ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الوحدة
الوطنية في لبنان وفلسطين
واليمن في خطر حسان
قطب* يبدو أن
أزمة التشرذم والإنقسام
والصراعات الداخلية والتلهي
بالمشاكل الجانبية هي صفة
ملازمة لعالمنا العربي في هذه
الأيام، وهي سمة القوى العربية
في مختلف الدول التي بدأت
الإنقسامات والخلافات فيها
تطفو إلى السطح ولتتفاقم بشدة
مما يؤدي إلى تجزئة العالم
العربي إلى مجموعات إثنية
وعرقية ودينية، وحزبية.. لذلك...
كنا نتمنى أن يكون مؤتمر فتح
الذي ينعقد الآن في الضفة
الغربية مقدمة لتقديم طروحات
وإطلاق مواقف تؤسس لوحدة
فلسطينية حقيقية تخرج الشارع
الفلسطيني في الداخل المحتل وفي
مختلف مناطق الشتات من ضيق
الفرقة والإنقسام والشرذمة،
إلى رحاب الوحدة الوطنية
والتفاهم مع الذات داخل حركة
فتح التي أصابها مرض الشيخوخة
وعوارض الترهل.... ومن ثم التفاهم
مع سائر القوى السياسية في
المجتمع الفلسطيني.. وكنا
نتمنى على قيادة حماس في غزة وفي
دمشق تسهيل خروج مندوبي فتح من
مدينة غزة الصامدة والمحاصرة
للمشاركة في مؤتمر فتح لتسهيل
إنعقاد المؤتمر وتشجيعه على
إتخاذ مواقف وقرارات وتوصيات
تصب في خدمة القضية الفلسطينية..
بالرغم من الإشكالات
والتباينات بين الفريقين والتي
يدفع ثمنها إضافةً إلى الشعب
الفلسطيني ومستقبل القضية
الفلسطينية شريحة واسعة من
مجاهدي الطرفين في كلٍ من الضفة
والقطاع.. وذلك كنتيجة طبيعية
لهذا الخلاف القائم بين الطرفين
والذي يتفاقم بطريقة تؤدي إلى
تعطيل الحوار الذي ترعاه
القاهرة بين الطرفين منذ فترة
غير بعيدة.. وفي
لبنان..لا زال تشكيل حكومة
الوحدة الوطنية الموعودة يمر
بمخاضات عسيرة.. وقد زادها حدة
موقف وليد جنبلاط الأخير الذي
أضاف غموضاً ملتبساً على الواقع
السياسي اللبناني مما أعاق
إعلان الحكومة مطلع هذا الأسبوع
وأرجأها إلى وقت أخر غير محدد..
في الوقت الذي لا يزال فيه قادة
الكيان الصهيوني يطلقون
التهديدات بحق اللبنانيين
جميعاً.. وينذرون الجيش
والمواطنين والحكومة بعواقب
عدم الإلتزام بتنفيذ بنود
القرار 1701، إضافةً إلى أن الوطن
يعاني أيضاً من إنقسام سياسي
حاد وجمود إقتصادي ومشاكل
إنمائية وإجتماعية وأمنية.. مما
يتطلب من كافة القوى السياسية
والطائفية والمذهبية أن تضافر
جهودها وتعزز حوارها فيما بينها
وتعالج كافة النقاط الخلافية
العالقة والتي تعيق التفاهم
وإرساء أسس السلم الأهلي
والإستقرار السياسي والإجتماعي
والإقتصادي للنهوض بالمجتمع
اللبناني.. وبالتالي إلى تعزيز
وحدة الساحة الداخلية لمواجهة
أي عدوان صهيوني جديد أو على
الأقل لمنع هذا العدو من
استغلال هذا الإنقسام والتشتت
بين اللبنانيين لشن عدوانه
وإعادة البنية التحتية التي لم
يكتمل إعادة بنائها إلى الآن
إلى حطام من جديد.. وفي
اليمن بدأت اعراض الإنقسام
الداخلي في التمدد والظهور
والرغبة في إعادة تقسيم اليمن
إلى يمنين شمالي وجنوبي في
البروز إلى واجهة الأحداث
السياسية والأمنية إضافةً إلى
زيادة حدة الصراع المسلح بين
المتمردين الحوثيين المدعومين
من إيران والحكومة اليمنية على
خلفيات دينية وعشائرية.. مما قد
يؤدي إلى توسع ساحة الصراع
وإمتدادها إلى خارج حدود اليمن..
لتطال دولاً عربية وإسلامية
أخرى.. لو شئنا
الإستمرار في التعداد والوصف
لأنطبق ما نذكره بخصوص ما يجري
في هذه الدول أيضاً على الواقع
الأليم والمرير في كلٍ من
الصومال والسودان وجزر القمر
والبحرين والعراق وغيرهم.. ترى ألا
يجب أن يدفعنا هذا الأمر إلى
تشجيع وتعزيز الحوار والتواصل
بين كافة القوى المتناحرة في
مختلف هذه الدول.. لوقف هذا
النزف غير المبرر.. وألا
يجب أن تعيد هذه القوى
والمجموعات والحكومات النظر في
سياساتها ومواقفها وأدبياتها
وتوجهاتها وترى حقيقة ما قد
تؤدي إليه هذه الصراعات من
إنقسامات على الساحة العربية..
وأن تعمل على أن توجه كافة
طاقاتها لتعزيز جهود التنمية
والإستقرار والوحدة..؟؟. ــــــــ *مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والاستشارات ــــــــ المصدر:
المركز اللبناني للأبحاث
والاستشارات 5/8/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |