ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مصر
تنتظر عزاءك يا ريس! فراج
إسماعيل المرحومة
مروة الشربيني قضية رأي عام لا
يمكن بأي حال اختصارها في
الأعراف الدبلوماسية التي
اعتادها معظم سفرائنا في
الخارج، حتى أنهم اسقطوا عنهم
مهمتهم الأساسية، وصاروا سفراء
للنوايا الحسنة! مروة
كما اخبرتنا التقارير وأحاديث
أهلها تعرضت طوال العام الماضي
لمطاردة حجابها من هذا المتطرف
العنصري الألماني. تعمد أكثر من
مرة نزعه بالقوة وسبها بأفظع
الألفاظ، ففعلت كما يفعل أي شخص
غير مصري عندما يتعرض لأذى،
يذهب لسفارة بلده فتحميه وتقدم
له المساعدة والعون. لكن
سفارتنا في برلين، كعادة
سفاراتنا في أرجاء الكون لم
تهتم. ايه يعني مروة ومليون مروة
حتى ندفع مقابلها مصالحنا
السياسية مع دولة الضيافة..! لم
يسألوا فيها. سفاراتنا عادة لا
تسأل في مواطنيها. إذا ذهبت
لتستخرج حتى شهادة ميلاد لطفلك،
ستجد أمامك رجلا كالعجل الهائج
يقول لك بلغة الروتين المصري
الشهير "فوت علينا بكرة يا
سيد"! السفير
الذي يفشل في أداء واجباته،
نتاج وزير خارجية فاشل. وأحمد
أبو الغيط هو أفشل من حملوا
حقيبة مصر الخارجية. عمرو
موسى آخر الشجعان الأقوياء في
مدرسة الدبلوماسية المصرية من
محمود فوزي إلى محمود رياض
واسماعيل فهمي وأحمد عصمت
عبدالمجيد ومحمد ابراهيم كامل
ومصطفى خليل. وزير
ضعيف تتقدمه ابتسامة خائفة
مرعوبة كأنه ليس وزيرا لخارجية
كيان كبير اسمه "مصر" من
ضمن مهماته رعاية حقوق مواطنيها
الذين هاجروا للعلم أو لظروف
البلد الصعبة في جميع المجالات. وزارة
خارجيتنا وسفيرنا في برلين
سارعوا إلى تبرئة قاتل مروة من
أي نزعة عنصرية دينية طائفية،
رغم أن الألمان أنفسهم لم
يقولوا ذلك. وجاء شيخ الأزهر
الجليل ليكمل الضعف والهوان
بقوله إن الحادث فردي، ولا أدري
من أين جاء بتلك النتيجة مع أنه
كان يجب أن يسأل أولا المؤسسات
الاسلامية في ألمانيا، وأبرزها
المجلس الأعلى للمسلمين الذي
قال أمينه العام أيمن مزيك أمس
لصحيفة ألمانية، إن قتل مروة
جاء بسبب الربط المستمر بين
الاسلام والارهاب. الرئيس
ساركوزي الذي استقبله شيخ
الأزهر في المشيخة عندما كان
وزيرا للداخلية، أحد أبرز
المحاربين للحجاب والمؤلبين
ضده، وربما أخذ هذا المتطرف
كلمات الرئيس الفرنسي الأخيرة
كحافز لذبح مروة بـ18 طعنة
بالسكين وسط ساحة القضاء. مقدمات
كثيرة كان يجب على دبلوماسيتنا
الخارجية وعلى شيخ أزهرنا
مناقشتها ودراستها، قبل
المبادرة بتصريحات المجاملة
التي لم يكن لها لازمة، فالميت
من عندنا والمصيبة في أهلنا
ونحن الذين يجب أن يتلقوا
العزاء والمواساة والتخفيف من
هول الجريمة التي تركت طفلا في
الثالثة من عمره شهد أمه تقتل
أمامه ولن ينمحي ذلك المشهد
القاسي من ذاكرته أبدا. كم تأخذ
18 طعنة من الزمن؟.. إذا كانت
قنصليتنا هناك تقول إنه لا يوجد
حراسة شرطة في المحاكم بمدينة
دريسدن لأن كل مقاطعة في
ألمانيا لها قوانينها الخاصة
بها، فأين من كان في قاعة
المحكمة وبينهم الحراس
المسلحون المنوط بهم حماية
القضاة. قنصليتنا
هناك تقول إن الشرطي الذي تدخل
برصاصة اعاقت زوج مروة عن
الاستمرار في الدفاع عنها كان
في قاعة أخرى مع زملاء له في
قضية خاصة بهم، فكيف ينسجم ذلك
مع ما قاله الزوج بعد افاقته من
غيبوبته بأن الشرطي يعرف أنه
زوجها ولم يختلط عليه الأمر كما
ادعى كذباً! عرب
ومسلمون يقطنون هذه المدينة
الواقعة في مقاطعة ساكسونيا ضمن
ما كان يعرف سابقا بألمانيا
الشرقية، أكدوا انها طافرة
بالعنصرية والكراهية لكل ما هو
مسلم، وتقيم فيها أكثر التجمعات
النازية، والشرطة نفسها متعصبة
وعنصرية، ولا يمكن لامرأة ترتدي
الحجاب أن تعيش فيها آمنة بسبب
العداء الشديد للاسلام. وقالوا
إن جريمة قتل مروة لا يمكن أن
تمر بدون حماية الشرطة، خصوصا
أن النازيين يشاركون في حكومة
المقاطعة، والاعلام فيها يروج
ليل نهار لحرب الكراهية ضد
المسلمين. لا أحد
يتوقع قصاصا من المجرم القاتل،
سيقومون بتمييع قضيته بحجة أنه
مختل عقليا. القصة عندهم انتهت
تماما، وساعدهم على ذلك كلماتنا
الدبلوماسية المجاملة الخائفة
من رمشة عين ألمانيا كأن "هتلر"
سيغزو مصر غدا! حتى أمس
لم أكن قد علمت أن الرئيس مبارك
قدم واجب العزاء في ابنة لوطنه
لم تقتل لأي ذنب سوى أنها محجبة.
مصر كلها تنتظر عزاءك وعزاء
نجليك وأسرتك. قبل
العزاء تمنيت أن تستدعي الوزير
الفاشل آمرا أن يترك حقيبة
الخارجية لتسلمها لمن يعرف
قدرها، فإذا لم يوجد فالأفضل
وضعها في الأمانات!! ــــــــــ المصدر
: (المصريون) : بتاريخ 7 - 7 - 2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |