ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 01/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

(1)

د. محمد سعيد حوى

يواجه المسلمون تحديات هائلة ويثار في وجههم شبهات خطيرة, وليس آخرها هذه الاساءات لأعظم انسان في الوجود امام الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء رحمة وسعادة وهداية.

الكفر يريد لنا العنت والمشقة كما قال تعالى: "ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر".

وهم كما قال تعالى: "إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون".

وهم: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق".

وبينما هذا شأن الكفر والكافرين كان شأن محمد صلى الله عليه وسلم ان جاء لأجل ان يخلص هذه الانسانية من كل عنت ومشقة, ليحقق لهم كل رحمة وهداية وسعادة.

"واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون".

وقال تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".

ومن هنا قد لا نستغرب ما يصدر عن بعض اهل الكفر من مواقف اما جهلاً واما عداءً او لحظة عند بعضهم للوقوف في وجه دعوة الاسلام.

وفي المقابل فانا على يقين كامل ان كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد فيه كل الخير وكل الحق وكل الرحمة والهداية والسعادة.

وعليه, فاذا جاءك عن رسول الله امر قد ترى فيه ما ينافي هناء وسعادة الانسان والرحمة به فهو اما امر غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعاً او هو امر لم يفهمه الانسان على وجهه الصحيح او ان هذا الانسان وقع في اسر الهوى والشهوة والمصلحة الخاصة والانانية وبطبيعة الحال أي تكليف رباني لا بد فيه نوع جهد ومشقة والا لما سمي تكليفاً لكنه قطعاً مستطاع للانسان وفيه الخير كله فمن ذلك الصلاة او الزكاة او الحجاب او تحريم الربا.. الخ.

ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: "الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل, يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم, فالذين آمنوا وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون (الأعراف / 157).

ففي ضوء انوار هذه الآيات بيان لصفات رسول الله العليا كما في الكتب السماوية السابقة, ومن اهم خصائصه وصفاته يضع عنهم اصرهم..

ويترتب على ذلك واجبات على هذا الانسان وحق لرسول الله وهو ان يؤمن بهذا الرسول وان يعزره وان ينصره ويتبع هذه الانوار كيف لا وهو مبشر به في الكتب السابقة وقد جاءكم بكل خير.

ومن هنا, كان علينا واجبات عدة, كيف نتبع رسول الله؟ وكيف ننصره وكيف نؤمن به حقاً؟ هذه تساؤلات من المهم بمكان دقة الاجابة عنها, هذا من جهة.

ومن جهة اخرى, اذا كان هذا الرسول العظيم قد جاء بكل خير ورحمة ومبشر به في الكتب السماوية السابقة فلماذا يقف هؤلاء المسيئون هذا الموقف السلبي بل العدواني الشديد تجاه رسول الله..

لا شك ان هنالك اسباباً كثيرة عرفنا القرآن بجذورها واصولها. والذي يعنينا من كل هذه الاسباب ما يخص السنة النبوية:.

ذلك ان هؤلاء المخالفين او المسيئين او بعضهم وعلى هذا سار بعض المستشرقين من قبل يحاولون دائماً ان يتصيدوا مما ينسب الى السنة والى رسول الله صلى الله عليه وسلم من احاديث ونصوص ليثيروا من خلالها الشبهات ويبرروا الاساءات ويؤجّجوا الصراع ويقنعوا الغرب ان هذا الدين انما هو دين قتل او اعتداء او ارهاب.

انه دين لا ينصف المرأة ويمارس التمييز والتفرقة انه دين لا يمكن التعايش معه في انسانية واحدة..

فبعض هؤلاء من المستشرقين او تلامذتهم يعمد الى بعض نصوص السنة يستغلها في تمرير مقولاته وعندما ننظر في تلك النصوص المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم مما يستغل في تلك الشبهات, نجدها فعلاً اما غير صحيحة ولا ثابتة واما محرفة او مجتزأة او منزوعة من سياقها او لم تفهم على وجهها.

ثم نجد ايضاً من بعض ابناء الأمة الاسلامية من يذهب الى التمسك بآراء بعيدة عن سماحة هذا الدين وعن حقيقة ما مر معنا من صفة رسول الله وانه جاء رحمة وهداية ويتمسك بآراء يلحق فيها اشد العنت بالناس افراداً او جماعات ومن ثم تجده يسارع – ربما – الى تكفير الآخرين او تبديعهم او وصفهم بالفسق او يحملهم ما لا يطيقون.

وهم اذا يفعلون ذلك ربما تجدهم يستندون الى نصوص منسوبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضاً عندما تتأمل فيما يستندون اليه تجده اما غير ثابت حقيقة او فيه علة او خطأ خفي او ثمة مشكلة في الفهم او التعامل مع السنة.

وفي المقابل, ايضاً نجد من يستغل هذه الظواهر من الاخطاء القاسية في التعامل مع السنة حتى ان بعض المشتغلين بالسنة لربما رووا لنا ما يخالف بعض مقتضيات العقل او التاريخ او الواقع.

مما ادى بآخرين الى ان يقعوا في خطأ آخر لا يقل فداحة عما سبق وهو رفض السنة مطلقاً او المغالاة في تحكيم الرأي الشخصي والذاتي والاسراف في رفض كثير من النصوص بلا دليل علمي موضوعي في الرفض.

اذن نحن امام مشكلات معقدة.

فمن قوم يسيئون التعامل مع السنة, بحيث ينسب اليها ما ليس منها فيتهم النبي بشتى الاتهامات او يسيء الفهم لها او يحرف.. ويتخذها ستاراً للاساءة لرسول الله وللاساءة لصورة الاسلام..

ومن قوم فرطوا في التعامل مع السنة النبوية باسم الحب لرسول الله وباسم اتباع السنة النبوية فلم يلتزموا بالضوابط العلمية المنهجية مما كان سبباً للآخرين ان يطعنوا بالسنة وبرسول الله..

واوجد فريقاً ثالثاً ممن ينتسب للاسلام ان يذهب بعيداً في رفض السنة..

اذن السؤال الكبير كيف نتعامل مع السنة النبوية تعاملاً صحيحاً شرعاً منضبطاً بالضوابط العلمية والمنهجية الدقيقة..

اننا اذا فعلنا ذلك أي قدمنا المنهجية الدقيقة في التعامل مع السنة النبوية فاننا سنعالج تحديات خطيرة وننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم اعظم نصر فلا يكون لمن يعادي او لمن هو من غير المسلمين حجة للطعن "لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا" ولا نسمح لمن كان من المسلمين رافعاً راية الاتباع لرسول الله – ونحسبه صادقاً بذلك – لا نسمح له ان ينسب من الاحكام والرؤى والاجتهادات ما يلحق عنتاً بالأمة او يفتح باباً للطعن كما نعالج هذا التطرف في رفض السنة النبوية..

*قدمت بكل هذا لأؤكد اننا احوج ما نكون الى منهجية علمية دقيقة في التعامل مع السنة النبوية وليسمح لي القارئ الكريم ان اثير بين يديه بعض المشكلات الحقيقية التي تؤكد ضرورة ما قلت من دراسة منهجية للسنة النبوية من خلال ذكر بعض الامثلة.

اولاً: احاديث يصححها بعض اهل العلم:.

كلما قرأت ان احداً صححها او اعتمدها اضع يدي على قلبي اشفاقاً وخوفاً ويزداد المي وحسرتي كيف يمكن ان ينسب ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم:.

1-        ينسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث: (الوائدة والمؤودة في النار) رواه ابو داود رقم 4717) وبعد مناقشة له ذهب الشيخ الالباني الى صحته قائلاً "وبالجملة فالحديث صحيح لا شك فيه" (ينظر حاشية مشكاة المصابيح 1/40).

وهنا يقف الانسان عجباً.. كيف تصحح هكذا نص وهو يخالف مقتضى القرآن ويجعل الظالم والمظلوم في حكم واحد.. بالاضافة لمخالفات شرعية كثيرة اذ كيف يعذب الصغير من مات قبل البلوغ وكيف يحاسب من كان في الفترة...

فلو طبقنا القواعد العلمية الصحيحة الدقيقة لما كنا نذهب الى تصحيح الحديث ولما استغله الاعداء للطعن برسول الله..

2-        وهناك نماذج اخرى كثيرة من ذلك الحديث الذي ينسب لأبي هريرة عن رسول الله "ان آدم لما رأى ان عمر داود ستين سنة قال رب زده من عمري اربعين سنة فلما انقضى عمر آدم الا اربعين جاءه ملك الموت فقال آدم: اولم يبق من عمري اربعون سنة, قال اولم تعطها ابنك داود؟! فجحد آدم فجحدت ذريته.. ونسي آدم .. فنسيت ذريته..".. رواه الترمذي (3076 و2368).

والحديث مروي من اكثر من طريق وبألفاظ بينها اختلاف ولم يخل طريق من نقد وضعف ومع ذلك وجدنا من صححه او حسنه (ينظر المشكاة 142).

وهنا تعجب كيف يصح لأحد في الوجود ان يعلم كم عمره او عمر غيره ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم اجله على التحديد.. سوى اقتراب اجله.. ولماذا داود بالذات.. وفي الحديث امور اخرى تحتاج الى دراسة..

فهلا طبقنا قواعد النقد الحديثي الدقيق ومنهجية علمية سليمة في التعامل مع السنة فندفع عن سنة رسول الله مثل هذه الاوهام..

وسنورد نماذج كثيرة في مكانها..

ثانياً: وفي المقابل رأيت من يرد كل احاديث الدجال او احاديث عذاب القبر لمجرد انه لم يقنع بها واخذ يطعن بصحيح البخاري ومسلم وفق هواه..

نعم هناك في تلك الروايات ما لا يصح لكن لا بد من دراسة علمية دقيقة منصفة..

وللحديث بقية..

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ