ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
خطـوطنا
الحمـر وطنية
توافقية زهير
سالم* ارتفعت في الأيام
الأخيرة وتيرة الحديث عن خط
أحمر يحاول البعض فرضه على
الساحة السورية، منساقاًً مع
رغبات نفسية أثيمة، متجاوزاً ما
يمليه حكم العقل، وما تفرضه
الشراكة الوطنية، ومتناسياً أن
عهد الأحادية والاستئصال
والإقصاء قد غربت شمسه، وولى
إلى غير رجعة. ثم إن حجم
التغيرات التي حدثت على الصعيد
الوطني خلال أربعين عاماً أنشأت
واقعاً وطنياً جديداً قائماً
على الرؤية المشتركة، والرغبة
في حمل هم مشروع وطني عام ملؤه
الأمل والتفاؤل. ولقد استقر في
الوعي الوطني، خلال عقود التيه
الكبير، توافقات تعانقت لتشكل
جديلة من الثوابت الوطنية،
تعتبر الأساس للمستقبل الواعد.
وفرضت الخطوط الوطنية الحمر
الذي يحكم كل من يتجازوها على
نفسه بالزوال. ففي ظل الواقع
العالمي والوطني الجديد أصبح من
البلاهة أن يقول إنسان لإنسان،
أو مواطن لمواطن وجودك خط أحمر!!
أو أن يتحدث مسؤول في القرن
الحادي والعشرين على رؤوس
الأشهاد عن سياسات الاجتثاث
والاستئصال، أو أن ينظر إلى
شريحة من المواطنين على أنها
قطيع من القطط الشاردة يستطيع
أن يبيدها عندما تشير أصبعه إلى
ذلك. وهو يعلم أن مثل هذا
الأمر أعيا من كان أشد منه عتياً. في الوعي الوطني
العام اليوم عند السياسي وعند
المثقف كما عند الرجل العام،
التاجر في متجره والصانع في
مصنعه والفلاح في حقله وابن
العشيرة في باديته ارتسمت حقيقة
أن سياسات الإلغاء أو الاجتثاث
أو الاستئصال خط أحمر مرفوض. وأن
على الجميع أن يقبل بالجميع ومن
أبى فعلى نفسه يرتد هذا الإباء. إذن رفض الآخر
والانسياق وراء أحلام اليقظة في
القدرة على شطب مكون من مكونات
شعبنا صغيراً كان أو كبيراً
كثيراً كان أو قليلاً غدا بفعل
الوعي الوطني العام خطاً وطنياً
أحمر لا يفكر عاقل بمقاربته أو
بالتجاوز عليه. ومن الخطوط الحمر
في التوافقية الاجماعية
الواقعية الخيانة الوطنية. ومن
الخيانة الاجلاب على الوطن،
والاستقواء عليه والتنازل عن
ثوابته مهما تكن التعلات
والمعاذير، ومن الخيانة
الوطنية أيضاً تسليم جزء من أرض
الوطن للعدو أو التخاذل عن
الدفاع عنه، أو التهاون عن
تحريره، وكذا كل من مد يداً
لأعداء الوطن، المغتصبين للأرض
الوطنية، داخل في الدائرة
الوطنية الحمراء. ومن الخيانة
الوطنية أيضاً توظيف موقع
المسؤولية العام للدفاع عن
الموقع الخاص على حساب ثوابتنا
وكرامة شعبنا ومستقبل أجيالنا. والخط الأحمر
الثالث في الوعي الوطني العام:
سرقة الثروة الوطنية، والتصرف
بالمال العام. تطرح جماهير
شعبنا أجمع وهي تفكر في بدايات
الكثيرين من أصحاب النفوذ،
وتتأمل الثروات ذات الأرقام
الفلكية التي امتلكوها وهم على
مقاعد المسؤولية العامة؛
التساؤل الحقيقي: من أين لكم
هذا؟! هذه الثروات اللامشروعة
التي امتلكها أولئك المغامرون
الذين سرقوا من شعبنا القرار
والجهد تدخل أيضاً وأصحابها في
طائلة الخط الأحمر. ما جاع جائع في
وطننا، ولا احتاج مجهود أو
مكدود؛ إلا ووراء جوعه وجهده
سارق لم يملأ جوفه حقل من
البترول ولا وحقلان، ولم تملأ
عينه ثروة سورية ولا لبنان.. وهل
يملأ جوف ابن آدم إلا التراب؟! ملامح سريعة للخطوط
الحمر الإجماعية الوطنية
أردناها تمثيلاً لا استقصاء،
وعندنا منها لمن أراد بعد كثير. إذا كان من الخطوط
الحمر فيما تعارف عليه
المتحضرون من بني البشر أن تلغي
أكثرية أقلية، أو أن تتجاوز
عليها فهل يمكن، إلا حين تغلب
عصارات النفوس على مقتضيات
العقول، أن تلغي أقلية أكثرية؟! *مدير
مركز الشرق العربي 02/06/2005
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |