ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
أجل القدس.. عاصمة الثقافة
والصراع كلمة
العودة* تشهد
المنطقة في هذه المرحلة وضعاً
حساساً ومهماً، يحتاج منا إلى
جهود جبارة لنكون على مستوى
التحديات المحيطة بنا. وفي ظل
مناسبتين مهمتين ومفصليتين في
التاريخ المعاصر للقضية
الفلسطينية، لا بد أن نستشعر
أهمية المرحلة وندرك
التزاماتنا وواجباتنا تجاهها. ورغم
أننا نقف اليوم بين الذكرى
الأربعين لإحراق المسجد الأقصى
والذكرى التاسعة لانتفاضة
الأقصى، في فترة زمنية يُفترض
أن تشكل رافعة للعمل الوطني،
غير أن العكس هو الذي يحدث، فقد
أمسك زمام الحكم في الكيان
الإسرائيلي مجموعة من «وحوش
الصهيونية» المكشّرة عن
أنيابها، وأخذت تنفّذ في فترة
وجيزة، متحديةً العالم،
المخططات التي عمل لها الكيان
منذ ستين عاماً، ففي أقل من
شهرين أظهر العدو شراسة «قانونية»
في التعامل، فأخذ يصدر الأحكام
والقوانين العنصرية ضد
فلسطينيي 48. فبعدما
أعلن رئيس حكومة الاحتلال
بنيامين نتنياهو في 13/7/2009، أن
الاعتراف الفلسطيني بيهودية «إسرائيل»
هو مفتاح السلام، قررت الحكومة
الإسرائيلية في اليوم نفسه
تهويد أسماء المدن والقرى
العربية داخل أراضي 48، وشطب
الأسماء العربية عن لافتات
الطرق واستبدالها بأسماء عبرية.
وبعد أقل من أسبوع، في 19/7/2009،
أقر الكنيست (البرلمان)
الإسرائيلي قانون «النكبة»
الذي يمنع الفلسطينيين في
الداخل من إحياء نكبة عام 1948.
وبعدها بثلاثة أيام، تحديداً في
22/7/2009، أصدر وزير التعليم
الإسرائيلي قراراً بشطب مصطلح «النكبة»
من مناهج التعليم العربي في
داخل الأراضي المحتلة سنة 1948. وأخيراً،
أقرّ الكنيست في 4/8/2009 قانوناً
لخصخصة أراضي اللاجئين
الفلسطينيين المهجرين، إذ
سيتيح القانون الجديد بيع
أراضيهم المصادرة إلى طرف ثالث (يهودي)،
الأمر الذي يعرّض الوجود العربي
الفلسطيني للخطر. إنه
تكثيف التهويد للبشر والحجر في
عموم المناطق المحتلة عام 1948،
غير أنه يركز جهده ويغرس أنيابه
هذه المرة في القدس، فيهدم
البيوت ويطرد السكان ويصادر
الهويات ويمنع حتى احتجاجاتهم،
لذلك فإن الحاجة ملحّة وضرورية
إلى أن نقفز في تعاملنا مع القدس
من مربع الشعارات (فهي ليست مجرد
شعار) إلى مربع الترجمة العملية
لهذه الشعارات على أرض الواقع.
واقع عملي يتضمن الواجب المنوط
بنا تجاه هذه المدينة. إزاء
هذه التحديات، نعتقد أنه لم يتم
التعامل مع القدس عاصمةً
للثقافة العربية لعام 2009، بما
يليق بها مدينةً تجمع الأديان
والحضارات والتاريخ والحاضر،
حيث مثلت وتمثل دائماً عنوان
الصراع ومعيار قوة الأمة
وهيبتها. كذلك،
لم يتم التعامل مع الأقصى في
الذكرى الأربعين لإحراقه، بما
يعنيه من أهمية قصوى تمام
العشرية الرابعة، وما يقتضيه
ذلك من توسيع دائرة النشاط
مكاناً وزماناً، إذ لم يعد
يقتصر إحياء الذكرى على يوم 21 آب
(أغسطس)، بل كان يجب إحياء هذه
الذكرى طوال الشهر المذكور على
الأقل. إذا
قلنا إن التعامل مع القضية
الفلسطينية يجب أن يكون فوق
الخلافات الداخلية الفلسطينية،
سيعدّه البعض نوعاً من المزايدة
السياسية؛ إذ تختلف الأطراف في
تحديد ماهية فلسطين وحدودها
وحقوقها وثوابتها، حتى إن حق
العودة إليها بات مثار جدل في
التفاصيل. غير أن أحداً لا يمكنه
أن يزعم أن الدعوة إلى تحييد
القدس والأقصى وتجنيبهما
الخلافات الداخلية مزايدة
سياسية. لذلك،
فمن حق شعبنا أن يطالب الجهات
الفلسطينية الفاعلة، وخصوصاً
جناحَي القضية الفلسطينية
وضفتيها السياسيتين (فتح وحماس)،
أن تتعاليا على الخلافات، من
أجل تضامن أكبر مع القدس
والأقصى، بما تمثلانه من أهمية
كبرى في الصراع مع الاحتلال
ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. رئيس
التحرير ــــــــ *مجلة
فلسطينية شهرية - العدد الرابع
والعشرون - السنة الثانية -
أيلول (سبتمبر) 2009م – رمضان 1430
هـ ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |