ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإسلام
والغرب.. صراع المشاريع الحلقة
الحادية والعشرون نور
الدين محمود في مواجهة الدولة
الفاطمية د.
علي محمد الصلابي ننتقل
للحديث في هذه الحلقة عن الصراع
الذي دار بين نور الدين محمود
والدولة الفاطمية، والتي كنت
تسيطر حينئذ على مصر، وفي هذه
الحلقة سوف نقتصر على التعريف
بالدولة الفاطمية ونشأتها،
وأهم الأفكار التي اعتمدت عليها.
أولاً:
جذور الشيعة الإسماعيلية
والدولة الفاطمية: بعد موت
الإمام جعفر بن محمد الصادق
افترقت الشيعة إلى فرقتين ممن
نسبوا أنفسهم إلى جعفر الصادق:
فرقة: ساقت الإمامية إلى ابنه
موسى الكاظم، وهؤلاء هم الشيعة
الاثنى عشرية. وفرقة: نفت عنه
الإمامة وقالت: إن الإمام بعد
جعفر، هو ابنه إسماعيل وهذه
الفرقة عرفت بالشيعة
الإسماعيلية (1) . قال عبد القاهر
البغدادي في شأن الإسماعيلية:
وهؤلاء ساقوا الإمامة إلى جعفر
وزعموا أن الإمام بعده ابنه
إسماعيل (2) . وقال الشهرستاني :
الإسماعيلية امتازت عن
الموسوية وعن الاثنى عشرية
بإثبات الإمامة لإسماعيل بن
جعفر وهو ابنه الأكبر المنصوص
عليه في بدء الأمر، وقالوا: لم
يتزوج الصادق رحمه الله على أمه
– أم إسماعيل – بواحدة من
النساء ولا تسرى بجارية كسنة
رسـول الله في حـق خديجة رضي
الله عنها، وكسنة علي رضي الله
عنه في حق فاطمة رضي الله عنها (3
). فالإسماعيلية
إحدى فرق الشيعة وهي تنسب إلى
إسماعيل بن جعفر الصادق ولهم
ألقاب كثيرة عرفوا بها غير لقب
الإسماعيلية منها الباطنية،
وإنما أطلق عليهم هذا اللقب
لقولهم بأن لكل ظاهر باطناً،
ولكل تنزيل تأويل، ومنهم
القرامطة والمزدكية، وقد عرفوا
بهذين اللقبين في بلاد العراق،
ويطلق عليهم في خراسان
التعليمية الملحدة وهم لا يحبون
أن يعرفوا بهذه الأسماء، وإنما
يقولون : نحن الإسماعيلية لأنا
تميزنا عن فرق الشيعة بهذا
الاسم (4 ) . وقد
قامت الدولة الفاطمية الرافضية
عام 296ه/909م في الشمال الأفريقي
على يدي أبو عبد الله الشـيعي
بعـد سقوط القيروان أمام قواته
وهروب زيادة التغلبي إلى مصـر
في جماد الآخرة عام 296ه (5) وكانت
بيعة عبد الله المهدي في
القيروان عام 297ه/910م وانتهت
ولاية أبي عبد الله الشيعي بعد
أن دامت عشر سنوات على قول بعض
المؤرخين (6 ). 1- عبيد
الله المهدي الخليفة الشيعي
الرافضي الأول: هو عبيد الله أبو
محمد أول من قام من الخلفاء
الخوارج العُبيدية الباطنية
الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا
بالرفض، وأبطنو مذهب
الإسماعيلية وبثوا الدُّعاة
يستغوون الجبلَّية والجهلة (7) ،
وذكر ما قيل عنه في نسبه ثم قال:
والمحققون على أنه دعيُّ بحيث
إنَّ المعزَّ منهم لما سأله
السيد ابن طباطبا عن نسبه، قال
غداً أخرجه لك، ثم أصبح وقد ألقى
عُرمة من الذهب، ثم جَذبَ نِصْف
سيفه من غمِدِه فقال: هذا نسبي،
وأمرهم بنهب الذهب، وقال : هذا
حسبي (8 ) وأما مفتي الديار
الليبية رحمه الله الشيخ طاهر
الزاوي فقد قال في ترجمة عبيد
الله المهدي: هو مؤسس الدولة
العبيدية وأول حاكم فيها وهو
عراقي الأصل، ولد في الكوفة سنة
260ه واختبأ في بلدة سلمَّية بؤرة
الإسماعيلية الباطنية في شمال
الشام. ومن يوم
أن ولد إلى أن استقر في سلميَّة
كان يعرف باسم سعيد بن أحمد بن
محمد بن عبدالله بن ميمون
القداح، وفي منطقة سَلَمَّية
مقر الإسماعيلية مات علي بن حسن
بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن
جعفر الصادق، وأقام له
الإسماعيلية مزارات سرية،
وقرروا نقل الإمامة من ذرية
إسماعيل بن جعفر الصادق إلى
ابنهم بالنكاح الروحي (9) ، ثم
قال: هذا أصل عبيد الله المهدي،
وهذا أصل العبيديين المنسوبين
إليه (10 ) . ويذكر
أن عبيد الله الشيعي عندما دخل
إفريقيا "يعني تونس" : أظهر
التشيع القبيح وسب أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم وأزواجه
حاشا علي بن أبي طالب والمقداد
وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي
وأبا ذر الغفاري، وزعم أن أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم
ارتدوا بعده غير هؤلاء الذين
ذكروا (11) . وكان أهل السنة
بالقيروان أيام بني عبيد في
حالة شديدة من الاهتضام والتستر
كأنهم ذمة (12) تجري عليهم في كثير
من الأيام محن شديدة، ولما ظهر
بنو عبيد أمرهم ونصبوا حسيناً
الأعمى السباب – في الأٍسواق
للسب بأسجاع لُقنَّها يتوصل
منها إلى سب الرسول صلى الله
عليه وسلم في ألفاظ حفظها (13)
مثل، العنوا الغار وما وعى
والكساء وما حوى وغير ذلك
والغار المقصود منه غار ثور
الذي اختفى فيه الرسول صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه
عن أعين المشركين التي كانت
تطاردهم قصة الهجرة، وهذا اللفظ
فيه سب للنبي صلى الله عليه
وسـلم وأبي بكـر عـلى حد سواء
وكذلك فيه سب لآل البيت الذين
حواهم الكساء (14) . وعلقت رؤوس
الأكباش والحمر على أبواب
الحوانيت، عليها قراطيس معلقة
مكتوب عليها أسماء الصحابة،
واشتد الأمر على أهل السنة، فمن
تكلم أو تحرك قتل ومُثَّل به (15 ). جرائم
العبيديين في الشمال الإفريقي: ارتكب
الشيعة الرافضة الإسماعيلية
جرائم نكرة منها: أ- غلو
بعض دعاتهم في عبيد الله المهدي:
حتى أنه أنزله منزلة الإله وأنه
يعلم الغيب، وأنه نبي مُرسل،
يقول بدر الدين بن قاضي شهبة:
وكان له (أي المهدي) دعاة
بالمغرب يدعون الناس إليه، وإلى
طاعته، ويأخذون عليهم العهود
ويلقون إلى الناس من أمره بحسب
عقولهم، فمنهم من يلقون إليه أن
المهدي ابن رسول الله وحجة الله
على خلقه، ومنهم من يلقون إليه
أنه الله الخالق الرازق(16) وأما
زعمهم بأنه إله فيظهر من أفعال
دعاته وأقوالهم وأشعارهم، فقد
كان هناك رجل يدعى أحمد البلوي
النحاس: يصلي إلى رقادة أيام كون
عبيد الله بها، وهي منه إلى
المغرب، فلما انتقل إلى المهدية
وهي منه إلى الشرق صلى إليها (17 )
باعتبار أنها مثل مكة المكرمة –
شرفها الله – وهذا الاعتقاد كان
سائداً عند كثير من الناس
يومها، فهذا أحد شعراء بني عبيد
يقول في المهدية بعد انتقال
المهدي إليها: ليهنك
أيها الملك الهمام
قدوم فيه للدهر ابتسام لقد
عظمت بأرض الغرب دار
بها الصلوات تقبل
والصيام هي
المهدية الحرم الموقى كما
بتهامة البلد الحرام كأن
مقام إبراهيم فيه
ترى قدميك إن عدم
المقام وإن لثم
الحجيج الركن أضحى
لنا بعراص قصركم
التثام لك
الدنيا ونسلك حيث كنتم
فكلكم لها
أبداً إمام (18)
ومن
الشعر أيضاً في تأليهه ما مدحه
بن محمد البديل حيث يقول: حل
برقادة المسيح
حل بها آدم ونوح حل بها
أحمد المصطفى
حل بها الكبش والذبيح حل بها
الله ذو المعالي
وكل شيء سواه ريح وأما
زعمهم أنه كان يعلم الغيب،
فيظهر من أيمان بعضهم حيث كان
إذا أقسم يقول: وحق عالم الغيب
والشهادة مولانا الذي برقادة (19)
ومعرفة الغيب من خصوصيات
الألوهية ولا يعلم الغيب إلا
الله قال تعالى : " قل لا يعلم
من في السموات والأرض الغيب إلا
الله وما يشعرون أيان يبعثون
" (النمل: 65) وقال تعالى : "
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها
إلا هو ويعلم ما في البر والبحر
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا
حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا
يابس إلا في كتاب مبين " (الأنعام،
آية:59) كما أن الحلف لا يكون
بمخلوق وإنما يكون بالخالق، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من كـان حالفاً فليحلف بالله أو
ليصمت. وجاءت الأحاديث في النهي
عن الحلف بالآباء (20 ). ب-
التسلط والجور وإعدام كل من
يخالف مذهبهم، هذا بالإضافة إلى
كل ما ذكرناه آنفاً على لسان
القاضي عياض في طعنهم في
الصحابة وتعليق رؤوس الأكباش –
الدالة في زعمهم – على أسماء
الصحابة وغير ذلك من الأفعال
القبيحة والشنيعة التي كانوا
يقومون بها (21) وكان إجبار الناس
على الدخول في مذهبهم بوسيلة
التخويف بالقتل وقد نفذوا حكم
الإعداد في أربعة آلاف رجل مّرة
واحدة قال القابسي: إن الذين
ماتوا في دار البحر – سجن
العبيديين – بالمهدية من حين
دخل عبيد الله إلى الآن أربعة
آلاف رجل في العذاب ما بين عالم
وعابد ورجل صالح (22 ) . هذا عدا ما
كانوا يقتلون دون سجن ويمثل بهم
في شوارع القيروان، فأثر ذلك
على سير الحياة العلمية ومع ذلك
فإن هذه المحنة لم تزد أهالي
المغرب الإسلامي إلا عزيمة
وصبراً واحتساباً وتمسكاً
بالكتاب والسنة. ت-
تحريم الإفتاء على مذهب الإمام
مالك : حرّموا على الفقهاء
الفتوى بمذهب الإمام مالك،
واعتبروا ذلك جريمة يعاقب عليها
بالضرب والسجن أو القتل
أحياناً، ويعقب ذلك نوع من
الإرهاب النفسي، حيث يدار
بالمقتول في أسواق القيروان
وينادى عليه: هذا جزاء من يذهب
مذهب مالك، ولم يبُيحوا الفتوى
إلا لمن كان على مذهبهم، كما
فعلوا بالفقيه المعروف بالهزئي:
أبو عبدالله محمد بن العباس بن
الوليد المتوفى في عام تسع
وعشرين وثلاثمائية (23 ). ث-
إبطال بعض السنن المتواترة
والمشهورة: والزيادة في بعضها
كما فعلوا في زيادة: حتى على خير
العمل : في الأذان وإسقاط صلاة
التراويح (24) ، بعد أن تُرِك
الناس يصلونها عاماً واحداً،
ولهذا ترك أكثر الناس الصلاة في
المساجد ويا ويح من يسقط عبارة:
حى على خير العمل من الأذان، من
ذلك ما روي أن عروس المؤذن ت 317ه
وكان مؤذناً في أحد المساجد،
شهد عليه بعض الشيعة أنه لم يقل
في أذانه، حي على خير العمل فكان
جزاؤه أن قطع لسانه ووضع بين
عينيه وطيف به في القيروان ثم
قتل (25) ، إلا أن بعض العلماء فطن
لكيد العبيديين وأغراضهم
الخبيثة من وراء ذلك وهو إخلاء
المساجد من المصليين، ودفعاً
لهذه المفسدة أذنوا للمؤذنين أن
يزيدوا حي على خير العمل: لأن
تركها يؤدي إلى مفاسد أعظم ومن
هؤلاء العلماء : أبو الحسن علي
بن محمد بن مسرور العبدي الدباغ
ت 359ه (26) ، الذي كان من أهل الورع
والعبادة والخشوع فقد فطن لغرض
العبيديين، فكانوا أن قال
للمؤذنين: أذنوا على السنة في
أنفسكم فإذا فرغتم فقولوا: حي
على خير العمل، فإنما أراد بنو
عبيد إخلاء المساجد لَفِعلكُم
هذا – وأنتم معذورون خير من
إخلاء المساجد (27 ) . ج- منع
التجمعات: حرصت الدولة الفاطمية
على منع التجمعات خوفاً من
الثورة والخروج عليهم ولذلك
جعلوا بوقاً يضربونه في أول
الليل فمن وجد بعد ذلك ضرب عنقه،
كما أنهم كانوا يفرقون الناس
الذين يجتمعون على جنازة من
يموت من العلماء (28 ) ، وهذا
الفعل لا يزال مستمراً في
الأنظمة القمعية البوليسية
التي لا ترى إلا ما يراه حاكمها
وطاغوتها وفرعونها "ما أريكم
إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل
الرشاد " (غافر، آية:29). ح-
إتلاف مصنفات أهل السنة: أتلفوا
مصنفات أهل السنة، ومنعوا الناس
من تداولها كما فعلوا بكتب أبي
محمد ابن أبي هاشم التجيبي ت 346ه
توفي وترك سبعة قناطير كتب،
كلها بخط يده، فرفعت إلى سلطان
بني عبيد فأخذها : ومنع الناس
منها كيداً للإسلام وبغضاً فيه
(29 ). خ- منع
علماء أهل السنة من التدريس:
منعوا علماء أهل السنة من
التدريس في المساجد، ونشر
العلم، والاجتماع بالطلاب،
فكانت كتب السنة لا تقرأ إلا في
البيوت خوفاً من بني عبيد فكان
أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد
بن التبان وغيرهما، يأتيان إلى
أبي بكر بن اللباد شيخ السنة
بالقيروان في خفية، ويجعلان
الكتب في أوساطهما حتى تبتل
بالعرق خوفاً من بني عبيد (30 ) .
وهذا المسلك لا زالت الدول
القمعية في العالم الإسلامي
تمارسه على شعوبها فبعضها تمنع
هذا الأمر كلياَّ، وبعضها تسمح
ببعض أمور الدين التي لا تصطدم
مع مصالح الدول الكبرى. س-
عطلوا الشرائع، وأسقطوا
الفرائض عمّن تبع دعوتهم حيث
يقع إدخالهم إلى داموس ويدخل
عليهم عبيد الله لابساً فرواً
مقلوباً داباً على يديه ورجليه
فيقول لهم: (بَح) ثم يخرجهم ويفسر
لهم هذا العمل بقوله: فأما دخولي
على يدي ورجلي فإنما أردت بذلك
أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لا
شيء، ولا ضوء ولا صلاة، ولا
زكاة، ولا أي فرض من الفروض،
وسقط جميع ذلك عنكم، وأما لباس
الفرو مقلوبا فإنما أردت أن
أعلمكم أنكم قلبتم الدين، وأما
قولي لكم بَح، فإنما أردت أن
أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة
لكم من الزنى وشرب الخمر (31 ). ش-
إجبار الناس على الفطر قبل رؤية
الهلال: كانوا كثيراً ما يجبرون
الناس على الفطر قبل رؤية هلال
شوال (32) ، بل قتلوا من أفتى بأن
لا فطر إلا مع رؤية الهلال كما
فعلوا بالفقيه ابن الحُبُلى
قاضي مدينة برقة قال الذهبي في
ترجمته: الإمام الشهيد قاضي
مدينة برقة، محمد بن الحُبُلى
أتاه أمير برقة، فقال : غداً
العيد، قال: نرى الهلال، ولا
أفطر الناس، وأتقلَّد إثمهم،
فقال: لهذا جاء كتاب المنصور –
وكان هذا من رأي العبيدية
يفطَّرون بالحساب، ولا يعتبرون
رؤية – فلم يُر هلال، فأصبح
الأمير بالطبول والبنود وأهبة
العيد فقال القاضي: لا أخرج ولا
أصلي، فأمر الأمير رجلاً خطب.
وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب
القاضي إليه، فأحضر، فقال له:
تَنصَّلْ، وأعفو عنك، فامتنع،
فأمر، فُعلقَّ في الشمس إلى أن
مات، وكان يستغيث من العطش، فلم
يُسقَ، ثم صلبوه على خشبة فلعنة
الله على الظالمين (33 ) . ع-
إزالة آثار خلفاء السنة: عمل
حكّام الدولة الفاطمية في
المغرب الإسلامي على إزالة آثار
بعض من تقدمهم من الخلفاء
السنيين فقد أصدر عبيد الله
أمراً بإزالة أسماء الحكام
الذين بنو الحصون والمساجد وجعل
اسمه بديلاً منهم واستولى هذا
الشيعي الرافضي الباطني على
أموال الأحباس وسلاح الحصون،
وطرد العَّباد والمرابطين بقصر
زياد الأغلبي وجعله مخزناً
للسلاح (34 ) . ل- دخول
خيولهم المساجد: من جرائم عبيد
الله الكثيرة أن خيله دخلت
المسجد، فقيل لأصحابها: كيف
تدخلون المسجد؟ فقالوا : إن
أوراثها وأبوالها طاهرة؛ لأنها
خيل المهدي، فأنكر عليهم قيم
المسجد، فذهبوا به إلى المهدي
فقتله، يقول ابن عذارى: وامتحن
عبيد الله في آخر حياته بعلة
قبيحة : دود في آخر مخرجه يأكل
أحشاءه فلم يزل به حتى هلك (35 ) . إن
المسلمين المعاصرين يقرءون
تاريخ الدولة الفاطمية
العبيدية لا يعلمون إلا ما كتب
لهم عن التاريخ السياسي لهذه
الدولة، ذهب فلان وخلفه فلان،
وأنها دولة تحب العلم وتنشره،
والمقصود نشر كتب الفلاسفة ولكن
القليل من يذكر بطش هؤلاء
الباطنية بالعلماء من أهل
السنة، بل إن الطلبة الذين
يدرسون التاريخ الإسلامي
يذكرون المعز لدين الله الفاطمي
وكأنه بطل من أبطال التاريخ،
وهذا كله نتيجة لغياب التفسير
العقدي الإسلامي لتاريخنا، بل
إن بعض المؤرخين الذين كتبوا
لنا التاريخ تأثروا بمدارس
الاستشراق، أو بالفكر الشيعي
الرافضي، وبذلت لهم الأموال
لطمس الحقائق وتزوير التاريخ،
ولا يزال الصراع الباطني
والإسلامي ممتداً إلى يومنا
هذا، فالأفكار لا تموت وإنما
تتغير الأشكال والوجوه والمسوح
وأن أعداء الإسلام لا يزالون
يعملون سراً وإعلاناً ليلاً
ونهاراً للقضاء على العقيدة
الصحيحة التي تلقتها الأمة من
الحبيب المصطفى وأصحابه الغر
الميامين وأهل بيته الطاهرين
الطيبين رضي الله عنهم أجمعين. ------------------- (1)
الدولة الفاطمية العبيدية
للصَّلاَّبي ص 35. (2)
الفرق بين الفرق ص 62. (3)
الملل والنحل (1/191). (4)
المصدر نفسه (1/192). (5)
موسوعة المغربي العربي (2/60). (6)
المرجع السابق (2/70). (7)
سير أعلام النبلاء (15/141). (8)
المصدر نفسه (15/142) (9)
تاريخ الفتح العربي في ليبيا ص
253. (10)
الدولة الفاطمية العبيدية
للصَّلاَّبي ص 47. (11)
جهود علماء المغرب في الدفاع عن
عقيدة أهل السنة ص 291. (12)
ترتيب المدارك (2/318). (13)
المصدر نفسه (14)
جهود علماء المغرب في الدفاع عن
عقيدة أهل السنة ص 291. (15)
المصدر نفسه ص 291. (16)
الكواكب الدرية في السيرة
النورية ص 204 - 205. (17)
البيان المغرب (1/258 – 259). (18)
البيان المغرب (1/221). (19)
المصدر نفسه (1/221). (20)
كتاب التوحيد لمحمد بن عبد
الوهاب ص 90. (21)
جهود علماء المغرب ص 312. (22)
مدرسة الحديث بالقيروان (1/76). (23)
رياض النفوس (2/56). (24)
جهود علماء المغرب في الدفاع عن
عقيدة أهل السنة ص 309. (25)
البيان المغرب (1/182 – 183). (26)
ترتيب المدارك (2/525 – 528). (27)
ترتيب المدارك (2/526). (28)
رياض النفوس (2/29). (29)
المصدر نفسه (2/423). (30)
مدرسة الحديث بالقيروان (1/76). (31)
رياض النفوس (2/504). (32)
مدرسة القيروان (1/73). (33)
سير أعلام النبلاء (15/374). (34)
رياض النفوس (2/29). (35)
أيعيد التاريخ نفسه محمد العبده
ص 39. المصدر
: إسلام أون لاين يتبع
بإذن الله .. -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |