ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التجسس
الإسرائيلي على مصر وأقنعة
السلام الزائفة بقلم
: محمد الشرقاوي لم تكن
قضية المصري مجدي أنور محمد
توفيق الذي قضت محكمة أمن
الدولة "طوارئ"
بالإسكندرية مؤخرا بمعاقبته
بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات
بتهمة التجسس لصالح إسرائيل ،
الأولى وربما لن تكون الأخيرة
في سلسلة قضايا التجسس
الإسرائيلي على مصر عقب توقيع
اتفاقية السلام بين الجانبين
عام 1979م. ورغم أن
الكثيرين منّوا أنفسهم بقطف
ثمار السلام الزائف مع إسرائيل،
فإن هذا الكيان غير الشرعي لم
يفوت فرصة هذا السلام المزعوم
كستار للتجسس على مصر التي
يصنفها على أنها عدوه الأول في
الشرق الأوسط. وقد
امتدت أيدي الموساد الإسرائيلي
للتجسس على كافة القطاعات في
مصر السياسية والاقتصادية
والعسكرية والثقافية والسياحية
وهو ما يتناوله هذا الملف. ويكشف
تاريخ التجسس بين مصر وإسرائيل
أن أول جاسوسة أطلقت مصر سراحها
منذ بدء نشاط الموساد في 14 مايو
1948 هي "بولاند هارس"
المتهمة باغتيال ضابط إنجليزي
في مصر، وقد أطلق سراحها في 22
سبتمبر عام 1987م. ولم يكد
مداد معاهدة السلام المصرية
الإسرائيلية يجف حتى استطاع
ضابط مخابرات إسرائيلي يدعى
"أبو شريف" تجنيد الجاسوس
عامر سلمان، وهو بدوي من سيناء
عام 1982 وظل يعمل لصالح
المخابرات الإسرائيلية أكثر من
10 سنوات حتى ضبط وحكمت عليه
محكمة العريش بالسجن مدى
الحياة. وفي
بداية عقد التسعينيات فجرت
المخابرات المصرية قضية
الإسرائيلية فائقة مصراتي
ووالدها اللذين كانا يعيشان في
القاهرة، ولكن الغريب أن الشرطة
المصرية ألقت القبض على الابنة
بتهمة ممارسة الدعارة، ووالدها
بتهمة التستر عليها، ثم ما لبثت
المخابرات المصرية أن حصلت على
معلومات تفيد بأن الاثنين كانا
يترددان على أحد أندية الطبقة
الراقية في حي مصر الجديدة،
ونجحا في نصب شبكة علاقات واسعة
مع شخصيات مهمة من أعضاء
النادي، وأن الدعارة كانت مجرد
وسيلة للحصول على معلومات عن
الأوضاع في مصر تصب في النهاية
لدى جهاز المخابرات الإسرائيلي. وقد
أحيلت "فائقة" ووالدها إلى
محكمة أمن الدولة العليا، وحظيت
جلسات محاكمتهما باهتمام
إعلامي واسع زاده سلوك الاثنين
أثناء الجلسات خصوصا بعد أن
قاما بسب المسؤولين المصريين،
وأقدم الأب على تعمد إهانة هيئة
المحكمة بخلع ملابسه أمام
الجميع والتبول في القاعة قبل
أن يبصق في اتجاه القضاة !! لكن
الأغرب - الذي أثار ضيق
المصريين- كان صدور قرار بترحيل
الاثنين إلى إسرائيل قبل صدور
الحكم، ولم تعرف الأسباب
الحقيقية لهذا القرار غير أن
إشاعات انتشرت عن صفقة متبادلة
بين مصر وإسرائيل في مجال
الاستخبارات. السفر
إلى إسرائيل.. بداية السقوط في
مستنقع الموساد عقب
توقيع اتفاقيات "اوسلو"
بين إسرائيل والفلسطينيين في
عام 1993 والتي وعدت فيها إسرائيل
العرب بسلام زائف من خلال إعادة
أجزاء صغيرة من أرض فلسطين
التاريخية في الضفة وقطاع غزة،
قامت دول عربية عديدة بتطوير
العلاقات مع إسرائيل من خلال
اتفاقيات سلام، أو بفتح مكاتب
التمثيل أو تبادل التمثيل
الدبلوماسي، حيث وقعت الأردن
اتفاقية سلام "وادي عربة"
مع إسرائيل في أكتوبر عام 1994، ثم
قامت قطر وسلطنة عمان بفتح
مكاتب تمثيل تجارية مع إسرائيل،
وقامت دولة موريتانيا - البعيدة
كل البعد عن مركز الصراع -
بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة
مع إسرائيل. ويؤكد
كثيرون أن تلك المرحلة التي
بلغت ذروتها خلال الفترة من 1993
وحتى تولي اليمين الحكم في
إسرائيل عام 1998 تعد أخصب
الفترات في نشاط الموساد
الإسرائيلي للتجسس على مصر
والدول العربية خصوصا في ظل
تراجع المحاذير المفروضة على
سفر الرعايا العرب -ومنهم
المصريون- إلى إسرائيل، حيث
استغل الموساد تكالب المصريين
على السفر إلى إسرائيل لتجنيدهم
مستخدما سلاحين في غاية الخطورة
هما المال والنساء اللذان
يمثلان السبب الأكبر لسفر
الشباب المصري إلى إسرائيل. وظلت
خطورة قضية سفر المصريين للعمل
في إسرائيل في طي الكتمان إلى أن
أكدت أجهزة الاستخبارات
المصرية خطورتها على الأمن
القومي من خلال ضبط عدد من
الشباب المصري يتجسسون لصالح
إسرائيل. ومن
أمثلة قضايا التجسس التي ضبطتها
الأجهزة المصرية قضية عبد
المنعم عبد الملك الذي حكم عليه
بالسجن المؤبد في مطلع عام 1996،
وكان عبد الملك رقيبا متطوعا
بالبحرية المصرية، وأحيل
للتقاعد في عام 1978 وسافر قبل
عامين من تاريخ القبض عليه
للعمل في إسرائيل، فجنّده
الموساد وحدد مهمته في جمع
معلومات عسكرية. ومع
تراجع دعايات السلام الزائفة في
السنوات الأخيرة أعادت مصر
حساباتها مرة أخرى في قضية سفر
مواطنيها إلى إسرائيل، ووضعت
قيودا مباشرة وغير مباشرة على
سفر المصريين إلى إسرائيل، تكشف
بصورة ضمنية عن رفض الدولة لسفر
المصريين إلى إسرائيل، وذلك في
ضوء التقديرات التي ذكرت أن عدد
المصريين في إسرائيل وصل إلى
نحو 15 ألف مصري بعضهم تزوج من
يهوديات وأنجب منهن، ومن ثم
يحصل ابن هذه اليهودية على
الجنسية المصرية بمقتضى
القانون المصري. ويحكي
عبد الله أحمد عن تجربته في
الحصول على تأشيرة لزيارة
إسرائيل والصعوبات التي واجهته
قائلا: "ذهبت إلى السفارة
الإسرائيلية للحصول على تأشيرة
زيارة لإسرائيل بغرض العمل في
عام 1999، وتوجهت لمبنى السفارة
الذي يقع بالدور العاشر بإحدى
العمارات المطلة على البر
الغربي لنيل القاهرة بمنطقة
الجيزة، وعند المدخل الرئيسي
للعمارة استوقفني الأمن
المصري، وسألني إلى أين أذهب،
فأشرت إلى وجهتي فأخضعوني
لاستجواب دقيق، وقاموا بأخذ كل
بياناتي الرسمية، وطلبوا مني
العودة إليهم بعد الخروج من
السفارة، وقد عدت فخضعت
لاستجواب جديد ثم حولت إلى
إدارة لأمن الدولة استمرت في
التحقيق معي والتقصي عني أكثر
من شهر، والغريب أنني بعد ذلك لم
أستطع السفر إلى إسرائيل لأن
سفارتها رفضت منحي التأشيرة. وإذا
كان الموساد قد استغل عبد
المنعم عبد الملاك كرقيب متطوع
في الجيش المصري للحصول على
معلومات عسكرية، فقد استغل شابا
مصريا آخر يدعى سمير عثمان، وقد
ذهب هذا الشاب إلى إسرائيل سعيا
وراء فرصة عمل، ولكن الفرصة
الوحيدة التي أتيحت أمامه كانت
التجسس على مصر لحساب الموساد
الذي استغل مهاراته الخاصة في
السباحة. وفي
اعترافاته لأجهزة الأمن
المصرية قال هذا الشاب : إنه كان
يجمع المعلومات عبر السباحة
لمسافة وأسفر
الكشف عن قضية الجاسوس المصري
عماد عبد الحميد إسماعيل الذي
جنده ضابط الموساد الإسرائيلي
عزام عزام عن تشديد السلطات
المصرية القيود على سفر
المصريين إلى إسرائيل أكثر
وأكثر، خصوصا وأن الصحافة
المصرية أسهبت في طرح القضية
باعتبار عماد نموذجا لشاب مصري
ذهب إلى إسرائيل وسقط في وحل
التفسخ والانحلال الأخلاقي،
وتحول إلى "زير نساء"، ومن
نقطة الضعف هذه استطاع الموساد
تجنيده لحسابه، إضافة إلى
الإغراء المالي الذي تمثل في
راتب شهري بلغ 650 دولارًا. وقد
أسفرت ضغوط السلطات المصرية على
سفر المصريين لإسرائيل عن تواري
هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة
خصوصًا بعد أن أثارها مجلس
الشعب المصري "البرلمان"
أكثر من مرة، كما طرحتها
الصحافة المصرية على بساط البحث
والنقاش محذرة من تداعياتها على
الأمن القومي المصري، وأوردت في
هذا الصدد فتاوى لعلماء الإسلام
حذروا فيها من السفر إلى
إسرائيل باعتبارها "دار
حرب" تحتل أرض المسلمين، كما
حذروا من الزواج بإسرائيليات
باعتبارهن "محاربات" ولا
تنطبق عليهن الأحكام الفقهية
الخاصة بزواج المسلم من كتابيات
في ظل احتلال اليهود لفلسطين. قضية
عزام .. واستغلال الاقتصاد كستار
للتجسس بينما
كانت الاستعدادات تسير على قدم
وساق لاستضافة مصر المؤتمر
الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال
أفريقيا في نوفمبر 1996 بمشاركة
إسرائيل، كشفت الأجهزة الأمنية
عن قضية تجسس إسرائيلية جديدة
ضد مصر كان بطلها هذه المرة
الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام
الذي كان يعمل مديرا لمصنع
إسرائيلي مصري مشترك للنسيج في
القاهرة. وينتمي
عزام عزام وهو عربي من قرية
المغار في الجليل إلى طائفة
الدروز ، وهي الطائفة الوحيدة
التي يسمح الجيش الإسرائيلي
بتجنيد أبنائها في الجيش
الإسرائيلي باعتبارها أقلية
غير مسلمة. وتعتبر
قضية عزام عزام نموذجًا واضحا
لاستخدام إسرائيل الأنشطة
الاقتصادية كستار للتجسس على
مصر من خلال تجنيد بعض ضعاف
النفوس لجمع المعلومات عن كافة
الأوضاع في مصر. وقد
اعتقلت أجهزة الأمن المصرية
عزام عزام ومواطنًا مصريًا آخر
يدعى عماد عبد الحميد إسماعيل
وتهمة الأول هي العضوية في
الموساد الإسرائيلي ومحاولة
تجنيد مصريين للعمل معه بغرض
الإضرار بمصالح البلاد
القومية، وكانت تهمة الثاني هي
التعاون مع جهة أجنبية للإضرار
بأمن البلاد ومصالحها القومية. ورغم
محاولات إسرائيل طي صفحة القضية
في مهدها والإفراج عن عزام، فإن
محكمة مصرية أصدرت في 21 أغسطس
عام 1997 حكما بالأشغال الشاقة
لمدة 15 عاما في حق عزام والأشغال
الشاقة المؤبدة بحق شريكه
المصري عماد إسماعيل
والإسرائيليتين الهاربتين زهرة
يوسف جريس، ومنى أحمد شواهنة. وقد
أثار هذا الحكم أسرة عزام التي
اتهمت الحكومات الإسرائيلية
المتعاقبة بإهمال قضية ابنهم
رغم الخدمات العظيمة التي قدمها
للدولة العبرية، وفي هذا الإطار
يقول أحد أشقائه ويدعى سامي:
"لم نشعر أن الحكومات
الإسرائيلية تعاملت مع الموضوع
بجدية أو بإنسانية.. فشقيقنا
عزام يعاني الأمرين في السجن
المصري.. وحالته الصحية تتدهور،
ووضعه النفسي خطير.. وهم
يتفرجون؟". وأردف
هذا الشقيق قائلا: "يجب على
إسرائيل عدم التجاوب مع أي طلب
من الرئيس المصري حسني مبارك في
القضية الفلسطينية حتى تطلق
سراح شقيقي". من
جانبها لم تيأس إسرائيل وبذلت
جهودا كبيرة من أجل الإفراج عن
عزام على المستويات المحلية
والإقليمية والدولية، حيث تقود
أحزاب اليمين والمتطرفون
الإسرائيليون حملات سياسية
متكررة ضد مصر للإفراج عن عزام
بدعوى أن مصر وإسرائيل وقعتا
اتفاقية سلام، وبالتالي فلا
حاجة في استمراره بالسجن، كما
يقترح اليسار الإسرائيلي
مبادلة عزام بعدد من الأسرى
الفلسطينيين والعرب في السجون
الإسرائيلية. وعادة
ما يطالب الإسرائيليون على هامش
زيارتهم لمصر بالإفراج عن عزام،
وكذلك يطلبون زيارته في سجنه
إلا أنه من النادر أن تسمح
السلطات المصرية لمسؤول
إسرائيلي رفيع المستوى بهذه
الزيارات، بل تقصر هذا الأمر
على مسؤولي السفارة
الإسرائيلية بالقاهرة. وترفض
مصر بشدة مطالب الإفراج عن
عزام، وفي هذا الخصوص أكد
الرئيس مبارك مرارا أنه لا
تأثير على أحكام القضاء، وأن
مصر لا تقبل أي ضغوط في هذه
المسألة. وتعمل
إسرائيل أيضا على إثارة القضية
على المستوى الدولي، حيث طالب
رؤساء الحكومات الإسرائيلية
واشنطن بمحاولة إقناع القاهرة
بالإفراج عن عزام، ومنهم رئيس
الوزراء الأسبق بنيامين
نيتانياهو الذي طرح على الرئيس
الفلسطيني ياسر عرفات على هامش
مفاوضات السلام في "واي
ريفر" صيف عام 1998 بأمريكا هذه
الجملة "قل لرئيسك أن يطلق
سراح عزام" وكأن عرفات أحد
الرعايا المصريين ! كما
تحرص الآلة الإعلامية
الصهيونية في واشنطن على إثارة
القضية في كل زيارة يقوم بها
الرئيس مبارك إلى الولايات
المتحدة، وهو ما أدى إلى إثارة
النواب في البرلمان المصري
ومطالبتهم بإضافة مواد إلى
قانون ضمانات وحوافز الاستثمار
تنص على فرض حظر شامل على دخول
الاستثمارات الإسرائيلية إلى
مصر بكافة أشكالها وأنواعها،
ومنعهم من إقامة مشروعات
استثمارية مشتركة مع مصريين
وتصفية كافة جوانب الاستثمار
الإسرائيلي على أرض مصر في
المدن القديمة والجديدة. وفي هذا
الصدد يؤكد النائب أبو العز
الحديدي أن أغلب الاستثمارات
الإسرائيلية ذات علاقة مباشرة
بالموساد وتشكل شبكات تجسس على
الاقتصاد المصري مثلما حدث في
قضية عزام عزام. ومن
جانبه يطالب النائب كمال أحمد
بإسقاط كافة الاتفاقات
التجارية الأمنية بمراجعة
شاملة للمستثمرين من اليهود
الذين جاؤوا إلى مصر تحت ستار
جنسيات أخرى وتصفية
استثماراتهم وإعطاء الأولوية
في الاستثمار للعرب. قضية
الفيلالي.. نموذج لشاب مصري في
مهب الريح تفجرت
قضية الجاسوس المصري المهندس
شريف فوزي محمد الفيلالي في
الربع الأخير من عام 2000،
وبالتحديد في مطلع سبتمبر من
هذا العام، في وقت كانت تمر فيه
العلاقات المصرية الإسرائيلية
بأسوأ فتراتها منذ توقيع
اتفاقية السلام المصرية
الإسرائيلية عام 1979 بسبب نقض
إسرائيل لتعهداتها وتراجعها عن
تطبيق الاتفاقات الموقعة مع
السلطة الفلسطينية واجتياحها
للأراضي الفلسطينية. وهذا
الشاب هو الذي فجر قضيته بنفسه
عندما ذهب إلى السفارة المصرية
في إسبانيا مستفتيا في قضية
يخشى أن تضر بالأمن القومي
مضمرا خلف ذلك رغبته في خداع
أجهزة الأمن المصرية لتأمين
تحركاته المستقبلية، غير أن هذه
الأجهزة التي تقصت عنه دون أن
يدري سرعان ما كشفت بالفعل
تورطه مع جهاز الموساد الذي باع
له نفسه مقابل حلم الثراء الذي
طار إلى أوربا بحثا عنه. ومثل
الفيلالي أمام محكمة أمن الدولة
"طوارئ" والتي عقدت عدة
جلسات لمحاكمته، وتضمنت لائحة
الاتهام أن الفيلالي تخابر خلال
الفترة من فبراير 1996 وحتى
سبتمبر 2000 مع جهاز الموساد
الإسرائيلي بغرض الإضرار
بالمصالح القومية لمصر من خلال
تسليم "الموساد" معلومات
وتقارير عن الأوضاع السياسية
والاقتصادية والسياحية في
البلاد. وعقدت
المحكمة عدة جلسات شهدت جدلا
حادا بين الدفاع عن المتهم
الفيلالي والادعاء العام، حيث
أنكر المتهم التهم الموجهة
إليه، وفجر محاميه أحمد سعيد
عبد الخالق مفاجأة حيث أكد أن
موكله وشريكه الروسي المتهم معه
في نفس القضية - وهو ضابط
مخابرات إسرائيلي يدعى جريجوري
جيفنسي - كانا يستعدان للإقامة
في العراق بصفة دائمة لترتيب
صفقات أسلحة من دول أوربية
للجيش العراقي. واستند
المحامي إلى هذا الادعاء لنفي
تهمة العمالة عن الفيلالي مضيفا
أن موكله كان قد توجه أثناء
إقامته في أسبانيا في شهر يونيو
2000 (قبل القبض عليه بـ3 أشهر) إلى
مقر السفارة المصرية في مدريد
وطلب لقاء الملحق العسكري،
فسمحوا له بلقاء الملحق
التجاري، فأبلغهم المتهم أن
صديقه الروسي تاجر أسلحة ينوي
تهريب أسلحة إلى العراق من دول
أوربية وأنه يعتزم السفر معه
للإقامة هناك واستفسر عن مدى
قانونية العمل. وتابع
المحامي يقول : إن السفارة خاطبت
جهاز المخابرات المصري وتحول
موكله إلى متهم في قضية تجسس،
ويدلل على ذلك توجهه عقب وصوله
إلى مصر في 10 سبتمبر 2000 تلقائيا
إلى مقر الاستخبارات المصرية
وتقديمه بلاغا بالواقعة. وبعد
عدة جلسات أصدرت المحكمة حكما
بإعفاء الفيلالي من العقوبة
وإدانة صديقه الروسي غيابيا
بالأشغال الشاقة المؤبدة، وجاء
في حيثيات الحكم أن الفيلالي
كان قد أبلغ السلطات المصرية
بواقعة التخابر لصالح الدولة
الأجنبية. وقد
أثار الحكم ضجة واسعة لا تقل عن
الضجة التي أثارها القبض على
الفيلالي، خصوصا من جانب
الصحافة المصرية ومفتي مصر
السابق الدكتور نصر فريد واصل
الذي نسبت إليه الصحف فتوى بعدم
جواز الدفاع عن المتهمين
بالتجسس. إلا أن
المستشار محمد عاصم الجوهري
رئيس المحكمة التي تنظر القضية
علق على الحكم قائلا : إن
المحكمة حرصت على إصدار حيثيات
الحكم في الجلسة نفسها نظرا
للظروف التي أحاطت بالقضية
وحرصا على عدم تأويل الحكم
بطريقة خاطئة، وأشار الجوهري
إلى أن إعفاء المتهم من العقوبة
مسألة تقديرية منحها القانون
للمحكمة وقد يجيزها قاض، ولا
يجيزها آخر. ومع ذلك
فإن فرحة الفيلالي بالحكم لم
تدم طويلا، حيث سرعان ما قرر
مكتب شؤون أمن الدولة إلغاء
الحكم وإعادة محاكمة المتهم مرة
أخرى لأنه لم يقم بإبلاغ
السلطات عن واقعة التخابر مع
دولة أجنبية ولم يعترف كاملا
بنشاطه الإجرامي. وتكشفت
خلال المحاكمة تفاصيل جديدة في
القضية من خلال اعترافات جديدة
أدلى بها الفيلالي حيث كشفت
التحقيقات عن قيامه بتزويد
المخابرات الإسرائيلية
بمعلومات عن المشروعات
الاقتصادية العملاقة في مصر،
ومن بينها مشروع توشكى، وما إذا
كان متعثرا من عدمه، وحجم
الاستثمارات به والأموال التي
أنفقتها الدولة على المشروع
والشركات الأجنبية التي تستثمر
أموالها به، كما كشفت التحقيقات
عن أن المتهم قام بتزويد
المخابرات الإسرائيلية
بمعلومات متعلقة بتسليح الجيش
المصري وبعض الأماكن والمناطق
العسكرية في مصر، ومعلومات عن
تطوير بعض أسلحة الجيش، وكذلك
معلومات عن المناطق السياحية في
مصر خاصة التي تتمير بالجذب
السياحي في سيناء والغردقة
ومرسى علم، وعدد الفنادق
وقدرتها الاستيعابية وطاقتها
ومواسم الازدحام السياحي وعدد
السائحين المترددين على هذه
المناطق وجنسياتهم وفترات
ترددهم على مصر. وكشفت
التحقيقات أيضا أن الموساد حاول
بشتى الطرق جمع معلومات كاملة
عن التطوير الذي أجرته القوات
المسلحة المصرية على بعض أنواع
الأسلحة التي تخص القوات
البحرية. وتعبر
قضية الفيلالي بوضوح عن حجم
المأساة التي يعانيها الشباب
المصري الذي يحلم بالثراء
السريع مهما كانت الوسائل ؛
مشروعة أم غير مشروعة مضحيا
بالوطن والعقيدة التي ينتمي
إليها. ويختصر
تعليق والدة الفيلالي على اتهام
نجلها بالتجسس، والذي قالت فيه:
"لا أصدق أن ابني جاسوس"
مدى الصراع بين قيم وعادات
المجتمع وبين القيم التي يريد
أن ينشرها عدو متربص يرغب في
اختراق هذا البلد. عن قصته
حكى الفيلالي في اعترافاته: "
تخرجت في كلية الهندسة عام 1990،
وسافرت إلى ألمانيا لاستكمال
الدراسات العليا، وكان هدفي
بمجرد وصولي البحث عن إقامة
دائمة في هذا البلد، وهو ما يعني
البحث عن عروس ألمانية، وبالفعل
تعرفت على سيدة ألمانية تدعى
"ارنيا" تكبرني بنحو 25
عاما، وتطورت علاقتي بها كأننا
زوجان، ثم اتفقنا على الزواج
إلا أن المشروع فشل لطلبها
تغيير ديانتي". ويضيف
الفيلالي: "وإثر الفشل الذي
مررت به في ألمانيا بعد ست
سنوات، قررت تركها بسبب فشلي في
تكوين ثروة، إضافة إلى فشلي في
الدراسات العليا، وتزايد
ديوني، وهنا اقترحت على أرنيا
السفر إلى مايوركا بأسبانيا حيث
تعيش جالية يهودية كبيرة، وهناك
تزوجت "زواج مصلحة" من
اليهودية روزا سانشيز عام 1997
لكي تساعدني ماديا، ثم تعرفت
على "جريجوري" -المتهم
الثاني- وتطورت علاقتي به حتى
طلب مني بنحو صريح معلومات
سياسية وعسكرية عن مصر لصالح
جهاز الموساد. التجسس
على قطاع الزراعة المصري تستمر
جهود إسرائيل في التجسس على مصر
لتطاول قطاع الزراعة المصري،
وهو أحد القطاعات
الاستراتيجية، خاصة إذا علمنا
أن حجم الفجوة الغذائية في
العالم العربي يبلغ 12 مليار
دولار سنويا. وحول
أبعاد المخطط الإسرائيلي
للتجسس على الزراعة المصرية
يقول مصطفى أحمد الباحث في
الشؤون الزراعية : إن هذا المخطط
يتم تنفيذه عبر 3 محاور: الأول
من خلال عدد ضخم من الباحثين
والفنيين يصل عددهم إلى نحو 45
باحثا يحملون جنسيات أمريكية
وأوربية ويعملون تحت مظلة
منظمات دولية يهتم بقطاع البحوث
والإرشاد الزراعي، ومن أهم هذه
المنظمات "المركز الدولي
للتنمية الزراعية" التي تعرف
اختصارا باسم "ايفاد" ويضيف
مصطفى أحمد قائلا: إن إسرائيل
تستغل التطبيع الزراعي مع مصر
في التجسس على قطاع الزراعة،
وهنا يأتي المحور الثاني الذي
يتم تنفيذه من خلال المشروعات
التي تنفذها وزارة الزراعة
المصرية بدورها من حصيلة بيع
السلع الأمريكية المقدمة كمنح
ومعونات لمصر. ويركز
الخبراء الإسرائيليون من خلال
هذه المشروعات والبرامج ،
وأهمها المشروع الضخم الذي
تنفذه وزارة الزراعة المصرية
حاليا والمعروف باسم "إصلاح
السياسات الزراعية" على فرض
أساليب وطرق زراعية أجمع
الخبراء المصريون على أنها ضارة
بالاقتصاد الزراعي باعتبار أن
مصر تملك العديد من الخبرات
والقدرات في هذا المجال ولا
تحتاج إلى مساعدة من دول أخرى. أما
المحور الثالث فيأتي من خلال
استغلال إسرائيل للمهندسين
الزراعيين المصريين الموكلين
بالتعامل مع الخبراء اليهود،
حيث يتم تقديم إغراءات وتسهيلات
لا حدود لها لهؤلاء المهندسين
لافتتاح أفرع للشركات
الإسرائيلية في مصر تغطي مجالات
التنمية الزراعية وعلى الأخص
فيما يتعلق بنظم الري الحديث
وإنتاج التقاوي وإكثارها. وقد بلغ
عدد الشركات التي حصلت على
توكيلات من شركات إسرائيلية في
مصر أكثر من 6 شركات تحت بصر
ورعاية وزارة الزراعة المصرية
ومنها شركة "حزيرا"
و"افريدوم". ويضيف
الباحث المصري أن نشاط هذه
الشركات يبرز في مناطق
الاستصلاح الجديدة في
النوبارية والساحل الشمالي
ومناطق أخرى، وهناك إقبال من
جانب رجال الأعمال والمستثمرين
المصريين على التعامل مع هذه
الشركات والحصول على تقاوي
وبذور إسرائيلية. وتجدر
الإشارة إلى أن هذه الشركات لا
تتعامل مع الفلاح المصري البسيط
الذي يزرع مساحات محدودة من
الأرض وبأقل قدر من الميكنة،
ولكنها تتعاقد مع رجال الأعمال
أصحاب المشروعات الضخمة، وفي
غالب الأمر يكون هذا الإنتاج
موجها للتصدير ولا يستفيد منه
السوق المصري. "أفق
5".. التجسس عبر الفضاء لم
يقتصر التجسس الإسرائيلي على
مصر والدول العربية على تجنيد
البشر المدربين باستخدام كافة
الوسائل، وإنما امتد إلى إطلاق
أقمار التجسس الصناعية لمراقبة
كل كبيرة وصغيرة في الدول
العربية. وإذا
كانت إسرائيل في الماضي قد
اعتمدت على 16 قمرا أمريكيا
للتجسس على العرب لحسابها،
فإنها منذ يوم 28 مايو الماضي
أطلقت قمر التجسس الخاص بها
ويدعى "أفق 5". ويؤكد
الخبراء الاستراتيجيون العرب
أن هذا القمر الذي تكلف 60 مليون
دولار قادر على رصد تحركات
الجيوش العربية، ويتيح
لإسرائيل إمكانية الحصول على
صور استخبارية للمواقع
العسكرية العربية، كما سيتيح
لها متابعة برامج تطوير
الصواريخ الباليستية في دول
إسلامية كبرى كإيران وباكستان. ويتميز
قمر التجسس "أفق 5" بقدرات
فائقة على الرصد، حيث يستطيع
بوضوح تام تصوير أي جسم يصل طوله
إلى متر واحد فقط. ويؤكد
اللواء زكريا حسين الخبير
الاستراتيجي أن هذا القمر ليس
منفصلا عن شبكة الأقمار
الأمريكية للتجسس الموجودة في
منطقة الشرق الأوسط البالغ
عددها 16 قمرا أمريكيا لأن هناك
تعاونا مخابراتيا واسع المدى
بين أمريكا وإسرائيل. وهذا
القمر - فضلا عن مراقبته لتحركات
الجيوش العربية - فإنه يراقب
أيضا احتمالات وجود برامج
لإنتاج الأسلحة النووية في
العراق وليبيا وإيران
وباكستان، كما يخدم أيضا
المصالح ويعمل بالتكامل مع
أقمار التجسس الأمريكية على
المنطقة. ولا يعد
"أفق 5" قمر التجسس الأول من
نوعه الذي تطلقه إسرائيل، ففي
إبريل من عام 1995 أطلقت تل أبيب
قمرها الأول للتجسس "أفق 3"
الذي وصل وزنه 225 كيلو جرام،
وباشر مهامه في مراقبة العالم
العربي فور استقراره في مساره
على ارتفاع 600 كيلو متر، وحسب
المعلومات المتوفرة حوله فإنه
يركز عمله على مصر وسوريا
والعراق وليبيا وإيران، وكان
لديه قدرة على التقاط وبث أرقام
السيارات الموجودة في عواصم هذه
الدول إلا أنه احترق في عام 2000
في الجو بعد انتهاء عمره
الافتراضي. وقبل
احتراقه بعامين كانت إسرائيل قد
أطلقت قمر التجسس الثاني "أفق
4" لكن المحاولة فشلت إثر
تحطمه بعد لحظات من إطلاقه
وسقوطه في مياه البحر المتوسط
قبالة سواحل الأراضي المحتلة،
ولم يدرك اليأس المسؤولين عن
برنامج المراقبة الإسرائيلي
حتى تمكنوا الشهر الماضي من
إطلاق القمر الثالث "أفق 5". ويقول
اللواء حسام سويلم الخبير
الاستراتيجي المصري : إن
إسرائيل تستهدف وضع عدة أقمار
صناعية في الفضاء لمهمة متابعة
الأوضاع العسكرية
والاستراتيجية في منطقة دائرة
المجال الحيوي الإسرائيلي،
والتي تمتد من الساحل المغربي
على المحيط الأطلنطي غربا إلى
باكستان شرقاً، ومن جنوب
الاتحاد السوفييتي شمالاً
"جمهوريات آسيا الوسطى
حاليا" إلى باب المندب عند
المدخل الجنوبي للبحر الحمر
وجنوب إفريقيا جنوبا. ويضيف
سويلم أن إطلاق أقمار التجسس
يمثل لإسرائيل أهمية خاصة لأنها
تريد الاستقلال عن الولايات
المتحدة في مجال المخابرات
والاستطلاع خشية أن يأتي اليوم
الذي تمنع فيه واشنطن عنها بعض
المعلومات. والفائدة
الثانية أن إسرائيل تهدف من
خلال أقمار التجسس إلى تعزيز
استراتيجية الدفاع الصاروخي
لديها في مواجهة قدرة الصواريخ
العربية على الوصول إلى العمق
الإسرائيلي كما حدث إبان حرب
الخليج الثانية عندما أطلق
العراق 11 صاروخا عليها. وتوفر
أقمار التجسس لإسرائيل كذلك
إمكانية رصد أماكن وتحركات
القوات العربية ومتابعة
مناوراتها داخل مسرح العمليات،
وكذا مراكز القيادة والسيطرة
وأهداف البنية العسكري في آخر
لحظة قبل توجيه ضرباتها
التقليدية وغير التقليدية بإعلان
السلطات المصرية مؤخراً كشف
شبكة تجسس جديدة لحساب إسرائيل،
تضم طالبا بجامعة الأزهر حاصلا
على الجنسية الكندية، وثلاثة
ضباط في المخابرات
الإسرائيلية، قاموا
في الفترة من آب (أغسطس) 2001 وحتى
الأول من كانون ثاني (يناير) 2007،
بالتجسس على المصريين والعرب في
كندا وتركيا، يكون هذا الشخص هو
الجاسوس رقم 66 في سلسلة
الجواسيس الذين جندتهم تل أبيب
ضد مصر منذ عام 1990. ووفقا
لمصادر مصرية، تم خلال الفترة
من 1990 - 2000 ضبط أكثر من 25 شبكة
تجسس إسرائيلية في مصر، منها
تسع شبكات تم ضبطها خلال
السنوات الثلاث الأخيرة، حتى
بلغ عدد جواسيس الموساد الذين
تم تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر
حوالي 64 جاسوساً بنسبة 75 في
المائة من المصريين و25 في
المائة من الإسرائيليين. ولاحقا
تم ضبط شبكتين أخريين عام 2002، ثم
عام 2007 ليصبح المجموع 27 شبكة
تجسس في 17 عاما تضم 66 جاسوسا. والجاسوس
الأخير (محمد عصام العطار) الذي
كان طالبا في كلية العلوم
بجامعة الأزهر وسافر لتركيا ثم
كندا هربا من حكم قضائي في مصر
بالسجن، لعدم سداده غرامة تحطيم
سيارة مؤجره، تلقفته المخابرات
الإسرائيلية للتجسس علي
المصريين والعرب، وغير ديانته
واسمه إلي (جوزيف رمزي العطار)،
أصبح هو الجاسوس رقم 66 في سلسلة
شبكات تجسس ضبطتها مصر بلغت
قرابة 27 شبكة تجسس منذ عام 1990. ويوجد
جاسوس آخر تم اعتقاله وسجنه هو
مجدي أنور توفيق في عام 2002،
عندما تم إحباط عملية تجسس
والقبض وصدور حكم عليه بالسجن 10
سنوات أشغالاً شاقة للسعي
للتخابر مع الموساد
الإسرائيلي، ومعظم الجواسيس تم
سجنهم بواسطة القضاء، بيد أن
المتهم رقم 64 شريف فوزي
الفيلالي الذي كان يعمل مترجما
وسكرتيرا لجاسوس إسرائيلي –
روسي مزدوج قضت محكمة أمن
الدولة العليا المصرية
بتبرئته، وحكمت على الروسي
الهارب جريجوري شيفنس – وهو
كولونيل سابق في المخابرات
الروسية (KGB) ثم
تحول للعمل مع المخابرات
الإسرائيلية - بالأشغال الشاقة
المؤبدة في نفس القضية. ويقول
خبراء مصريون إن تزايد أعداد
شبكات التجسس الإسرائيلية التي
تضم مصريين وإسرائيليين وأجانب
في الفترة التي أعقبت توقيع
اتفاقية السلام أمر طبيعي لأن
فترات السلام والتطبيع تكون هي
أزهى فترات التجسس المناسبة
للدفع بأعداد من الجواسيس تحت
ستار السياسة أو رجال الأعمال،
وهي السمة الغالبة لأغلب شبكات
التجسس التي تم ضبط إسرائيليين
فيها. وتقول
تقارير صحفية إنه منذ اتفاقية
السلام تم ضبط العديد من شبكات
تجسس إسرائيلية باستثناء حالة
واحدة لحساب المخابرات
الأمريكية، وأخرى إيرانية،
وحسب التقارير الأمنية فإن 86 في
المائة من جرائم التهريب وتزوير
العملات في مصر ارتكبها
إسرائيليون، في حين بلغت أعداد
قضايا المخدرات المتهم فيها
إسرائيليون خلال 10 سنوات نحو 4
آلاف و457 قضية، ومما يدلل علي
ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بان
مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات
سنوياً عن طريق إسرائيل. وقد
استغلت إسرائيل السياحة إلى مصر
لتنفيذ مخطط لزرع هذه الشبكات
التجسسية وساعد علي ذلك أن
الإسرائيليين لهم الحق - بموجب
اتفاقية كامب ديفيد - في دخول
سيناء بدون جوازات سفر أو
تأشيرات لمدة أسبوعين مما جعل
عملية التسلل إلى داخل البلاد
أمرا سهلا. تفاصيل
عمليات التجسس 1) في
عام 1985 تمكنت أجهزة الأمن
المصرية من القبض على شبكة تجسس
إسرائيلية مكونة من 9 أفراد
ينتمون إلى الموساد الإسرائيلي
حيث جاء التشكيل إلى مصر على
دفعتين ضمن أحد الأفواج
السياحية أحدهما مكون من أربعة
أفراد توجه إلى الإسكندرية.
والثاني إلى منطقة القناة وقد
ضبط الفوج الثاني في مدينة بور
فؤاد أثناء قيامه بأعمال
التصوير ورسم الخرائط لأماكن
ممنوعة وضبط بحوزتهم عدة أفلام
قاموا بتصويرها وبعد إجراء
التحقيقات والتحريات تبين أنهم
ضباط بجهاز المخابرات
الإسرائيلية "الموساد". 2) في آب
(أغسطس) 1986 تم القبض على شبكة
تجسس أخرى ضمت عددا من العاملين
بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي
في القاهرة إلى جانب سيدة
أمريكية تعمل في هيئة المعونة
الأمريكية، حيث ضبطت أجهزة
الأمن المصرية بحوزتهم كمية من
الأفلام والصور ومحطة إرسال
واستقبال ومعمل تحميض وتبين أن
هذه الصور تم التقاطها لوحدات
من الجيش المصري أثناء الليل
باستخدام أشعة الليزر. 3) في
أواخر عام 86 تم ضبط أربعة جواسيس
إسرائيليين في شرم الشيخ. 4) في
عام 87 تم ضبط شبكة تجسس من
السياح الإسرائيليين أثناء
زيارتهم لشرم الشيخ. 5) في
عام 1990 ألقت أجهزة الأمن القبض
على إبراهيم مصباح عوارة
لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات
الإسرائيلية في تحريض الفتاة
المصرية "سحر" على القيام
بالتخابر ضد مصر وكانت سحر قد
رفضت التجسس على وطنها وأبلغت
أجهزة الأمن المصرية بمحاولة
تجنيدها وتم ضبط العميل وصدر
ضده حكم بالسجن 15 سنة. 6) عام
1992 سقوط شبكة آل مصراتي التي ضمت
4 جواسيس وهم صبحي مصراتي
وأولاده ماجد وفائقة وجاسوس آخر
يدعى "ديفيد أوفيتس" وقد
اعترفت "فائقة مصراتي"
الجاسوسة الإسرائيلية في
التحقيقات بأن جهاز المخابرات
الإسرائيلية جندها للعمل لديه
منذ سنتين عن طريق المتهم
"ديفيد اوفيتس" الذي تولى
تدريبها على جميع المعلومات عن
الأهداف العسكرية
والإستراتيجية والشخصيات
العامة في مصر واعترفت
"فائقة" بأنها استغلت
جمالها لإقامة علاقات جنسية مع
الشبان المصريين الذين يشغلون
مراكز في أجهزة هامة وحساسة في
البلاد وقد تورط في هذه العلاقة
المشبوهة عدد من أبناء
المسؤولين. وتمكنت "فائقة"
بهذا الأسلوب من جمع معلومات
هامة وبالغة السرية وقامت
بإرسالها إلى "الموساد" عن
طريق ضابط مخابرات إسرائيلي حضر
إلى مصر على فترات متفاوتة
لتلقي المعلومات والتقارير من
أعضاء شبكة التجسس واعترفت
"فائقة" باشتراك شقيقها
ماجد ووالدها "مصراتي" في
شبكة التجسس. ورغم صدور حكم ضد
الجواسيس الأربعة إلا أن مصر
أفرجت عنهم وبادلتهم بعدد من
المصريين المقبوض عليهم في تهم
مختلفة داخل إسرائيل. 7) في
عام 1991 ألقت أجهزة الأمن
المصرية القبض على جاسوس آخر
يعمل لحساب الموساد وهو عبد
الملك عبد المنعم واعترف بأنه
عمل لحساب الموساد مقابل
دولارات قليلة بعد تجنيده داخل
إسرائيل. 8) في
تشرين ثاني (نوفمبر) 1996 ألقت
أجهزة الأمن المصرية القبض على
الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب
عزام وشريكه المصري عماد عبد
الحميد بتهمة التخابر لحساب
الموساد. وكان عزام أخطر عملاء
إسرائيل في مصر وأكثرهم غموضاً
حيث جاء ليشارك أحد المصريين في
إنشاء مصنع لإنتاج الملابس
بمنطقة شبرا الخيمة وتمكن من
خلال عمله في القاهرة من إقامة
شبكة علاقات مع عدد من المصريين. 9) عام
2000 ألقي القبض على الجاسوس شريف
الفيلالي الذي يجري التحقيق معه
حاليا. 10) ومن
أشهر عمليات التجسس
الإسرائيلية علي مصر بعد
اتفاقية السلام شبكة التجسس
التي تم الكشف عنها عام 1985،
وكانت مكونة من 9 أفراد ينتمون
إلي الموساد الإسرائيلي وجاؤوا
إلي مصر تحت غطاء كونهم سياحا
وضبطت أجهزة الأمن معهم خرائط
وصورا لأماكن سيادية وكذلك بعض
الأفلام التي قاموا بتصويرها. وفي عام
1986، تم ضبط شبكة تجسس أخرى ضمت
عددا من العاملين في المركز
الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة
إلي جانب سيدة أمريكية تعمل في
هيئة المعونة الأمريكية، وكان
بحوزتهم كمية من الأفلام والصور
ومحطة إرسال واستقبال ومعمل
تحميض، وتبين أن هذه الصور تم
التقاطها لوحدات عسكرية أثناء
الليل باستخدام أشعة الليزر. وفي
نهاية عام 1986، جرى ضبط أربعة
جواسيس في شرم الشيخ، وفي عام
1987، ألقت أجهزة الأمن القبض على
إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه
مع أحد ضباط الموساد في تحريض
فتاة مصرية تدعي «سحر» علي
التخابر مع إسرائيل، وكشفت
الفتاة عن ذلك لأجهزة الأمن وتم
ضبط العميل الإسرائيلي وصدر ضده
حكم بالحبس 15 عاماً. وفي عام
1992، سقطت شبكة آل مصراتي التي
ضمت 4 جواسيس هم: صبحي مصراتي
وولداه ماجد وفائقة بجانب جاسوس
آخر يدعي «ديفيد أوفتيس». وفي عام
1991، ألقت أجهزة الأمن القبض علي
جاسوس آخر هو عبد الملك عبد
المنعم الذي اعترف بعمله لحساب
الموساد وقد تم تجنيده داخل
إسرائيل. وفي تشرين ثاني
(نوفمبر) 1996، جرى الكشف عن أشهر
قضية تجسس خلال العقود الثلاثة
الأخيرة بإلقاء القبض علي
الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب
عزام وشريكه المصري عماد عبد
الحميد، وحظيت القضية بزخم
إعلامي تصاعد بشدة لدي مبادلة
عزام عزام ببعض الطلاب المصريين
الذين ألقت إسرائيل القبض عليهم
بتهمة التسلل إليها. وفي آب
(أغسطس) 1997، ألقت أجهزة الأمن
القبض علي الجاسوس سمير عثمان
الذي سقط أثناء قيامه بالتجسس
مرتديا بدلة الغوص، حيث كانت
مهمته التنقل عائما بين مصر
وإسرائيل، واعترف
الجاسوس بأنه تم تجنيده عام 1988،
علي يد الموساد بعد أن ترك عمله
في جهاز مصري حساس وضبطت أجهزة
الأمن أربع جوازات سفر يستخدمها
في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله
تم العثور علي مستندات مهمة
وأدوات خاصة تستخدم في عمليات
التجسس. ومن
أغرب قضايا التجسس الإسرائيلي
علي مصر قضية تجنيد الجاسوس
سمحان موسى مطيري حيث كانت
المرة الأولى التي يتم فيها
تجنيد تاجر مخدرات للتخابر
لصالح إسرائيل حيث جري الاتفاق
علي أن يتم إعطاؤه مخدرات مقابل
تسليمهم معلومات عن مصر. وفي عام
2000، تم الكشف عن قضية شريف
الفيلالي الذي تم تجنيده في
ألمانيا عن طريق سيدة ألمانية
يهودية تدعي إيرينا ثم سافر إلي
إسبانيا وتعرف هناك علي ضابط
مخابرات سوفيتي سابق وطلب منه
إمداده بمعلومات سياسية
وعسكرية عن مصر وكذلك معلومات
عن مشروعات استثمارية منها ما
هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن
عمه وكيل وزارة الزراعة آنذاك،
وانتهت القضية بالحكم علي
الفيلالي بالسجن 15 عاماً. وفي عام
2002، تم إحباط عملية تجسس أخري
لدي القبض علي مجدي أنور توفيق
الذي حكم عليه بالسجن 10 سنوات
أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع
الموساد الإسرائيلي. وقال
الدكتور محمود أبوغدير أستاذ
الدراسات العبرية بجامعة
الأزهر: «التجسس طبع من طبائع
اليهود بحكم تجربتهم
التاريخية، فعلى الدوام كانوا
يعيشون وسط مجتمعات غريبة عنهم
ومن ثم فهاجس الأمم شاغلهم
الأساسي لأن الشك جزء أصيل في
شخصية اليهودي فهو منهج حياة». وأضاف:
«العبرية» هي اللغة الوحيدة
التي تصف «غير اليهودي» بـ 8
مصطلحات وهو ما لا يوجد في أي
لغة في العالم. وتابع:
التجسس سيستمر لأن اليهود لا
يثقون في الآخرين حتى وإن كان
هذا الآخر هو أصدق أصدقائها أي
الولايات المتحدة ولذا نجد
واشنطن تكشف كل فترة عن شبكة
إسرائيلية للتجسس عليها وهو ما
يعد درسا لنا كعرب يدعونا إلي
عدم التعامل مع إسرائيل
بعقليتنا العربية المتسامحة،
فهي ليست دولة طبيعية
والإسرائيليون أنفسهم يعتبرون
دولتهم «دولة غير طبيعية». وأكد
أبوغدير أن ما حدث من إسرائيل
شيء متوقع وسيحدث في المستقبل
مهما قدمنا لها من تنازلات،
وقال: نحن هنا لا ندعو للحرب مع
إسرائيل ولكن ندعو إلي التعامل
مع هذا الكيان كما يري نفسه دون
الالتجاء إلي عقليتنا
المتسامحة. وقال
اللواء نبهان سويلم الخبير
بالمركز القومي لدراسات الشرق
الأوسط: إن حالة السلم هي أعظم
فترة للعمل السري وهو ما ينطبق
علي الحالة المصرية-
الإسرائيلية بعد اتفاقية
السلام ومن ثم تكثف إسرائيل من
نشاطها التجسسي في هذه الفترة
بحكم أنها دولة بناها الجيش
وتقوم بالأساس علي المعلومات. وأضاف:
البعض يعتقد أن السلام لا يعني
التجسس في حين أن هذه الفترة
تستلزم جمع أكبر قدر من
المعلومات تحسبا لأي فعل قادم
في المستقبل. وتابع:
وينبغي هنا بالنسبة لقضية
التجسس الأخيرة أن نقدم تحية
لجهاز المخابرات العامة الذي
يعمل في القضية منذ سنوات حتى
أنهاها بنجاح بالكشف عن هذه
الشبكة وإلقاء القبض علي العنصر
الرئيسي فيها. وأشار
إلي أن الفرد الجاسوس سيظل محور
عمليات التجسس حتى في ظل تدفق
المعلومات من الأقمار الصناعية
والإنترنت، لأن هذه الوسائل لا
يمكنها تحديد الأهداف والإتيان
بالتفاصيل مثل الفرو الجاسوس،
فالأقمار الصناعية والإنترنت
لا يكشفان عن النوايا والأغراض
رغم كونهما من مصادر التجسس. وقال:
منهجية التجسس واحدة لا تختلف
في الحاضر عن الماضي، فالجاسوس
في النهاية هو شخص يبحث عن شيء
لا يعرف عنه أي شيء، والتجنيد
يتم بطريقة كلاسيكية من خلال
استغلال نقاط الضعف ضد الفرد
المراد تجنيده كالبطالة أو
الجنس أو غيرهما، ومن يقم
بالتجنيد شخص آخر غير الذي
يتولى التشغيل. كل ما
فعله "السلام" بين مصر
والدولة العبرية هو نقل الحرب
من ساخنة إلى باردة، فاتفاقية
كامب ديفيد وما جرته في ذيولها
من سلام بين مصر والدولة
العبرية لم يمنع الإسرائيليين
من استهداف مصر، وجعلها على رأس
سلم أولويات المخابرات
الإسرائيلية. فقد كشفت
المعلومات التي تتداولها
الصحافة المصرية أنه تم ضبط
أكثر من 52 شبكة تجسس إسرائيلية
في مصر خلال السنوات العشر
الأخيرة، 9 شبكات منها تم ضبطها
خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وقالت
التقارير إن عدد جواسيس
الموساد، الذين تم تجنيدهم
والدفع بهم نحو مصر بلغ حوالي 64
جاسوساً، 75 في المائة منهم
مصريين و25 في المائة جواسيس
إسرائيليين. أنه
طوال الـ 25 عاما الماضية لم تضبط
أجهزة الأمن المصرية إلا شبكات
تجسس إسرائيلية باستثناء حالة
واحدة تم ضبطها لحساب المخابرات
الأميركية. وتؤكد
تقارير الأمن المصرية أن 86 في
المائة من جرائم التهريب وتزوير
العملات في مصر ارتكبها
إسرائيليون، في حين بلغت أعداد
قضايا المخدرات المتهم فيها
إسرائيليون أيضاً خلال 10 سنوات
فقط نحو 4 آلاف و457 قضية، ومما
يدلل على ذلك اعتراف مصدر
إسرائيلي بان مصر يدخلها نحو 500
طن مخدرات سنوياً عن طريق
إسرائيل. وقد
استغلت إسرائيل السياحة إلى مصر
لتنفيذ مخطط تجسس لزعزعة
الاستقرار فيها. وساعد على ذلك
أن للإسرائيليين الحق بموجب
اتفاقية كامب ديفيد في دخول
سيناء بدون جوازات سفر، أو
تأشيرات لمدة أسبوعين، مما جعل
عملية التسلل إلى داخل البلاد
أمرا سهلا، ومن ثم تعددت
الحوادث، التي خطط لها ونفذها
"الموساد" ضد مصر. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |