ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يخجلنا
نشطاؤهم فهمي
هويدي لا
يستطيع المرء أن يكتم شعوره
بالدهشة المقترنة بالخزي
والخجل، حين يجد أن فكرة مقاطعة
إسرائيل تتفاعل في العالم
الغربي، في حين تتراجع بشدة في
العالم العربي. لا أتحدث عن
الحكومات الغربية التي يعرف
الجميع حساباتها، لكنني أتحدث
عن شرائح بين المثقفين الشرفاء،
الذين لم تلوثهم حسابات الساسة. حركة
المقاطعة هذه أكثر وضوحا في
أوساط الأكاديميين الإنجليز،
الذين نشطوا في هذه الساحة منذ
عام 2002. إذ نشرت صحيفة
«الجارديان» آنذاك (في 6 أبريل)
خطابا مفتوحا لاثنين من أساتذة
جامعة برادفورد (ستيفن وهيلاري
روز) دعوا فيه إلى وقف مؤقت
للعلاقات الثقافية والأكاديمية
مع إسرائيل احتجاجا على
ممارساتها الوحشية في الأراضي
المحتلة. وخلال أربعة أشهر أيد
700 أستاذ جامعي هذه الدعوة، كان
بينهم عشرة من الأكاديميين
الإسرائيليين. وقد شجع
الأكاديميين البريطانيين على
إطلاق وتأييد الدعوة أن
مقاطعتهم للنظام العنصري في
جنوب أفريقيا حققت نجاحا أسهم
في إسقاط ذلك النظام. فكرة
المقاطعة تفاعلت على مستويات
عدة. ففي
السنة ذاتها (2002) قررت د.منى بيكر
أستاذة الترجمة في جامعة
مانشستر (مصرية الأصل) مع زوجها
الأستاذ بذات الجامعة وقف
التعامل مع اثنين من
الأكاديميين الإسرائيليين كانا
ضمن الهيئة المشرفة على بعض
إصدارات الجامعة. وبعثت برسالة
إلى أحدهما قائلة: إذا كان
المثقفون قد تعرضوا للوم لأنهم
سكتوا على الهولوكوست (معاناة
اليهود في ظل النازية)، فإنها
إحساسا منها بالمسؤولية إزاء
معاناة الفلسطينيين اتخذت
قرارها بإقصائهما إدراكا منها
أنها يجب أن تفعل شيئا، ولا
تلتزم الصمت حتى لا تتعرض
بدورها للوم والإدانة في
المستقبل. لاحقا،
في عام 2005، قررت جمعية المعلمين
الإنجليز مقاطعة جامعتين
إسرائيليتين لتأييدهما
للاحتلال. وهو ذات الموقف الذي
تبناه اتحاد الجامعات
البريطانية في عام 2007. وفي 19
يناير من العام الحالي (أثناء
العدوان على غزة) نشرت
«الجارديان» خطابا مفتوحا وجهه
عدد كبير من الأكاديميين إلى
الحكومة البريطانية، طالبوها
فيه باتخاذ خطوات مقاطعة
إسرائيل على جرائمها التي
ارتكبتها في القطاع، أسوة
بموقفها من النظام العنصري في
جنوب أفريقيا. صحيح أن
هذه الخطوات لم تستمر، بسبب
الضغوط الإسرائيلية القوية،
لكن أهم ما فيها هو الفكرة التي
عبرت عنها، علما بأن دعوات
المقاطعة لم تتوقف منذ عام 2002
وحتى الآن، ولايزال صداها يتردد
في أوساط النخبة البريطانية. المقاطعة
صار لها أنصارها في الولايات
المتحدة أيضا، إذ أطلقها بعض
الأكاديميين في كاليفورنيا،
أثناء العدوان على غزة، وكانت
الكنيسية المشيخية
البروتستانتية (الأكبر والأهم
في أميركا) قد قررت في عام 2006 سحب
استثماراتها الضخمة في
إسرائيل، بعدما ارتفعت في
داخلها أصوات قوية اعتبرت تلك
الاستثمارات دعما للاحتلال
والاستيطان في إسرائيل. صدى
المقاطعة تردد في كندا. إذ دعا
اتحاد العاملين الكنديين في
أعقاب الهجوم على غزة في يناير
الماضي إلى مقاطعة الأكاديميين
الإسرائيليين ومنعهم من القيام
بالتدريس في جامعات «أونتاريو».
وهو الاقتراح الذي قوبل بضغوط
شديدة من الموالين لإسرائيل،
وعدل بحيث دعا إلى قطع العلاقات
مع الجامعات الإسرائيلية. البروفيسور
ديريك سامر فيلد أستاذ الطب
النفسي البريطاني يعد أحد
الناشطين البارزين الداعين إلى
المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل،
وهو يدحض الادعاء القائل بأن
المقاطعة لا جدوى منها، ويقول
في ذلك إنها عند الحد الأدنى
تفضح المشكلة وتعلن عن وجودها،
ويستدل على ذلك بأنه ما من وزير
إسرائيلي يزور لندن إلا وتكون
«المقاطعة» على رأس مباحثاته،
مضيفا أنها تسبب لإسرائيل
إزعاجا مستمرا، مشيرا إلى أن
الصمت على ما يجري بمنزلة تستر
على جرائم الاحتلال، التي ينبغي
أن يدينها كل صاحب ضمير في
العالم. ما رأي
مثقفينا وزملائنا المحترمين؟ ـــــــ المصدر
: صحيفة الرؤية الكويتيه 11/6/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |