ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لأن
الحق على الطليان فهمي
هويدي اصطحب
الرئيس أوباما زوجته ميشيل
وسافرا سويا إلى كوبنهاغن
لإقناع أعضاء اللجنة الدولية
الأوليمبية بإقامة دورة
الألعاب لصيف عام 2016 في مدينة
شيكاغو التي خرجا منها. أراد
أوباما أن يستخدم ثقله وجاذبيته
في تزكية المدينة وترجيح كفتها
أمام مدن أخرى نافستها على
استضافة الدورة، هي طوكيو
ومدريد وريو دي جانيرو. ولكي
يسوق مدينته فإنه أقدم على ما لم
يفعله أي رئيس أميركي في
السلطة، حيث ألقى كلمة في جلسة
اللجنة الأوليمبية دافع فيها عن
ملفها، واستعرض قدراتها
الحالية وخططها المزمع تنفيذها
لإنجاح الدورة. وساد
الاعتقاد في أوساط النقاد
والمراقبين أن حضور الرئيس
الأميركي وزوجته عزز مركز
المدينة وضمن لها الفوز
باستضافة الدورة، ولكن
المفاجأة التي أذهلت الجميع أن
المقترعين (عددهم 106 أعضاء)
أخرجوا شيكاغو من الدور الأول
للتصويت، وفي
الجولة الثانية خرجت طوكيو وتم
الاقتراع الثالث بين مدريد وريو
دي جانيرو، وقد حشدت كل دولة
حشودها وضغوطها للفوز، حتى إن
الرئيس البرازيلي لويز لولا دا
سيلفا رأس الفريق المؤيد
لبلاده. وكان معه بيليه لاعب
الكرة الشهير، وقالت التقارير
الصحافية إن الرئيس لولا بذل
جهدا كبيرا في محاولة إقناع
الحاضرين بالتصويت لصالح
بلاده، حتى إنه في كلمته التي
استبسل فيها في الدفاع عن ريو دي
جانيرو، قال للحاضرين: «أعطونا
فرصة لكي نقدم نموذجا يشرف
الحركة الأوليمبية» ولم يخب ظن
الرجل لأنه عندما تم التصويت في
جولة التصفية الأخيرة خرجت
مدريد من السباق. وصوتت
الأغلبية لصالح ريو دي جانيرو. طغى خبر
خسارة شيكاغو على الاقتراع
لصالح العاصمة البرازيلية.
فأعرب البيت الأبيض عن خيبة
أمله لما أسفرت عنه النتيجة،
ونفى في تصريح لمتحدث باسمه أن
تكون الخسارة تعبيرا عن رفض
الجهود، التي بذلها الرئيس
أوباما لحشد الدعم لصالح
شيكاغو. وقال
أحد المعلقين إن ظهور أوباما
أمام لجنة الأوليمبياد الدولية
لم يكن كافيا للتغلب على «العامل
السياسي داخل غرفة الاقتراع»، ونقلت
محطة «سي.إن.إن» على لسان صحافي
سابق في شيكاغو أن موقف المدينة
تخللته عدة نقاط ضعف، وأن
النتيجة كانت مخيبة للآمال حقا،
وأن الجهود التي بذلت لم تستطع
أن تقنع المقترعين بجدارتها. ولكن
الأمر كان يستحق المحاولة،
وأضاف صاحبنا أن ما جرى لا يمثل
رفضا لشخص الرئيس أو زوجته. لكن
آخرين تحدثوا عن أن النتيجة
كانت بمنزلة صفعة لأوباما
وإحراج له، كما أنها جاءت كاشفة
لحقيقة أن الولايات المتحدة
ليست محبوبة من جانب دول أخرى
رفض ممثلوها التصويت لصالح
شيكاغو. على
الجملة فإن التعليقات
الأميركية ركزت على فشل أوباما
والصورة السلبية للولايات
المتحدة في العالم الخارجي. لم
يتحدث أحد عن مؤامرات أو خيانات
أو تدخل أجهزة الاستخبارات
العالمية لصالح هذا الطرف أو
ذاك. حين
تابعت عملية التصويت كانت تجربة
وزير الثقافة فاروق حسني مع
اليونسكو ماثلة في ذهني خصوصا
أصداء فشله في دوائر الإعلام
المصري سواء المعبرة عن السلطة
أو عن المنتفعين به من مثقفين
وكتاب. وهم الذين أرجعوا الأمر
كله إلى فكرة «المؤامرة»، التي
يهاجمونها طول الوقت، ويتهمون
من يشير إليها في مجالات أخرى
بالكسل العقلي والعجز عن
استخدام أدوات التحليل العلمي،
وأغرب تلك الأصداء وأكثرها
مدعاة للدهشة ما روجت له إحدى
الصحف من أن جهاز «الموساد»
الإسرائيلي أوفد مجموعة من عشرة
أشخاص إلى باريس لإسقاط الوزير
المصري. وكانت
خلاصة تلك التعبئة الإعلامية أن
الوزير عاد بطلا وطنيا وقوميا
واعتبر ضحية للمؤامرة التي
تزعمتها الولايات المتحدة
(المتحالفة استراتيجيا مع مصر)،
ولعب «الموساد» دورا بارزا في
إنجاحها . أما
أداء الوزير وسجله وسمعة مصر
التي رشحته، فلم يتعرض لها أحد
لأننا نفتقد شجاعة نقد الذات
ونؤثر الإشارة إلى مخططات
الآخرين منذ استقر في وجداننا
شعار «الحق على الطليان»، الذي
ظل ملاذا نحتمي به، لكي نغمض
أعيننا عن عوراتنا، ونتجنب طول
الوقت مطالعة وجوهنا في مرآة
الحقيقة. ــــــــ المصدر
: صحيفة الرؤية الكويتيه 5/10/2009 ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |