ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 05/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من أجلِ جيلٍ إسلاميٍّ قويٍّ (*)

بقلم الأستاذ عصام العطار

إنّنا ندعو إلى جيلٍ إسلاميٍّ قويٍّ  ، جيلٍ قويٍّ بروحهِ ، قويٍّ بفكرهِ ، قويٍّ بإرادتهِ ، قويٍّ بعلمهِ ووعيهِ وخبرته .. وقويٍّ بصحّتهِ وإمكاناتهِ الجسديّةِ أيضاً إلى أبعدِ الحدود ، ف «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْر ...» كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم)

وإذا كانت القوّةُ في الحديثِ المتقدّمِ تَنْصَرِفُ أوّلَ ما تنصرفُ إلى القوّةِ في الحقّ ، فهي تتضمّنُ فيما تتضمّنُ القوّةَ في الجسد ، فهي نِعْمَ العونُ على الحقِّ وعلى الواجبِ في مختلفِ المجالات

وليسَ في الإسلامِ تناقضٌ بين القوّةِ الرّوحيّةِ والقوّةِ الجسديّة ، بَلْ تكامُلٌ هو من أَظْهَرِ ما امتازتْ به رسالةُ اللهِ الأخيرةِ الخالدة ، التي تُفَجِّرُ كلَّ طاقاتِ الإنسانِ وتُلائمُ بينها وتُوَجِّهُها الوجهةَ الواحدةَ المنتجة ، التي تحميها من التّعارضِ والتّبَدُّد ، وتصلُ بها إلى أبعدِ مَدىً ممكنٍ في تحقيقِ ذاتِ الإنسان ، وفي تحصيلِ خيرِهِ في دنياه وفي آخرتهِ على السّواء ، وفي إعلاءِ كلمةِ اللهِ كلمةِ الحقِّ والعدلِ والسّلامِ في حياةِ البشرِ على هذه الأرض

ولقد كان الرّسولُ صلى الله عليه وسلم أقوى النّاسِ روحاً ، وأقوى النّاس جَسَدا .. وكان أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَجَنَّهَمُ الليلُ رُهْباناً ، وإذا طلعَ عليهمُ النّهارُ فُرْساناً ، لم تَعرفِ الدّنيا أَقوى منهم ولا أبرعَ في ميادين القتال ..

وبقوّةِ الرّوحِ أوّلاً ، وقوّةِ الجسد ، وقوّةِ التّدريب ، وسائِرِ ضُروبِ القوّةِ الأُخرى ، انتصرَ الحقُّ بالرّسول صلى الله عليه وسلم وبأتباعه على الزّمن ..

ولكنَّ ابتعادَ المسلمينَ عن إسلامِهم ، وجهلَهم بتعاليمهِ الحقيقيّة ، أو تَحَلّلَهم منها ، أنشأَ أجيالاً ضعيفةً عاجزة؛ أجيالاً ضعيفةً في روحِها ، وفي فِكرِها ، وفي أخلاقِها ، وفي أجسادِها على السّواء .. أجيالاً كُتِبَ على المسلمينَ بها العبوديّةُ والهزيمةُ في كثيرٍ من الأحيان ، وكثيرٍ من الميادين

ولقد دَخَلَ على بعضِ المشايخِ المسلمينَ معَ الأسفِ وَهْمُ الانفصالِ بينَ قوّةِ الرّوح وقوّةِ الجسد ، أو غَلَبَ عليهم ما غَلَبَ على العصورِ الأخيرةِ المتخلّفةِ من تَجْزِئةِ الإسلامِ الذي لا يمكنُ أن يتجزّأ ، والجهلِ بوحدتهِ العُضْوِيّةِ التي لا يجوزُ أن تُجْهَل .. فرأينا أكثرَهم يُعْنَوْنَ بالرّوحِ -في زَعمهم- ويُهْمِلونَ الجسد ، كأنَّ العنايةَ بهِ لم يأمرْ بها الإسلام ، وكأنّ التّربيةَ الإسلاميّةَ والْقُرْبى إلى اللهِ تكونُ في جانبٍ دونَ جانب ، وببعضِ الإسلامِ دونَ بعض

إنّنا ونحنُ نَرى في ديارِ الغربِ أسبابَ الصّحةِ والقوّة ، وقابليّاتِ الجسمِ البشريِّ المذهلةَ التي يحقّقُها التّدريبُ الرّياضيُّ والوسائلُ الأُخرى ، ونفكِّر في ذاتِ الوقتِ بأمّتنا وبلادنا ، وبالشَبابِ الإسلاميِّ على الخصوص .. لَيَحُزُّ في أنفسنا ما نراهُ من تفوّقِ الشّبابِ الغربيِّ الكبير ، بَلِ الشّبابِ غيرِ الإسلاميِّ في بلادنا نفسِها ، على الشّبابِ الإسلاميِّ في هذا المجال ، بما لذلكَ من آثارٍ تَتَعَدّاهُ إلى سواهً من المجالاتِ الأًخرى

إنّنا لَيَحُزُّ في أنفسِنا ذلك ، ونرفضُ التّسليمَ به ، واستمرارَهُ في الحاضر والمستقبل ، فالإسلامُ يأبى للمسلمينَ الضّعف ، سواءً كان ضعفاً في العقيدةِ ، أو في الإرادةِ ، أو في العلمِ ، أو في الجسمِ ، أو في أيِّ مجالٍ من المجالاتِ الفرديّةِ أو الجماعيّةِ ، المحليّةِ أو العالميّةِ ، المعنويّةِ أو الماديّةِ ، النّظريّةِ أو العمليّةِ ، ويحرِّرُهم منه ومن أسبابهِ مهما كان مجالُه أو نوعُه

والإسلامُ يُريدُ للمسلمينَ القوّةَ في كلِّ ما تقدّمَ من الأمور ، ويأخذُ بأيديهمْ إليها .. ومن ذلكَ قوّةُ الصّحةِ والجسم ، حيثُ تكونُ في إطارِه قوّةً على طاعةِ الله ، وعلى القيامِ بتبعاتِ الخلافة في الأرضِ ، وعلى إحقاقِ الحقّ وإزهاق الباطل .. قوّةً محكومة بمبادئ الإسلام وشريعته الغرّاء ، فلا تكون إلاّ في خدمةِ الحقّ ، ولا يكونُ منها إلاّ الخير

والصّحةُ والقوّةُ الجسديّة تنعكسُ في حياةِ المسلمِ -عندما تَتَوَفَّرُ له معَ الإيمانِ والمنهجِ الإلهيِّ- تفاؤلاً وأَمَلاً وثقةً في النّفس ، وحيويةً في التّفكير والتّنفيذ ، وسلامةً في التّصوُّر والتّخطيط ، وجرأةً في مقارعةِ الباطلِ والطّاغوت ، وقدرةً على مواجهةِ المصاعبِ والعقبات ، والنّهوضِ بالأعباءِ والواجبات

ولذلك كلّه

فإنّنا نطالب المسلمينَ عامّة ، وشبابَهم وفتياتهم خاصّة ، بأن يجعلوا التّربيةَ البدنيّةَ والألعابَ الرّياضيّةَ جزءاً من حياتِهم في بيوتِهم ومجتمعاتِهم 

ونطالبُهم بأن يُوَفِّروا لأنفسهِم ولأبنائهِم أسبابَ التّقدُّمِ والتّفوّقِ في هذا الميدان ، كما نطالبُهم بأن يوفّروا لأنفسهِم ولأبنائهِم أسبابَ التّقدُّمِ والتّفوّقِ في كلِّ ميدان ، بشكلٍ مُتَوازِنٍ مُتَكامل ، يهتمُّ بالقَدْرِ المشترك ، كما يهتمُّ بالاستعدادِ والاختصاص

إنّنا نريدُ جيلاً قويّاً .. جيلاً متفوّقاً في مختلفِ الميادين

إنّنا لن نربحَ معركةَ الإسلامِ ومعركةَ الإنسانِ إلاّ بجيلٍ قوّيٍّ متفوّق

ــــــــــ

(*) نشر هذا المقال للمرة الأولى في ربيع أول 1396- آذار/مارس 1976م

ــــــــــــ

المصدر : http://www.iid-alraid.de

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ