ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حقيقة
النكبة أمام واقع المحرقة بقلم
: رأفت حمدونة* فاجئنى مقال
للكاتب الاسرائيلى يونتان شيم
اور فى صحيفة معاريف 28/7/2009 وهو
يقول النكبة
الفلسطينية أسطورة احتاجها
العرب كي يرمموا كرامتهم بعد
الهزيمة ، قد يكون لهذا الادعاء
سبيل عند زعماء العرب فى ذاك
الزمن ، ولكن الأمر الذى لا يقبل
التأويل هو واقع النكبة
وتأريخها وشواهدها وهمجية
الاحتلال فيها والأكثر هو ما
يعيشه الشعب الفلسطينى من شتات
فى معظم العواصم العربية وغير
العربية جراءها . وعجباً من وصف
الكاتب " أن الفلسطينيين
لجئوا طواعية وأن النكبة ليست
تاريخا. بل اسطورة. وهذه
الاسطورة ضرورية " فى المقابل
عند الحديث عن المحرقة النازية
يشرد ذهن كل كتاب اسرائيل على
معاناة اليهود وعذاباتهم
وآلامهم منها ، وتقوم الدنيا
ولا تقعد إذا ما تجرأ سياسى أو
صحفى ليشكك فى الرقم أو الأحداث
. يونتان شيم اور
يشيد بجرأة غدعون ساعر وزير
التعليم الاسرائيلي الذى أعلن
عن الغاء مصطلح النكبة من مناهج
التعليم لفلسطينيى 1948م تصحيحاً
لما اعتبره خطأ ارتُكب قبل عدة
سنوات عند إدراج هذا المصطلح في
المنهج الرسمي ، معللاً ساعر
قراره بعدم وجود سبب يدعو إلى
عرض إقامة "دولة إسرائيل"
ككارثة أو ملمّة الأمر الذي
يمثل التطرف لدى فلسطينيى
الداخل ... حسب رأيه.. والأدهى أن
الحكومة الاسرائيلية صادقت على
مشروع القانون الذى يرمي الى
حظر احياء يوم "النكبة" واعتبر القضاء
الاسرائيلى احياء النكبة خروج
عن القانون وبموجبه يفرض على
فلسطينيي الداخل احياءه ومن
يخالف القانون يفرض عليه عقوبة
بالسجن حتى ثلاثة اعوام . أعتقد أن هنالك
امتهان لحقوق الانسان
والأقليات وانتهاك بحق حرية
المعتقد والفكر والرأى فى دولة
عنصرية تدعى الديموقراطية ، وأؤكد لساعر
ويونتان شيم اور ودولة الاحتلال
أن النكبة تاريخ لا يمكن شطبه ،
وأنه واقع لا يسمح بالتعدى عليه
، وحق العودة هدف لا يمكن
التنازل عنه ، وأن القوانين
المفرضة والادعاءات الغير
منطقية لا تنطى على العقل
الانسانى والفلسطينى على وجه
الخصوص ، وأن الفلسطينيون حرقوا
بلما لايقل عن ممارسات النازية
بحق اليهود فى 1948 وأن قادة
الاحتلال يتحملون المسئولية
التاريخية عن هذه الكارثة
البشرية ، وأن أجدادنا لم
يهربوا طواعية بل خرجوا
بأرواحهم من القنابل الصهيونية
وأن فى النكبة تم تدمير معالم
المجتمع " الفلسطيني "
بأكمله ومن كل النواحي السياسية
، والاقتصادية والاجتماعية
والحضارية ، وتأسست على أرضه
وبقوة السلاح والدعم الأجنبي
معالم مجتمع " يهودي "
مخالف في لغته وتاريخه وأنماط
حياته وأصول حامليه وحضارته
وارتباطاته السياسية
والاجتماعية والاقتصادية عن كل
المحيط العربي والإسلامي،
وتعززت بوجوده صراعات شخصها
المفكرين والساسة والكتاب بكل
تفسير منها " الصراع
الفلسطيني- الإسرائيلي " و
" الصراع العربي - الإسرائيلي
" والصراع الحضاري والديني
والسياسي والواقعي
والتاريخي..الخ . من هنا أرى هذا
التاريخ يتم استهدافه صهيونيا
وتشويهه واقعياً الأمر ويشهد
محاولات تضليل العالم بشعار
بالكتابات والقوانين ، ومع هذا
فحقيقة أن هذه الأرض الفلسطينية
كانت وما زالت لشعب فلسطيني كان
وسيبقى لن تتغير ، وعلى العالم
أن يرفض كل المحاولات
الاسرائيلية لشطب هذا الواقع
مقابل المبالغة بواقع المحرقة
النازية ، وعليه أن يكفر عن
خطاياه السياسية بقيام دولة
فلسطينية مستقلة وعاصمتها
القدس الشريف، حينها ستنتهي
الصراعات بكل مسمياتها
واجتهادات مطلقيها وستعيش
المنطقة بكل أمن وسلام واستقرار
وازدهار. _____________ *
خبير فى الشأن الاسرائيلى ــــــــ المصدر
: " المصدر
السياسي" ...
2009/7/28 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |