة من مناقشة الميزانية
المخصصة لإغلاق معتقل
جوانتانامو حدث مايلي: أعلن في
نيويورك عن القبض على خلية «إرهابية»
ضمت أربعة أشخاص وجهت إليهم
تهمة التخطيط لتفجير كنيس يهودي
وإسقاط طائرة عسكرية باستخدام
صاروخ محمول على الكتف. أثناء
التحقيق تبين أن ثلاثة منهم
دخلوا الإسلام في السجون. وقال
أحدهم إنه كان يتعاطى المخدرات
أثناء القبض عليه. كما تبين أن
واحدا منهم مريض نفسيا إلى جانب
أنه «أمي» لا يجيد القراءة
والكتابة. أما الثالث الذي
اعتبره الادعاء «أعتى أفراد
العصابة» فقد وصف بأنه رث
الهيئة، يمشي وسرواله يكاد يسقط
على الأرض. تبين أيضا أن أولئك
الإرهابيين لم يتدربوا على
السلاح في أي مكان معلوم، وأنهم
معروفون في ملفات الإجرام
بالولايات المتحدة. أضافت
التقارير الصحافية أن مخبرا من
عناصر المباحث الفيدرالية كان
قد اخترق المجموعة، حينما لاحظ
أن أفرادها يتحدثون عن كراهية
اليهود والحرب الأميركية في
العراق. وهذا المخبر استدرجهم
ووفر لهم صاروخا غير فعال
ومتفجرات فاسدة. وسجل لهم
حواراتهم، وظل يراقبهم لمدة عام. القضية
مطبوخة وتوقيت إعلانها قبل 24
ساعة من تصويت الكونجرس مريب. إذ
لست أشك في أن ذلك الإعلان
الموحي بتجدد خطر «الإرهاب» عزز
موقف الرافضين لإغلاق معسكر
جوانتانامو، مما أدى إلى رفض
إقرار الميزانية التي طلبها
الرئيس الأميركي. وهو ما يضعنا
بإزاء نموذج للتسريب الإعلامي
الذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية.
ويبدو
أننا نعيش هذه الأيام أحد مواسم
اللعب بالإعلام في حلبة السياسة.
ذلك واضح بشدة في الحالة
اللبنانية. إذ يعرف الجميع أن
ثمة معركة انتخابية مصيرية
وحامية الوطيس ستحسم في السابع
من شهر يونيو المقبل. ولأن
أطرافا دولية وعربية حريصة على
مساعدة تيار سعد الحريري «جماعة
14 آذار»، فإن
نائب الرئيس الأميركي جون بايدن
قام بزيارة مفاجئة لبيروت، لأول
مرة منذ 26 عاما، وهناك التقى
أركان تجمع 14 آذار، ثم أعلن في
تصريحات صحافية أن مساعدات
الولايات المتحدة للبنان
سيحددها شكل الحكومة المقبلة «التي
ستسفر عنها الانتخابات» في
رسالة واضحة تقول للناخب
اللبناني إن المساعدات
الأميركية مشروطة بالتصويت
للحريري وجماعته، أما إذا نجح
تحالف حزب الله والجنرال عون «8
آذار» فلا مساعدات ولا يحزنون، ليس ذلك
فحسب، وإنما سرب وسط ذلك الجو
المحموم خبر نشرته صحيفة «دير
شبيجل» الألمانية اتهم حزب الله
بالضلوع في قتل الرئيس رفيق
الحريري وأصبح التسريب عنوانا
رئيسيا لصحيفة الشرق الأوسط «يوم
24/ 5» نصه كالتالي: تقرير
ألماني: حزب الله اغتال الحريري
هكذا مرة واحدة وفي
الوقت ذاته تولت قناة «العربية»
مهمة التركيز على الخبر طوال 24
ساعة، حدث ذلك في الوقت الذي
استغربت فيه ناطقة باسم المحكمة
الدولية الشائعة، وقالت
للوكالة الفرنسية إنها لا تعرف
من أين جاءوا بها. ويتضح في
النهاية أننا بصدد فصل في
التعبئة الانتخابية المضادة،
كان الإعلام سلاحها الذي استهدف
قصف مواقع الطرف الآخر تناغما
مع تصريحات السيد بايدن لإضعاف
فرصته في الفوز. هذه
التعبئة الإعلامية المضادة
واضحة أيضا في حملة التخويف مما
سمي بالخطر الإيراني. وهي
الفزاعة التي تركز عليها
إسرائيل بشدة، في حين تستمر في
تهويد القدس وتوسيع المستوطنات.
هذه الحملة عرفت طريقها إلى
صحيفة «الشرق الأوسط»، التي
كانت العناوين الرئيسية
لصفحاتها الأولى خلال الأسبوع
الماضي كالتالي: واشنطن:
طهران في مفترق طرق ولصبرنا
حدود «21/ 5» واشنطن:
صواريخ إيران أكثر تطورا مما
تصورنا «22/ 5» رئيس
الأركان الأميركي: إيران تقترب
من السلاح النووي ووقت
الديبلوماسية ينفد «25/5» «لاحظ
أن أميركا هي المتحدث في كل مرة». حين
فقدت الأخبار براءتها على النحو
الذي رأيت، فإنها لم تعد وسيلة
لتنوير الرأي العام، وإنما
حولها أهل السياسة إلى أداة
لتضليل الناس والعبث بمشاعرهم. ــــــــــ صحيفة
الرؤية الكويتيه 28/5/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |