ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الدور
الصهيوني في دارفور عبر
المنظمات استشعر
العالم بضرورة إيجاد نظام
قانوني يكفل ضمان وجود الحد
الأدنى من إجراءات الحماية
والمعاملة الإنسانية للمجتمعات
في زمن السلم والحرب، وذلك
عندما كثرت الحروب والصراعات
والنزاعات داخل المجتمعات
تارةً وبين الدول مع بعضها تارة
أخرى فكان أن برز القانون
الدولي الانساني لحماية
الإنسانية جمعاء من الأخطار
التي تلحق بها وتهدد أمنها
واستقرارها مستقياً أحكامه
وقواعده من مبدأ قانون الحرب
والميثاق العالمي لحقوق
الإنسان، وقد كان لإتفاقية
لاهاي 1907م وإتفاقية جنيف1949م
والبرتكولين الملحقين بهما 1977م
ومالحق بهما من إتفاقيات أثراً
كبيراً وبارزاً في إيجاد قواعد
القانون الدولي الإنساني
وتزايد هذا الاهتمام بالانسان
والانسانية حتى أصبح من واجب
المجتمع الدولي حماية الشعوب من
كل ما من شأنه أن يهدد أمنها
واستقرارها في زمن السلم والحرب
حتى لو أدا ذلك الى التدخل في
شؤون الدول طالما أن الأمر
مرتبطاً بحماية الشعوب من أخطار
تهددها وقد تمتد لتهدد سلم وأمن
الانسانية في العالم أجمع وبتطور
العلاقات الدولية تطورت قواعد
القانون الدولي ونتج عن ذلك أن
تم إنشاء إتفاقات ومعاهدات
وعهود ومواثيق أصبحت تحكم وتنظم
العلاقة بين الدول مع بعضها،
وبين الدول ورعاياها من جانب،
وبينها والمجتمع الدولي من جانب
آخر، عندها استشعرت الدول مدى
أهميه هذه العهود والمواثيق
فصادقت عليها، وأصبحت ملزمة
واجبة التطبيق ولا يمكن تجاوزها
بأي حال من الأحوال. وقد
أطَّرت هذه الإتفاقات
والمواثيق للوجود الأجنبي
المقنن في الدول وفق إتفاقات (إتفاقية
فينا للعلاقات الديبلوماسية 1969)
وقوانين (القانون الدولي
الانساني –حقوق الإنسان)
وخلافها حيث بات الوجود الأجنبي
مبدأ راسخاً في سيادة الدول بعد
أن أفسحت مجال في سيادتها
للتدخل والوجود الأجنبي الدائم
تارةً والمؤقت المرتبط بظروف
معينة تارةً أخرى، فلم يعد مبدأ
السيادة مطلقاً كما كان عليه من
قبل كما جاء بالمادة 2/7من ميثاق
الأمم المتحدة، ولم يعد
بالإمكان التحرر من هذه
المواثيق والعهود الدولية
والتمسك بالسيادة المطلقة،
وإلا تجد الدولة نفسها بمعزل عن
المجتمع الدولي خاصةً في ظل
النظام الدولي الجديد، وفي ظل
أحادية القطب والتي ألقت بظلال
سالبة حدث فيها تجاوز بالتدخل
المباشر من غير إرادة المجتمع
الدولي (تدخل الولايات المتحده
في العراق مارس 2003م) حتى في ما
أفسحه القانون الدولي من مجال
للتدخل بصورة مشروعة حفاظاً على
الإنسان والأنسانية والأمن
والسلم الدوليين. وينقسم الوجود
الأجنبي في حد ذاته إلى قسمين:- أ.
وجود أجنبي(دبلوماسي) يكن
بالأمكان السيطرة عليه والتحكم
فيه وفق مبادئ أرستها الإتفاقات
الدبلوماسية الدولية. ب.
وجود أجنبي يكتسب صفة الشرعية
من القوانين الدولية كحقوق
الإنسان، القانون الدولي
الإنساني،..الخ (تدخل إنساني)
ليس بمقدور الدول من إحكام
السيطرة عليه على نحو يجعلها
تحقق أغراضها المنشودة. وذلك
لأن هذا النوع من الوجود
الأجنبي يفسح مجال لأي دولة
طالما هي عضو في المجتمع الدولي
من التدخل في شؤون أي دولة أخرى
حتى ولو كانت هذه الدولة معادية
للدولة الأخرى كما حدث في حرب
الخليج الأولى في العراق (تدخل
دول التحالف بدعوة تحرير الكويت
وحماية الأقليات الكردية
والشيعية) فهذا النوع من شاكلة
التدخل تستطيع أي دولة معادية
من تحقيق أغراضها وأجندتها تحت
ستار التدخل الإنساني. وجاءت
فكرة التدخل الإنساني الذي يقنن
الوجود الأجنبي بالدول من فكرة (واجب
التدخل) التي كانت مبادرة من
الرئيس الفرنسي عام 1981م في
أعمال المؤتمر الدولي الذي
نظِّم في مكسيكو عام 1981م الخاص (بجريمة
رفض المساعدة للشعوب التي تتعرض
للخطر) وقد عاد وأكد على هذه
الفكرة في 5 أكتوبر 1987م، ومن ثم
توافقت إرادة المجتمع الدولي
فأصبح (حق الإنسانية حق يسمو على
حق الدول) وأنه ينبغي دائماً أن
يتضمنه، وأخذت المبادرة طريقها
للقانون الدولي فاعتمدت
الجمعية العامة للأمم المتحدة
في8ديسمبر القرار رقم688 الرامي
إلى تعزيز تقديم المساعدات
الإنسانية والقرار رقم43/131
الخاص بـ(تقديم المساعدة
الإنسانية لضحايا الكوارث
الطبيعية وحالات الطوارئ
المماثلة) وفي 14 ديسمبر1990م
إقترحت القرار 45/100دراسة
إمكانية إنشاء قوات طوارئ دولية
للتدخل للحفاظ على الإنسانية من
الأخطار التي تلحق بها، ومن ثم
أخذت هذه القرارات طريقها في
التطبيق العملي فكان التدخل في
العراق بقرار مجلس الأمن الدولي
رقم688 والصومال بالقرار رقم 733
ورواندا 1994م ويوغسلافيا وغيرها
وأصبح أن من واجب الدول التدخل
لتقديم المساعدة للمتضررين.
وهناك بعض الإشارت لهذا النوع
الأخير من صور التدخل وذلك كما
يلي:- 1. ظلت
العديد من الدول أعضاء المجتمع
الدولي تعادي هذا النظام منذ
نشأته وتتحين وجود أي فرصة
للتدخل فيه لتفكيكه وإزالته. 2. هنالك
بعض الدول لها مآرب وغايات
ذاتية ترتبط بمصالحها الشخصية
وأطماعها في إستغلال ثروات هذا
البلد. 3. بعض
الدول تسعى لتغيير خارطة العالم
على نحو يتماشى وتحقيق مصالحها
وغاياتها (دعوى مكافحة الإرهاب
– إنتهاك حقوق الإنسان وفرض
الديموقراطية...). فالوجود
الأجنبي عبر الصورة الثانية يتم
في الغالب بواسطة دعم المنظمات
الدولية الحكومية وغير
الحكومية وهي تمارس نشاطها
بدعوى التدخل الإنساني إلاَّ
أنها كثيراً ما تسعى لتحقيق
غاياتها ومصالحها . مخاطر
وعيوب التدخل الانساني الدولي: كما
أشرنا إلى الامتيازات فإن هنالك
جانباً من المخاطر أو الآثار
السالبة التي ينبغي الانتباه
إليها والحذر منها، ونشير هنا
إلى بعض منها وذلك على النحو
التالي:- 1.
التدخل الإنساني ساهم في تطوير
كثير من النزاعات في مختلف
البلدان مما قلص ذلك من أهميه
الأهداف طويلة الأجل لهذا النوع
من التدخل وفي حالات كثيرة أدى
التدخل الإنساني لإستدراج
منظمات الإغاثة الى دائرة
النزاعات الدائرة والأمثلة على
ذلك كثيرة (كمبوديا، البوسنة،
الصومال....). 2. كذلك
في حالات كثيرة ساعدت المنظمات
الدولية الحكومية وغير
الحكومية في إزدياد التوتر وخلق
نزاعات جديدة في بعض الأحيان
متنازلة عن قيمها ومثلها وفي
أسوء الحالات نجد بعضها متورطاً
في أبشع جرائم الحرب التي تقع في
المناطق التي يحتدم فيها الصراع
(تجربة جنوب السودان). 3. تعتبر
الموارد التي توفرها المنظمات
الإنسانية مؤثراً في إطالة أمد
الحرب وليس مجرد منقذه للحياة
البشرية، فيمكن أن تشكل هذه
الموارد عنصراً فعالاً في تغيير
ميزان القوى لأحد أطراف النزاع (مثل
إنسحاب منظمة أطباء بلا حدود من
معسكرات اللاجئين الروانديين
بعد أن تبيَّن لهم أن الإغاثات
والمساعدات الإنسانية التي
قدموها أصبحت تساهم في إعداد
مقاتلين من اللاجئين. كذلك ربما
تنتهي هذه المساعدات إلى أيدي
القوى المتحاربة (جنوب السودان).
4. أيضاً
للمساعدات الإنسانية التي
تقدمها المنظمات آثار سالبة على
الإقتصاد الكلي للبلاد وذلك
لأنها تخلق فرص تفشي البطالة
والإعتماد على الإغاثات
وإنخفاض معدل الناتج والدخل
الفردي والذي بدوره ينعكس على
الناتج القومي والإقتصاد الكلي
للبلد. 5. بجانب
ذلك نجد أن المساعدات التي تقدم
تفرض ثقافة إستهلاكية جديدة
للسلع بالقدر الذي يؤثر سلباً
على اقتصاد البلاد. ومن
خلال الممارسة العملية وتجربة
دخول المنظمات الأخيرة للسودان
نلاحظ الأتي:- أ-
مخاطر على الأمن القومي وسيادة
الدوله ذلك أن العديد من
المنظمات لها توجهات سياسية
أوعقائدية معادية، أو أجندة
خفية ضد مصلحة البلاد وأمنها،
ولا يخفي هنا أن بعض المنظمات
ذات الأهداف السامية يتم
اختراقها من قبل أجهزة
المخابرات العالمية بعدة طرق
لتنفيذ سياسات مختلفة. ب-
أخطار غير مباشرة تتمثل في تبني
بعض المنظمات استراتيجية الضغط
على الحكومات كوسيلة لتغيير بعض
السياسات الحكومية ذات الأبعاد
الاجتماعية، وتلجأ في ذلك
لتأليب الـدول والمؤسسـات
الكبـــرى لتحقيق أهدافها (أحداث
دارفور)، كما تقوم بعض المنظمات
بتعويق معالجات النظام لبعض
القضايا في مناطق النزاعات
القبلية والاحتكاكات المسلحة
بتركيزها على قضايا جانبية،
تعزلها عن الإطار القومي العام
للمجتمع السوداني، ويتم في هذا
الإطار تسخير وسائــل الإعلام
للتشويه والتضخيم تهيئة للتدخل
والضغوط الدولية. وبسبب مثل هذه
الحملات المشوهة اكتسبت بعض
المنظمات ذات الأنشطة
الميدانية سمعة وثقة دولية تفوق
سمعة وثقة الحكومة في كثير من
الأمور الحيوية وصارت تمثل أحد
أدوات الضغط الدولية على حكومات
الدول المضيفة. ت-
تضخيم الأحداث والأوضاع العامة
في مناطق العمليات للحصول على
التمويل اللأزم لبرامجها دون
اعتبار للآثار السالبة على
الدولة المعنية. ث-
تلجأ بعض المنظمات لوسائل
الإعلام الدولية لترويج الكثير
من الشائعات المقرضة، وتضخيم
الأحداث المعادية للدولة على
النحو الذي حدث إزاء مشكلة
دارفور. ج-
توفر بعض المنظمات وظائف ومنابر
للعناصر وتتبنى أطروحات تلك
العناصر. ح-
الترويج للأفكار والقيم
الدخيلة على المجتمع. خ- نشر
الدراسات والبحوث والمعلومات
دون مراعاة حتى للقواعد العلمية
والمنهجية. يقول
بعض الخبراء الإستراتيجيون
وكثير من المحللين السياسيين إن
مشروع الشرق الأوسط الكبير يقوم
إستراتيجياً على القضاء على
مصدر تهديد المصالح الأمريكية
في المنطقة، وإضعاف أي نفوذ
موازي أو محتمل.. وتقوم إسرائيل
بدور محدد في هذه الإسترايتجية
التي من أهدافها أيضاً تمكين
وجودها ووفقاً لذات الخبراء
تقوم إسرائيل بدعم بذرة
الإنقسام من خلال تأجيج الفتن
الطائفية والعرقية وإشعال
نيران الصراع العنصري ولعل
التجربة الأميركية والدور
الإسرائيلي في شمال العراق
وجنوبه قد نجح إلى حد كبير فى
ذلك. كان
لابد من هذه المقدمة لمعرفة
خلفية ودوافع الدور الصهيوني في
السودان جنوباً وغرباً ومايعني
التحليل هنا دور إسرائيل في
دارفور حيث:- 1- تبرعت
لأهل دارفور ولضحايا المدنيين
بحوالي (5) مليون دولار عن طريق
الجمعيات الإسرائلية الناشطة
في مجال حقوق الإنسان والتي
تبدو على أساس أنها منظمات
دولية، هذا إلى جانب جمعيات
ومنظمات يهودية تنشط في الغالب
في مجال جمع التبرعات 2- وربط
مايحدث في دارفور بموضوع
المحرقة اليهودية: ولم تكن هذه
هي المرة الأولى التي تظهر فيها
إسرائيل بوجهتها الرسمية فقد
سبق أن أرسلت خبراء عسكريون إلى
بعض الحركات المسلحة بدارفور
والتقى عدد من قادة الحركات
المسلحة بمسؤولين إسرائيليين
في بعض البلدان المجاورة حسبما
جاء في الأخبار في أوقات متفرقة.
3- إتهمت
الأمم المتحدة إسرائيل في وقت
سابق بتهريب أسلحة إلى دارفور
ولم يكن الأمر مجرد إتهام من
المنظمة الدولية إلى إسرائيل
فحسب لكن علمياً ضبطت الأردن
كميات من الأسلحة الإسرائيلية
في طريقها إلى إقليم دارفور
وذلك في ميناء العقبة مرتين. 4- وفي
السودان إستطاعت قوات الامن ضبط
كميات كبيرة من الأسلحة في
ولاية نهر النيل والولاية
الشمالية في طريقها إلى دارفور
ويعتقد أن إسرائيل هي مصدر تلك
الأسلحة.. إذن الدور الإسرائيلي
هو دور قائم في إطار مشروع الشرق
الأوسط الكبير وهو جزء من أحلام
الدولة الصهيونية من الفرات إلى
النيل وأن وسيلة ذلك الحلم سواء
كان في الإستراتيجية الأمريكية
أو الصهيونية او الإثنين معاً
هو العزف الإسرائيلي على وتر
الطوائف والأقليات والعنصرية هنالك
مؤامرة تحاك ضد السودان مدخلها
دارفور سُخِّرت لها كل
الإمكانيات المادية والإعلامية
في الغرب والعالم لإنجاحها، ولا
شك أن هناك أدواراً - معلومة
ومكشوفة - لعبتها المنظمات
التبشيرية واللوبي المسيحي
المحافظ الأمريكي في تأجيج
الحرب والتدخل في دارفور، ولكن
ما هو غير معلن أن هناك دوراً
إسرائيلياً صهيونياً لإشعال
دارفور عملاً بنظرية شد الأطراف
ثم بترها. وقد أطلق السودان
مؤخراً حملة دبلوماسية مدعمة
بالوثائق والأدلة تكشف النقاب
عن خطط اللوبي الصهيوني في
العالم ضد السودان في دارفور،
وتكشف أهدافها بغرض تبصير قادة
العالم العربي بعلاقة الصهاينة
(في إسرائيل والغرب) بما يجري في
دارفور، وبخطورة إعلان فصيل
أساسي من الفصائل المسلحة في
دارفور افتتاح مكتب له في تل
أبيب (عبدالواحد). فالهدف المتحد
الذي تسعى له الولايات المتحدة
الأمريكية وأوروبا وإسرائيل
معاً هو نشر مزاعم عن عمليات
إبادة غير حقيقية تمهيداً
للتدخل الدولي وتفتيت السودان
وزرع الفوضى في دارفور وتأجيج
الصراع. ويتولى
اللوبي الصهيوني في العالم عبر
الوكالة الامريكية اليهودية
العالمية - وبالتعاون مع الدولة
الصهيونية - مسؤولية نشر
الأكاذيب الإعلامية والتحريض
داخل برلمانات العالم والترويج
لوجود محرقة أو إبادة في دارفور
لتحقيق هدف مزدوج هو تفتيت
السودان، وجذب المزيد من
التعاطف وجلب المال لليهود عبر
التذكير بالمحرقة النازيَّة،
وصرف الأنظار عن الهولوكوست
الصهيوني الذي جرى ويجري في غزة
والمدن الفلسطينية بصورة
مستمرة. المنظمات
ودورها في درافور: هناك 258
منظمة أجنبية تضم جيشاً جراراً
ممثلاً في 15 ألف عضو تعمل في
دارفور، وليس سراً القول أن
هناك محاولات غربية للمتاجرة
بقضية لاجئي دارفور في تشاد
الذين يبلغ عددهم 200 ألف نسمة
فقط بغرض التدخل العسكري بحجة
إعادتهم وفرض الاستقرار هناك.
وليس سراً أيضاً أن هناك تعمداً
صهيونياً وغربياً واضحاً في
تضخيم ما يجري في دارفور
بالحديث عن إبادة جماعية نالت
مئات الآلاف من اللاجئين رغم أن
سكان دارفور 6 ملايين و750 ألف
نسمة، وكل النازحين عن أراضيهم
في معسكرات (21 معسكراً) داخل
السودان 650 ألف نازح فقط. أيضا
هناك تضخيم لمشكلة الفارين
السودانيين والمتسللين للدولة
الصهيونية والزعم أنهم 6 آلاف من
دارفور، بل يجري "عمل
مخابراتي كبير" لإغراء
سودانيين للهرب لتل أبيب لتأجيج
مشكلة دارفور، في حين أن
الحقيقة هي أن عدد الإجمالي لا
يتعدى 350 فرداً أعادت إسرائيل
منهم 48 إلى مصر، وأن أبناء
دارفور لا يشكلون سوى نحو 10% من
هؤلاء اللاجئين، إلاَّ أن دولة
الكيان الصهيوني سعت إلى تضخيم
هذا العدد في محاولة لتبييض
وجهها المسود أمام العالم
والظهور كدولة تستضيف لاجئين
وأناساً هاربين من المحرقة في
دارفور. الخطة
اليهودية الصهيونيه لدارفور
عبر المنظمات: تفاصيل
خطة اللوبي الصهيوني لزرع
الفوضي في دارفور وتأجيج
المشكلة للاستفادة منها تشير
إلى أن المنظمات الصهيونية
تدخلت في أزمة دارفور منذ اليوم
الأول لبروزها وحرصت على
توظيفها إعلامياً عبر شبكاتها
التنظيمية في العالم بغرض إنعاش
الذاكرة التاريخية الخاصة
بالمحرقة النازية وجلب مزيد من
التعاطف لليهود وجمع تبرعات
جديدة لإسرائيل، وكذلك صرف
الأنظار عن المآسي التي ترتكبها
إسرائيل ضد الفلسطينيين في
الأراضي الفلسطينية عبر صناعة
بؤرة أخرى للأحداث تجذب
الاهتمام العالمي، وفي نهاية
المطاف (التسويق) لفكرة التدخل
الدولي في دارفور والسودان.
وتقوم الخطة الصهيونية على
ثلاثة محاور رئيسية هي:- أولاً
إعلامياً: وذلك بنشر معلومات
مضخمة كاذبة عن المأساة. ثانياً
عسكرياً: من خلال إغراق منطقة
دارفور بالسلاح. ثالثاً
سياسياً: بإخراج مظاهرات متعددة
في عدة عواصم عالمية، وتحريك
برلمانيين أمريكيين وأوروبيين،
والدعوة لقرارات ضد الخرطوم،
وقد نجحت الخطة الصهيونية في
هذا المحور ذلك أنه صدر في عامين
20 قراراً من الأمم المتحدة بشأن
دارفور. إغراق
دارفور بالأسلحة: ضبطت
أسلحة إسرائيلية في دارفور
بأيدي حركات التمرد، ما يؤكد
التورط الصهيوني هناك، وقال إن
المخابرات الأردنية كشفت عن
شبكة لتهريب أسلحة إسرائيلية
لدارفور متورط بها ابن "داني
ياتوم" مستشار الحكومة
الإسرائيلية، وإن الصهاينة
أكدوا أن هدفهم هو إغراق دارفور
بالسلاح ودعم المتمردين كي تظل
منطقة توتر وقلاقل مستمرة، وقد
أعلنت الحكومة الأردنية رسمياً
أن جهاز المخابرات الأردني كشف
شبكة إسرائيلية لتهريب السلاح
إلى المتمردين في إقليم دارفور (غرب
السودان) وقالت أسمى خضر،
المتحدثة الرسمية بإسم الحكومة
الأردنية، إن بلادها ألقت القبض
على مواطنين إسرائيليين اتخذا
من الأراضي الأردنية ممراً
لتهريب الأسلحة إلى المتمردين
في دارفور. وكشفت
صحيفة (العرب اليوم) الأردنية
أنه تبيَّن من التحقيقات التي
تمت مع المعتقلين أنهم يحملون
جوازات سفر إسرائيلية، وأن من
بين هؤلاء الأشخاص رجلاً يعمل
بصورة مباشرة مع (داني ياتوم)
الابن الأصغر لمدير جهاز
المخابرات الإسرائيلية السابق،
والذي كان أحد المستشارين في
حكومة إيهود باراك السابقة، وأن
داني ياتوم أدلى بمعلومات مؤكدة
تفيد بتورط شيمون ناور - صاحب
شركة استيراد وتصدير إسرائيلية
- في تهريب أسلحة بالفعل لإقليم
دارفور بغرب السودان. وأن
المتهمين أرشدا بالفعل عن صاحب
الأسلحة ويدعى (أموس جولان)
ويدير مصنعًا للأسلحة في تل
أبيب، وله مكتب استشاري لتسليح
الحركات المسلحة في الدول
العربية والمنظمات الخاصة
وشركات الأمن. وقد اعترفت صحيفة
(هآرتس) الإسرائيلية في 16 فبراير
2007 بأن من ضمن هذه الصفقات
العديدة التي أبرمتها تل أبيب
واحدة مع (بلد مجاور للسودان
يعتبر ساحة لحركات التمرد في
دارفور) – في إشارة لتشاد - كما
أن معهد أبحاث قضايا الدفاع
والأمن في بروكسل ذكر في دراسة
عن تهريب السلاح لإفريقيا أن
دارفور أصبحت مورداً لتجارة
السلاح الإسرائيلية وأن "إسرائيل
تغرق دارفور بالسلاح". "تحالف
إنقاذ دارفور": وقد
ابتدر اللوبي الصهيوني الحملة
ضد الخرطوم بزعم إبادة سكان
دارفور الأفارقة بعدة خطوات كان
أبرزها إصدار إعلان تحذيري
بمزاعم وقوع (إبادة) في دارفور،
وما تبعها عام 2004 من إطلاق لجنة
لتأسيس حملة ضد هذه الإبادة
المزعومة في دارفور عبر ما سمي
بـ(تحالف إنقاذ دارفور) ليقوم
كمظلة تنسيقية لحشد الجهود
وزيادة أوار الحملة. وضم هذا
التحالف 180 منظمة تعمل تحت رايته
للترويج للإبادة في دارفور
والوصول لمستويات غير مسبوقة،
منها الاتحاد الوطني للدعاة
المسيحيين (أفانجيليكالز)،
والجمعية الأمريكية للتقدم
الإسلامي (مسلم أدفانسمنت)،
ولأهمية الدور الذي يلعبه بلغ
راتب رئيس هذا التحالف (500 ألف
دولار) ضعفي راتب الرئيس
الأمريكي بوش الإبن (200 ألف
دولار). وبالمصادفة كشفت صحف
أمريكية - أبرزها واشنطن بوست -
في الأول من يونيو العام 2007
وثائق أمريكية عن هذا اللوبي
وكيف تمكن من إقناع الرئيس بوش
بفرض عقوبات على السودان بسبب
دارفور، وأن يجعل دارفور على
رأس قائمة الاهتمامات
الأمريكية. هذه
الوثائق أكدت أن اليهود هم
الذين يقودون منظمة أو تحالف (إنقاذ
دارفور) المشبوه الذي سيَّر
مظاهرات في العالم واستصدر
قرارات من برلمانات الدول
الكبرى ضد السودان، وأنهم هم
الذين بدءوا الحملة، ثم ضموا
إليهم منظمات مسيحية وإسلامية
ابتزوها بالمعلومات الكاذبة،
وأنهم ضغطوا على أعضاء الكونغرس
وعلى البيت الأبيض حتى نالوا ما
نالوا، أما الأخطر فهو أن منظمة
(إنقاذ دارفور) تركِّز على
العقوبات والحل العسكري، لا على
جمع الحكومة والمعارضة والحل
السلمي. فخلال السنتين
الماضيتين ملأت الجمعية صناديق
بريد أعضاء الكونجرس
بالخطابات، وملأت ميدان واشنطن
الرئيسي بالمظاهرات، وملأت
القنوات التلفزيونية والمحطات
الإذاعية بإعلانات تدعو للعطف،
وصور إعلان سودانيين يموتون من
الجوع، وسأل: "كيف سيحكم
علينا التاريخ؟"، ومنذ ذلك
الحين تحرك موضوع دارفور ليصبح
على رأس موضوعات السياسة
الخارجية الأمريكية. وقد نجح
تحالف (إنقاذ دارفور) اليهودية
في إقناع الرئيس بوش بإصدار
قرارات بفرض عقوبات اقتصادية
على السودان كبداية لحركة شاملة
ضد السودان، خاصةً أن الأموال
التي جمعتها المنظمة لم تذهب
لمساعدة الضحايا وعائلاتهم،
لكنها صرفت على حملات إعلامية
ودعائية لإقناع إدارة الرئيس
بوش والضغط على حكومات أجنبية
للضغط على حكومة السودان.
وكأمثلة على تلك الأنشطة التي
يقوم بها ذلك التحالف: ضغطت
الجمعية الصهيونية على شركتي (فيدلتي)
و(بيركشير هاثاوي) للاستثمارات
لسحب أسهمهما من شركة (بتروجاينا)
الصينية البترولية العملاقة
التي تشترك في صناعة البترول في
السودان، وفي سنة 2005 أسس تحالف (إنقاذ
دارفور) منظمتان اهتمتا
بالإبادة في السودان هما: (خدمة
العالم الأمريكية اليهودية)، و(متحف
"هولوكوست" اليهودي)
والاولى هي التي ضبطت في
السودان مؤخراً. وكي
ندرك حجم الدور الإعلامي
الصهيوني الخبيث نشير إلى أنه
يوجد في المكتب الرئيسي لهذا
التحالف لأجل دارفور في واشنطن
30 خبيراً في السياسة والعلاقات
العامة، وكانت ميزانيته في آخر
سنة مالية 15 مليون دولار، وقد
رفض تحالف (إنقاذ دارفور) أن
يكشف المبلغ الذي صرفه على
الإعلانات، ولا تقتصر هذه
الإعلانات على ما هو ضد
السودان، بل بدأت تنال دولا
أخرى، مثل الحملة على الصين
التي ستستضيف الألعاب
الأولمبية قريباً، لإقناعها
بتخفيض تأييدها لحكومة
السودان، وهي حملة بدأت تؤتي
ثمارها. دوافع
تدخل اللوبي اليهودي في دارفور: في
دراسة أعدت عن قضية دارفور
أواخر العام 2007م جاءت أن الحملة
العدائية الشرسة في قضية دارفور
تلفت النظر لأمور عدة تتمثل في:- الأول:
أن ذات الدوائر التي كانت تتولى
أكبر حملة في حرب الجنوب
السوداني واتهامات الرق
والعبودية والتطهير العرقي، هي
ذاتها من تولى الترويج لقضية
دارفور والثاني:
تدخُّل المجموعات اليهودية
التي أضافت عنصراًً جديداً
وبإمكانيات ضخمة في تصعيد
الحملة العدائية على السودان.
إن التدخل الصهيوني و"المجموعات
اليهودية" تريد أن تنعش ذاكرة
التاريخ بالإبادة الجماعية
والمحارق ضد اليهود في ألمانيا
مما يجدد التعاطف الإنساني مع
قضيتهم ويمنحهم الشرعية لقيادة
الجهود العالمية لمنع حدوثها
مرة أخرى مما يمكِّنهم من
الاستمرار في ابتزاز الدول
والشعوب الغربية خاصة، وكذلك
لصرف الأنظار والإعلام عن مآسي
العراق والفظائع التي ترتكبها
إسرائيل ضد الفلسطينيين في
الأراضي المحتلة وصنع بؤرة
أحداث جديدة تجذب الاهتمام
العالمي. والثالث:
أن إسرائيل تسعى أيضا لإحداث
شرخ في العلاقات العربية –
الإفريقية، خاصةً أن إفريقيا
لعبت دوراً مناصراً للقضايا
العربية وفلسطين بصورة عامة كما
لعبت دور فاعل في حرب 1967م، وأنها
وجدت في قضية دارفور فرصة سانحة
لدق إسفين في هذه العلاقة من
خلال إبراز القضية باعتبارها
قضية إثنية يعمل فيها العنصر
العربي على إبادة وإزالة العنصر
الإفريقي في دارفور وفق الزعم
الصهيوني، وكذلك من خلال الربط
بين صورة العربي الذي يفجر نفسه
دفاعاً عن حقه في فلسطين، وتلك
في دارفور التي تظهر صورة "العربي
المغتصب" و"القاتل المعتدي"،
فتبرر بذلك ما تقوم به ضد
الفلسطينيين من تقتيل وتدمير
وبناء جدار الفصل العنصري.
وهناك أمثلة على هذا التغلغل
الصهيوني في الأزمة وتأجيجها
نذكر منها:- 1- تحدث
حاييم كوشي رئيس جماعة اليهود
الزنوج إلى التلفزيون
الإسرائيلي في أعقاب الزيارة
التي قام بها يواف بيران المدير
العام لوزارة الخارجية
الإسرائيلية إلى تشاد إبان نزوح
أعداد من دارفور إلى المعسكرات
بتشاد، وقال: "نحمد الله على
حرص دولتنا (إسرائيل) على
التواصل مع الإخوة الأفارقة،
ونأمل أن يأتي اليوم الذي ترفرف
فيه نجمة داؤود المقدسة على هذه
القارة التي نرتبط معها بكثير
من السمات المشتركة على المستوى
الفكري أو العقائدي اليهودي".
2- نشرت
يوم 13 أغسطس 2004 على موقع "أنباء
إفريقيا اليهودي" الذي
أنشأته طائفة اليهود الزنوج
التي يرأسها حاييم كوشي مقالة
كتبها إيثمار إخمان من جامعة بن
غوريون جاء فيها "إن تشاد
تحوَّلت منذ اشتعال الأزمة في
دارفور إلى مركز إسرائيلي كبير
تحرص إسرائيل على التواجد فيه".
3- إن
أصل الحملة الشرسة في قضية
دارفور بدأت في متحف الهلوكوست (المحرقة
اليهودية) ممثلاً في لجنة
الضمير العالمي برئاسة اليهودي
المعروف بعدائه للسودان جيرى
فاور عام 2003 عندما أصدر بياناً
حول الإبادة العرقية في
السودان، وأعقب ذلك الإعلان عن
تدشين مناشط وندوات دعائية
للترويج للحملة، ومن ثم أعلن
متحف الهلوكوست أن ما يحدث في
دارفور هو إبادة جماعية، ثم
انطلقت الحملة في المدارس
والكليات والجامعات. 4- أول
ندوة حاشدة نظمها متحف
الهلوكوست بواشنطن ظهر يوم
20/2/2004 كانت تحت عنوان "حريق
غرب السودان: تقرير عن حالة
الطوارئ في دارفور"، وأوصت
بدعم مشروع المقاومة للحركات
المتمردة التي تحظى بدعم عناصر
من الحكومة التشادية. 5- إن
التدخلات الصهيونية في إفريقيا
ليست جديدة، ففي نيجيريا قامت
إسرائيل بمساعدة جماعة الأيبو
في الإقليم الشرقي لمواجهة
الإقليم الشمالي الذي يضم
أغلبية مسلمة حتى وصل الأمر حد
إعلان استقلال الإقليم الشرقي
تحت اسم جمهورية بيافرا عام 1967،
واعترفت بها إسرائيل بدعوى أن
الأيبو قومية متميزة، كما أطلق
الإعلام الصهيوني عليهم (يهود
إفريقيا). وفي هذا الصدد افاد
الرئيس النيجيري السابق أليسون
أوباسانجو كيف أنه قاد الجيش
النيجيري بنفسه حتى انتصر على
المتمرد الجنرال أجوكو الذي قاد
التمرد ونصب نفسه حاكما على
دولة بيافرا، حيث كان الجنرال
قائد التمرد يتلقى دعماً
مباشراً من إسرائيل وقيادات
الحركة الصهيونية العالمية". 6-
اضطلعت المنظمات اليهودية بدور
مباشر ومحوري في حملة دارفور
مخالفة تكتيكاتها السابقة التي
كانت تحرص على التستر خلف لافتة
التحالفات التنسيقية الفضفاضة،
وأقام في هذا الصدد معهد جاكوب
بلوشتين ندوة في منتصف عام 2005
تحت عنوان (لابد من وقف الإبادة
الجماعية في دارفور)، حيث شن
مقدم الورقة أليسون كوهين
هجوماً عنيفاً على الحكومة
السودانية ودعا للتدخل بالقوة،
ونادت الورقة في توصياتها
بضرورة تفعيل وتنشيط المحكمة
الجنائية الدولية لتقديم
المسؤولين السودانيين للمحكمة،
وكذلك استخدام القوة العسكرية
الأمريكية لإجبار الحكومة على
"إيقاف الإبادة" وإنفاذ
قرارات الأمم المتحدة حول
العقوبات الموجهة وحظر الطيران.
7-
استثمرت المجموعات اليهودية
زخم فيلم "فندق رواندا"
والتأثير الذي أحدثه في التذكير
بمأساة المذابح والإبادة
الجماعية في رواندا وصمت
العالم، وتم استقطاب الممثل جون
شارل - بطل الفيلم الأسود - بعد
أن تم ترشيحه للأوسكار كي يقود
حملة جديدة لوقف ما أسموه
الإبادة الجماعية في دارفور،
وقد تم ترتيب لقاءات ومحاضرات
جماهيرية لبطل الفيلم لتسليط
الضوء على ما يجرى في دارفور،
ولكم يكتفوا بهذا وإنما سعوا
لتصوير فيلم وثائقي يطلق عليه
"فندق دارفور"، ورتبوا
جولة لممثل الفيلم لزيارة
معسكرات اللاجئين في شرق تشاد
في مطلع عام 2005 وأجروا مقابلات
مع ضحايا الحرب في دارفور الذين
كالوا الاتهامات لـ (الجنجويد)
والحكومة السودانية، وفي أغسطس
2005 نظمت اللجنة الأمريكية
اليهودية بواشنطن بالتعاون مع
"اتحاد ترقية الملونين"
حشداً ضخماً بنادي الصحافة
الوطنية وتمت الدعوة على أن بطل
فيلم "فندق رواندا" سيخاطب
المجتمع اليهودي والأفروأمريكي
بواشنطن تحت عنوان "خذوا
خطوات في دارفور". 8- أعلنت
المنظمات اليهودية في سبتمبر 2005
أنها وصلت الآن إلى دارفور
وتعمل وسط النازحين واللاجئين
والتمست من جميع الحضور التبرع
لصالح برنامج "واشنطن دي سي
تحب دارفور"، وسير التحالف
اليهودي مظاهرة إلى البيت
الأبيض خاطبها الرئيس بوش يوم 28
أبريل 2006. وبلغت الحملة ذروتها
يوم 30 أبريل 2006 عندما نظم تحالف
إنقاذ دارفور أضخم مسيرة شملت
بالإضافة إلى العاصمة واشنطن 17
مدينة أخرى، وخاطب المسيرة عدد
من النشطاء المعادين أبرزهم جون
بريندارغاست وجورج كلوني
والسناتور باراك أوباما (مرشح
الرئاسة الحالي) إضافة إلى
مساعدة وزيرة الخارجية
الأمريكية للشئون الإفريقية
جنداي فريزر وطالبوا الرئيس بوش
بتطبيق مزيد من العقوبات على
السودان والضغط لنشر قوات
متعددة الجنسيات لحفظ السلام في
دارفور واتهموه بالفشل في قيادة
المجتمع الدولي لفرض عقوبات على
السودان. الوكالة
اليهودية الامريكية العالمية
ودورها في دارفور: حقائق
وارقام عن تلك الوكالة المؤسسة
منذ 1985 من واقع المستندات التي
تم ضبطها مع المدعو ماثيو ديفيد
اميري وهو موظف كبير يعمل بها
الاَّ انه جاء متخفياً باسم
منظمة لجنة الإنقاذ الدولية،
وقد بلغت ميزانيتها للعام 2007 29.6
مليون دولار على مستوى العالم.
وقد اعترف اليهودي الجنوب كوري
الجنسية والامريكي بالمواطنه
والجواز حينما تم ضبطه ومواجهته
بالوثيقه المرفق والتي قدم فيها
محاضرة في مركز دترويت
بالولايات المتحدة عن الابادة
الجماعية والتطهير العرقي حسب
ما نشر في موقع الوكاله، وعندما
جاء للسودان كان يسأل في معسكر
كلمه عن مجموعات عبدالواحد ودعم
التمرد. وبعد
مواجهته بالوثائق إنهار ماثيو
وافاد انه لايتبع لمنظمه لجنة
الانقاذ الدولية بل يتبع
للوكاله اليهودية الأمريكية
العالمية وسبق ان زار السودان
مرتين بستار منظمة لجنه الانقاذ
الدوليه كما اعترف ان منظمته
تمول مجموعة من المنظمات بأكثر
من مليون دولار في مجال الصحه،
الاَّ أن الوثيقه التي ضبطت
عنده تثبت عكس ذلك ان التمويل
فاق ذلك. ومن ضمن الوثائق التي
ضبطت مع ماثيو وثيقة تشير
لمجموعات المناصرة للوكالة
اليهودية في دارفور ومواقعها
علىالانترنت، ووثيقه اخرى تشير
إلى كيفيه الاستجابه لمعالجة
الاباده الجماعية عبر مناهج
تدرس للاطفال في المدارس
اليهودية. أما مجالات التمويل
فقد شملت الصحة والصحة
الإنجابية، تدريب القابلات
للكشف عن الإغتصاب،التدريب
العام عن الانشطة
السكانية،المناصرة، الخدمات
الاجتماعية، الحمايه وحقوق
الانسان، البحوث والتقارير. والمنظمة
الثانيه الممولة من الوكالة
اليهودية هي لجنة الانقاذ
الدوليه:- وحسب افادة المنظمة
فإن ميزانيتها للعام 2007 هي 238
مليون دولار وان ماتلقته فقط هو
199000 دولار فقط وهذا غير صحيح ان
كانت المنظمة تملك ميزانية بذاك
القدر فما حوجتها لذاك. كذلك
اعترفت المنظمة بتمويل الوكالة
اليهودية لها في الفترة 2 اغسطس
2006 وحتى 3 اغسطس 2007 في زالنجي ثم 1نوفمبر
2007 حتى 31 اكتوبر 2008 أما
المنظمة الثالثه الممولة هي
الاغاثه الدولية وهي نظمة
امريكية مسجله فقط للعمل بطوارئ
دارفور، وكان التمويل في مجال
الصحه بمبلغ 100.000 دولار امريكي
في الفتره 28 فبراير 2007 لمده عام
ينتهي في 28 فبراير 2008 علماً بأن
المنظمة اعترفت ان ميزانيتها
السنوية تفوق الـ 200 مليون دولار.
لذا فإن الرقم اعلاه لا يتماشي
مع المبلغ المستلم وعلى
الرغم من تقديم مجموعة اطباء
بلا حدود الخمسة بالسودان
لمقترح تمويلها من الوكالة
اليهوديه ذكرت فيه مواقع عملها
مرفق مقتطفات منه ضبط من ضمن
وثائق اليهودي اميري DOCTORS
WITHOUT BORDERS/MEDECINS SANS FRONTIERES Overview
of 2008 Funding Needs and Priorities Submitted
to American Jewish World Service Doctors
without Borders/Médecins Sans Frontières (MSF) is
pleased to submit this description of its funding needs
and 2008 priorities for its programs in the Darfur
region of Sudan. As the nutritional status of young
children has been deteriorating in some parts of Darfur,
we ask the American Jewish World Service to consider
supporting MSF’s nutritional programs that treat
children suffering from acute malnutrition across Current
Humanitarian Situation in In
early February, for example, the Sudanese army, assisted
by militias, launched a large offensive that included
aerial bombings and attacks in northwest Grant
Request Doctors
Without Borders/Médecins Sans Frontières asks AJWS to
consider renewing its support of MSF by awarding a grant
towards our nutritional programs in إلاَّ
أن مجموعات اطباء بلاحدود انكرت
ذلك واعترفت فقط منظمة اطباء
بلا حدود الفرنسية تلقيها تمويل
من الوكالة اليهودية واستصغرت
حجم ذلك التمويل بما يلا يتجاوز
160.000 دولار في كل من غرب دارفور
ودعم مستشفى الجنينه، وهذا غير
سليم مقارنه مع حجم تمويل
المنظمة في دارفور. أما
النظمة الرابعه فهي لجنه
الاجئين الامريكية التي تعمل في
دارفور والتي اعترفت بحصولها
على 169000 دولار فقط كل من العام
2006 والعام 2007 لتمويل برامج
الصحه والصحة الإنجابيه في جنوب
دارفور من ضمن اجمالي ميزانيه
بلغت 9 مليون دولار وهذا غير
سليم. كذلك فإن منظمة سودو وهي
منظمة وطنيه تتلقى تمويل من
الوكالة اليهودية للخدمات هناك
نماذج منالوثائق التي ضبطت مع
المدعو ماثيو مثل التقرير الذي
يتحدث عن وجود قوانيين بدون
عدالة وهو تقرير فيه اساءة
بالغة للسودان وقيادته وهو صادر
من المجموعة الدولية للاجئين
عبر الامريكية المدعوه مليسا
والتي تعمل في لجنة الانقاذ
الدولية. فالتقرير الاول تناول
إدعاء قانون بدون عداله أما
التقرير الثاني لايقل عن الاول
وهو يتحدث عن الاباده الجماعية
والتطهير العرقي وهو من اكثر من
40 صفحة. وفيما
يلي نورد قائمة لبعض المنظمات
اليهودية التي تدعم منظمات تعمل
في دارفور:- American
Jewish Committee American
Jewish Joint Distribution Committee (JDC American
Jewish World Service (AJWS Anti-Defamation
League (ADL B’nai
B’rith International Jewish
Council for Public Affairs (JCPA Jewish
Reconstructionist Federation MAZON:
A Jewish Response to Hunger United
Jewish Communities (UJC United
Synagogue of Conservative Judaism Ve’ahavta:
Canadian Jewish Humanitarian and Relief Committee World
Jewish Aid كما نود
أن نشير إلى قوائم التحالف
اليهودي من اجل دارفور وذلك كما
يلي:- Coalition
Members AIPAC)
American American
Gathering of Jewish Holocaust Survivors American
Jewish Congress American
ORT Canadian
Jewish Congress Central
Conference of American Rabbis Conference
of Presidents of Major American Jewish Organizations Global
Jewish Assistance and Relief Network (GJARN Hadassah,
Women’s Zionist Organization of America Hebrew
Immigrant Aid Society (HIAS Jewish
Communal Fund Jewish
Foundation for the Righteous Jewish
Fund for Justice Jewish
Healthcare International Jewish
Labor Committee Jewish
War Veterans Jewish
Women International Meretz
National
Council of Jewish Women New
NYANA
( Rabbinical
Assembly Rabbinical
Council of Rabbinical
Council of Reconstructionist
Rabbinical Association The
South African Jewish Board of Deputies UJA-Federation
of Women
of Reform Judaism Women’s
American ORT Women’s
League for Conservative Judaism تجاوزات
المنظمات في دارفور: تتمثل
تجاوزات الأمم المتحدة
والمنظمات الطوعية وإستغلالها
لإجراءات المسار السريع
لدارفور إرضاءاً للوبي
الصيهوني والغرب وامريكا في
الآتي:- أ.
الحملات المعاديه. ب. نشر
تقارير وبيانات ملفقة عن
الاوضاع. ج. عدم
الالتزام بالقانون واللوائح
والاختصاص. د.
العمل في مجالات غير مصدق لها في
العمل فيها وممارسة أنشطة
تتنافى ومباديء العمل الطوعي
والانساني. ه.
الاستفادة من الاعفاءات
الممنوحة لطوارىء دارفور لخارج
دارفور. و.
إستغلال تسهيلات الاجراءات
الهجرية من (دخول +إقامة)
لعاملين خارج دارفور. ز.
إضافة برنامج الغذاء العالمي
ركاب للمنفستو وتغير المنفستو
لدارفور ولغير دارفور. ونود
الإشارة إلى بعض النماذج لتلك
المخالفات وذلك كما يلي:- 1. إدخال
منظمة IRCطفل نازح من معسكر كلمة بولاية جنوب
دارفور للخرطوم بدون علم
وموافقة السلطات الولائية
وتسليمه للمفوضية السامية
للاجئين عند العلم به. 2. إدخال
IRC صحفيين هولنديين لدارفور
لتوثيق انشطة المنظمة وتصويرهم
للمطار ومناطق عسكرية بالفاشر
وتصوير تمثيلية عن الاغتصاب
والنهب المسلح وتم قبضهم وفتح
بلاغ ضدهم وقدموا اعتذارات
موثقة بالفيديو. 3. عدم
مباشرة بعض المنظمات المسجلة
بدارفور لأي نشاط منذ تسجيلها
حتى الآن. 4. إصدار
منظمة أطباء بلا حدود الهولندية
تقرير عن الاغتصاب والعنف
الجنسي بدارفور وترتيب حملات
منظمة إضافةً إلى الاحتفاظ
بأدوية فاسدة وابادة ادوية دون
علم السلطات وإستيراد أجهزة
اتصال عبر السفارة الهولندية. 5. نشر
منظمة المجلس النرويجي للاجئين
تقرير بأسماء وبيانات النساء
المغتصبات بولاية جنوب دارفور
وتم تكوين لجنة تحقيق تضم
الاتحاد الافريقي والمفوضية
ولجنة مكافحة العنف ضد المرأة
أثبتت أن أرقام التقرير غير
صحيحة. 6. تحرك
منظمة كوبي الايطالية لمنطقة (كلكل)
التابعة للتمرد بولاية شمال
دارفور لتوزيع إغاثة بالتنسيق
مع مكتب المساعدات الايطالي
بنيالا رغم أن عملها في مجال
المياه وتم ضبطها وفتح بلاغ
وحفظ لاحقاً. 7. دخول
منظمة العون الملكي الهولندي
لعمل بطواريء دارفور وإدخالها
آليات حفر وعربات لدارفور منذ
2004م وعدم وصولها لدارفور حتي
اليوم وتحـركها للعـمل بالابيض
وجوبا كمقاول تجـاري مع
اليونسيف (حفر آبار) ولا زالت
بعض الآليات مخزنة بالخرطوم. 8. إدخال
منسقين طبيين بمنظمة أطباء
العالم اليونانية للعمل
بدارفور بدون مؤهلات طبية،
ووفاة سيدة بخطأ منسق طبي
بمنطقة قريضة بدار زغاوة. 9. ترحيل
وتوظيف مجرم مدان بالسجن للعمل
بمنظمة أطباء العالم اليونانية
بمناطق التمرد MDM. 10.
تقديم تسهيلات تحرك من المنظمة
الالمانية للزراعة لأجانب
مخالفين متسللين للبلاد (مستشار
الرئيس السلوفيني + الصحفي
الأمريكي). 11.
تجهيز نساء مدعيات بأنه تم
إغتصابهن للوفود الزائرة
لمعسكرات بواسطة (أوشا) ومنظمة
دعم إقتصاديات المجتمع
الأمريكية والمجلس النرويجي
للاجئين ومنع وزير الدولة
للشئون الانسانية ومدير
المنظمات الدولية المرافقين
ليان إيغلاند من حضور إجتماعه
السري بالنازحين. 12. تحرك
منظمات مسجلة مؤقتاً لطواريء
دارفور لغير دارفور عبر طيران
الامم المتحدة مثال منظمة
اليزيه إلى ملكال وواو. 13. عمل
منظمات مسجلة مؤقتاً لطواريء
دارفور خارج دارفور مثل سولدرتي
الفرنسية والاغاثة الكاثوليكية.
14.
تهريب منظمة التضامن الفرنسية
جازولين وكروت إتصال لمناطق
التمرد وتم فتح بلاغ بنيالا
وحضر وفد من رئاسة المنظمة
بفرنسا وقدم إعتذار وتم حفظ
البلاغ. 15.
مخاطبة منظمات الرؤية وأوكسفام
الأمريكية الرئيس الأمريكي
مطالبين بالتدخل الدولي عبر
قوات الناتو. 16.
منظمة العمل ضد الجوع الفرنسية
تصدر شهادة لمن يهمهم الأمر
بتوقيع وختم المنظمة بنيالا
تفيد فيها بأن منطقة أم الخيرات
تم ضربها من قبل جبهة الجنجويد. 17.
منظمة أكسفام البريطانية اصدرت
بيانات حول الاوضاع بدارفور
وقرار مجلس الامن المنعقد
بنيروبي لحث الحكومة والحركة
الشعبية لتصل لسلام بنهاية
العام 2004م، وانتقدت قرار مجلس
الامن الذي يمثل المجتمع الدولي
وطالبت بفرض عقوبات علي الحكومة
السودانية، كما أنها أدخلت 11
أجنبي بتاشيرات دارفور ليعملوا
بمناطق أخرى من بينهم المدير
القطري الاسبق. 18.
منظمة رعاية الطفولة
البريطانية أصدرت بيان حول
الاحداث بطويلة وأدعت أن طائرات
حربية حكومية قصفت مواقع لا
تبعد سوى 50 متراً عن مركز توزيع
الاغذية قبل قيام الاتحاد
الافريقي بالتحقيق اللازم. 19. عدم
تقيد طيران الامم المتحدة
بالمدة المحددة للإضافة وهي
ساعتين قبل موعد الاقلاع وعادة
تكون الاضافة أكثر من المنفستو
الأصلي المصدق مما يغير
المنفستو وتصل الإضافة لأكثر من
25 شخصاً في بعض الرحلات. الأدوار
الإستخبارية للمنظمات العاملة
فى دارفور وإرتباطها باللوبي
اليهودي العالمي: تستوجب
الإشارة للتجاوزات والأنشطة
السالبة للمنظمات العاملة فى
دارفور بيان العلاقة التعاقدية
لهذه المنظمات مع جهات أخرى،
ومن الأمثلة التى لا تخطئها
العين فى هذا الجانب تنفيذ
المنظمات ووكالات الأمم
المتحدة للرؤى الإستراتيجية
المدعومة من قبل اللوبي اليهودي.
فقد جاء فى وثيقة: (ضمان السلام
إستراتيجية عمل السودان ما بعد
الحرب) تقرير مقدم للجنة
الإستشارية للشؤون الإفريقية
لوزير الخارجية فى يناير 2004م
والصادر من مركز الدراسات
الإستراتيجية والدولية
بواشنطون، وهو مركز يضم 190باحثاً
ويضطلع بدراسة تحديات الأمن
القومي الأمريكي ويكرِّس جهوده
لتطوير الطرق الجديدة للحكم فى
عصر العولمة. وقد أوصى ذلك
التقرير بالآتي:- 1. نشر
قوات دولية للرد السريع وحفظ
ومراقبة السلام بناءاً على
الفصل السابع من ميثاق الأمم
المتحدة. 2. تطوير
آليات للإشراف بشفافية على تدفق
عائدات النفط والموارد الأخرى. وقد
أعرب معدو التقرير في إطار بيان
دور المنظمات عن شكرهم للمنظمات
بالآتي:- لم يكن لهذا التقرير أن
يرى النور أو تتم رحلتنا إلى
السودان دون مجهود ومثابرة بعض
الذين أسماهم وأردف ذلك بشكر:
الأمم المتحدة، وكالة التنمية
الأمريكية (USAID) والعديد من المنظمات العاملة في ولايات
دارفورمثل منظمة (كير) وصندوق
رعاية الطفولة واللجنة الدولية
للإنقاذ، وخدمات الإغاثة
الكاثوليكية والعون المسيحي
النرويجي. كذلك
إدعت منظمة أطباء بلا حدود
الهولندية في بعض تقاريرها
رصدها لعدد(500) حالة إغتصاب، كما
ادعت أن العرب هم الذين يقومون
بممارسة الإغتصاب ضد النساء
الإفريقيات بهدف تغيير
التركيبة السكانية في الإقليم،
وعندما تم فتح بلاغ ضدها لم
تستطع إثبات تلك الإدعاءات
باعتبار أن الإغتصاب جريمة لها
أركانها وإثباتاتها - التقرير
عن حالات الإغتصاب ليست
كالتقرير عن حالات الملاريا-
والإغتصاب لظاهرة متكررة غير
موجودة في دارفور ولكن يتم
تناولها لأسباب ودواعي سياسية
وإعلامية بغية تضخيم الأحداث لا
أكثر. ولاشك في أن مثل هذه
الإدعاءات تشوِّه صورة السودان
كدولة وشعب. هذا إضافةً إلى
إدعاءات وتجاوزات كثيرة من قبل
المنظمات الأجنبية التي تعمل
بتوجيه من قبل جماعات الضغط
اليهودية وتوجيهات الحركة
الصهيونية العالمية. نظرية
الجغرافيا الحيوية: في 28ديسمبر
من العام 1998م قدمت مجموعة من
المحافظين الجدد في الولايات
المتحدة الأمريكية مذكرة
للرئيس السابق بل كلينتون، وردت
فيها سلسلة من المطالب أبرزها
العمل على إقصاء أنظمة عن الحكم
في عدد من الدول هي ليبيا
والسودان والعراق وإيران
وسوريا باعتبار أن هذه الأنظمة
معوِّقة للإستراتيجية
الأمريكية في العالم، بعد
التحوُّل البنيوي الذي حدق في
النظام الدولي بغياب الإتحاد
السوفيتي وهيمنة الولايات
المتحدة على القطبية التي أصبحت
أحادية الجانب. وقد وصلت تلك
المجموعة إلى السلطة في
الولايات المتحدة في العام 2000م،
وهي مجموعة عقائدية تحالفت مع
التيار الأنجلكاني الذي يقوم
على معايير وقيم دينية وتوسعية،
وهو تيار متحالف مع اليهود. وقد
أصبح السودان وقضاياه واحداً من
الموضوعات السياسية الرائجة في
العمل السياسي الداخلي في
الولايات المتحدة ، ففي كل
الحملات الإنتخابية الأمريكية
ظل السودان وقضاياه (دارفور،
الجنوب، أبيي) يشكل حضوراً
متنامياً ولاشك في أن ذلك له
كثير من الدلالات والإشارات.
وفيما يتعلق بالدور اليهودي في
دارفور يمكن القول إنه دور قديم
متجدد، حيث عملت إسرائيل من زمن
ليس بالقصير على تأسيس وجود لها
في إفريقيا بالتركيز على مناطق
ودول منابع النيل. وفي ذات
السياق أعتقد أنه من المهم
إدراك أن الرؤية الكلية
للإستراتيجية الأمريكية
الصهيونية الإسرائيلية قائمة
على نظرية الجغرافيا الحيوية
بمعنى عدم الإلتزام بحدود
معينة، فالحدود وفقاً لهذه
النظرية مفتوحة، إسرائيل من
جانبها ترى أن حدودها من الفرات
إلى النيل، والولايات المتحدة
ترى أن حدودها هي حدود مصالحها
التي تتمثل في الموارد والثروات
الحيوية بكل أنواعها. وفيما
يتعلق بمشكلة دارفور فإن الجانب
اليهودي الصهيوني الإسرائيلي
يتعامل معها من خلال ثلاث محاور
هي:- 1.
التنصير الذي بدأ في المعسكرات. 2.
التهويد وتشير المصادر إلى
طباعة التواة بلهجتين من لهجان
القبائل الدارفورية. 3.
الموارد الموجودة في المنطقة
وكيفية الإحتفاظ بها
والإستفادة منها، ذلك أن
الحروبات القادمة هي حروبات
موارد بدرجة أساسية، ويوجد
الجزء الأكبر والأوسع من تلك
الموارد في إفريقيا. هناك
آليات وأسليب متبعة لتحقيق
الإستراتيجية الأمريكية
الإسرائيلية في المنطقة تتمثل
في نظرية (الفوضى الخلاقة) التي
تأسست في معهد واشنطن لدراسات
الشرق الأدنى، وقامت الإدارة
الأمريكية بتبنيها والعمل على
إنزالها إلى حيز التنفيذ في
العديد من الدول خاصةً العربية
منها والإسلامية كالعراق
والسودان. وتهدف تلك النظرية
إلى إثارة المشكلات العرقية
والإنثية والجهوية داخل الدولة
وتغذيتها وصولاً إلى حالة من
التفكك بحيث يتم إعادة تشكيل
الدولة على أسس جديدة وفقاً
لمطلوبات تلك الإستراتيجية. وأعتقد
أن المخرج من هذا التحدي الماثل
يكمن في تفعيل الحوار الداخلي
وآلياته بهدف تفكيك المشكلات
الداخلية والنفاذ إلى جذورها
ومعالجتها بموضوعية، هذا
إضافةً إلى ضرورة تفعيل آليات
الحوار الشعبي، فضلاً عن تفعيل
الإدرايات الأهلية حتى تضطلع
بدورها الوطني المنشود في
معالجة المشكلات. الإستغلال
الإسرائيلي للجانب الإنساني: أفادت
مصادر صحفية عبرية أن ثلاثة
أطباء إسرائيليين قاموا بزيارة
لدولة تشاد لمعالجة بعض
اللاجئين السودانيين، مشيرة في
الوقت ذاته إلى أن تل أبيب لا
تقيم أي علاقات دبلوماسية مع
تشاد. وقالت
المصادر إن هؤلاء الأطباء عملوا
في إطار منظمة غير حكومية تحصل
على المساعدات من متبرعين يهود
في الولايات المتحدة. وعلى
الرغم من ذلك فقد قام الأطباء
بتنسيق رحلتهم مع وزارة
الخارجية الإسرائيلية، التي
قامت بدورها بإجراء اتصالات
سرية مع هيئة الأمم المتحدة
لضمان سلامة الإسرائيليين في
تشاد. وكان وزير الخارجية
الإسرائيلي سيلفان شالوم
ضالعاً في الموضوع، وأصدر بدوره
تعليمات لوزارته لمساعدة طاقم
الأطباء قدر المستطاع، بحسب
المصادر. وأشارت إلى أن الأطباء
قدموا للمحتاجين الذين نزحوا عن
إقليم دارفور في السودان
العلاجات اللازمة، وتمكنوا من
البقاء في تشاد لمدة أسبوعين ثم
عادوا إلى الدولة العبرية.
وتشير المصادر إلى أن هذه هي
المرة الأولى التي يدخل فيها
إسرائيليون تشاد، ولكن يبدو
أنها لن تكون المرة الأخيرة، إذ
من المتوقع أن يتم قريباً تنظيم
زيارة لوفد طبي أكبر سيحاول
الوصول إلى تشاد لمعالجة لاجئي
دارفور. يُذكر
أن التدخل الإسرائيلي في
السودان لم يتوقف يوماً، وعلاقة
الموساد بحركة التمرّد في
الجنوب تعود إلى بداية نشأة هذه
الحركة، كما أن مصادر مختلفة
أشارت في الآونة الأخيرة إلى
علاقة (إسرائيل) بإحدى حركات
التمرّد في دارفور. تسلل
لسودانيين إلى إسرائيل
وتداعياته: عزا بعض
الخبراء ظاهرة لجوء السودانيين
لإسرائيل نتيجة الثغرة التي
حدثت عقب أحداث ميدان التحرير
بالقاهرة وتفضيل السودانيين
لإسرائيل دون الدول العربية،
مشيرين إلى إستغلال إسرائيل
لهجرة السودانيين ككرت سياسي
للمساومة بموضوع بما عرف
بالإبادة الجماعية في دارفور.
ويرى المراقبون أن إهتمام
إسرائيل بلاجئي دارفور يأتي
كجزء من الحملة اليهودية التي
يحركها اليهود في كل العالم
للترويج لوقوع إبادة جماعية في
دارفور. ويضيفون بأن التخطيط
لمسألة الهجرة والتسلل إلى
إسرائيل يتم من قبل بعض
المنظمات الأجنبية العاملة في
دارفور وذلك وفق سيناريوهات
متعددة ومختلفة الأمر الذي
يستوجب مزيداً من المراقبة
والمتابعة من الأجهزة المختصة
لإحباط تلك السيناريوهات
المعدة ضد البلاد. وتشير
المصادر إلى أن أسباب التسلل
والهجرة إلى إسرائيل هو البحث
عن فرص عمل، أو الرغبة في الهجرة
إلى أوروبا والولايات المتحدة
الأمريكية عبر إسرائيل، ويرى
المراقبون أنه من الطبيعي جداً
أن تستثمر إسرائيل هذه الحالة
أو الظاهرة التي أخذت في
التنامي، ويحذرون من إنتقال هذه
الظاهرة إلى الشباب والخريجين
من أبناء الشمال جراء العطالة
وعدم وجود فرص للعمل، ذلك أن
إرتفاع معدلات العطالة وسط
الخريجين يبعث على المزيد من
الإحباط الأمر الذي يدفعهم إلى
البحث عن مخرج بغض النظر عن
مخاطر هذا المخرج بالنسبة له أو
للوطن. ويوصون الجهات الرسمية
بضرورة النظر بإهتمام كافي لذلك
القطاع الحي ومشكلاته
وإحتياجاته الأساسية لممارسة
دوره الإيجابي في المجتمع. ومع
إستمرار تسلل اللاجئين
السودانيين عبر الحدود المصرية
الإسرائيلية ودخولهم لإسرائيل
تواصل الجمعيات والمؤسسات
المختلفة التوجهات والمتعددة
الأغراض في إستقبالهم، وقد تم
إستثمارهم إلى حدٍ بعيد في سبيل
تضخيم مسألة دارفور وإعطائها
بعداً إنسانياً أكثر بإستخدام
العديد من المصطلحات كالإبادة
الجماعية والتطهير العرقي
والإغتصاب وغيرها من المصطلحات
بغية تشكيل رأي عام عالمي مؤيد
للخطوات المستهدفة للبلاد على
أن تلعب وسائل افعلام الدولية
الغربية دوراً طليعياً في ذلك.
ولتضخيم الأمر أشارت وزارة
الداخلية الإسرائيلية إلى أن
عدد اللاجئين السودانيين إليها
بلغ نحو ألف لاجيء إما بحثاً عن
عمل أو طلباً لحق اللجوء. أما
الجانب المصري فقد برر عدم ضبطه
المحكم للتسلل بطول الحدود
المشتركة بين مصر والسودان
ووعورتها في بعض المناطق الأمر
الذي يجعل – حسب زعمهم – من
المستحيل عملياً إيقاف عمليات
التسلل بصورة نهائية. وقد
أشارت مصادر إسرائيلية إلى
معارضة بعض المنظمات المحلية
والدولية إزاء إعادة اللاجئين
لإفريقيا ومطالبتها بتحويلهم
لدول أوروبية، حيث أبدى وزير
العدل الإسرائيلي تأييده
لإستيعاب اللاجئين السودانيين
في إسرائيل ودول أوروبية. وقال
منسق منظمة العفو الدولية في
إسرائيل إن اللاجئين
السودانيين ليسوا متسللين أو
طالبي عمل لافتاً إلى انهم
هربوا من السودان ومصر بسبب
المأساة التي يعيشونها هناك. وعلى
إثر ذلك تبادلت وزارتا الداخلية
في السودان وإسرائيل الإتهامات
بشأن قضية اللاجئين السودانيين
وصلت إلى حد المفاصلة بإتخاذ
الإجراءات القانونية ضد
اللاجئين من الجانب الإسرائيلي
فيما وصفت وزارة الداخلية
السودانية الممارسات التي
تتخذها إسرائيل (بالميلودراما)في
ظل المصير الغامض الذي يكتنف
اللاجئين وحياتهم. واتهم وزير
الداخلية البروفيسور الزبير
بشير طه الحكومة الإسرائيلية
بتشجيع اللاجئين على التسلل
إليها ومن ثم تسويق المشكلة
إعلامياً للإساءة إلى صورة
السودان. ويرى
المراقبون أن إهتمام إسرائيل
بلاجئي دارفور يأتي كجزء من
الحملة اليهودية التي يحركها
اليهود في كل العالم للترويج
لوقوع إبادة جماعية في دارفور.
ويضيفون بأن التخطيط لمسألة
الهجرة والتسلل إلى إسرائيل يتم
من قبل بعض المنظمات الأجنبية
العاملة في دارفور وذلك وفق
سيناريوهات متعددة ومختلفة
الأمر الذي يستوجب مزيداً من
المراقبة والمتابعة من الأجهزة
المختصة لإحباط تلك
السيناريوهات المعدة ضد البلاد.
وقد عزا بعض الخبراء ظاهرة لجوء
السودانيين لإسرائيل نتيجة
الثغرة التي حدثت عقب أحداث
ميدان التحرير بالقاهرة وتفضيل
السودانيين لإسرائيل دون الدول
العربية، مشيرين إستغلال
إسرائيل لهجرة السودانيين ككرت
سياسي للمساومة بموضوع بما عرف
بالإبادة الجماعية في دارفور. وفي
أغسطس من العام 2007م كشفت مصادر
مصرية أن الحكومة المصرية رصدت
إدعاءات عدد من الساسة
الإسرائيليين بتعاطفهم مع
الأشخاص الذين يتسللون بطرق غير
شرعية عبر الحدود المصرية
الشرقية إلى داخل إسرائيل
ومحاولة هؤلاء السياسيين
الظهور بمظهر المتباكي على حقوق
الإنسان في الوقت الذي يعلم فيه
الجميع مدى فداحة ما يرتكبه
الجانب الإسرائيلي من إنتهاكات
ضد حقوق الإنسان. وقد ظل
السودان هدفاً إسرائيلياً منذ
عقود كي لا يكون يوماً ما ظهيراً
إستراتيجياً للعرب في حربهم مع
إسرائيل، ولم يكن الدعم
الإسرائيلي لحركة التمرد في
الجنوب نهاية المطاف بل بدايته
إذ وجدت إسرائيل ضالتها في
السودان من خلال مشكلة دارفور،
وبدأت في عرض مساعداتها للحركات
المسلحة في دارفور، مستفيدةً من
دول الجوار التي ارتبطت معها
بإتفاقيات سياسية وأمنية
وعسكرية. ويلخص
الدكتور محمد النحَّال الأهداف
الإستراتيجية الإسرائيلية في
السودان في السيطرة على مياه
البحر الأحمر لتأمين خط الملاحة
للسفن الإسرائيلية من ميناء
إيلات إلى الموانيء الإفريقية
على البحر الأحمر وغيرها من
الموانيء العالمية، فهي تريد أن
تنسف مفهوم البحر الأحمر كبحيرة
عربية، ولحصول على مياه النيل
ذلك أنها تعاني من مشكلة مياه
حقيقية فهي تضغط بإستمرار على
دول حوض النيل للسماح لها
بالإستفادة من مياه النيل، كذلك
إيقاف المد الإسلامي في إفريقيا
يعتبر هدفاً إسترتيجياً
إسرائيليَّاً حيث يعتبر
السودان النافذة العربية على
الدول الإفريقية، ويعتبر غرب
السودان الأكثر تأثيراً
وفاعلية في نشر الدين وامتداده
إلى عمق إفريقيا، هذا إضافةً
إلى الإستفادة من الموارد
الإقتصادية التي يذخر بها
السودانالزراعية منها
والحيوانية والمعدنية والتفطية
وغيرها من الموارد والثروات
التي لم تخف عن الحركة
الصهيونية منذ بداية القرن
العشرين. مرتكزات
الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه
السودان: عملت
إسرائيل على ألاَّ يكون السودان
مصدر قوة لمصر التي لعبت دوراً
مهماً في الصراع مع إسرائيل،
وعليه سعت لإفشال الوحدة بين
مصر والسودان منذ عام 1952م،
وقبيل إستقلال السودان بدأت
إسرائيل مساعدة التمرد بالجنوب
لإضعاف المركز وقوى الشمال، فقد
صنَّفت إسرائيل السودان على أنه
دولة معادية خاصةً أنه شارك
بالفعل – من وجهة نظر إسرائيل –
في الصراع مع إسرائيل من خلال
مساعدة مصر بوحدات من الجيش
السوداني كمساعدة عسكرية، وجعل
أرضه في الشمال الشرقي تحت تصرف
القيادة المصرية لنصب صواريخ
أرض جو لإفشال أي عملية إلتفاف
على الجيش المصري لضرب السد
العالي. ولم
تغيِّر العلاقة التي نشأت بين
المخابرات الإسرائيلية
والمخابرات الإسرائيلية في عهد
الرئيس السابق جعفر محمد نميري
من توصيف الحالة بين إسرائيل
والسودان، بدليل أن إسرائيل رغم
نجاحها في وجود علاقة مع مركز
القيادة السودانية إلاَّ أنها
لم تتوقف عن دعمها لحركة التمرد
في الجنوب. ومع
مجيء (ثورة الإنقاذ الوطني) بدأت
إسرائيل تعيش حالة من القلق
خاصةً بعد إدراك حقيقة أن
الحركة الإسلامية وراء ذلك
الإنقلاب. وقد كشف بنيامين
نتنياهو (حزب الليكود) بشكلٍ
واضح أن السياسة الإسرائيلية
تجاه السودان تقوم على أساس
العمل لإسقاط الحكومة وتغيير
النظام، وهو ما عرضه نتنياهو
أمام الكونغرس الأمريكيعام 2002م
حيث طالب الحكومة الأمريكية
بالعمل على إسقاط ستة أنظمة في
الشرق الأوسط من بينها السودان.
ومازالت إسرائيل تمارس سياستها
المعتمدة ضد السودان منذ عقود
والتي ترتكز على نظرية التخوم
أو سياسة شد الأطراف وذلك من
خلال استمرار دعمها لحركات
التمرد في الجنوب في السابق وفي
دارفور حالياً، فلم تتغير تلك
السياسة على الرغم من حدوث
الكثير من المتغيرات والتبدلات
الإقليمية إذ ما تزال متمسكة
بشكل متزايد على شد الأطراف
بهدف ضعاف المركز حتى الإنهيار
بغض النظر عن البديل المرشح
لحكم السودان. أوجه
النشاط الإسرائيلي في دارفور: ويورد
الدكتور محمد النحَّال في"قضية
دارفور في ضوء النظرية
الإسرائيلية: من المركز إلى
المحيط" أنه " ليس هناك
دليل على أن إسرائيل ساهمت في
نشوء أزمة دارفور، ولكن الثابت
أنها بدأت دورها عندما فكَّرت
بالإستفادة من تداعيات الصراع،
فقامت بالإتصال بحركة تحرير
السودان، وتم ترتيب اللقاء
الأول مع مجموعة قيادية من
الحركة على رأسها (شريف حرير)
الأمر الذي تسبب في زعزعة كيان
الحركة ومن ثم الإعلان عن حالة
إنشقاق لبعض القيادات منها.
ومثلما كان الدعم العسكري
الإسرائيلي سخيَّاً لحركة
التمرد في الجنوب كان أكثر
سخاءاً لحركات التمرد بدارفور،
وهو ما تمخض عنه اجتماع التحالف
الفيدرالي السوداني المعارض مع
مسؤولين إسرائيليين في السفارة
الإسرائيلية بكينيا، وبنفس
الطريقة التقليدية في إيصال
السلاح كانت إريتريا هي الوسيط
لما ترتبط به من علاقات حميمة مع
إسرائيل، وقد نقلت وسائط
إعلامية إعترافات بعض أعضاء
حركة العدل والمساواة ممن تلقوا
تدريبات على حرب العصابات في
معسكرات الجيش الإسرائيلي في
فلسطين". ولاشك
في أن النشاط الأمني الإسرائيلي
له مداخله الخاصة وفقاً للسياسة
الأمنية الإسرائيلية وأجهزتها
الأمنية الخاصة، إلاَّ أنه من
المؤكد أن أي علاقة سياسية أو
عسكرية تكون إسرائيل طرفاً فيها
لابد لها أن تكون متزامنة مع
نشاط استخباري وذلك بحكم طبيعة
الكيان الإسرائيلي القائم على
نظرية الأمن. ولذلك تفسَّر مهمة
البعثة الطبية الإسرائيلية
التي أرسلت إلى معسكرات
اللاجئين السودانيين في تشاد
على أنها مهمة أمنية قبل أن تكون
مهمة إنسانية. وما ينبغي
التنبُّه إليه هو أن جميع
البعثات الإنسانية الإسرائيلية
التي ترسل لتقدم الإغاثة
والرعاية الصحية للمتضررين من
الصراعات الأهلية أو حتى
الكوارث الطبيعية هي ذات طابع
استخباري وبتوجيه وإدارة
ومتابعة وتمويل من قبل جهاز
الأمن الخارجي (الموساد). إنسجام
الدور الأمريكي واليهودي في
دارفور: جاء في
بحث أعدته سارا فلاوندرز من
مركز الأبحاث الدولي تساؤل
استهلت به الكاتبة مقالها: "ما
الذي يؤجج أوار الحملة التي
تجتاح الولايات المتحدة من أجل
وقف الابادة الجماعية في
دارفور؟" "فقد شرعت
المنظمات الطلابية الجامعية
فجأة في تنظيم الاجتماعات
والاسترحامات والنداءات
بالتجريد والحرمان". وفي 30
ابريل 2007م نظمت مظاهرة في
واشنطن دي سي تحت شعار (انقذوا
دارفور) وبين الفينة والأخرى
ترتفع الاصوات بضرورة القيام
بعمل ما، ومناداة بقوات لحماية
النواحي الانسانية، ونشر قوات
حفظ السلام في الحال لوقف (التطهير
العرقي)، وثمة أصوات أخرى تنادي
بإرسال قوات الامم المتحدة او
قوات حلف الناتو لوقف (الإبادة
الجماعية) واقوال من قبيل (أن
لحكومة الولايات المتحدة
مسؤولية أخلاقية للحيلولة دون
حدوث هولوكوست أخرى). وما
يثير الإستغراب هو ما تورده
وسائل الإعلام من اغتصاب على
نطاق واسع ونشر صور اللاجئين.
والتهمة التي ظلت توجه هي أن
عشرات الآلاف من السكان
الأفارقة يلقون حتفهم على أيدي
المليشيات العربية التي تشد
الحكومة السودانية من أزرها.
والسودان مصنف وموسوم بأنه (دولة
إرهابية) و(دولة فاشلة) وحتى في
المسيرات المناوئة للحرب فإن
اللافتات التي ترفع تنادي بـ(الخروج
من العراق والدخول في دارفور)
وحملت صحيفة «نيويورك تايمز» في
صفحات كاملة تكراراً لتلك
النداءات. ورُب سؤال يتبادر إلى
الاذهان: من يقف وراء هذه الحملة
وما هي الاجراءات التي ينادون
بها؟ إن نظرة
خاطفة لتلك المسيرات
ولمناصريها تكشف عن دور اليمين
المسيحي الانجلكاني وابرز
المجموعات اليهودية. هذه هي
العناصر التي تتصدر حملة (انقذوا
دارفور)، وقد أوردت صحيفة «جورا
سليم بوست» موضوعاً في 27 أبريل
2007م تحت عنوان (يهود الولايات
المتحدة يتصدرون تخطيط مسيرة
انقاذ دارفور)، ووصف المقال دور
المنظمات الصهيونية البارزة في
تنظيم مسيرة 30 أبريل 2007م. وكانت
صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت
اعلاناً في صفحة كاملة ممهوراً
بتوقيعات عدد من المنظمات
اليهودية وفي مقدمتها الرابطة
اليهودية الامريكية في نيويورك
والمجلس اليهودي للشؤون العامة.
غير انه لم تكن المجموعات
الصهيونية هي وحدها التي وجهت
هذا النداء بل كان في مقدمة
الدعاة الرابطة الوطنية
الانجليكانية والاتحاد
الانجليكاني العالمي وغيرهما
من المجموعات الدينية التي كانت
تمثل أقوى المناصرين لغزو ادارة
بوش للعراق. وفي
كنساس نظمت المجموعة
الانجليكانية لقاءً تحت شعار (شروق
شمس السودان) وساعدت في توفير
الحافلات واستضافة المتحدثين
وجمعت مبالغ مالية كبيرة ونظمت
غداءً حضره زهاء (600) شخص، ولا
يمكن ان يكون كل هذا الذي يحدث
مجرد مسيرة مناهضة للحرب أو
منادية بالعدالة الاجتماعية.
وكان البيض هم اغلبية
المتظاهرين. وقد اولت وسائل
الاعلام الامريكية اهتماماً
لهذه المسيرة فاق المسيرة
المناوئة للحرب التي شارك فيها
(300000) شخص في مدينة نيويورك في
اليوم السابق أو المظاهرات التي
ضمت بضعة ملايين في شتى مُدن
الولايات المتحدة وتنادي بحقوق
المهاجرين، وقد خرجت هذه
المسيرة في اليوم التالي،
ويُذكر ان سفير الولايات
المتحدة لدى الامم المتحدة جون
بولتون ووزير الخارجية السابق
كولن باول ووزيرة الخارجية
كونداليزا رايس والجنرال كلارك
وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا
تحدثوا جميعهم مؤيدين للتدخل في
السودان. وكان متحف الهولوكوست
في واشنطن قد اصدر (التنبيه
بالقتل الجماعي) وهذا أول تنبيه
من نوعه يصدر عن المتحف. ووقّع
(35) من الزعماء المسيحيين
الانجليكانيين خطاباً الى
الرئيس جورج بوش لارسال قوات
امريكية لوقف عمليات (الابادة
الجماعية) في دارفور. وأشارت
المصادر إلى إعداد منهج قومي
للطلاب من أجل تعبئة التأييد
والدعم على مستوى القاعدة لتدخل
الولايات المتحدة في دارفور،
وكانت هيومان رايتس ووتش من بين
المناصرين لهذه الحملة. المنظمات
الأجنبية وقولبة الحقائق: تعتبر
قضية دارفور واحدة من القضايا
التى صادفت اهتماماً غير مسبوق
على خلفية تضخيم الوسائل
الإعلامية لتفاعلاتها وآثارها
حتى صارت الموضوع الأول في
قائمة الأخبار والتحليلات التى
غالباً ما تغفل عن ذكر الحقائق
ولا تلامس الواقع على الأرض. وقد
حظيت قضية دارفور بنشاط محموم
من قبل لمنظمات اليهودية في
الغرب وتلفيقها للحقائق
والمعلومات، حيث تم استخدام
قضية دارفور لفرض العقوبات على
الحكومة السودانية وبصورة
إنتقائية بل المناداة علناً
باسقاط الحكومة في الخرطوم
وقيادة حملة دولية مستمرة
وبالتركيز على واشنطن ونيويورك
وبروكسل، ولا شك في أن هنالك
أجندة أخرى وأن قضية دارفور تم
توظيفها لتحقيق تلك الأجندة
الخفية. وتشير
الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد
المنظمات الأجنبية العاملة
بدارفور ارتفع من 70 منظمة عام 2000
لأكثر من ثلاثة أضعاف حالياً،
حيث توجد في دارفور حالياً 258
منظمة أجنبية و1580 موظفاً
أجنبياًُ و14500 موظف وطني وألفا
آلية متحركة. وحصلت المنظمات
الأجنبية على إعفاءات جمركية
تزيد عن 350 مليون دولار خاصة
باستيراد الآليات. والولايات
المتحدة وحدها لديها أكثر من
ألف موظف يحملون الجنسية
الأميركية، وهناك 1100 في دارفور
يعملون في المنظمات الطوعية
ووكالات الأمم المتحدة، تليها
فرنسا ثم بريطانيا (1000 موظف)
وهناك أيضاً جنسيات أخرى من
هولندا وسويسرا وغيرهما. ومن
نماذج التجاوزات الفاضحة
للمنظمات الغربية – خاصةً
اليهودية أو المتعاونة معها - في
دارفور، منظمة الإنقاذ الدولية
حيث وصل الأمر بهذه المنظمة إلى
حد توقيع مذكرة تفاهم مع
المحكمة الجنائية الدولية
والمطالبة بتدخل القوات
الدولية في دارفور ومحاولة
تهريب طفل من معسكر كلمة بولاية
جنوب دارفور إلى خارج البلاد من
دون علم وموافقة السلطات بغرض
شن حملة دعائية. كما أن منظمة NRC
النرويجية قامت بعقد لقاءات
سرية بمعسكرات النازحين
لتلقينهم ما يقولون للزوَّار
والصحافيين الغربيين وإعداد
تقارير كاذبة بأسماء وبيانات
النساء المغتصبات بولاية جنوب
دارفور. كما تقوم منظمة كير
الأميركية – وكالة الأخبار
الإسلامية (نبأ) على موقعها http://www.islamicnews.net- بإستيعاب وتوفير غطاء لعناصر الأمن
والإستخبارات الغربية وتنظم
زيارات للوفود الإعلامية بغرض
جمع المعلومات والتصوير بغرض
إقامة حملات لجمع التبرعات
وتأليب الرأي العام الدولي على
السودان. ومنظمة رعاية الطفولة
البريطانية أصدرت بيانا يدعي
استخدام الحكومة للطيران
الحربي كما أصدرت منظمة «أوكندن
أنترناشونال» بياناً يطالب
بالحكم الذاتي للبجا ودارفور.
ومن أسوأ ما تقوم به هذه
المنظمات المعادية استغلالها
للمنابر الإعلامية الدولية
لتبرير وجودها في دارفور
واستدرار عطف المانحين وتكثيف
الضغوط على الحكومة السودانية
واستمرار الأزمة لأطول وقت ممكن.
وقد أكد الخبير القانوني
المعروف بروفيسور بركات موسى
الحواتي أن مقولة أحد عناصر
الموساد "لا بد من سياسة فتح
العين على السودان" تؤكد أن
إسرائيل مهتمة بالسودان. ولمعرفة
حقيقة الدور الصهيوأمريكي في
أزمة دارفور لا بد من تتبع أهداف
السياسة الأمريكية في العالم،
ومن ثم الإستراتيجية الأمريكية
في الشرق الأوسط وإستراتيجيتها
في إفريقيا، حيث تتقاطع
الإستراتيجيتان في السودان،
ومن ثم يمكن عن طريق ذلك محاولة
استكشاف القوانين والسنن التي
تجري عليها الأمور، كما يمكن
محاولة تتبع مسار المشكلة
مستقبلاً – وحين يأتي الحديث عن
أمريكا فإن الأمر يتعلق أيضاً
بالحركة الصهيونية العالمية
وإسرائيل الحليف الإستراتيجي
لأمريكا، فهي تكاد تمثل واجهات
لعملة واحدة في هذا العصر -
فهناك من يظن أن التوجهات
الأمريكية نحو السودان حديثة،
ولكن منذ منتصف الخمسينيات كانت
أمريكا تدرك أهمية منطقة شرق
إفريقيا والقرن الإفريقي، فكان
إعلان (دالاس) وزير الخارجية
الأمريكي في أواخر الخمسينيات:
"إن اعتبارات الأمن في منطقة
البحر الأحمر هي التي حتمت
علينا أن نضم أريتيريا إلى
الحبشة". الإستراتيجية
الأمريكية تجاه السودان
وارتباطاتها بالإستراتيجية
الإسرائيلية: إن رؤية
الإستراتيجية الأمريكية نحو
السودان يتداخل معها عاملان
مهمان هما:- الأول:
الإستراتيجية الأمريكية تجاه
إفريقيا بصفة عامة. والثاني:
المخططات الأمريكية حيال الشرق
الأوسط. بالنسبة
للإستراتيجية الأمريكية تجاه
إفريقيا يمكن ملاحظتها من خلال
التصريح الذي عبر عنه (كلينتون)
أثناء زيارته لغانا خلال الفترة
من 23/3/1998م إلى 2/4/1998م: "لقد آن
الأوان لأن يضع الأمريكيون
إفريقيا الجديدة على قائمة
خريطتهم". ومن خلال كثافة
الزيارات التي قام بها مسؤولون
أمريكيون رفيعو المستوى إلى
إفريقيا في الفترة التي تلتها
تمثلت في زيارة أولبرايت وزيرة
الخارجية الأمريكية في سبتمبر
1997م وزيارتها في أكتوبر 1999م،
وجولة كلينتون في مارس 1998م. وفي
عام 2001م أخذ الاهتمام الأمريكي
بُعداً آخر عندما طرح المسؤولون
الأمريكيون مبادرة جديدة في هذا
المجال أُطلق عليها (مشروع
مبادرة مواجهة الأزمات
الإفريقية)، وبدأت الإدارة
الأمريكية تطبقه على الدول
الإفريقية، مستفيدة من الصفقات
العسكرية الأمريكية الخاصة مع
تلك الدول، ويهدف هذا المشروع
إلى تكوين وحدات عسكرية وطنية
بأعداد ضخمة تُقدر بـ 12 ألف جندي
قادرة على العمل بشكل فعال،
بمفردها، أو بالتعاون مع
مجموعات دولية مماثلة في مجال
حفظ السلام في كافة المناطق
المتأزمة. وشهدت
الأزمة الليبيرية تدخلاً
أمريكياً عسكرياً في أغسطس 2003م،
بعد ضغوط مارسها الرئيس بوش على
الرئيس الليبيري (تشارلز تايلور)
ليتنحى الأخير عن السلطة. ورغم
أن التدخل الأمريكي فسره بعضهم
على خلفية الارتباط التاريخي
والمعنوي بين الولايات المتحدة
وليبيريا بحكم أن الأخيرة
استوطن فيها العبيد الأمريكيون
المحررون، فإن هذا التدخل
الأمريكي كان خلفه مصالح
أمريكية – خاصةً مصالح
الجماعات الضاغطة اليهودية على
وجه التحديد- تصب في قلب
الإستراتيجية الجديدة في
التعامل مع القارة الإفريقية
يتمثل في بناء واشنطن مطار (روبرتسفيلد)
الدولي الذي يستخدم كقاعدة
رئيسية لإعادة تموين الطائرات
العسكرية الأمريكية بالوقود في
المحيط الأطلنطي، كما أن
ليبيريا بها محطة إرسال تابعة
لـ (سي آي إيه) لالتقاط كل ما يبث
في القارة. كل هذا الاهتمام يوضح
أن هناك توجهاً أمريكياً جديداً
للقارة الإفريقية. ويمكن ملاحظة
هدفين رئيسيين تسعى إليهما
الإدارة الأمريكية في المنطقة:- أولهما:
استغلال القارة اقتصادياً، وهو
ما تسميه أمريكا الإدماج
الاقتصادي العالمي أو الشراكة
الاقتصادية. وثانيهما:
النظرية الأمنية الأمريكية
والتي ترى أن أمن أمريكا يمتد
عبر البحار مثل قضايا انتشار
الأسلحة غير التقليدية
والإرهاب والمخدرات والبيئة
وغيرها. أما
الإستراتيجية الأمريكية في
الشرق الأوسط فيلخصها (كولن
باول) وزير الخارجية الأمريكية
السابق في جزء من شهادته أمام
لجنة العلاقات الخارجية بمجلس
الشيوخ التي عقدت يوم 6/2/2003م
فيقول: إن الإطاحة بصدام حسين
ونظامه يمكن أن تؤدي إلى إعادة
تشكيل الشرق الأوسط بطريقة
إيجابية بالنسبة إلى الولايات
المتحدة وحلفائها. وقد ظهر
للكثيرين أن مسألة القرار
الأميركي تجاه العراق ليس
قراراً ظرفياً، وليس قرار ردة
فعل على ممارسة عراقية معينة،
بل إن مسألة التعاطي بالقرار هي
جزء من نظرة إستراتيجية للإدارة
الأميركية وفق أسلوب تعاطيها
وتواجــدها. وينطلق التغيير
الذي تريده الولايات المتحدة
للمنطقة عبر محورين هما:- المحور
الأول يتمثل في النظم العربية
نفسها من حيث بنيتها والتفاعلات
الداخلية والخارجية لهذه
النظم، ووفق التصور الأمريكي
هناك نوعان من النظم:- الأول:
نظم ذات علاقة خاصة مع الولايات
المتحدة كالنظام الأردني
والمصري والخليجي والمغربي
والتونسي والجزائري، وهذه
النظم تخطط الولايات المتحدة
لتغيير نظمها التعليمية
والإعلامية، وأوضاعها السياسية
والاقتصادية وفق آليات تغيير
سلمية بالتنسيق مع حكومات تلك
الدول وذلك من خلال اللجوء إلى
الضغوط الدبلوماسية والمنح
والمعونات والبعثات التدريبية
لنخبة معينة وبرامج الشراكة
الاقتصادية. الثاني:
فهي نظم غير صديقة لأمريكا مثل
النظام السوري والليبي
والسوداني والعراقي في عهد صدام
حسين، وهذه تمارس معها الإدارة
الأمريكية الآليات غير السلمية
كالعقوبات الاقتصادية أو
الوسائل العسكرية. وهذه لها
صورتان: الأولى هي التلويح
بالقوة العسكرية المصاحب للضغط
الدبلوماسي كما حصل مع سوريا،
واستجابت ليبيا للضغوط، وما
يحدث حالياً مع السودان، أو من
خلال عمل عسكري مباشر يتمثل في
شن حرب شاملة أو جزئية مثلما حدث
مع النظام العراقي. أما المحور
الثاني للتغيير الذي تريد
الإدارة الأمريكية ممارسته فهو
يتعلق بتغيير الوضع الجيوسياسي
للمنطقة وخاصة ما يتعلق
بالحدود، وهناك نظريات أمام
الإدارة الأمريكية تتمثل في:- -
الإبقاء على الوضع الحالي للدول
في الخلط بين الأنظمة
والكيانات، والتي سادت في حقبة
النصف الأخير من القرن العشرين،
بحيث كان بعض الحكام يمزجون بين
حتمية استمرار النظام السياسي
القائم ووحدة الكيان الوطني. - تجزئة
المنطقة العربية إلى كيانات
عرقية وطائفية. ولذلك
لايمكن تصوُّر أن أحداث دارفور
أتت في توقيتها بمعزل عن السياق
السابق، فهي تمثل نموذجاً
مثالياً للأهداف الصهيوأمريكية
في العالم والتي سبق ذكرها
فالثروة التي تكمن في السودان،
ودارفور تحاذي بحيرة النفط
الممتدة من إقليم بحر الغزال
مروراً بتشاد والكاميرون هي من
الأسباب التي جعلت أمريكا تهتم
بتلك المنطقة؛ ناهيك عن حفرة
النحاس المتاخمة التي يقال إنها
غنية بالمعادن لا سيما
اليورانيوم، وألمحت صحيفة
الجارديان البريطانية الواسعة
الانتشار إلى أن النفط سيكون
القوة الدافعة الرئيسية في أي
غزو عسكري خارجي للسودان، وخلصت
إلى أن التدخل العسكري المحتمل
في السودان سيوفر خزان نفط
ضخماً وغير مستغل في جنوب إقليم
دارفور وجنوب السودان لا سيما
أن هناك دافعاً آخر يبدو
بارزاً، وهو أن امتياز استخراج
النفط تتمتع به الشركة القومية
الصينية للبترول, باعتبار أن
الصين هي أكبر المستثمرين في
النفط السوداني. والاهتمام
الأمريكي بنفط السودان لا يعود
فقط إلى أن اكتشافه تم على يد
شركة شيفرون الأمريكية التي
أنفقت ما يفوق مليار دولار على
نشاطها هناك قبل خروجها في عام
1992م، وأن كل النفط السوداني
الذي تستمتع به الشركات الصينية
والماليزية والهندية يأتي من
حقول اكتشفتها شيفرون، وإنما
يعود كذلك إلى إمكانية نقل
النفط السوداني عبر تشاد الذي
يتم نقله حالياً عبر خط طوله 1610
كلم إلى ميناء بشائر على البحر
الأحمر. وحسب مصادر رسمية يقدر
احتياطي السودان من النفط
بحوالي 2 مليار برميل من المتوقع
زيادتها إلى 4 مليارات برميل عام
2010م. كل هذا يجعل شهية الولايات
المتحدة مفتوحة لالتهام هذا
المنجم المفتوح. أما
البعد الديني في مشكلة دارفور
وهو عامل متجذر في السياسة
الأمريكية، فيظهر جلياً في
التهافت التنصيري على دارفور،
وهو اندفاع علني، ولا يمكن لأي
باحث سياسي تجاهله. وقد حذر
المهندس (الحاج عطا المنان) والي
جنوب دارفور السابق من وجود
بوادر حملة تنصيرية بدارفور،
وكشف لدى لقائه وفد الحكومة
الزائر لولايته عن قيام عدد من
رجال الدين المسيحي بتوزيع كتب
التنصير على المواطنين في
محاولة لتنصيرهم وإبعادهم عن
الدين الإسلامي. وقال عطا
المنان: إن الخطر الحقيقي ليس في
التدخل الخارجي بالسلاح، ولكن
في تنصير مواطني دارفور الذين
عُرفوا بحبهم للقرآن وكتابتهم
للمصحف الشريف. وقد
كشفت المصادر الرسمية أن عدد
المنظمات التنصيرية الأوروبية
والأمريكية العاملة في دارفور
يبلغ أكثر من 30 منظمة تقوم
بأدوار في غاية الخطورة، وتستغل
العمل الإغاثي في عمليات
التنصير في دارفور التي يعتبر
غالبية سكانها مسلمين، ولا يوجد
بها كنيسة واحدة. ومن بين
المنظمات التنصيرية التي كرست
جهودها مؤخراً في دارفور: منظمة
ميرسي كوربس الأمريكية
الإنجيلية التي قضت 25 عاماً
بالتنصير في جنوب السودان. إن
الهيمنة واستعراض القوة
الأمريكية بالنسبة للسودان
يتحقق من خلال محورين أساسيين
هما:- المحور
الأول: مواصلة التربع على قمة
النظام الدولي مع استبعاد القوى
الأخرى. ولدارفور أهمية جغرافية
تتمثل في أنها المدخل إلى غرب
إفريقيا. والغرب الإفريقي
سياسياً واستراتيجياً تعتبره
فرنسا منطقة نفوذ تقليدي لها،
ولا تسمح بمساس نفوذها ومصالحها
هناك. وعلى هذا الأساس فإن تدهور
الأوضاع بالمناطق المجاورة
لنفوذها يؤثر على مصالحها،
ودارفور تلاصق حدوداً مفتوحة
على مناطق النفوذ الفرنسي: تشاد
وإفريقيا الوسطى. المحور
الثاني هو على صعيد امتلاك
أسباب القوة ويتمثل في خطة
الولايات المتحدة لتغير الشرق
الأوسط، والتي بلورتها إدارة
بوش في مشروع الشرق الأوسط
الكبير، والسودان نموذج أمثل
لذلك التغيير؛ وهدف ذلك إعادة
تركيب النظام السوداني وفق
للأسس سالفة الذكر. اللوبي
اليهودي الامريكي وتأثيره في
المسالة الدارفورية: أشارت
المصادر إلى أن منظمات اللوبي
اليهودي الامريكي تعمل تحت غطاء
اربع مجموعات فى الولايات
المتحدة الامريكية ضد السودان
مما جعل الولايات المتحدة
الامريكية تصعد خطابها
ومواقفها العدائية تجاه
السودان بسبب تاثير مجموعات
الضغط والتى كان آخرها قرار
العقوبات الاقتصادية ومحاولة
تمرير العقوبات بواسطة مجلس
الامن. واشارت
المعلومات بأن من اهم هذه
المنظمات: المنظمة الامريكية
اليهودية للخدمة العالمية
والتى يرأسها اليهودى روث
ماسينجر وهى من اكبر المنظمات
الداعمة لليهود فى الولايات
المتحدة الامريكية ويأتي بعدها
مجلس مختص بالدفاع عن اسرائيل
داخل الكونغرس الامريكي ويأتي
بعد ذلك تنظيم متحف الهولوكست
وتهدف من كل ذلك حماية أمن
اسرائيل من خلال تشويش صورة
العرب داخل الولايات المتحدة
الامريكية ومحاربة الحكومات
الاسلامية وقد قامت هذه
المنظمات باشعال التظاهرة
الشهيرة فى العام 2006 فى شهر
فبراير التى نظمها تحالف انقذوا
دارفور الذى يترأسه روث ماسينجر
والذى يضم فى عضويته 161 من
منظمات المجتمع المدنى
بالولايات المتحدة الامريكية
وأوروبا وناشطين فى مجال حقوق
الانسان من مختلف انحاء العالم
وينشط التحالف فى توصيف ما يجرى
فى دارفور على انه ابادة جماعية.
وقد استطاع هذا التحالف حشد
مئات المتظاهرين فى معظم انحاء
الولايات المتحدة الامريكية
وأوروبا تحت دعاوى وقف الابادة
الجماعية، ويربط هذا التحالف
الاوضاع بدارفور فيما يعرف
بضحايا مذبحة الهولوكوست
اليهودية فى اختلاق الاكاذيب
وتضليل الرأى العام الامريكى
بوقائع لا وجود لها على ارض
الواقع. المنظمات
اليهودية الأمريكية: ومن
أهمها المنظمة الأمريكية
اليهودية للخدمة العالمية (اغاثية)
American
World Services ويرأسها اليهودي روث ما سينجر (Ruth
Messenger) وهي من أكبر المنظمات الداعمة
لليهود في الولايات المتحدة
الأمريكية ويأتي بعدها المجلس
اليهودي الأمريكي للعلاقات
العامة (AIPAC) وهو
مجلس مختص بالدفاع عن إسرائيل
داخل الكونغرس الأمريكي ويتبنى
خيارات من شأنها ان تدعم الدولة
اليهودية داخل الولايات
المتحدة الأمريكية ويأتي بعد
ذلك تنظيم متحف الهولوكوست (Holocaust Muskegon)
وتتميز كل هذه المنظمات
اليهودية داخل الولايات
المتحدة الأمريكية بوحدة الهدف
والعمل في تناغم من أجل التحريض
على العرب بشكل عام حتى يتم
تشويه صورة العرب داخل الولايات
المتحدة الأمريكية في محاولة
للضغط على متخذي القرار في
الإدارة الأمريكية حتى تواصل
ضغطها هي الأخرى على الدول
العربية والإسلامية والتي من
بينها بلا شك السودان وهو آخر
معلن لهذه المنظمات اليهودية
داخل أمريكا وهو حماية أمن
إسرائيل القومي وجعله مربوطاً
بأمن الولايات المتحدة ومحاربة
الحكومات الإسلامية بدون هوادة
من أجل الحفاظ على إسرائيل التي
يرون أن الإسلام يشكل أكبر
الأخطار المحتملة بالنسبة لها
في مقبل الأيام، لذلك تراهم
يدفعون أمريكا للضغط على الدول
الإسلامية من أجل تغيير
المناهج، ومن أهداف هذا الثلاثي
اليهودي أيضاً إسقاط النظام
القائم في السودان. وقد قام هذا
الثلاثي ومنظمات أخرى بإشعال
التظاهرة الشهيرة في فبراير 2006م
من أجل إنفاذ دارفور التي كونت
لها لجنة من عدة أطراف داخل
المجتمع الأمريكي والغريب في
الأمر والذي عد مفارقة حينها ان
هذه التظاهرة لم يكن فيها أي شخص
إفريقي أو ذو أصول إفريقية،
وهذه المنظمات اليهودية تعمل
بالتناوب والتناغم مع اليمين
المسيحي المتطرف، فبينما كان
اليمين المسيحي المتطرف يتصدر
الشارع الأمريكي في قضية الجنوب
وتدعمه المنظمات اليهودية
المذكورة أعلاه صارت المنظمات
اليهودية تتصدر الآخرين في قضية
دارفور ويدعمها بقوة اليمين
المسيحي المتطرف. المنظمات
الإفريقية الأمريكية: وهذه
تنقسم إلى قسمين الأول يرى ان
قضية دارفور قضية دولية يجب
الاهتمام بها من قبل الإدارة
الأمريكية ومن المنظمات ويقف
بذلك مع المنظمات اليهودية
واليمين المسيحي المتطرف
والآخر يرى أنها عبارة عن فرقعة
إعلامية لا تستحق كل ذلك وأنها
لا تمثل مهدد للسلم والأمن
العالميين، وضمن هذه القائمة
تأتي منظمة (NAACP) وهي إحدى منظمات الأمريكان السود أو
الأفارقة وتعمل للضغط على
الحكومة السودانية وتدعم فرضية
حرب الابادة الجماعية في دارفور
ومعلوم أن لهذه الفرضية تأثيرها
على المجتمع الأمريكي الذي هو
معد سلفاً بمحرقة اليهود في
ألمانيا النازية والتي لم يتم
التأكد من صحتها حتى الآن لذلك
حينما تخرج مظاهرات في أمريكا
يدعمها الأمريكان من أصول
إفريقية ومسلمين في المجتمع
الأمريكي يكون لها تأثير كبير
على واضعي السياسات رغماً عن أن
الشخصيات المسلمة التي تتحدث في
قضية دارفور شخصيات غير معروفة
بالنسبة للأمريكان، وفي
الاتجاه الآخر من هؤلاء يوجد
المسلمون من أصول إفريقية
والمسلمون الأمريكان بشكل عام
على رأس هؤلاء زعيم أمة الإسلام
لويس فرخان والقوميون الأفارقة
لا يتفقون مع نظرية الابادة
الجماعية أو التطهير العرقي
الفكرة التي ينادي بها السود
المتشددين الذين يصورون الحرب
في دارفور على أنها بين العرب
والأفارقة حتى يثيروا الرأي
العام الأمريكي على حكومة
السودان وعلى الوجود العربي في
السودان ولكن يبقى تأثير
المجموعات الزنجية المناوئة
للحكومة السودانية كبيراً نسبة
لأنها تقف في نفس الاتجاه الذي
تقف فيه المجموعات اليهودية
واليمين المسيحي المتطرف وتلقى
الدعم منهم. اليمين
المسيحي المتطرف: (Extreme
Christian Riot) وهذا
يعتبر القاعدة الشعبية التي
يعتمد عليها الرئيس الأمريكي
جورج دبليو بوش والذي وان
تواترت الآراء والتحليلات
رابطة إياها بالانتماء إلى
اليمين المسيحي المتطرف فإنه لا
يوجد ما يثبت انتماءه بشكل
حقيقي له ويعتبر الأب الفعلي
لليمين المسيحي المتطرف في
الولايات المتحدة فرانكلين جرا
هام (Franklin graham) المعروف بعدائه للإسلام وللحكومة
السودانية ويعتبر فرانكلين
جراهام صاحب المقولة المثيرة
للجدل (الإسلام دين شرير) وهو
المستشار الديني للرئيس
الأمريكي جورج بوش وهو الذي
أشرف على أداء الرئيس الأمريكي
جورج بوش للقسم حين قدومه للبيت
الأبيض وهو يرأس منظمة من
منظمات اليمين المسيحي المتطرف
والتي كانت لديها جهود في نشر
المسيحية في دارفور وقد وضعت
هذه المنظمة على موقعها في
الإنترنت الآتي نصه: "في
السابق كانت جهودنا لنشر
المسيحية فرد لفرد وسط مسلمي
دارفور الذين يعيشون في
المجتمعات شرق تشاد ونحن من أجل
ذلك نجمع الأموال حتى تأتي
مملكة الإله ويتم نشر نور
المسيح حتى يشرق على دارفور"
وهذه المنظمة التي تدعى (Sudan
Sunrise) تعمل
مع المنظمات اليهودية السالفة
الذكر وبتنسيق مع روث ماسينجر
والتي أعلن الصحفي اليهودي
المعادي للصهيونية والمعادي
لتنظيم أنقذوا دارفور (جوكي
مارتيلو) إن الأموال التي قاموا
بجمعها أعطى منها نازحي دارفور
مبلغ ثلاثة مليون دولار وذهب
الباقي لجهود اللوبي اليهودي في
أمريكا. الليبراليون
ونجوم هوليود: ويوجد
تيار رابع يضغط داخل الولايات
المتحدة من أجل التأثير على
الرأي العام داخل الولايات
المتحدة لتحريك قضية دارفور
ويتميز التيار الليبرالي بأنه
ينادي بحق التدخل الإنساني وحق
الحماية للمواطنين ويرى كذلك أن
الولايات المتحدة من حقها ان
تتدخل في أي دولة ترى ان هناك
تهديد على جزء من مواطنيها
وأغلب أعضاء هذا التيار كانوا
أعضاء في إدارة بيل كلينتون في
الخارجية ومستشارية الأمن
القومي ومن أبرز رموز هذا
التيار جون نبد كلينتون وسوزان
رايس ويقف مع هذا التيار تيار
آخر يضم عدد كبير من نجوم هوليود
وأباطرة صناعة السينما في
الولايات المتحدة الأمريكية
وهم ينطلقون من قاعدة إرضاء
النفس وركوب الموجة التي تتبنى
تدخل عسكري في دارفور وعلى رأس
هؤلاء النجوم جورج كليني وبن
سيفلد وهم ينطلقون من نفس
الفرضية التي ينطلق منها أعضاء
التيار الليبرالي. وتعتبر
تلك التيارات الأربعة داخل
الولايات المتحدة الأمريكية هي
التيارات الرئيسية المكونة
لتحالف أنقذوا دارفور الذي
ترأسه (روث ما سينجر) وقد قام هذا
التحالف باستقطاب عدد كبير من
المنظمات الإسلامية والمسيحية
التي لا يعرف عنها المواطن
الأمريكي كثيراً ويحاول
التضييق على الحكومة السودانية
ويعمل اليهود تحديداً في
الولايات المتحدة على تشبيه ما
يحدث في دارفور بالمحرقة التي
حدثت لليهود في ألمانيا النازية
حتى ينالوا التعاطف من العالم
الغربي المصاب بعقدة الذنب تجاه
ذلك الحدث. من جانب
آخر فمنذ أن عارض السودان الحرب
التي قادتها الولايات المتحدة
ضد العراق عام 1991م فإن سياسة
الولايات المتحدة من كلا
الحزبين الديمقراطي والجمهوري
استهدفت زعزعة الحكومة
السودانية وبالتالي مهما
تعاونت الحكومة السودانية فإن
الولايات المتحدة عازمة على
المضي قدماً في تنفيذ خططها
العدائية المستهدفة لوحدة
السودان وأمنه واستقراره. ومن
خلال المتابعة للجهود
السودانية التي بذلت لتطبيع
العلاقات مع الولايات المتحدة
والعقبات التي حالت دون الوصول
إلى ذلك الهدف المنشود يتضح أنه
لا علاقة لملف دارفور أو قضية
أبيي أو التحول الديمقراطي أو
القضايا الأخرى بقضية العلاقات
بين الخرطوم وواشنطون، إذ أنها
لا تعدو أن تكون قضايا مستخدمة
وفق "التكتيك المرحلي لا
الاستراتيجي"، لأن الإدارات
الأمريكية درجت دوماً على
استخدام "قضية ما"
وتوظيفها في علاقتها مع الخرطوم
لأهدافها هي، لا وفق مقتضى
العلاقات في صيرورتها
الطبيعية، ولذلك أبدت الحكومة
رغبة أكيدة في التعاون مع
أمريكا فإنها تضع بعض العقبات
أو الشروط الإبتزازية. الدور
الإسرائيلى في تدويل أزمة
دارفور في إطار
الإستهداف الخارجي الأمريكي
والإسرائيلي كشفت تطورات
الأحداث وتصاعدها فى دارفور عن
تورط إسرائيل وضلوعها فى دعم
حركات التمرد بها من خلال
القيام بتدريب المتمردين ومدهم
بالأسلحة، وإغراق دارفور
بالسلاح، حتى أصبحت دارفور
مورداً أساسياً للسلاح
الإسرائيلي فى إفريقيا خلال
الفترة الأخيرة، وهو ما يشير
إلى الأهمية التي توليها
إسرائيل لملف دارفور، وأنه أصبح
يمثل مرتكزاً رئيسياً على أجنده
الاستراتيجية الإسرائيلية حيال
السودان. ولعل هذا ينسجم مع
التقرير الصادر عن الأمم
المتحدة والذي يحمل إسرائيل
مسؤولية قتل آلاف بل ملايين
الأفارقة من خلال تغذيتها
لمناطق النزاعات على مستوى
العالم وإفريقيا على وجه الخصوص.
نظرية (شد
الأطراف): ينظر
للسودان فى الفكر الاستراتيجي
الإسرائيلى على أنه مجموعة
عرقيات وأقليات تختلف فيما
بينها. وانطلاقاً من هذه النظرة
اتخذت إسرائيل من السودان حقلاً
لتطبيق استراتيجيتها المعروفة
بـ (شد الأطراف ثم بترها) والتى
يتلخص مضمونها فى إقامة علاقات
تحالفية مع الجماعات الإثنية
والعرقية المحيطة بالدول
العربية والموجودة على أطرافها
من خلال دعمها وتشجيعها على
مناهضة السلطة المركزية،
وتحقيق الانفصال بهدف تفتيت هذه
الدول وتقويضها. ومن ثم اهتم
واضعو هذه الاستراتيجية برصد
وملاحظة كل ما يجري فى السودان
عن طريق إيجاد ركائز، إما حول
السودان أو داخله، وذلك من خلال
دعم حركات التمرد والانفصال به،
وهو ما تعتبره إسرائيل مهما
لأمنها. ولذلك
بادرت إسرائيل إلى دعم حركة
التمرد بجنوب السودان منذ
اشتعالها ومدها بالسلاح وتدريب
كوادرها وقادتها، وهو ما كان له
أثر كبير فى تقوية قدراتها
العسكرية، وتمكينها من أن تتخطى
ما كانت تحلم به من طموحات. كما
أنها قدمت الدعم بكل أنواعة
للحركات المسلحة في دارفور إما
بصورة مباشرة أو عن طريق طرف
ثالث من دول الجوار السوداني. قيادات
الحركات الدارفورية تزور
إسرائيل: أشارت
المصادر إلى أن خمسة من قيادات
جبهة الخلاص التي تنشط بدارفور
وتنطلق من الأراضي التشادية قد
قاموا بزيارة لإسرائيل تبنتها
الحكومة التشادية في بداية
فبراير 2007م لإستلام دعم مالي
لصالح الحركة من الحكومة
الإسرائيلية. وبعد إنتهاء
الزيارة والعودة مرة إلى تشاد
تم عقد إجتماع بين قادة الجبهة
للتفاكر حول توظيف الدعم في
العمل المسلح بالتنسيق مع
الحكومة التشادية، وقد بودلت
الإتهامات بين قادة الجبهة
مؤخراً بتحويل المبالغ
المرصودة للجبهة للحسابات
الخاصة لبعض القادة. نوايا
إسرائيل وضلوعها في كل ما يجري
بدارفور لم تعد خافية، وما قامت
بها جبهة الخلاص من عمليات
مسلحة أوضحت بجلاء بأن هناك دعم
خارجي متعاظم، ويتوقع
المراقبون أن تقوم الجبهة
بتنفيذ بعض الأنشطة العسكرية في
الفترة القادمة وخاصة في
المناطق الحدودية مع تشاد. وقد
كشفت التطورات في دارفور وتصاعد
أحداثها عن تورط إسرائيل في
تقديم الدعم اللوجستي لمتمردي
السودان بالتنسيق مع الولايات
المتحدة الأمريكية وذلك من خلال
تدريبهم وتسليحهم. فقد قامت
واشنطن برعاية اللقاء الذي تم
بين جون قرنق - الرئيس السابق
للحركة الشعبية لتحرير السودان
- وزعماء حركات التمرد بدارفور
عام 2004 وذلك للتنسيق بين الحركة
الشعبية وحركات التمرد في
دارفور من جانب - ومد الجسور بين
إسرائيل وزعماء حركات التمرد
بدارفور من جانب آخر. وقد تزامن
عقد هذا اللقاء مع صدور الدراسة
الاستراتيجية الأمريكية السرية
حول السيناريو الخاص بتقسيم
السودان إلى ثلاث دول إحداها
دولة في دارفور موالية
لإسرائيل، فإسرائيل استغلت
وجودها في إريتريا وأقامت
مركزاً لتدريب قوات حركات
التمرد في دارفور وتسليحهم، وقد
قامت إريتريا – حسب المصادر -
برعاية الاجتماعات التى تمت بين
زعماء متمردي دارفور وعسكريين
إسرائيليين ومن أهمها الاجتماع
الذي تم بين مسؤول ملف القرن
الإفريقي في الموساد "الجنرال
بنيامين يوشع" وقادة حركة
التمرد في دارفور وقرنق كما
قامت إسرائيل بدفع عدد من شبكات
الاتجار بالسلاح لتهريب السلاح
إلى دارفور وتوصيله إلى حركات
التمرد. إلى ذلك
نشرت صحيفة (هآرتس الإسرائيلية)
في وقتٍ سابق أن السلطات
الإسرائيلية التي تتغنى
بالحفاظ على حقوق الإنسان،
انتهكت بشكل فظ ووحشي حقوق
اللاجئين السودانيين الذين
فروا من إقليم دارفور بسبب
الحرب الأهلية هناك، وعبروا
الحدود (الإسرائيلية) - المصرية
خلسة ودخلوا إلى أراضي الدولة
العبرية، حيث قامت المخابرات
الإسرائيلية باعتقالهم، ومن
هنا بدأ مسلسل الإهانة والتعذيب
والتنكيل بهم والإصرار على
طردهم. وقد
يتساءل المرء: لماذا هرب البعض
من دارفور إلى (إسرائيل) علماً
بأن الدارفوريين كلهم من
المسلمين ؟ وقد أشار بعض من
المراقبين إلى أن الإجابة
ببساطة تكمن في أن اللوبي
الصهيوني في الولايات المتحدة
وفي بريطانيا أيضاً تولى مهمة
التصعيد ضد السودان، لا رغبة في
مساعدة الدارفوريين المنحدرين
من أصول إفريقية، وإنما كراهيةً
في العرب ورغبة في تشويه سمعتهم
والحط من قدرهم مستغلين أية
مشكلة أو قضية، ولهذا كان
التصعيد منظماً وفرقعته
عالمياً منسقة ومتواصلة إلى
يومنا هذا. ولا شك
في أن ذلك كان هو السبب الرئيسي
الذي انخدع به بعض من أبناء
دارفور، وجعلهم يشدون الرحال
على الرغم من كل الصعوبات إلى (إسرائيل)
ولكنهم لما وصلوا فجعوا بما
وجدوا، ولعل الجميع يدرك الآن
فداحة الفخ الذي نصبه الكيان
الإسرائيلي مدَّعية التظاهر
بالتعاطف مع القضية
الدارفورية، لا حباً أو تعاطفاً
مع أهل دارفور وإنما إستثماراً
وتوظيفاً لقضيتهم. وقد انخدع
البعض ببريق الدعاية المضللة
وشد الرحال متحملاً كل المشاق
ليصل إلى (إسرائيل) وهناك ذهل من
هول سوء المعاملة وقسوة التعذيب
والتنكيل على ذمة ما ورد في
صحيفة “هآرتس” في مارس 2007م،
التي ذكرت أيضاً أن جهاز الأمن
الاسرائيلي قدَّم في حيثيات
ادعائه ضد هؤلاء المواطنين، أنه
لا يستبعد أن يقوموا بما سماه
عمليات إرهابية في العمق
الإسرائيلي وذلك بسبب انتمائهم
للإسلام، حيث عمدت الدولة
اليهودية على ممارسة عداوتها
الثابتة للعرب والتي تقترن
بعداوة الإسلام. "إن
نجاح إسرائيل في تطوير علاقاتها
مع الدول الإفريقية في غرب
القارة- خاصة تلك الدول التي تقع
جنـوب الصحراء والمناطق
المتاخمة للدول العربية-سيحقق
لها مـكاسب إستراتيجية كبيرة،
ويساعد على تلافي نقاط الضعف
الإستراتيجي المتمثلة في
إحاطتها بطوق عربي محكم،
والوصول إلى الظهر العربي
المكشوف في ميدان لا يتوقعه
العرب".. بهذه الكلمات لخّص
رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي
السابق الجنرال حاييم لاسكوف
سياسة بلاده تجاه قارة إفريقيا،
تلك السياسة التي يزداد فيها
الدور الإسرائيلي ظهورا كلّما
اشتعلت الخلافات في مختلف
مناطقها، خاصة بعد اكتشاف
العديد من الثروات الطبيعية من
نفط ويورانيوم في أراضي القارة. ولعل
السودان هو أحد الأركان الهامة
في هذه الإستراتيجية، بالنظر
إلى المحاولات المستمرة التي
بذلت من قبل حكومات تل أبيب
المتعاقبة منذ أواسط القرن
العشرين في أن تجد لها موطيء قدم
في تلك البقعة سواء كانت في
الجنوب السوداني أو في دارفور.
فإقليم درافور يحوذ على أهمية
إستراتيجية واقتصادية بالغة
على أجندة المخططات
الإسرائيلية أو الأمريكية
الداعمة لها على طول الخط، حيث
موقعه المحاذي لبحيرة بترولية
ضخمة تمتد من إقليم بحر الغزال
مرورًا بتشاد والنيجر
وموريتانيا ومالي والكاميرون،
وبالتالي فإن السيطرة عليه يعد
بمثابة صمام الأمان لسهولة تدفق
النفط المستخرج من هذه المنطقة،
وكونه أيضًا أحد أكبر المناطق
الغنية بالنفط على مستوى
العالم، والتي لم يتسنَّ
استغلالها حتى الآن بسبب ما
تشهده السودان من صراعات وحروب
أهلية منذ فترة طويلة. ويتخطى
الاهتمام الأميركي تحديداً
بدارفور مسألة الاعتبارات
الإنسانية، إذ تُدرك الولايات
المتحدة أن إفريقيا تشكل واحدة
من أسرع المناطق نمواً في إنتاج
البترول، فبحلول عام 2012 سيكون
بوسع الولايات المتحدة أن
تستورد من إفريقيا ما يُعادل
الكمية ذاتها من البترول التي
تستوردها حاليًا من الشرق
الأوسط، بحسب الدراسة التي
أعدها المجلس الأمريكي
للعلاقات الخارجية بواشنطن. كما
يحتوي الإقليم على كميات ضخمة
من الثروات المعدنية، وعلى
رأسها اليورانيوم، وبالإضافة
إلى البترول واليورانيوم فإن
أقاليم دارفور الثلاثة تتمتع
بوجود ما يقرب من 40 مليون فدان
من الأراضي الخصبة لم يستغل
منها سوى الثلث، وأكثر من 24
مليون فدان من الغابات والمراعي
الطبيعية التي تزخر بكميات
هائلة من الصمغ، تقدر بحوالي 16%
من الإنتاج العالمي للصمغ، إلى
جانب كميات كبيرة من النحاس
والحديد والرصاص والجرانيت
والكروم، والصخور النادرة
والرسوبيات وأحجار البناء،
لتشكل منتجاته نسبة 45% من
الصادرات السودانية غير
النفطية. القول
بتطويق الدول العربية: الأهمية
الإستراتيجية لدارفور لم
يَسِلْ لها اللعاب الأمريكي
فقط، بل دخلت إسرائيل على نفس
الخط، لكن من الباب الإنساني
كواجهة "مشروعة" تختبئ
وراءها لتنفيذ مخططاتها
وأهدافها الخفية، فقامت بتقديم
المساعدات المالية والطبية
للمتضررين في الإقليم سواء في
تشاد أو الدول المحيطة
بالسودان، وقد رصدت الخارجية
الإسرائيلية 20 مليون شيكل
لمساعدة لاجئي درافور، كما
أعلنت عن فتح باب التبرعات أمام
كافة الجمعيات والمنظمات
الأهلية في إسرائيل للغرض نفسه،
وأعلنت عزمها القيام بشراء
أدوية ومعدات لتحلية وتقطير
المياه بمبالغ مالية قدرها 800
ألف دولار من شركات إسرائيلية،
ليتم نقلها بعد ذلك إلى مخيمات
اللاجئين في جمهورية إفريقيا
الوسطى، وكذلك بناء وحدات
علاجية ومستشفيات متنقلة،
وستدعم تلك العيادات بأطباء
إسرائيليين، كما ستوضع لها فروع
في كينيا لمساعدة اللاجئين هناك.
وتنشط
عناصر المخابرات الإسرائيلية
"الموساد" في عدد كبير من
هذه الدول، والتي يرتبط وجودها
بفكرة تطويق البلاد العربية من
الجنوب لاحتمالات حروب
مستقبلية، لتصبح دارفور ومعظم
دول جنوب الصحراء، ساحة كبرى
لتصفية الخلافات والصراعات بين
إسرائيل والعرب، كما تستهدف
السياسة الإسرائيلية، الحصول
على تسهيلات عسكرية من دول
منابع النيل واستخدام قواعدها
الجوية والبحرية، إلى جانب وجود
خمس قواعد عسكرية إسرائيلية في
جزيرة حنيش وهلك بإثيوبيا،
والتي تسعى من ورائها للتجسس
على الأقطار العربية، إضافة إلى
تصريف منتجات الصناعة العسكرية
الإسرائيلية، وخلق كوادر
عسكرية إفريقية تدين لها
بالولاء. وقد
وضعت تلك المساعدات إسرائيل بين
المتبرعين العشرة الكبار
للتخفيف من معاناة اللاجئين في
العام 2007م، وهو ما يشكل خطوة
كبيرة وقفزة عن السنوات السابقة
التي خُصص فيها فقط مبلغ 2 مليون
دولار، في حين وصلت المساعدات
الأمريكية للاجئين منذ بداية
العام 2007م إلى ما يقرب من 380
مليون دولار، بحسب صحيفة معاريف
الإسرائيلية. وتتهم
الحكومة السودانية إسرائيل
صراحةً بلعب دور رئيسي في تصعيد
الأحداث في دارفور، حيث أشار
وزير الخارجية السوداني الأسبق
مصطفى عثمان إسماعيل إلى "أن
المعلومات التي لدينا تؤكد ما
تردد في أجهزة الإعلام من وجود
دعم إسرائيلي، وأن الأيام
القادمة ستكشف عن الكثير من
الاتصالات الإسرائيلية مع
المتمردين". وفي المقابل،
أعلنت وزيرة الخارجية
الإسرائيلية تسيبي ليفني أن
حكومتها ستساعد في إيجاد حل
للأزمة في إقليم دارفور
السوداني، وذلك خلال لقاء جمعها
مع عدد من السفراء الأفارقة في
تل أبيب، حيث ناقشت معهم الأزمة
في الإقليم. وتشهد إسرائيل في
الآونة الأخيرة دخول أعداد
كبيرة من لاجئي دارفور عبر
حدوها المشتركة مع مصر، تقدرها
مصادر رسمية إسرائيلية بـ 1000
لاجئ سوداني، بمعدل 40 شخصاً
يومياً، في حين تقدرها الحكومة
السودانية، التي تتهم تل أبيب
بتشجيع المتسللين إليها وتسويق
المشكلة إعلامياً للإساءة إلى
صورة بلادها، بنحو 3 آلاف، منهم
40% لاجئون من الجنوب، و35% من
دارفور و25% من منطقة جبال النوبة.
وتهدف
إسرائيل من وراء هذه الخطوات
لتحقيق هدفين هما: محاولة إبراز
نفسها كطرف إنساني يسعى لمساعدة
الشعوب التي تعاني من كوارث،
وهذا بدوره -من وجهة نظر إسرائيل-
يمنحها علاقة طيبة مع سكان هذه
المناطق، ويمهّد لها موطيء قدم
في علاقات مستقبلية تتعدّى نطاق
شكل العلاقات الإنسانية. أما
الهدف الثاني فيتعلق بتخفيف
الضغط الدولي عنها، طبقا لسياسة
"الإحلال أو النقل" التي
تتبناها تل أبيب في الكثير من
المواقف، أي صرف النظر عن الوضع
المأساوي في فلسطين ولفت
الانتباه لأزمة دارفور. وتتشابك
المخططات الأمريكية
والإسرائيلية في دارفور،
والهادفة إلى إقامة دولة منفصلة
في غرب السودان، تخضع لقبيلة
الزغاوي التي تقود حركة التمرد
في الإقليم، إلى جانب إنشاء
قاعدة عسكرية متقدمة ومزودة
بأحدث الوسائل التكنولوجية تحت
إشراف أمريكي - بريطاني -
إسرائيلي مشترك، يكون الهدف
منها هو التحكم في الأوضاع
الأمنية والسيطرة على
التفاعلات السياسية في كل من
مصر والسودان وليبيا والدول
الإفريقية والبحر الأحمر، كما
تهدف أيضًا إلى حماية خط أنابيب
نفط، تجري الولايات المتحدة
حالياً اتصالات لإنشائه، وهو خط
يمتد من العراق ودول الخليج إلى
البحر الأحمر فإقليم دارفور ثم
يمر عبر ليبيا والمغرب وصولاً
إلى المحيط الأطلنطي. وتأتي
هذه الخطوة في سياق تنفيذ
توصيات التقرير الإستراتيجي
الذي أقره الكونجرس عام 2004 عن
السودان، والذي أوصى بجعل
السودان قاعدة الانطلاق
للإستراتيجية الأميركية
الجديدة في القارة السوداء،
ولتحقيق ذلك فإن هناك تنسيقًا
كاملاً بين المخابرات
الأميركية والموساد الإسرائيلي
ومتمردي دارفور بهدف زعزعة
الاستقرار في الإقليم ونشر
الفوضى في السودان، من أجل دفع
الشعب السوداني إلى مغادرة
أراضيه ليقال إن الحرب الأهلية
أدت إلى بث الرعب والخوف في
صفوفه، وبهدف اكتساب تعاطف
المجتمع الدولي مع قرار نشر
قوات دولية في الإقليم، لتكون
مركزاً للانطلاق منه إلى
السيطرة على منطقة القرن
الإفريقي، بالنظر إلى الخطط
الأمريكية المتعلقة بتوسيع
نفوذها في إفريقيا إستراتيجيا
والسيطرة على مناطق النفط
الجديدة هناك. ولا شك
في أن موافقة الحكومة السودانية
على نشر القوات الدولية في
دارفور قد فُتح على مصراعيه
لمزيد من أعمال العنف وعدم
الاستقرار في الإقليم، ليجد
الموساد الإسرائيلي نفسه طليق
الأيدي في أن يفعل ما يشاء،
ليتكرّر نفس السيناريو الحالي
في العراق. وفي السياق ذاته
تحاول واشنطن الضغط على الحكومة
السودانية للحصول على المزيد من
التنازلات، من خلال فرض
العقوبات الاقتصادية، واتهام
الخرطوم بارتكاب أعمال "إبادة
جماعية" في دارفور بتسليح
ميليشيا الجنجويد العربية
لمواجهة المتمردين، ومحاولتها
إفشال أي جهود عربية لاحتواء
الأزمة، والتشكيك في قدرة قوات
الاتحاد الإفريقي على تحقيق
الاستقرار في الإقليم،
وإستثمار إدعاءات أوكامبوا
للضغط على الحكومة أكثر فأكثر. وما
يحدث على أرض الواقع يكشف عن حجم
النوايا الإسرائيلية
والأمريكية في دعم انفصال إقليم
دارفور أولاً، ثم تفتيت السودان
وغيره من دول القارة الإفريقية،
لتضرب الأمن القومي العربي ككل
في مقتل، لذا فإنه من الضروري أن
تقوم الدول العربية بدورها بهدف
إجهاض أي محاولة لإسرائيل
والولايات المتحدة لإنزال خطط
التجزئة على أرض الواقع
السوداني، لأن آثار تلك التجزئة
لن تنحصر في السودان فحسب وإنما
ستطال كل دول المنطقة على النحو
الذي حدث في العراق. فالمخطط
الصهيوأمريكي أكبر من لاعبيه
المحليين ، سواء كانت حركات
متمردة أو حكومة، ففي كتاب
وثائقي صدر عام 2002 عن مركز ديان
لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا
بجامعة تل أبيب للعميد في
المخابرات الإسرائيلية "موشي
فرجي" بعنوان "إسرائيل
وحركة تحرير جنوب السودان"،
يوضح الكاتب أن "بن قوريون"
أسس الانطلاقة لفرضية رئيسية
أقام عليها الإسرائيليون
تعاونهم ودعمهم غير المحدود
للأقليات العرقية والدينية في
الوطن العربي. وقد أصدر بن
قوريون أوامره إلى أجهزة الأمن
للاتصال بزعامات الأقليات في
العراق والسودان وإقامة علاقات
مختلفة معها، وقد سبق ذلك إيجاد
محطات اتصال في كل من إثيوبيا،
أوغندا، كينيا، زائير. وكان
القرار الإسرائيلي بدعم حركات
المقاومة، وأن الراحل جون قرنق
كان صلة الوصل الرئيسية، حيث
قُدم له الدعم العسكري والسياسي
والاقتصادي والإعلامي، وانتشرت
شبكات الموساد في شمال العراق
وجنوب السودان وجمعت المعلومات
عن الأوضاع العامة في كل من
الحيزين الجغرافيين، ومعلومات
خاصة عن قرنق الحاصل على درجة
الماجستير من جامعة "إيفا"
في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفور انتهاء دراسته، تلقى دورات
عسكرية فيها، إضافة إلى دورة
عسكرية خاصة في كلية الأمن
القومي الإسرائيلي، وقد قال
الراحل قرنق في أسمرا الإرتيرية
أثناء زيارته لها ولقائه مع
مسؤول إسرائيلي كبير في وزارة
الدفاع، معترفاً بفضل إسرائيل
عليه وعلى حركته: "أنتم ظهر
الجماعات والأقليات المقهورة،
ولولاكم لما تحرر الأكراد من
العبودية العربية، ولما نفض
الجنوبيون في السودان عن كاهلهم
غبار الخضوع والخنوع والذل
والعبودية، ونحن نتطلع إلى
استمرار هذا الدور، حتى بعد أن
يتمكن الجنوبيون من تشكيل كيان
سياسي وقومي خاص بهم متسلحاً
ومنفصلا ًعن سيطرة الشمال". وقد
استمر هذا الدعم الإسرائيلي بكل
أنواعه في ظل حكومات (رابين-شامير-نتنياهو)،
كما أن ضباط من أصل إثيوبي
يخدمون في الجيش "الإسرائيلي"
منذ فترة طويلة تولوا مهمة
تدريب الجيش الشعبي السوداني
وتسليحه، ووُضعوا تحت تصرف قرنق
وهم من يهود الفلاشا، هاجروا
إلى الأرض المحتلة منذ منتصف
الثمانينيات. ويؤكد (فرجي)
"إن دور إسرائيل بعد انفصال
الجنوب وتحويل جيشه إلى جيش
نظامي سيكون رئيسياً وكبيراً،
ويكاد يكون تكوينه وتدريبه
وإعداده صناعة كاملة من قبل
الإسرائيليين، وسيكون التأثير
الإسرائيلي عليه ممتداً حتى
الخرطوم، ولن يكون قاصراً على
مناطق الجنوب، بل سيمتد إلى
كافة أرجائه ليتحقق الحلم
الإستراتيجي الإسرائيلي في
تطويق مصر، ونزع مصادر الخطر
المستقبلي المحتمل ضدنا، وهذا
تقريباً ما جري، وعندما حاول (قرنق)
أن يعترض أو يعدِّل مسار
التوظيف الإسرائيلي، بتخيير
مصالح الجنوبيين في الوحدة تم
اغتياله، بالتنسيق مع أوغندا،
كما صرحت بذلك بعض المصادر. ولم
يقتصر الدور الإسرائيلي في
الجنوب فقط، بل امتد أيضا إلى
دارفور، وقد أعلنت وزيرة
الخارجية الإسرائيلية (تسيبي
ليفني) بتبجح في 24 /5/2006م أن
حكومتها ستساعد في إيجاد حل
للأزمة في إقليم دارفور
السوداني، وذلك خلال لقاء جمعها
مع عدد من السفراء الأفارقة في
تل أبيب، حيث ناقشت معهم الأزمة
في الإقليم. ولم تكن
الاتهامات لإسرائيل سودانية
فقط، فقد كشفت أجهزة الأمن
الأردنية عن وجود اثنين من
مهربي الأسلحة يحملون جوازات
سفر إسرائيلية، تبيّن من
التحقيقات التي تمت معهما
تورّطهما في تهريب أسلحة
لمتمرّدي دارفور، وأن من بين
المتهمين رجل يعمل بصورة مباشرة
مع "داني ياتوم" الابن
الأصغر لمدير الموساد السابق،
وهو الذي أدلى بمعلومات مؤكدة
تفيد بتورطه و"شيمون ناور"،
وهو صاحب شركة استيراد وتصدير
إسرائيلية، في تهريب أسلحة
لإقليم دارفور، وأنهم ساعدوا
بعض الأفراد من حركات التمرد في
الإقليم السوداني، بتلقي
التدريبات العسكرية في إسرائيل
بصفة رسمية. وخلال
تطور الأحداث كان الدعم
الإسرائيلي غير المحدود لحركات
التمرد في الإقليم وتسلحهم
وإغراق الإقليم بالأسلحة، حتى
أصبحت دارفور مستورداً أساسياً
للسلاح في إفريقيا، وبالطبع فإن
التطور الخطير والسريع لقضية
دارفور يؤكد خروج التورط
الإسرائيلي فيه إلى العلن. وبصورة
عامة فإن السياسة الإسرائيلية
تستهدف تهديد الأمن العربي بصفة
عامة وذلك بمحاولة زيادة نفوذها
في الدول المتحكمة في مياه
النيل من منابعه، مع التركيز
على إقامة مشروعات زراعية تعتمد
على سحب المياه من بحيرة
فيكتوريا، وهي تعتمد في تحقيق
ذلك على خلق المشاكل والتوترات
بين الأقطار العربية
والإفريقية، كما تستهدف
السياسة الإسرائيلية، الحصول
على تسهيلات عسكرية في دول
منابع النيل واستخدام القواعد
الجوية والبحرية، وهنا لابد من
التأكيد على أن لدى إسرائيل خمس
قواعد عسكرية في جزيرة حنيش
وهلك بإثيوبيا فضلا عن أخرى
بالقارة السمراء. وإلى جانب هذه
الأهداف، فإن إسرائيل تعنيها
دائمًا قضية الحصول على المياه،
وفكرة تحويل جزء من مياه النيل
إلى صحراء النقب عبر سيناء،
فكرة إسرائيلية قديمة، تقدم بها
"هرتزل" إلى الحكومة
البريطانية، وتكررت المحاولات
الإسرائيلية الحثيثة منذ
السبعينيات للحصول على نصيب من
مياه النيل. وبالتالي فإن
المشروع لم يتم إلغاؤه من
الوجود، فهو بمثابة حلم
لإسرائيل، ينتظر الفرصة
المناسبة لتحقيقه، في ظل
مستجدات الظروف السياسية
والاقتصادية في المنطقة. وقد
اعترف (آفى ديختـر) وزير الأمن
الداخلى الإسرائيلي بالتدخل
الإسرائيلي في دارفور في محاضرة
خاصة بعنوان "أبعاد الحركة
الإستراتيجية الإسرائيلية
القادمة فى البيئة الإقليمية"
ألقاها يوم الخميس 4 سبتمبر 2008
فى معهد أبحاث الأمن القومي. حيث
تعاطت تلك المحاضرة مع محاور
لها علاقة مباشرة ليس فقط
بالوضع فى الساحة الفلسطينية
وإنما طالت عدة ساحات عربية حتى
البعيدة عن خط التماس والمواجهة
مع إسرائيل مثل السودان . وركزت
محاور المحاضرة على ثلاثة مبادئ
أساسية للحركة الإستراتيجية فى
البيئة الإقليمية مستقبلاً
تتمثل في:- الأول :
خيار إستخدام القوة العسكرية
لحسم تحديات صعبة وخطيرة
ومستعصية يتعذر حسمها بالوسائل
الأخرى الدبلوماسية وخلق
الفوضى وإثارة الصراعات
وإستخدام قوى داخلية وتوظيفها
لتؤدى المهمة بدلاً من التدخل
المباشر. ديختـر أشار إلى أنه
سيجرى التوسع فى خيار إستعمال
القوى العسكرية إذا ما اختلفت
الخيارات الأمريكية فى المنطقة
بعد إنتخاب رئيس أمريكى جديد
وإنسحاب القوات الأمريكية فى
العراق ومناطق أخرى. الثانى
: التوظيف لجماعات إثنية
وطائفية أو قوى معارضة لديها
الإستعداد للتعاون مقابل دعم
تطلعاتها للوصول إلى السلطة . الثالث
: العودة إلى إقامة أو تحديد
تحالفات إسرائيل مع دول الجوار
على غرار حلف المحيط الذى شكله (دافيد
بن جوريون) فى منصف الخمسينات مع
تركيا وإيران وإثيوبيا فى نطاق
إستراتيجية شد الأطراف أى شل
قدرات دول مثل العراق وسوريا أو
السودان حتى لا تستخدم فى
المواجهة مع إسرائيل وتحييد
الشطر الأكبر منها على حدود دول
الجوار ، إيران تركيا إثيوبيا . فى
الظروف الحالية – بحسب ديختـر -
زاد عدد دول الجوار التى
بمقدورها أن توظف فى نطاق
إستراتيجية شل الأطراف . عدد هذه
الدول على النحو التالي : تشاد
وجمهورية إفريقيا الوسطى
وإثيوبيا وأوغندا وكينيا فى
مواجهة السودان . تشاد فى مواجهة
ليبيا ومالي فى مواجهة الجزائر
، أما سوريا فقد أشار إلى أن
تركيا توقفت عن آداء وظيفة شد
الأطراف فى المرحلة الراهنة
ولكن هذا التوقف لا يمكن
إعتباره نهائياً ، كما أن عنصر
جديد ظهر فى معطيات المنطقة
تمثل فى وجود كيان كردي فى شمال
العراق أخذ يتحول تدريجياً إلى
قوة إقتصادية وعسكرية قادرة على
أداء هذه الوظيفة فى مواجهة
سوريا . علاوة على ذلك فإن هناك
بيئة جديدة تتوالد على حدود
سوريا من شمال لبنان لا يقل حدة
عداءها لسوريا عن عداء القوى
المحيطة الأخرى . ويقرر (ديختـر)
إن الأهداف الإستراتيجية
الإسرائيلية لا تتحقق بالضرورة
بالإعتماد المطلق على خيار
القوة العسكرية . هناك من وجهة
نظره وخيارات أخرى برهنت على
فاعليتها وقدرتها إن حسن
إستخدامها . يذكر فى هذا السياق
عدة أمثلة :- - توظيف
العلاقات مع كل من إيران فى عهد
الشاه وتركيا وأثيوبيا للتأثير
السلبى على كل من العراق وسوريا
والسودان . وأستشهد بما قاله بن
جوريون وهو يحصي مزايا وفوائد
إستراتيجية شد الأطراف التى
طبقت فى نطاق التعاطي مع سوريا
والعراق والسودان وبالتالى مصر
. وعزا
إلى أبن جوريون قوله: "نحن لا
نملك القدرة على الدخول فى
مواجهة جبهوية مع كل الدول
العربية (دفعة واحدة فى وقت واحد)
ولكننا نملك الخيارات الأخرى
لإضعاف هذه الدول وإستنراف
طاقتها وقدرتها على التخوم أو
من خلال علاقتها مع دول الجوار
أو الجماعات والأقليات التى
تعيش على التخوم". إستهل
ديختر وزير الأمن الداخلي
الإسرائيلي الحديث عن الساحة
السودانية مشيراً إلى أن
إسرائيل حين بلورت محددات
سياستها وإستراتيجيتها حيال
العالم العربى ‘انطلقت من
عملية إستجلاء وإستشراف
للمستقبل وأبعاده وتقييمات
تتجاوز المدى الحالى أو المنظور.
وأن السودان بموارده ومساحته
الشاسعة وعدد سكانه كان من
الممكن أن يصبح دولة إقليمية
قوية منافسة لدول عربية رئيسة
مثل مصر والعراق والسعودية لكن
السودان ونتيجة لأزمات داخلية
بنيوية ، صراعات وحروب أهلية فى
الجنوب إستغرقت ثلاثة عقود ثم
الصراع فى دارفور ناهيك عن
الصراعات حتى داخل المركز
الخرطوم تحولت إلى أزمات مزمنة .
هذه الأزمات فوتت الفرصة على
تحوله إلى قوة إقليمية مؤثرة
تؤثر فى البيئة الإفريقية
والعربية. وكانت هنالك تقديرات
إسرائيلية حتى مع بداية إستقلال
السودان فى منتصف عقد الخمسينات
أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد
رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة
إلى قوة العالم العربى لأن
موارده إن أستثمرت فى ظل أوضاع
مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها
ألف حسب. وفى ضوء هذه التقديرات
كان على إسرائيل أو الجهات ذات
العلاقة أو الإختصاص أن تتجه
إلى هذه الساحة وتعمل على
مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات
جديدة حتى يكون حاصل هذه
الأزمات معضلة يصعب معالجتها
فيما بعد. وأضاف:
"كون السودان يشكل عمق
إستراتيجى لمصر. هذا المعطى
تجسد بعد حرب الأيام لسنة 1967
عندما تحول السودان إلى قواعد
تدريب وإيواء السلاح الجو
المصرى والقوات البرية هو
وليبيا . ويتعين أيضاً أن نذكر
بأن السودان أرسل قوات إلى
منطقة القناة أثناء حرب
الإستنزاف التى شنتها مصر منذ
عام 1970 - 1968 . كان لابد أن نعمل
على إضعاف السودان وإنتزاع
المبادرة منه لبناء دولة قوية
موحدة رغم إنها تعج بالتعددية
الإثنية والطائفية – لأن هذا
المنظور الإستراتيجى
الإسرائيلى ضرورة من ضرورات دعم
وتعظيم الأمن القومى
الإسرائيلى. وقد عبرت عن هذا
المنظور رئيسة الوزراء الراحلة
(جولدا منير) عندما كانت تتولى
وزارة الخارجية وكذلك ملف
إفريقيا فى عام 1967عندما قالت :(إن
أضعاف الدول العربية الرئيسية
وإستنزاف طاقاتها وقدراتها
واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا
وإعلاء عناصر المنعة لدينا فى
إطار المواجهة مع أعداءنا . وهذا
يحتم علينا إستخدام الحديد
والنار تارة والدبلوماسية
ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى).وكشفت
عن إن إسرائيل وعلى خلفية بعدها
الجغرافى عن العراق والسودان
مضطرة لإستخدام وسائل أخرى
لتفويض أوضاعهما من الداخل
لوجود الفجوات والثقرات فى
البيئة الإجتماعية والسكانية
فيهما". وأشار
ديختر إلى كثير من المعطيات عن
وقائع الدور الإسرائيلى فى
إشعال الصراع فى جنوب السودان
إنطلاقاً من مرتكزات قد أقيمت
فى إثيوبيا وفى أوغندا وكينيا
والزائير سابقاً(الكونغو
الديمقراطية) حالياً. جميع
رؤساء الحكومات فى إسرائيل من
بنجوريون وليفى أشكول وجولدا
مائير واسحاق رابين ومناحيح
بيغن ثم شامير وشارون وأولمرت
تبنوا الخط الإستراتيجى فى
التعاطى مع السودان الذى يرتكز (على
تفجير بؤرة وأزمات مزمنة
ومستعصية فى الجنوب وفى أعقاب
ذلك فى دارفور). ويقول
ديختر: "هذا الخط الإستراتيجى
كانت له نتائج ولا تزال أعاقت
وأحبطت الجهود لإقامة دولة
سودانية متجانسة قوية عسكرياً
وإقتصادياً قادرة على تبوء موقع
صدارة فى البيئتين العربية
والإفريقية. فى البؤرة الجديدة
فى دارفور تدخلنا فى إنتاجها
وتصعيدها كان ذلك حتمياً
وضرورياً حتى لايجد السودان
المناخ والوقت لتركز جهودها
بإتجاه تعظيم قدراته.ما أقدمنا
عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود
يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود
بمثابة مداخلات ومقدمات التى
أرست منطلقاتنا الإستراتيجية
التى تضع نصب علينها إن سودان
ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان
قوى وموحد وفاعل. نحن بالإضافة
إلى ذلك نضع فى إعتبارنا وفى
صميم إهتمامنا حق سكان الجنوب
فى السودان فى تقرير المصير
والإنعتاق من السيطرة من واجبنا
الأدبى والأخلاقى أن ندعم
تطلعات وطموحات سكان الجنوب
ودارفور حركتنا فى دارفور لم
تعد قاصرة على الجانب الرسمى
وعلى نشاط أجهزة معينة. المجتمع
الإسرائيلى بمنظماته المدنية
وقواه وحركاته وإمتداداتها فى
الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان
دارفور. الموقف الذى أعبر عنه
بصفتى وزير إزاء ما يدور فى
دارفور من فظائع وعمليات إبادة
ومذابح جماعية هو موقف شخصى
وشعبى ورسمي". وحسب
إفادة ديختر فإن الدور الأمريكى
فى دارفور دور مؤثر وفعال ومن
الطبيعى أن يسهم أيضاً فى تفعيل
الدور الإسرائيلى وإسناده ،
قائلاً :"كنا سنواجه مصاعب فى
الوصول إلى دارفور لنمارس دورنا
المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأى
عن الدعم الأمريكي والأوروبي".
وأضاف
"صانعوا القرار فى البلاد
كانوا من أوائل المبادرين إلى
وضع خطة للتدخل الإسرائيلى فى
دار فور 2003 . والفضل يعود إلى
رئيس الوزراء السابق شارون .أثبت
النظرة الثاقبة لشارون
والمستمدة من فهمه لمعطيات
الوضع السودانى خصوصاًَ والوضع
فى غرب إفريقيا صوابيتها .هذه
النظرة وجدت تعبيراً لها فى
كلمة قاطعة ألقاها رئيس الوزراء
السابق خلال إجتماع للحكومة فى
عام 2003 (حان الوقت للتدخل فى غرب
السودان وبنفس الآلية والوسائل
وبنفس أهداف تدخلنا فى جنوب
السودان). لابد هنا من التذكير
مرة أخرى بأن قدر هام وكبير من
أهدافنا فى السودان قد تحقق على
الأقل فى الجنوب وهذه الأهداف
تكتسب الآن فرص التحقيق فى غرب
السودان فى دارفور". وعندما
سئل ديختر ماهى نظرته إلى
مستقبل السودان على خلفية
أزماته المستصعية فى الجنوب وفى
الغرب والإضطراب السياسى وعدم
الإستقرار فى الشمال وفى مركز
القرار الخرطوم؟ رد ديختر
بالقول "هناك قوة دولية
تتزعمها الولايات المتحدة مصرة
على التدخل المكثف فى السودان
لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن
يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم
دارفور على غرار إستقلال إقليم
كوسوفو. لا يختلف الوضع فى جنوب
السودان وفى دارفور عن وضع
كوسوفو . سكان هذين الإقليمين
يريدون الإستقلال وحق تقرير
المصير وقاتلوا الحكومة
المركزية من أجل ذلك" . ويقول
ديختر: أريد تأكيد إن
إستراتيجياً التى ترجمت على
الأرض فى جنوب السودان سابقاً
وفى غربه حالياً استطاعت أن
تغير مجرى الاوضاع فى السودان
نحو التأزم والتدهور والانقسام
. وأصبح يتعذر الآن الحديث عن
تحول السودان إلى دولة إقليمية
كبرى وقوة داعمة للدول العربية
التى نطلق عليها دول المواجهة
فى إسرائيل. كما السودان- والقول
لديختر - فى ظل أوضاعه المتردية
والصراعات المحتدمة فى جنوبه
وغربه حتى فى شرقه غير قادر على
التأثر بعمق فى بيئته العربية
والإفريقية لأنه متورط ومشتبك
فى صراعات ستنتهى إن عاجلاً أو
آجلاً بتقسيمه إلى عدة كيانات
ودول مثل يوغسلافيا التى انقسمت
إلى عدة دول البوسنة والهرسك
وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا
وصربيا ويبقى السؤال عالقاً
متى؟بالنسبة لجنوب السودان
الدلائل كلها تؤكد أن جنوب
السودان فى طريقه إلى الإنفصال
لأن هذا هو خياره الوحيد وهو
بحاجة إلى كسب الوقت لإقامة
مرتكزات دولة الجنوب.وقد يتحقق
ذلك قبل موعد إجراء الإستفتاء
عام 2011 إلا إذا طرأت تغيرات
داخلية وإقليمية إما أن تسهم فى
تسريع تحقيق هذا الخيار أو فى
تأخيره. ـــــــــــ إعداد
مركز المعلومات في موقع الراصد
للبحوث والعلوم http://www.arrasid.com/index.php/main/index/11/5/contents -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |