ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إعادة
تشكيل القوى السياسية...
وبرامجها.. حسان
قطب* من
الملاحظ في
الآونة الأخيرة بروز سلسلة من
النشاطات والتحركات السياسية
على مختلف المستويات السياسية
والدينية.. وطالت كافة القوى
السياسية دون استثناء.. مما قد
يؤسس لمرحلة جديدة.. حزب
الله بدأ بتوسيع دائرة اتصالاته
بعد اللقاءات الأمنية التي
عقدها مع الحزب التقدمي
الإشتراكي والتي رأسها من
الطرفين وفيق صفا وأكرم شهيب..
لتتقدم القوى العلمائية داخل
حزب الله إلى الواجهة... واجهة
المسؤولية.. مسؤولية تخفيف
الإحتقان والنفور والتباين..
ولتقوم بسلسلة زيارات للمراجع
الدينية الرفيعة المستوى في
طائفة الموحدين الدروز.. وفجأة
وبعد أن كان جنبلاط رمز الخيانة
والعمالة بنظر حزب الله وجمهوره
وفي وسائل إعلامه.... أصبح اليوم
رمز الحكمة والوعي وصوابية
الرؤية السياسية كما قال الشيخ
يزبك رئيس وفد علماء حزب الله...
وقد تم الإشارة إلى زيارات
مماثلة للمراجع الإسلامية
السنيّة من قبل الشيخ يزبك.. قد
تتم لاحقاً.. واللقاء
الذي جمع النائب سامي الجميل
والنائب سليمان فرنجية.. في
بنشعي.. إن لم يؤسس لتفاهم كامل
بين الطرفين... لكنه على الأقل قد
يؤسس إلى وقف التراشق الإعلامي..
وإطلاق المواقف المتباينة.. وقد
يمهد لسلسلة لقاءات أخرى قد
تكون مقدمة لرأب الصدع بين
القوى السياسية المسيحية التي
تسعى لرسم مسار سياسي واضح يؤكد
حضورها ويجمع جمهورها..
وبالتالي قد يمتد هذا اللقاء أو
يكون مقدمة لعقد لقاءات أخرى
تجمع القوات اللبنانية
والكتائب والتيار العوني إلى
جانب المردة وبعض المستقلين.. وكان قد
سبق هذا المشهد الذي نعيشه
اليوم.. التفاهم الذي جمع تيار
الرئيس المكلف سعد الدين
الحريري.. في لائحة إئتلافية مع
الرئيس نجيب ميقاتي والوزير
محمد الصفدي.. في طرابلس..
والوزير تمام سلام والجماعة
الإسلامية في مدينة بيروت. مما
مهد لتكامل الساحة السنيّة
باستثناء بعض الممتطين للحصان
الإيراني الممسوك بلجام حزب
الله الذي يرسم المسارات ويحدد
الطرقات والمسارب والممكن
والمسموح والممنوع... وما
اللقاءات التي عقدها حسن
نصرالله مع بعض العناوين التي
تحمل طابعاً سنيّاً إلاّ محاولة
لتنشيط من فاته قطار إدراك
طبيعة المتغيرات في المنطقة
وحجم تداعيات وانعكاسات الأزمة
الإيرانية الداخلية على المسار
السوري وحلفاء النظام السوري في
لبنان.. وحجم القدرة الإيرانية
على إعادة توجيه اللعبة
السياسية والأمنية وتحديد
مساراتها.. وحجم التهديد
بأدواتها.. وكذلك
كان جنبلاط قد قام بالإفساح
بالمجال أمام النائب طلال
أرسلان لولوج الندوة
البرلمانية عبر ترك مقعد شاغر
في لائحة عاليه.. وقد ظهر بقوة
حجم الضعف الذي يعاني منه
التيار الإرسلاني وهشاشة حضوره
الشعبي متمثلاً في حجم الفارق
في الأصوات الذي كشفته صناديق
الإقتراع بين الفائزين من
الدروز.. الفريق
الوحيد الذي لم يتمكن بل لم يسمح
لأي صوت منافس أو شبه منافس أن
يطل على الساحة الإنتخابية هو
الفريق الذي يمثله كلاً من
الفريقين حزب الله وحركة أمل..
حيث انسحب الرئيس الحسيني من
الانتخابات النيابية.. رغم ما
يمثله الرئيس الحسيني من حضور
قانوني ودستوري ووطني وإعتدال
في المواقف.. واستعيض عنه
بمتطرفين سياسيين.. وتم تهميش
القوى السياسية الأخرى على
الساحة الشيعية ترهيبًا
وترغيبًا وتكليفًا.. في كلٍ من
الجنوب وبعبدا وبعلبك- الهرمل..
وتوجت هذه الممارسات بإطلاق
النار الكثيف عقب انتخاب بري
رئيسًا لمجلس النواب رغم أنّ
هذا قد تم بموافقة الأكثرية
النيابية.. وأصواتها.. لذا لا
بد للقوى السياسية كافة سواء
كانت تصنف نفسها موالات أو
معارضة أن تعيد النظر في
مواقفها السياسية بناءً على
المتغيرات التي أفرزتها
الأحداث.. والتقلبات التي
تشهدها المنطقة والعالم..
وبناءً على التجربة السياسية
التي خاضتها طوال أربع سنوات
ماضية.. وبناء على الواقع الذي
أفرزته التشجنات التي طالت كافة
الطوائف والمذاهب وحتى بين
القوى السياسية التي تصنف نفسها
علمانية.. حيث أصابها التشقق
والإنقسام.. مما يرتب عليها: أن تعيد
صياغة برامجها ومواقفها بما
يتناسب مع العمل على الحفاظ على
الكيان اللبناني مستقراً وغير
معرض للإهتزازات والصراعات
الداخلية كلما شعر أحد اللاعبين
المحليين أو الإقليميين
والدوليين أن له مصلحة في تسجيل
مواقف أو تحسين شروطة التفاوضية..
أو الإشارة إلى قدرته على زرع
القلق والخوف والرعب في المنطقة..
وأن يسعى الجميع إلى التفاهم
على هواجس الأخر وهموم الأخر
دون الإنتقال إلى إمتشاق السلاح
والترهيب به كما جرى في منطقة
عائشة بكار أو في السابع من أيار
من العام الماضي.. لأن الجميع
ودون استثناء قادر على ممارسة
نفس اللعبة والدور عينه ولكن
العواقب ستكون وخيمة وقاسية على
الجميع المنتصر والمهزوم على حد
سواء... وسيكون بالتالي على أي
فريق من الفريقين أن يقوم
بالزيارات عينها التي يقوم بها
حزب الله اليوم على المرجعيات
لتهدئة الخواطر والنفوس التي
نتمنى أن تهدأ.. خاصةً حين
يستكمل هذا المسار بضبط الأداء
الإعلامي والتصريحات ذات
النبرة العالية والمقدمات
الإخبارية التحريضية.. ــــــــــ *مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والاستشارات المصدر: المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات 8/7/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |