ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإسلاميون يواجهون مشروع التسوية الأميركي

بتعزيز خيار المقاومة ورفض الفتنة المذهبيّة ومواجهة التطبيع

بيروت - قاسم قصير

تزداد المعطيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية التي تؤكد ان الأسابيع المقبلة ستشهد تطورات هامة على صعيد عملية التسوية والأوضاع في المنطقة. وتشير المعلومات المتناقلة من أكثر من مصدر الى ان الرئيس الأميركي باراك أوباما يستعد للقيام بتحرك سياسي ودبلوماسي فاعل لطرح »خريطة طريق« جديدة قد تضمن حلاً دائماً للصراع العربي - الاسرائيلي. وحسب تقرير نشر في موقع »يديعوت أحرونوت« للكاتب رون بن يشاي في 27 آب الماضي »فإن الخطة يفترض ان تحقق دولتين لشعبين وتطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية المعتدلة«، وستدشن الخطة احتفالياً خلال لقاء بين باراك أوباما وبنيامين نتن ياهو ومحمود عباس على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الأخير من شهر ايلول الحالي.

وسيترافق اعلان هذه الخطة مع سلسلة تحركات لتهيئة الأجواء لعملية التسوية ولحسم الموقف الغربي من الملف الإيراني، ما يعني زيادة الضغوط على كل قوى المقاومة في المنطقة، وخصوصاً في لبنان وفلسطين. وهذه التطورات تفرض على القوى الإسلامية متابعة ما يجري من تطورات وتحديد الموقف منها ووضع خطة عمل لمواجهة المشروع الأميركي الجديد لتصفية القضية الفلسطينية.

وقد بدأت القوى الإسلامية في لبنان وفلسطين ببحث ما يجري وذلك عبر لقاءات حوارية غير معلنة، مما قد يمهد لوضع تصور مشترك في ما بينها حول ابعاد المشروع الأميركي وكيفية التعاطي معه مستقبلاً.

فما هي تفاصيل المشروع الأميركي الجديد على صعيد تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي؟ وكيف تنظر القوى الإسلامية لأبعاد هذا المشروع وكيفية مواجهته؟

تفاصيل المشروع الأميركي

بداية ما هي تفاصيل المشروع الأميركي على صعيد عملية التسوية والملف الإيراني؟ حسب المصادر الاميركية والاسرائيلية وبعض الأوساط العربية فإن الخطة الأميركية تشمل عنصرين أساسيين: الأول تصور لادارة المفاوضات، والثاني يشمل مكونات الحل الذي تعتبره اميركا »صائباً وعادلاً«.

وكخطوة بناء ثقة سيتعهد الاسرائيليون تجميد الاستيطان لعدة أشهر (مع استثناء مدينة القدس الشرقية)، وفي مقابل ذلك تعلن الدول العربية الموافقة على عدد من الخطوات التطبيعية كالسماح بمرور الطائرات الاسرائيلية المدنية في الأجواء السعودية، على ان يلي ذلك البحث في اقامة »دولة فلسطينية قابلة للحياة ومنزوعة السلاح« مع الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني واسقاط حق عودة اللاجئين مع بعض الاستثناءات البسيطة.

أما على المسار الايراني فإنه في نهاية شهر ايلول ستكون الأمور على مفترق طرق حيث من المفترض ان يقدم الايرانيون جواباً واضحاً عن الحوار مع الغرب ووقف تخصيب اليورانيوم، واذا لم تكن الأمور ايجابية فستقوم الادارة الأميركية بإعادة تقويم لسياستها، وستجري الاتصالات مع الدول الغربية والعربية وسيتم البدء بتصعيد العقوبات الاقتصادية والعودة الى الخيار العسكري.

اما على المسار السوري فسيعمل الاميركيون لمواصلة جس النبض حول امكانية تغيير السياسة السورية تجاه ايران وحماس وحزب الله والعراق مقابل العودة للمفاوضات مع تل ابيب.

وتتوقع المصادر الاسرائيلية ان يشكل شهر ايلول الحالي محطة اساسية في تحديد افق المشروع الاميركي الجديد.

موقف القوى الإسلامية

لكن كيف تنظر القوى الاسلامية الاساسية وخصوصاً حماس وحزب الله الى المشروع الاميركي الجديد؟ وكيف ستتعاطى هذه القوى مع هذا المشروع في المرحلة المقبلة؟

خلال لقاء غير معلن جمع عدداً من القيادات الاسلامية في لبنان وفلسطين جرى حوار معمق في المشروع الأميركي الجديد وكيفية مواجهته. واتفق المشاركون على خطورة هذا المشروع وابعاده، لكن بالمقابل اعتبروا ان امكانية نجاحه ستكون ضعيفة، لأنه لا يمكن القبول بأي حل للصراع العربي - الاسرائيلي اذا لم يلحظ عودة اللاجئين الفلسطينيين، واقامة الدولة الفلسطينية واستعادة الأراضي المحتلة وخصوصاً الجولان، وبالمقابل فإن الحكومة الاسرائيلية الحالية غير مستعدة لتقديم اية تنازلات اساسية سواء للفلسطينيين او السوريين.

واستبعد القياديون الاسلاميون ان تتراجع سوريا عن علاقتها القوية مع ايران وقوى المقاومة، لان اي تراجع سيؤدي لاضعاف دورها ولأن من غير المتوقع ان توافق الحكومة الاسرائيلية على اعادة الجولان المحتل.

اما على صعيد كيفية مواجهة هذا المشروع الاميركي الجديد فقد تم التأكيد على عدة نقاط اساسية:

الأولى: حماية المقاومة في لبنان وفلسطين والعمل لتصعيد العمل المقاوم ضمن الإمكانات المتاحة.

الثاني: رفض كل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني والقيام بحملة واسعة في هذا الاتجاه.

الثالثة: تأكيد أهمية الوحدة الإسلامية ورفض الفتنة المذهبية لأن حماية الوحدة هي الطريق الأساسي لمواجهة المشاريع الأميركية - الاسرائيلية في المنطقة.

واشار المشاركون الى انه خلال الأشهر المقبلة ستُقام سلسلة ملتقيات فلسطينية وعربية ودولية لتعزيز خيار المقاومة ورفض كل عمليات التسوية وان قوى المقاومة ستعزز حضورها السياسي والإعلامي في المرحلة المقبلة.

اذن ستشهد الأيام المقبلة ازدياد الصراع بين المشروع الاميركي - الاسرائيلي (المدعوم من بعض الدول العربية المعتدلة) من جهة والمشروع المقاوم من جهة أخرى، ويبدو ان المرحلة ستكون صعبة وستحمل متغيرات كبيرة. فهل سينجح الاسلاميون في توحيد صفوفهم لمواجهة التحديات الجديدة؟

وهل تستطيع قوى المقاومة الصمود في مواجهة الضغوط الدولية والاقليمية؟

ام ان الاميركيين سيستطيعون تشتيت القوة العربية والاسلامية وسينجحون في نقل ازمتهم العسكرية والسياسية والمالية الى الواقع العربي والإسلامي؟ الايام المقبلة ستوضح مسار الأمور وسيكون الرهان كبيراً على توحد القوى الاسلامية في مواجهة التحديات وعدم السقوط في الخلافات التفصيلية والمذهبية

ـــــــــــ

المصدر : اللواء - 2009-09-08 

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ