ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

النزاع الشيوعي الإسلامي في طاجكستان

( 1991-1997 )

الباحث / محمد مختار محمد قنديل

مقدمه /

كثيرا ما نسمع عن انفجار براكين خامده منذ الاف السنين بسبب توفر الظروف المسببه لإنفجارها , حقا فى نهاية سنة 1991 اخذت الظروف تتوفر لتساعد البركان الداعى الى الحكم على اساس اسلامى فى طاجكستان والثوره على الحكم الشيوعى انذآك على الانفجار فبعد انهيار الاتحاد السوفيتى اخذ البركان ينفجر من ناحيه ومن اخرى يحاول انصار الشيوعيه ان يخمدوا هذا البركان وارجاع الامر الى ما كان عليه , ومن ثم اخذ الاشتباك يشتعل بين الداعين الى الحكم على اساس اسلامى وبين انصار الحزب الشيوعى استمر ذلك النزاع قرابة خمس سنوات حتى اخمد مؤقتا بإنشاء الحزب الخلقى الديمقراطى على يد رحمانوف ثم نهائيا بالصلح فى عام 1997 م .

وسأحاول الان عرض لاسباب حدوث هذا النزاع من عوامل داخليه مثل ازمة  الهويه والاختلافات العرقيه والعوامل الاقتصاديه والاجتماعيه ....الخ , والدول الخارجيه التى لها دور فى اشعال النزاع نظرا الى المصالح التى تراها الدوله تخدمها فى حاله وجود حرب اهليه فى طاجكستان ومن هذه الدول افغانستان وباكستان والاوزبك وايران وروسيا

 

الفصل الاول

(( طاجكستان والنزاع الشيوعى الاسلامى ))

المبحث الاول

(( نبذه عن طاجكستان )) ( )

بعد انهيار الاتحاد السوفيتى اخذت الجمهوريات التابعه له تستقل واحده تلو الاخرى وكان من بين تلك الجمهوريات جمهورية طاجكستان وهى احدى جمهوريات اسيا الوسطى او واحده من الجمهوريات الاسلاميه الخمس , تقع طاجيكستان في الجزء الجنوبي الشرقي من وسط آسيا تحدها افغانستان من الجنوب والصين من الشرق وقرغيستان من الشمال وأوزبكستان الغرب .

دخلها الإسلام منذ 94هـ على يد القائد قتيبة بن مسلم, وازدهرت الدعوة الإسلامية في عهد السامانيين ، واستمر فى الازدهار حتى دخول المغول فى اسيا الوسطى .

بعد ضعف دولة المغول سيطر الروس عليها عام 1917، وتم الاعتراف بها في 5 ديسمبر 1929.

وشهدت طاجيكستان في مطلع1990 مظاهرات ضد السلطة السوفيتية، وقبل نهاية 1991 تفكك الاتحاد السوفيتي، وأعلنت طاجيكستان استقلالها.

تعد مدينة دوشنبة عاصمة طاجيكستان منذ الاستقلال, وتقع هذه المدينة بالقرب من حدودها الجنوبية مع أفغانستان.

يبلغ عدد سكان طاجيكستان 6.578.681 نسمة، وتبلغ نسبة سكان الحضر 32%، ويشكل سكان الريف نسبة 68%، ويمثل الطاجيك 65% من سكان طاجيكستان، والأوزبك يمثلون 25%، ثم الروس 4%، إلى جانب وجود أقليات أخرى من التتر والقيرغيز والأوكرانيين والتركمان والقازاق، وأغلبية السكان مسلمون, ويعتبر شعب الطاجيك أكثر شعوب الاتحاد السوفيتي تناسلاً.

كان للفتح الإسلامي لآسيا الوسطى في القرن السابع الميلادي اثر كبير على تحول ديانة الطاجيك حيث اعتنق معظم السكان دين الإسلام.

ومعظم أهالي طاجيكستان سنيون على المذهب الحنفي، وكانت نسبة المسلمين في طاجيكستان حوالي 96%، وانخفضت إلى 83% بسبب هجرة الروس إليها، وقبل الحرب الأهلية في طاجيكستان كان يوجد حوالي 20 ألف يهودي في العاصمة دوشنبه، وتقلص العدد إلى 5 آلاف يهودي بعد أن هاجر الباقون إلى "إسرائيل".

وتقوم سياسة طاجيكستان على الفصل بين الدين والسياسة، وتقع مسئولية إدارة المساجد والشئون الدينية في طاجيكستان على القضاة.

ويلعب الدين في طاجيكستان دورًا هامًا في حياة الشعب الطاجيكي، فيدخل الدين كفاعل أساسي في رسم العادات والتقاليد في طاجيكستان.

اما عن اللغه فاللغه الرسميه للطاجيك هى  اللغة الطاجيكية، وهي تشبه اللغة الفارسية إلى حد كبير، وللغة الطاجيكية أربع لهجات، فهناك لهجة الشمال في سمرقند وبخارى وفرغانة، ولهجة الوسط في زرافشان، ولهجة الجنوب في بدخشان وشمال وجنوب كولاب وقرتجين، ثم لهجة الجنوب الشرقي.

اما عن الخط المستخدم فكان فى بدايه الامر الخط العربى الى ان تحول الى الخط اللاتينى عام 1930 وبعد انهيار الاتحاد قرر الطاجيك ارجاع الخط العربى مره اخرى  .

اما عن نظام الحكم فى طاجيكستان جمهوري رئاسي، ورئيس الجمهورية هو رئيس السلطة التنفيذية، والقائد العام للقوات المسلحة، وينتخب رئيس الجمهورية لفترتين متتاليتين فقط، ويتعين على رئيس الدولة تعيين النائب الأول له، والنواب الأُول لرئيس الوزراء، ورؤساء اللجان الحكومية، ومن حقه اختيار رئيس ونائب وقضاة المحكمة الدستورية، ورئيس ونائب ووكلاء المحكمة العليا الاقتصادية، وغيرها من المناصب والمهام.

 وفي حال وفاة رئيس الجمهورية، أو عجزه عن القيام بمهام منصبه، يعهد إلى رئيس المجلس الوطني بمهام الرئيس، إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد

السلطات

السلطة التشريعية: -

يعتبر المجلس الوطني أعلى سلطة تشريعية في طاجيكستان، ويُنتخب أعضاؤه لمدة خمس سنوات، وأعمال هذا المجلس تتمثل في سن القوانين وتعديلها، وتغيير مبادئ الدستور، والقوانين العادية، وتحديد الاستراتيجية الأساسية، وتحديد انتخابات رئيس الجمهورية، وتأييد رئيس الوزراء ومعاونيه، والتصديق على اقتراحات رئيس الجمهورية وغيرها من المهام التي يقوم بها المجلس الوطني، غير أن رئيس المجلس هو الرجل الثاني في الدولة بعد رئيس الجمهورية.

السلطة القضائية: -

هي سلطة مستقلة عن السلطة التنفيذية والتشريعية، ومهمتها بالأساس صيانة الحقوق والحريات للأفراد والمؤسسات والهيئات، وضمان العدالة، وتتشكل السلطة القضائية من المحكمة العليا والمحكمة الدستورية والمحكمة الاقتصادية العليا، ومحكمة ولاية بدخشان الجبلية ذات الحكم الذاتي، ومحاكم الولايات والمدن.

وصلاحيات المحكمة الدستورية تتمثل في تحديد الاتفاقيات والمستندات القانونية للمجلس الوطني، ورئاسة الجمهورية، والمحكمة العليا، والمحكمة الاقتصادية العليا، وسائر السلطات الحكومية، والاتفاقيات التي تنضم إليها حكومة طاجيكستان، والفصل في نزاعات المسئولين الحكوميين، والنائب العام مسئول أمام المجلس الوطني، ويتم اختياره كل خمس سنوات.

ومن ناجية اخرى فعلى الرغم من استقلال طاجيكستان ، إلا أنها حافظت على علاقاتها مع روسيا، وذلك لحاجاتها إلى المساعدات المالية والاقتصادية، بالإضافة لما تعانيه من مشكلات سياسية وعرقية، فضلاً عن ذلك استيراد روسيا القطن من طاجيكستان، بالإضافة لحاجة روسيا لليورانيوم الطاجيكي لتشغيل المحطات النووية في روسيا, وكان ذلك سببًا في تدخل روسيا في الحروب الأهلية بطاجيكستان.

أما علاقتها مع أوزبكستان، فكانت طاجيكستان جزء من أوزبكستان حتى عام 1929، وتم انتزاع مدن مهمة مثل سمرقند وبخارى لصالح أوزبكستان، ما كان مصدر نزاع بين الدولتين، خاصةً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وهناك عوامل مشتركة بين طاجيكستان وأفغانستان مثل اللغة والدين والثقافة، بالإضافة للحدود المشتركة.

أما بالنسبة لإيران، فتعتبر طاجيكستان امتدادًا طبيعيًا وحضاريًا لإيران، حيث التراث الحضاري والفكري المشترك، وتعتبر إيران أول دولة تفتح سفارة في طاجيكستان بعد استقلالها.

وهناك العديد من الاتفاقيات المبرمة بين البلدين فضلاً عن العلاقات الثقافية القوية بينهما.

 

المبحث الثانى

نظره عامه على الصراع

وللتعرف على  النزاع فى طاجكستان من الممكن ان نقسمه الى عدة مراحل طبقا الى شكل النزاع وتطوره وان كل مرحله تقدم مقدمات للوصول الى المرحله التاليه لها الى جانب ان ذلك سيمكنا من الوصول الى معرفة كيف بدء النزاع وكيف ظهر وما الاحداث الواقعه بين بدء النزاع منذ انهيار الاتحاد السوفيتى وبين انتهاءه من الناحيه الصوريه بانعقاد الصلح فى عام 1997 .

وتأتى المرحله الاولى او مرحلة الاعداد والنضوج فى عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتى, فبعد ثورة موسكو عام 1991 التى ادت الى انهيار الحزب الشيوعى السوفيتى والذى ادى بطبعه الى داعم الشرعيه للحزب الشيوعى فى طاجكستان وما ان وجد القائمين على الحزب الشيوعى الطاجيكى انفسهم امام رفض من البعض الى حكمهم الاستبدادى الامر الذى زرع الخوف فى صدورهم من حدوث ثوره عليهم وحقا حدثت تنبؤاتهم فقامت مظاهرات متجمعه فى العاصمه دوشانبه اجبرت المجلس الاعلى للسوفيت الطاجيكى اعلان حظر نشاط الحزب الشيوعى واقامه انتخابات حره .

ونتيجة لتلك الضغوط من المعارضة قدم رئيس الجمهورية (( كاخار مخكاموف )) استقالته وتمت انتخابات ديمقراطيه حره للمره الاولى فى الرابع والعشرين من نوفمبر 1991 م , واستطاع انصار الشيوعيه ان يصلوا الى الحكم _ كما سنشير فيما بعد _ وتولى الشيوعى (( رحمون نبييف )) الذى كان رئيسا شيوعيا للدوله من قبل ولكن ميخائيل جورباتشوف الرئيس الاخير للأتحاد السوفيتى عزله .

مما اعطى لإنصار الشيوعيه الامل فى ارجاع مقاليد الحكم كامله اليهم والسيطره على جميع اجهزة الدوله , الامر الذى كان بمثابة نكسه الى المعارضه الطاجيكيه وازدادت النكسه عندما عزل القائمين على الحزب الشيوعى الموالين الى المعارضه من اى مناصب حكوميه كما انهم قاموا بإلغاء الحظر الذى فرض على

نشاط الحزب الشيوعى , كما القوا القبض على بعض المعارضين فى عام  1992 ومن بينهم محافظ دوشانبه (( اكراموف )) الامر الذى جعل المعارضه تعاود الاضراب والتظاهر مره اخرى طالبين من (( نبييف )) تقديم استقالته وحل مجلس السوفيت الاعلى .

المرحله الثانيه او مرحلة النزاع المسلح منذ بداية عام 1992 م حيث ان بعد انشاء الحرس الوطنى حاول الحزب الشيوعى غرس افراد له فى دوشانبه وعلى الصعيد الاخر اخذت المعارضه تسيطر على المبانى الحكوميه مما ادى الى حدوث صراعات مسلحه بين الطرفين فى مطلع 1992 م انتقلت تلك النزاعات المسلحه من العاصمه الى الجنوب , ونتيجة الى ذلك قامت حكومه ائتلافيه فى العاصمه نعمت بشئ من الاستقرار .

تأتى المرحله الثالثه التى تمثل بالفعل حرب اهليه حيث ان كثره القتلى والمصابين حولت الامر من مجرد نزاع الى حرب اهليه حيث قامت المعارضه فى السابع من سبتمبر من نفس العام باقتحام قصر الرئاسه واجبار(( نبييف )) على الاستقاله وتم تعيين حكومه مؤقته برئاسه (( إسكندروف )) .

ولكن مع مرور الوقت وتأكد(( إسكندروف )) وحكومته من صعوبه انهاء الحرب على الصعيد القريب قدم الاستقاله فى العاشر من نوفمبر .

وترتب على تلك الاستقاله الى شعور انصار الحزب الشيوعى بإمكانية ارجاع الامر الى ما كان عليه ومن ثم عقدوا اجتماع وقرروا الغاء منصب الرئيس وقرروا تعيين (( إمومالى رحمونوف )) رئيس لمجلس السوفيت .

واخذت الحكومه تعتقل الكثير من المعارضه , واضطر الكثير الفرار الى افغانستان خوفا من القتل او الاعتقال وهكذا اشتد النزاع الطاجيكى واخذ الامر يزداد صعوبه .

 

 

الفصل الثانى

اسباب قيام النزاع

تعددت التفسيرات الواضعه اسباب قيام النزاع الطاجيكى بين الحزب الشيوعى وانصار الحكم الاسلامى وتظهر العديد من الاسباب تتنوع بين اسباب داخليه ولعل اهمها ازمة الهويه والعوامل الاقتصاديه والاجتماعيه والاسلام وظهور ايديولوجيات اخرى الى جانب الاختلافات العرقيه بين الطاجيك , ومجموعه من العوامل الخارجيه وتتمثل فى بعض الدول التى قد يكون لها هام تلعبه لكى تشعل النزاع الطاجيكى ولعل اهم تلك الدول روسيا وايران وباكستان واوزبكستان وافغانستان , وسنحاول فى الصفحات التاليه ان نتناول تلك الاسباب بشئ من التفصيل .

المبحث الاول

(( العوامل الداخليه للثورة ))

بعد انهيار الاتحاد السوفيتى اخذت الروابط التى تربط الولايات التابعه له تختفى بل اخذت الروابط بداخل كل ولايه من الولايات تنقطع ونتج عن هذا الانقطاع العديد من الازمات التى قسمت المجتمع الطاجيكى الى مجموعتان مجموعه تدعى الى البقاء تحت ظل حكم شيوعى واخرى تعلن الثوره على هذا الحكم وتدعى الى قلب الحكم الى رأس على عقب واقامة حكم على اساس اسلامى ولعل اهم تلك الازمات ما يلى :

الهويه :

الناظر الى تاريخ الطاجيك يجد العديد من الخلافات الاقتصاديه والسياسيه منذ ازمنة طويله ولعل تلك الخلافات كانت قائمه على اسس عرقيه وايديولوجيه كل هذا ادى الى ضياع هوية طاجكستان وظلت فكرة الحديث عن الهويه فى طاجكستان جمله لا تنطق طوال وجودها تحت حكم السوفيت ولكن هذا لا يعنى موتها فبعد انهيار السوفيت واعلان طاجكستان استقلالها اخذت كلمة الهويه تسيطر على الفكر الطاجيكى .

حيث ان الرابط الذى كان يجمعهم قبل الانهيار وهو انهم طاجيك فى المقام الاول قد انهار مع انهيار الاتحاد السوفيتى واصبحت جمهوريه مستقله فأخذوا يفكروا فى مفهوم الامه حيث انها تعرف على انها (( ما هى الا تجمع بشرى ما اطلق عليه اسم ما , يجمع بشر تجمعهم مجموعه من الروابط سواء دينيه او ثقافيه او ...... )) .

ففى تلك الاثناء _1992 _ كان المجتمع الطاجيكى يتكون من 62% من الطاجيك . 24 % اوزبك , 8 % سلافيين . الى جانب نسبه اخرى من الاقليات الاخرى .

هكذا عجز الطاجيك فى تحديد هويتهم ففى حقيقة الامر تعددت المعانى حول اصول الطاجيك فمن ناحيه يشار الى ان اصول الطاجيك العرقيه ترجع الى(( مجموعه من سكان الجبال الناطقين بالفارسيه السنه )) وهذا التعريف على الرغم من انه ينطبق على الطاجيك فى طاجكستان الا انه ايضا يطلق على مجموعه من الافراد موجودين فى افغانستان فى الشمال واخذت تعريفات كلمه طاجيك تتغير وتتعدد من وقت لاخر ففى فتره من الزمن استخدمها المنتمين الى الاصل التركى للتفرقه بينهم وبين  المسلمين السنه الناطقين بالفارسيه اصحاب الاصول الاخرى , بل انه اطلق على العامه العرب فى فتره من الزمن , ثم فيما بعد اطلق على بعض الايرانيين الناطقين باللغه الايرانيه فى المدن فى المنطقه المنحصره بين شمال شرق ايران الى اسيا الوسطى .

الامر الذى جعل من مفهوم الطاجيك امر فى غاية الصعوبه فى التفسير , وبعد فشل محاولة اثبات الهويه على اساس عرقى نذهب الى اللغه لاثبات هويه مشتركه ولكن الامر يختلف فى اسيا الوسطى حيث انه لا يمكن جمع لغه اساسيه لدوله واحده حيث ان معظم الجمهوريات تتحدث لغتين واكثر فالشعب الطاجيكى مجموعه منه تتحدث اللغه الفرسيه والفارسيه فى داخلها مختلفه واخرى تتحدث الاوزبكيه   مما جعل محاوله اثبات الهويه على اساس اللغه امر صعب المنال فى طاجكستان

ومما يزيد المشكله فى الصعوبه هو ان الطاجيك الجنسيه المقيمون فى الدوله اقل مما يتواجد خارجها مما جعل من الامر صعوبه حول وجود الحس الوطنى لدى المجتمع الطاجيكى فى طاجكستان

السياسات العرقيه المحليه

عند تعدد الاعراق داخل الدول ومع الفشل فى الربط بين افراد الدوله بروابط مشتركه فانه من المفترض ان كل مجموعه من الافراد يحاولوا فيما بينهم على الملائمه فيما بينهم . بالفعل تحقق ذلك لدى الطاجيك فبعدما عجز الطاجيك عن تحديد هويه خاصه بهم وفشلوا فى ايجاد رابط خاص بهم يجمع الشعب الطاجيكى كامل او غالبيته لجوا الى مفهوم (( العرقيات المحليه )) حيث ان  كل مجموعه تجمعه صفات مشتركه يحاولوا فيما بينهم تكوين هويه خاصه بيهم وان جاز القول فانهم يقيموا دول داخل الدول وظهرت تلك العرقيات على اساس مجموعة اخذت كل منها تحاول السيطره الامر الذى اوجد تنافس بين تلك المجموعة على الصعيد السياسى .

وتمكن اهالى اقليم (( لينين اباد )) الذى يعد من اكبر الاقاليم بمساعدة اهالى (( كلياب )) من السيطره على مقاليد الحكم وسيطروا على الحزب الشيوعى ونظرا الى اصلهم الاوزبكى فانهم تمكنوا من التواصل مع الروس واخذوا يقيموا العلاقات مع موسكو . الامر الذى جعل الطاجيك من غير الاوزبك على اقتراب من الاشتعال فى وجه الطاجيك الحاكمين وبالفعل اشتعل الصراع بين الطاجيك _ القائمين على رأس الحزب الشيوعى _ الموالين لموسكو والاقليه الاسلاميه ودار الصراع على السلطه .

اخذ ذلك الصراع سيزداد بعد اجراء اول انتخابات حره فى عام 1991 فى طاجكستان حيث ظهر تحاول الطاجيك ذو الاصل الاوزبكى مع اهل كلياب مره اخرى وكانوا يمثلوا _ الاثنين _ نسبة تقترب من 62 % الامر الذى مكنهم من الوصول بــ (( نبييف )) الى السلطه ومن ثم اصبحوا مسيطرين تمام على السلطه وجميع اجهزة الدوله .

اخذ الصراع يشتد بين المسلمون وبين الشيوعيين ولعل من اهم المعارك واولها التى قامت فى طاجكستان المعركه الواقعه فى الجنوب بين (( دوشانبه وجارم وكرجان )) من ناحيه وبين (( كلياب وطيوب )) من ناحيه اخرى ويشير المؤرخين الى ان المقاتل انذاك كان يحارب من اجل مسقط رأسه وليس من اجل اى روابط قوميه .

 

العوامل الاقتصادية والاجتماعية

تعتبر طاجيكستان من أفقر جمهوريات الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، وذلك لانخفاض مستويات نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، حيث انه فى نهاية الثمانينات من القرن العشرين شهدت انهيارا فى جميع مؤشرات الثروه ، ولم يبق لها سوى الاعتماد على الإعانات المأخوذة من موسكو، التي مثلت حوالي 40% من الإنفاق الحكومي، إلى جانب اعتمادها على قطاع التجارة، خاصة في تبادلها بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

الى جانب انخفاض معدلات التنميه الصناعيه فى طاجكستان , الى جانب انخفاض التمويل الرأسمالى للاقطاع الصناعى وقطاع الخدمات مما ادى الى اصابة الاقتصاد بهشاشه وكان ذلك نتيجه الاعتماد على التركيز على زراعة القطن تنفيذ سياسات السوفيت .

وعلى صعيد الواقع الاجتماعى ظهر التأثير الواضح للهشاشه الاقتصاديه حيث انه فى نهاية الثمانينات حيث انه انخفض مستوى معيشة حوالى 65% من السكان الطاجيك الى جانب ان نسبة البطاله فى طاجكستان وصلت الى حوالى 25.7 % .

وكان لانهيار الاتحاد السوفيتى دورا هام فى تردى احوال الطاجيك الاقتصاديه ومن ثم الاجتماعيه حيث ان المعونات التى كانت تاتى من الاتحاد اخذت تنقرض , وان العمليات التجاريه القائمه بين الجمهوريات اخذت تتدهور .

كما ان انهيار الاتحاد السوفيتى اثر بشكل كبير فى طاجكستان من الداخل حيث ادى الى انهيار ما يعرف باسم (( العقد الاجتماعى )) وهو عباره عن (( مجموعه من الشروط والسياسات التى تتضمن العديد من الامتيازات الاجتماعيه التى تقدمها الحكومه مقابل الاستقرار الاجتماعى )) . ان هذا الاستقرار يشمل الاستقرار فى كل شئ عامه سواء الاستقرار فى الاسعار واختفاء التضخم الرأسمالى ...... الخ .

لاشك ان مع انهيار ذلك العقد الاجتماعى تأثرت الحياه الاقتصاديه والاجتماعيه بشكل كبير داخل جمهورية طاجكستان .

وكما تنص القاعده على ان الازمات الاقتصاديه والاجتماعيه ما ان وجدت فى مجتمع ما فانه نتيجه لها تظهر العديد من الازمات السياسه من تطرف وفوضى سياسه كل هذا لعب دورا هام وفعال فى تعزيز وتقوية الصراع بين الاقليه الاسلاميه وانصار الحزب الشيوعى .

 

الاسلام وتعدد الايديولوجيات

كما اشرنا فى المقدمه التعريفيه الى دخول الاسلام الى طاجكستان وكيف انه فى نهاية الثمانينات اخذ يصحو ويزدهر هناك مما ادخل فى قلوب انصار الحزب الشيوعى الى انه اصبح يمثل خطرا على وجود الدوله تحت لواءهم .

ولكن من الناحيه الواقعيه ان جمهورية طاجكستان ليست من المجتمعات التى تصلح فيها اقامه الحكم على اساس الاصوليه الاسلاميه ولعل اهم ما كان يمثل انصار الحكم الاسلامى فى طاجكستان هو حزب البعث الاسلامى الا ان القائمين عليه اعلنوا انه من الصعب اقامه دوله اصوليه اسلاميه فطبيعة المجتمع الطاجيكى الزراعيه جعلت الاسلام متمركز فى الريف فى حين ان القائمين فى المدن رافضين وجود الجماعات الاسلاميه ومن ثم اعترف انصار حزب البعث بذلك .

الأطراف الداخلية للنزاع

تتعدد الاحزاب السياسيه فى جمهورية طاجكستان الا ان هدف تلك الأحزاب السياسية وجماعات المعارضة الرئيسية يتوحد فى توسيع المشاركه السياسيه ومحاولة الحد من احتكار انصار الشيوعيه للسلطه  , وتدعى مطالب احزاب المعارضه مثل حزب النهضة الاسلامى الى  ترويج الثقافة واللغة الفارسية، والعودة إلى الحروف الهجائية العربية ,والتطبيق التدريجى للشريعه الاسلاميه , فى حين يدعى الحزب الديموقراطي يسعى لتطبيق أهداف قومية معادية للروس والأوزبك .مع تلك المطالب اخذ الصراع يزداد فى الحده حيث ان البعض يدعى الى الشيوعيه والبعض الاخر يدعى الى الحكم على اساس اسلامى .

 

المبحث الثانى

(( العوامل الخارجيه للثوره ))

لعبت بعض الدول دورا بصوره مباشره او غير مباشره فى اشعال النزاع ولعل اهم تلك الدول :

1 / أفغانستان وباكستان:

ترتبط أفغانستان وطاجيكستان بروابط ثقافية ودينية، بالإضافة إلى أن هناك 4 مليون طاجيكي يسكن أفغانستان، وبعد القرارات الصارمة التي اتخذتها طاجيكستان تجاه الطاجيك في نهاية 1992، وأدت إلى فرارهم إلى أفغانستان، مما أدى بدوره إلى تدربهم وشراء السلاح من أجل تدبير هجمات عسكرية عبر الحدود.

وسعت أفغانستان لدى روسيا وأوزبكستان للتدخل، وكان أحد أهداف التدخل الروسي هو الحكم والسيطرة على الحدود مع أفغانستان.

ولكن بالنسبة لباكستان مصالحها السياسية ألحت عليها لتقديم المساعدة والدعم للمعارضة، وذلك باعتبار باكستان دولة كبرى تربط بين دول آسيا الوسطى، وتحاول التخلص من نفوذ موسكو في جمهوريات هذه المنطقة، فلذلك دعمت المعارضة الإسلامية من أجل استرداد دوشنبه.

2 / روسيا

تعتبر القوة العسكرية الروسية مرتكزة على فرقة المشاة الميكانيكية رقم (20)، ووحدات حرس الحدود إلى جانب النفوذ الروسي السياسي والاقتصادي.

ويتزايد التدخل الروسي مع زيادة حدة الصراع، فيتسم التدخل الروسي بالمرحلية،

أول مرحلة لروسيا نحو نشر الاستقرار في طاجيكستان بدأت بتوقيع معاهدة الأمن الجماعي بين روسيا وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان في مايو 1992 وفحواها.

أن أي اعتداء على أحد أطراف الدول الموقعة هو اعتداء على جميع الأطراف، بالإضافة إلى دول موسكو في الشئون الداخلية لطاجيكستان، حيث قامت الجنود الموالية للشيوعيين من شراء معدات حربية من الجنود الروس، ويرجع اهتمام روسيا بطاجيكستان إلى محاذاتها لروسيا من الناحية الجنوبية، حيث تصل الحدود الطاجيكية إلى حوالي 1300 كم.

بالإضافة لخوف روسيا من الحكم الإسلامي، أو بروز الدين الإسلامي نفسه في طاجيكستان خاصة بعد ظهور حزب النهضة الإسلامي.

وكان تدخل موسكو في النزاع بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وأيدت حليفتها أوزبكستان في جهودها لطرد القوات المعارضة من دوشنبه، ولكن هذا التدخل أصبح واقعًا ملموسًا عند سقوط القاذفات الروسية على معاقل المعارضة في ( جارم وكوفرنيكون )، وكان هذا التدخل بمثابة النافي لقوى المعارضة من الوجود السياسي، مما أدى إلى زيادة حدة النزاع عبر الحدود مؤديًا إلى التدخل الأجنبي.

3 / أوزبكستان

عملت جمهورية اوزبكستان على محاولة اشعال النزاع بين الاسلاميين الطاجيك وبين انصار الحزب الشيوعى فقد خشي النظام الأوزبكستاني المستبد من انتقال الإسلام والديموقراطية من طاجيكستان، وكان أسباب ذلك الخوف هو انتقال الليبرالية السياسية إلى أوزبكستان، بالإضافة إلى رغبة أوزبكستان في السيطرة على الأقلية الطاجيكية.

وكانت أداة تدخل أوزبكستان هي تأييد القوى الموالية للشيوعية، وذلك بإمدادها بالمعدات العسكرية الثقيلة لعونها على إخضاع دوشنبه، بالإضافة إلى شن القوات الأوزبكستانية هجمات على القوات الإسلامية.

4 / إيران

لاح الأمر بالنسبة لإيران بحيادية التأثير على النزاع في طاجيكستان، وذلك لما وجدته من صعوبات تمثلت في البعد الجغرافي واختلاف المذاهب الإسلامية بين الدولتين، فإيران تتبع المذهب الشيعي، والطاجيك تتبع المذهب السني، بالإضافة إلى تخوف إيران من التدخل في النزاع الطاجيكستاني حتى لا تغضب موسكو التي تحدها شمالاً، وباعتبارها الممول بالأسلحة الهامة لإيران، لذلك تلخص دور إيران بالواسطة بين الجانبين .

 

الفصل الثالث

(( الصلح الطاجيكى  عام 1997 ))

استمرت الحرب الاهليه فى طاجكستان فتره من الزمن تقترب من الخمس سنوات المتواصله ونتج عن هذه الحرب الكثير من الخسائر فى دزلة طاجكستان فقد قدر عدد القتلى فيما يتراوح بين 50،000 الى حوالى ما يتقرب من 100،000 فرد , الى جانب حوالى 1.2 مليون شخص قاموا بالهجره من البلاد خوفا من الموت  , كما تخرج من الحرب حوالى 50000 شخص بل مأوى ومع اشتداد الحرب من حرب الى اخر وجد كل افراد الشعب الطاجيكى من سياسيين واجتماعيين وافراد عامه نفسهم امام مشكله كبيره لابد من حلها وانهاء تلك الحرب الاهليه والبقاء فى سلام .

وفى نهاية عام 1993 اجريت انتخابات فى طاجكستان وفاز بالحكم (( الامام على رحمونوف )) رئيس الحزب الشعبى الديمقراطى _ الحزب الخلقى الديمقراطى _ الذى كان له دورا هام فى التوفيق بين انصار الحزب الشيوعى والداعين الى الحكم الاسلامى وفى نوفمبر 1993 اعلن رحمونوف بانتهاء الحرب , ولكن فى حقيقة الامر كما يقول المثل الطاجيكى (( حتى البندقيه المفرغه من الرصاص تطلق نارها مره كل عام )) فالحرب لم  تنتهى بل كانت محاوله من رحمونوف للسيطره على الامر فكثرت المناوشات العسكريه بين الحكومه وبين افراد المعارضه وتساقط فيما بعد اعلان رحمونوف عشرات القتلى من الطرفين , واستمر المعارضين فى الهجوم على المبانى الحكوميه ومن تلك الحوادث التى وقعت بعد اعلان رحمونوف انهاء الحرب ما حدث فى الثانى والعشرين من يوليو 1994 م عندما قتل حوالى عشره جنود شرق العاصمه دوشانبه .

واستمرار الوضع فى تلك الاحيان كما كان عليه قبل رحمونوف _ وان كان اقل شئ ما مما كان قبله _ الا ان الامر فى طاجكستان دفع الدول الاخرى الى التدل محاولين فى ايجاد حل لتلك الحرب الاهليه ومحاولين نشر السلام فى تلك البلاد ولعل اهم تلك الدول التى تدخلت لانهاء الحرب امريكا فقد اخذت امريكا على نفسها دور الوسيط لحل النزاع واستمرت جهود الامم المتحده من عام 1994 م فى التوفيق حتى عام 1997 م بعقد صلح بين الطاجيك _ انصار الشيوعيه والحركات الاسلاميه _ فى موسكو وكان على رأس الحكومه (( امام على رحمونوف )) وعلى رأس انصار الحكم الاسلامى (( سعيد عبد الله نوري )) ونصت الاتفاقيه على تقاسم السلطه بين رحمونوف ونورى .

وعلى الرغم من ان تلك الاتفاقيه لم تشر الى الجنود الروس الموجودين داخل طاجكستان الا انها تعتبر الى حد ما انهت الحرب الاهليه القائمه واوقفت سيول الدماء المنهمره فى طاجكستان أنذآك .

 

خاتمه /

بعد الدراسه السابقه التى حاولت فيها التوصل الى جذور النزاع الطاجيكى ومحاوله تفسير الاسباب والعوامل المؤثره او المساعده فى اشعال فتيل النزاع وعلى الرغم من انعقاد اتفاقيه السلام بين الطرفان المتنازعان الا اننى ارى ان النزاع الطاجيكى امر لا يمكن انهاءه ولكن ما حدث فى اتفاقية السلام ما هو الا هدنه تهدف الى اعداد كل طرف لنفسه ثم فيما بعد سواء قريبا او بعد فتره من الزمن فكما يشير ارسطو فى احدى اقواله (( عندما يوجد اختلاف فى الاعراق او القوميات فإنه سيظل مصدر للشقاق حتى يأتى الوقت الذى تتعلم فيه الافراد كيف يتعايشوا مع بعضهم البعض وقد يستغرق ذكل زمن طويلا )) .

وفى الاوقات الحاليه للطاجيك ارى انه من الممكن ان تتواجد الطاجيك تحت لواء ايران ففى حقيقة  الامر كما ذكر التاريخ ان الجمهوريات الاسلاميه الخمس بعد انهيار الاتحاد السوفيتى لم تعلن استقلالها مباشرة على امل ان يعود السوفيت مره اخرى حيث ان تلك الجمهوريات لم تكن على مقدره فى ادارة شئونها منفصله ولكن بعدما خاب املهم وانهار السوفيت دون رجعه اعلنوا استقلالهم , ولكن نظرا الى الصفات المشتركه الى حد كبير بين الشعب الطاجيكى والشعب الايرانى ورغبة ايران فى ان تصبح قوه عظمى تحتاج الى ما يدعمها فأنه فكر فى السيطره على دول اسيا الوسطى ولعل من اهمها طاجكستان والاوزبك .

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ