ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خطوات
منهجية المجتمع
المدني والدور المساعد أمهات
بلا حدود يشارك
المجتمع المدني بحمل سهم غير
يسير من مهام مشروع التنمية في
أطرها الفردية والجماعية. في
مجتمعاتنا الناهضة مايزال
مصطلح المجتمع المدني غريباً
ومختلفاً عليه. وفيما يرحب به
البعض ينظر إليه آخرون بريبة. ثم
يختلف الذين يقبلون المصطلح في
توصيف مجسدات هذا المصطلح
ومهامه، وأساليب عمله. حين
نستعمل المصطلح في السياق الذي
نحن فيه فإننا لا نريد أن يكون
المقصود بدلالته استيراد
المصطلح والبنى والأهداف
والأساليب التي يؤشر إليها عالم
الآخرين. في
تاريخنا الحضاري وجدت كثير من
المهام المخلاّة حوامل في
الأفراد والبنى الاجتماعية. وفي
كل مرحلة تاريخية قامت هذه
الحوامل بالمطلوب منها، ليس
دائماً على الوجه الأفضل. كانت
محطات الاهتمام الرئيسية: إطعام
الجائع. بناء الجامع. تيسير
التعليم. تحرير العبيد.
المساعدة على الزواج. وتأمين
المعاقين والمرضى والزمنى.
وارتقت الاهتمامات لتصل إلى
حالة العناية بالخيول المسنة
والقطط الشاردة والصحن المكسور...
وفي كل
بيئة اجتماعية في المدن
والأرياف والبوادي ، وفي عالم
كان التواصل بين أجزائه محدوداً
وجدت حوامل تسد الضروري وتعين
على الحاجي والتحسيني. تجربتنا
الحضارية ندرسها لبيان الاتصال
في جوهر الموقف، ولنؤكد على
الذات بالبناء على ما سلف، وليس
للالتزام بالشكل وبالأسلوب.
تجربة للاستنساخ مع التطعيم بكل
ما هو مفيد من التجربة
الإنسانية. من
خصوصيات تجربتنا الحضارية أن
هذا الجهد أو البذل العام ينظر
إليه في مشروع المجتمع المدني
السائد على أنه جهد تطوعي. وهو
كذلك في أحد أوجهه ولكنه في
قاعدته العامة الشرعية وحين
يبذل للقيام على ضرورة أو لسد
ثغرة فهو واجب كفائي. إن قعدت (الجماعة)
عنه أثمت بجمعها!! فقه الواجب
الكفائي في حياتنا باب من أبواب
الفقه لم يلق حتى الآن الدرس
المناسب لبناء مجتمعاتنا
المعاصرة. وأنشطة
المجتمع المدني في الغرب هي
أنشطة مؤسساتية. أنشطة نسيج
متضام يشبك بين عدد كبير من
أفراده، وبينهم وبين مؤسسات
الدولة. حالة ليست مرفوضة
بالنسبة لرؤيتنا ولكنها أيضاً
غير مشروطة. الجهد يمكن أن يستقل
به الفرد، أو المجموعة الصغيرة،
أو ربما يحدد لنفسه هدفاً
محدوداً صغيراً بحجم الإمكانات
المتاحة، أو في دائرة محدودة
للزمان والمكان. في
فقهنا أن القيام على اليسير من
الأمور باليسير من الجهد من
صاحبه مقبول ومشكور ومأجور. إن
اشتراطات التخطيط العام
والبناء المركزي والانطلاق
الشمولي فيه تعقيد أو تصعيب
للمسيرة. لذا نلح على المبادرة
الفردية. ومجموعة العشرة، وأهل
الحي والمحلة والقرية، ورواد
المسجد، والمستفيدون من طريق.. نعين
عاجزاً، نعلم أمياً، نميط أذى
عن طريق المواطنين، نردم حفرة،
نعالج مريضاً، نقدم مساعدة
لصاحب إعاقة، ننصر مظلوماً،
نسير في حاجة محتاج، نصلح بين
متخاصمين أو زوجين، نذكر بالحق
والمعروف نحذر من مقاربة المنكر
والباطل.. في كثير
من الأحيان يذهب الحرص على بناء
الكيان المترابط والنسيج
المتضام بكل ما نملك من وقت
وجهد، أو يخلق من العقبات
والإعاقات مما يترك مجتمعنا يئن
مما هو فيه. ومن هنا
تأتي خصوصية مشروعنا التاريخي
الحضاري. البناء الإيجابي على
الواقع. لا يمكن أن تدع الحريق
يبتلع المنزل، أو الغريق تبتلعه
الأمواج وأنت تفكر ببناء شبكة
أكثر حداثية لإطفاء الحريق أو
لإنقاذ الغريق. شعارنا..
بادر نؤكد
على أن المبادرة لسد الثغرة هي
الأولوية التي تتقدم على كل
أولوية. ومادام صاحب الجهد يجد
من الضرورات ما يملأ به وقته
ويستغرق جهده، فإن ما زاد على
ذلك وإن كان جميلاً ومطلوباً
يصبح من الباطل الذي لا طائل من
ورائه، أو من الجدل الذي لا
ينبني عليه عمل. نبدأ من الواقع
القائم وننتهي فيه وتحت مظلته.
وفقهنا أن الرقعة أولى من
الخرق، حين لا تقدر على الجديد. نعتقد
أن ربط الجهد الإيجابي الفردي
المحدود بالتغيير الشمولي
العام فيه تعطيل وتسويف.. إن أخطر
ما يتهدد مشروع المجتمع المدني
الذي ندعو إليه هو تسييس أهدافه
وخطواته. فالمجتمع
المدني ليس نسيجاً متضاماً
متشابكاً مع الدولة. ولا هو
مواجه لها، ولا هو مندد بها.. إنه
مشروع يحضر حيث تغيب، ويبادر
حين تقصر، ويسد الضرورة حين
تعجز.. إنه
مشروع مكمل أو مساند أو مسقط
للمعرة والمسئولية. يقولون
إن الحرية والديمقراطية وشرائع
حقوق الإنسان هي شروط أساسية
لمناخ عمل المجتمع المدني فمن
سيسد الثغرة ويغطي العورة،
ويزيل الضرورة حين لا تتوفر هذه
الشروط. جهد
المجتمع المدني في مسيرتنا
الحضارية مكمل لجهد الحكومة وهو
يتضاعف حين تغيب هذه الحكومة
لأي سبب من أسباب هذا الغياب، هو
لا يحاسب الغائبين، ولا يسألهم:
لماذا غابوا؟ وإنما يثبت أن
مجتمعاً رشيداً كريماً قادر على
إدارة نفسه وسد حاجته، وتجاوز
ضرورته إذ يغيب أو يغيّب صاحب
الأمر فيه. مكمل
وليس بديلاً ولا منافساً ولا
مزاحماً معاني ينبغي أن تكون
حاضرة على كل حال.. إن أي
خطوة تبعث الريبة في نفس صاحب
الأمر ضرها أكثر من خيرها.. والتسييس
الأخطر في مشروع المجتمع المدني
ألا يكون منبته من الأرض التي
يعمل عليها. وأن يرتبط بخيوط
إدارته أو بمرتكزاته اهتمامه
وفق أجندة بعيدة غريبة تريد أن
تقود مجتمعاتنا إلى مستنقعات
الكريهة على صعد السياسة
والثقافة والاجتماع.. ــــــــ المصدر
: الرابطة الأهلية لنساء سورية أمهات
بلا حدود 17\7\2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |