ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 16/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في ظل السلطة المطلقة

فهمي هويدي

في أول يوليو الماضي نشرت مجلة «فورين بوليسي» قائمة بأسوأ خمسة من أبناء الحكام في العالم.

أثارت القائمة فضولي لأسباب أثق في أنك تعرف أهمها. وحين انتهيت من قراءتها، أثار انتباهي أن المجلة لم تذكر من العرب سوى اثنين فقط من أبناء العقيد القذافي والشيخ زايد رحمه الله.

أما الثلاثة الآخرون فكانوا أبناء الرئيسين الصيني والكوري وابن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة السيدة مارجريت تاتشر،

لم أفهم لماذا اكتفت المجلة بذكر اثنين فقط من أبناء الحكام العرب، لأن ما نعرفه في بلادنا يرشح قائمة طويلة من أولئك الأبناء بمنتهى الجدارة لاحتلال موقع متقدم في القائمة.

لست متأكدا مما إذا كانت المجلة قد أرادت تمثيل العالم العربي فقط في القائمة،

أم أنها جاملت بعض الأسر الحاكمة لسبب أو لآخر فلم تشر إلى أحد من أبنائها.

أو أنها اكتشفت بعد الدراسة التي أجرتها أنها لو نشرت القائمة الكاملة لأسوأ أبناء الحكام العرب، لاستغرق ذلك كل صفحات المجلة، ومن ثم حلت الإشكال بإجراء «قرعة» فاز فيها الاثنان المذكوران.

في عدد أول أغسطس الحالي نشرت المجلة الأميركية قائمة بأسوأ خمس فتيات من بنات العائلات الحاكمة في العالم، لم أقبل على قراءة التقرير بنفس الدرجة من اللهفة التي استشعرتها في المرة السابقة، لذات الأسباب التي تعرفها. ومن ثم أقبلت عليها بفضول عادي خلا من الحماس. وأثار انتباهي أن القائمة تضمنت اسما عربيا واحدا للسيدة رغد ابنة الرئيس السابق صدام حسين وقد صنفت ضمن الأسوأ لأن أباها طلقها من زوجها ثم أعدمه. ولم تبد أي حقد أو إنكار لما حدث، كما أنها اتهمت بدعم المقاومة العراقية، وهي تهمة يحاكم عليها القانون العراقي بالإعدام لكن الحكومة الأردنية رفضت تسليمها، أما الأخريات فقد كن حقا نماذج سيئة لبنات الحكام. ثلاث منهن بنات لرؤساء أذربيجان وبورما ونيجيريا، والرابعة ابنة رئيس وزراء تايلاند السابق.

حين تساءلت عن السبب في أنهم ركزوا على الأبناء والبنات ولم يذكروا الحكام الأسوأ، خطرت لي ثلاثة ردود،

أحدها أن يكون ذلك مدعاة لحرج حرصت المجلة على تجنبه،

والثاني أن الحكام الأسوأ في العالم معروفون ويستطيع أي واحد أن يشير إليهم دون عناء.

أما السبب الثالث فهو أن الأبناء والبنات لا تسلط عليهم الأضواء عادة. لانهم يتحركون في ظلال الآباء، وبالتالي فانهم قد يكونون معروفين على المستوى المحلي، لكنهم لا يذكرون عادة خارج الحدود إلا إذا ارتكبوا فضائح مدوية يتعذر احتواؤها في الداخل.

الملاحظة الأهم على الأسماء التي وردت في القائمتين أنها لأبناء وبنات حكام دول غير ديموقراطية، وأن المسوغ الأساسي لإدراجهم هو استغلالهم لنفوذ الآباء سواء في تحقيق الثراء الفاحش أو في ارتكاب أفعال أخرى غير مشروعة (ابن السيدة تاتشر مارس فساده في بعض الدول الأفريقية).

لست مضطرا لذكر الوقائع المنسوبة إليهم أو إليهن، لأنها من قبيل الأفعال التي تنشرها صحفنا باعتبارها أخبارا «عادية».

عن الذين نهبوا المال العام وهربوا،أو الذين وضعوا أيديهم على ثروة البلد العقارية، وحصلوا على آلاف الأفدنة بالملاليم، ثم باعوها شبرا شبرا بالملايين،

أو غيرهم ممن احتكروا السوق وانقضوا على مصانع القطاع العام التي بيعت بأثمان بخسة،

أو استخدموا قوة السلطة لتصفية المنافسين، بطردهم من البلاد أو تلفيق التهم لهم وإيداعهم السجون.. الخ.

القائمتان تؤيدان القول بأن السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.

وإذا قال أي أحد إن الفساد موجود في كل بلاد الدنيا. فهو محق لا ريب.

لكن الفرق بين بلد وآخر يكمن في أن ثمة دولا يستعلي فيها أهل السلطة وأعوانهم من الفاسدين ويعتبرون أنفسهم فوق القانون،

وهناك دول أخرى تنكسر فيها شوكة الفساد مهما علا مقامهم لأن الجميع يخضعون للقانون،

وأرجو ألا يستعبط قارئ ويسألني: إلى أي الفئتين ننتمي؟

ـــــــــــ

المصدر : صحيفة الرؤية الكويتيه 13/8/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ