ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحرب على أفغانستان:

باكستان تواصل تسليح طالبان وواشنطن تغض النظر

بقلم غاريث بورتر*

وكالة انتر بريس سيرفس

واشنطن, أغسطس (آي بي إس)

رغم تحققهم من إضطلاع القائد الحالي للجيش الباكستاني جنرال أشفق بيرفيز كياني في تقديم مساعدات عسكرية لطالبان في أفغانستان، عمد المسئولون في إدارة الرئيس باراك أوباما إلي إقناع الكونغرس بتمديد المساعدات العسكرية لباكستان، دون أي ضمانات بوقف إمدادتها الحربية لطالبان.

وبرر هؤلاء المسئولون، وعلي رأسهم قائد أركان الحرب الأمريكي أدميرال مايك مولين، طلب تمديد المساعدات العسكرية لباكستان، بأن قائد الجيش الباكستاني، الجنرال أشفق بيرفيز كياني، قد تعهد بوقف الدعم الذي تتلقاه طالبان وحركات إسلامية متطرفة من هيئة المخابرات الباكستانية، وإن كان قد أكد أيضا أنه ما زال عاجزا عن التحكم في عمليات الهيئة.

وكان قد تردد في آواخر العام الماضي أن عددا من المسئولين الأمريكيين ضغطوا علي الجنرال كياني، لإدخال تغييرات جذرية علي هيئة المخابرات، بحيث تنهي دورها في دعم "المتمردين" في أفغانستان وكشمير.

وطالب السناتور الديمقراطي جون كيري بوضع هيئة المخابرات الباكستانية تحت رقابة مدنية، وهدد بتقديم مشروع قانون لإشتراط رهن المساعدات العسكرية الأمريكية لباكستان بالبرهنة علي توقف القوات المسلحة الباكستانية عن مساعدة طالبان.

لكن كيري أسقط إقتراحه. وفي فبراير قال أن محادثات مع الأدميرال مولين و"أطراف معنية أخري" أقنعته بأن الجنرال الباكستاني كياني، من خلال تعيينه أحمد شوجا باشا مديرا لهيئة المخابرات، إنما لديه رغبة في إدخال التغييرات عليها.

وهكذا وافق مجلس الشيوخ في يونيو علي ملياري دولارا كمساعدات عسكرية، وإربعة مليارات أخري كمساعدات إقتصادية لباكستان لمدة خمس سنوات، ودون أي ذكر لمساعدتها عسكريا لطالبان.

فيكفي أن تقدم وزيرة الخارجية الأمريكية شهادة مفاداها أن "قوات الأمن الباكستانية تبذل جهودا منسقة للحيلولة دون إستخدام طالبان والجماعات المسلحة المتصلة بها، للأرضي الباكستانية كملاذ لها تطلق منه هجمات في أفغانستان".

هذا ولقد لعب فريق الأمن القومي للرئيس باراك أوباما، ورقة هامة أمام الكونغرس الأمريكي، بتسريبهم إلي جريدة "نيويورك تايمز"، رواية تجزم بأن قائد الجيش الباكستاني الجنرال كياني (رغم نواياه) لن يكون قادرا علي التحكم في أنشطة هيئة المخابرات علي المدي القريب.

ونصت المقالة التي نشرتها الجريدة في 26 مارس، علي الإقرار "بدعم مباشر" من هيئة المخابرات الباكستانية إلي حركة طالبان.

لكنها أشارت أيضا إلي مصدر مجهول في وزارة الدفاع الأمريكية، يقول "يبدو من غير المحتمل أن يكون مسئولين رفيعين في إسلام أباد، مضطعلين مباشرة في تنسيق الجهود غير المشروعة"، رذلك في صياغة حريصة لا تنكر أن مثل هؤلاء المسئولين قائمين علي سياسة علي مساعدة طالبان.

كما ذكرت المقالة أن مسئولين أمريكيين غير محددي الهوية “قالوا أيضا أن مسئولين متوسطي المستوي في هيئة المخابرات (الباكستانية) ينمون علاقات لا يوافق رؤساؤهم عليها"، ما أدي إلي تحييد الإنتباه نحو ما إذا كانت القيادة العسكرية الباكستانية وافقت علي المساعدات العسكرية لحركة طالبان.

كما ألمح قائد إركان الحرب الأميركي الأدميرال مولين، إلي أن قائد الجيش الباكستاني قد دلل علي حسن نواياه من خلال تطهير هيئة المخابرات. لكنه صرح لترودي روبين من جريدة "فيلادلفيا إنكوايرار" في أوائل أبريل الماضي، أن مدير هيئة المخابرات الباكستانية الجديد "مكبل اليدين" فيما يخص التغيير.

وفي جلسه أقواله أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 21 مايو الماضي، شدد الأدميرال مولين علي أن قائد الجيش الباكستاني، قد غير "تقريبا كافة قيادات هيئة المخابرات" خلال الستة أشهر السابقة.

تلي ذلك تصريحات للأدميرال مولين لجريدة واشنطن بوست في يونيو، مفاداها أن الجنرال كياني ومدير المخابرات الذي عينه، ملتزمان بتغيير "ثقافة" الهيئة، لكن ذلك "لن يحدث في وقت قصير". وتعمد مولي تحاشي القول بأن الجنرال كياني قد قدم ضمانات بأنه ينوي وقف المساعدات العسكرية لطالبان.

هذا وتنبؤ الأدلة التاريخية علي علاقات قائد الجيش الباكستاني الجنرال كياني الماضية، بأنه ليس لدية النية في تغيير سياسة باكستان تجاه طالبان.

فقد كان كياني ذاته مديرا لهيئة المخابرات الباكستانية طيلة الفترة 2004-2007، بل وأشرف علي تطوير برنامج لوجستيات وتدريب ضخم، لقوات طالبان الناشطة خارج محافظة بلوشستان الباكستانية.

وكان حلف شمال الأطلسي أول من كشف النقاب عن برنامج المساعدات العسكرية التي تقدمها هيئة المخابرات الباكستانية لطالبان، وذلك في تقرير عن إسبوعين من قتال قوات الحلف ضد هجمة لطالبان في محافظة قندهار في سبتمبر 2006.

فقد أسرت قوات الحلف أثناء المعركة عددا من المقاتلين الباكستانيين، وهم الذين قدموا تفاصيلا عن دور هيئة المخابرات الباكستانية في دعم هجمة طالبان تلك.

ووصف تقرير حلف شمال الأطلسي، الذي تناولته صحيفة "ذي تيليغراف" بقلم الصحفي الباكستاني أحمد رشيد في 6 أكتوبر 2006، وصف معسكرين لتدريب طالبان بالقرب من "ميتتا" في محافظة بلوشستان الباكستانية.

كما وثق تقرير الحلف تقديم المخابرات الباكستانية إمدادات خصصت لتلك الهجمة التي شنتها طالبان ذلك علي قوات الحلف، والتي شملت 2,000 قنبلة يدوية تقذف صاروخيا، و 400,000 شحنة ذخيرة كاملة.

ويستدل من حجم وأغراض برنامج الدعم العسكري الباكستاني لطالبان، حسب تقرير الحلف، مدي صعوبة الأخذ بالقول القائل بأن هذه المساعدات العسكرية لطالبان هي مجرد عملية لوحدات في هيئة المخابرات الباكستانية.

ومن المفترض أن يكون قائد الأركان الأمريكي الأدميرال مولين، ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، علي دراية بالدعم الذي يقدمه قائد الجيش الباكستاني من خلال برنامج مساعدة طالبان التابع لهيئة المخابرات في بلاده.

ويذكر أن المخابرات الأمريكية جمعت أدلة علي إستمرار مساعدات المخابرات الباكستانية لقوات طالبان بعد أن حل الجنرال كياني محل الجنرال بيرفيز مشرف كقائد للجيش الباكستاني.

ووزعت هذه المعلومات علي مسئولي الأمن القومي في إدارة جورج بوش في منتصف 2008، حسبما ورد في كتاب ديفيد سانغر "الإرث".

هذا ولا يعتبر الجنرال كياني أول قائد عسكري باكستاني يقدم تأكيدات للولايات المتحدة بأنه سيطهر هيئة المخابرات الباكستانية من العناصر الموالية لطالبان.

فقد سبق وأن فعل ذلك الرئيس بيرفيز مشرف، في محاولة لتخفيف ضغوط واشنطن علي أفغانستان في أوائل أكتوبر 2001. وأعلن أنه أدخل تغييرات بعيدة المدي علي الهيئة بإقالة مديرها محمود أحمد، الذي قال أنه كان منخرطا في صفوف إسلاميين متطرفين. لكن مشرف لم يغير قط سياسته الموالية لطالبان.

هذا ولقد أشارت مقالة "تايمز" في 26 مارس، إلي أن المسئولين الباكستانيين يعتبرون سياستهم تجاه طالبان "كجزء من إستراتيجية ترمي إلي المحافظة علي نفوذ في أفغانستان، تحسبا لليوم الذي ستنسحب فيه القوات الأمريكية" منها "مخلفة ورائها فراغ قوة تشغله الهند".

فسارع روبرت غيتس بالتصريح في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" في 29 مارس، أن علي الولايات المتحدة أن تقنع قادة باكستان بأنها لن تتخلي عن حرب أفغانستان، ويمكنهم الإعتماد عليها.

ـــــ

*مؤرخ وصحفي متخصص في سياسة الأمن القومي الأمريكي، ومؤلف كتاب "مخاطر الهيمنة: عدم توازن القوة والطريق إلي حرب فيتنام".

(آي بي إس / 2009)

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ