ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أزمة
العراق غائبة عن الحل العربي
والدولي الباحث:
الدكتور مهند العزاوي* مارست
الإدارة الأمريكية السابقة
اكبر عملية تلاعب وتضليل وتزييف
وتشويه وخداع استراتيجي, وإخفاء
الحقائق والمعلومات وتحايل
وكذب وصناعة العدو لتسويق وشن
العدوان على العراق وفق مبررات
مزيفة,ولعل أبرز المحاور تشددا
إيديولوجية "الحرب العالمية
على الإرهاب" GWOT, وزعم منع امتلاك أسلحة الدمار الشامل,لقد
شنت أمريكا الحرب الإعلامية على
العراق عبر مؤسسات ووسائل
الإعلام الأمريكية العملاقة,
وكانت غالبية المؤسسات ووسائل
الإعلام الأمريكية والغربية
وعدد من وسائل الإعلام العربية
الملحقة بالمشروع الأمريكي قد
انتهجت تسويق العدوان وترويج
الأكاذيب "شيطنة العراق"
ضمن برامج الدعاية الموجهة عبر
المؤسسات الإعلامية الأمريكية
و كذلك حرب العلاقات العامة, مما
افقد العراق حقوقه الوقائية
الدولية والقارية والإقليمية
وأكثرها تأثيرا العربية. مطرقة
الإعلام الأمريكي سخرت
منظومات الإعلام الأمريكي
المرتبطة بالشركات القابضة
لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية
العليا, وفي الغالب تنتهج
الخيار الحكومي وتشترك معها في
حروبها, بل وهناك منظومات
ومؤسسات إعلامية تصنع
الاستراتيجية الإعلامية وتنحت
المصطلحات الإعلامية التي تهدف
إلى تحقيق الأهداف السياسية
والعسكرية والمصالح الرأسمالية
الدولية والتي تقودها الشركات
القابضة العملاقة في عالم المال,النفط
,السلاح,المرتزقة , المعلومات,
الإعلام ..الخ,وتحتكر تلك
الشركات السوق الدولية
للمعلومات مما يجعلها تصنع
وتصدر المصطلحات الإعلامية إلى
وكالات الأنباء ووسائل الإعلام
المختلفة, وتبتعد عن وصف وتغطية
الأحداث والوقائع بنزاهة
وحيادية, بل تقوم بتزييف وتشويه
الحقائق على الأرض بما يتلاءم
مع الغايات السياسية أو
العسكرية أو الإعلامية المطلوب
تسويقها لتضليل
الرأي العام الأمريكي
والغربي, باستخدام تلك مصطلحات
وترويجها لغزو العقول وهيكلتها
قبل شن الغزوات, ومن الملفت
للنظر أن عدد من وسائل الإعلام
العربي الملحق والتابع, يردد
عدد من المصطلحات ولعل أبرزها
"الإرهاب" دون التمييز بين
الإرهاب الحقيقي والاعتداء على
وحدة التراب الوطني ومقاومة
الاحتلال, لذا لن ينضج جيل
إعلامي عربي أو محلي بعيد عن تلك
المنهجية وخطوطها الحمراء,
خصوصا أن غالبية وسائل الإعلام
العربي إعلام مستهلك للمصطلحات
وغير منتج, ويعتمد في الغالب على
المصطلحات المصنعة والمنحوتة
في أروقة المؤسسات الإعلامية
الأمريكية والغربية ذات المنحى
السياسي, ولعل احد أسباب ذلك هو
الاعتماد على الوكالات الدولية
الكبرى والأمريكية منها في
أنتاج وتحرير الأخبار في وسائل
الإعلام المرئية والمسموعة
والمقروءة ,ويتبع بذلك منهجية
راس المال(الملكية) أو المنهجية
الرسمية(الخيار الحكومي),وهذا
يلقي بظلاله على لغة الخطاب
الإعلامي وفق معايير مزدوجة
ويعزز الاستقطاب السياسي, وفي
الغالب يرتبط بمصالح الدول
الكبرى, خصوصا عندما يستخدم
المصطلحات والعبارات الأجنبية
المزدوجة ذات المغزى الدعائي ,
وتصنف منهجية وسائل الإعلام إلى
إعلام رسمي,منظمات,شركات,حزبي,شخصي,
مرتزق, تابع, مأجور, موجه ,إعلان,كل
وفق منهجيته لتحقيق التأثير على
الرأي العام, عبر مصطلحات مصنعة
, وكان أبرز التي استخدمها
الإعلام الأمريكي هو ما يسمى
"الحرب على الإرهاب GWOT " و"التحول الديموقراطي",
لذا لا تزال مطرقة الإعلام
الأمريكي تهيمن على وسائل
الإعلام المختلفة وينظر للقضية
العراقية من خلال عدستها وفق
لرؤية الولايات المتحدة
الأمريكية وليس وفق المفهوم
الوطني العراقي. الحرب
العالمية على الإرهابGWOT الحرب
على الإرهاب هو مصطلح سياسي
إعلامي بمنحى إيديولوجي وعسكري
أطلق عليه "الحرب العالمية
على الإرهابGWOT"
بعد أحداث ايلول2001, وسرعان
ما أصبح هذا المصطلح يروج له
بشكل واسع في الدوائر السياسية
والعسكرية والمنابر الإعلامية
دون تمييز, وقد أصرت وسائل
الإعلام الأمريكية والغربية
والناطقة باللغة العربية على
تنميط العرب والمسلمين
بالإرهاب, وتوظيفها لشن الحملات
العسكرية المخطط لها . إن
"الحرب العالمية على الإرهاب GWOT"
هو مصطلح تستخدمه الإدارة
الأمريكية السابقة وكذلك وزارة
الدفاع الأمريكية "البنتاغون",
لوصف الحملات العسكرية
العالمية تحت ذريعة محاربة
الإرهاب وتشمل هذه الحرب : – 1.
عملية الحرية الدائمة OEF غزو
أفغانستان:- وهو الاسم الرمزي
الكود الذي يطلق على العمليات
العسكرية الحربية في أفغانستان
والعمليات المضادة على البلدان
الأخرى بالمنطقة. 2.
عملية الحرية للعراق OIF غزو
العراق :- وهو الاسم الرمزي
الكود الذي يطلق على الحرب ضد
العراق-غزو العراق لنزع أسلحة
الدمار الشامل العراقية وما
تتبعه من عمليات حربية بعد
الاحتلال لمواجهة
المقاومة العراقية ويفترض أنها
لفرض الأمن وإعادة الأعمار
اللذان لم يتحققا لحد الآن. 3.
عملية النسر النبيلONE:- وهو
الاسم الرمزي الكود الذي يطلق
على المهام والعمليات التي تهدف
إلى تعزيز امن وسلامة القواعد
العسكرية الأمريكية. خلفت
أيديولوجية "الحرب على
الإرهاب" كوارث استراتيجية
على النظام الرسمي العربي عموما
والعراق خصوصا وعلى سبيل المثال:خروج
العرب من المعادلة الدولية
كلاعب استراتيجي في العالم
وتحول النظام الرسمي العربي إلى
قواعد لوجستية في رقعة المصالح
الأمريكية بما
لا يتناسب مع القدرات
والإمكانيات المختلفة والعمق
التاريخي والإسلامي والحدود
السياسية والاقتصادية للدول
العربية, وكذلك طمس الهوية
الوطنية العراقية وإلغاء دوره
الجيوسياسي العربي والإقليمي
ضمن معادلة التوازن الدولي,
والاستعاضة بفقاعات سياسية
طائفية وعرقية هشة متناحرة
مرتبطة بأجندات أجنبية
وإقليمية شكلت مرتكزات الحرب
الأهلية التي أشعل نيرانها
الغزو, وأخلت في التكوين
الاجتماعي الديموغرافي والبنية
التحتية للشعب العراقي
والتركيبة السكانية لمدن
العراق –
تمزيق وحدة العراق- إذكاء
التوترات القديمة ونشر ثقافة
الاحتراب الفئوي- تحطيم البنية
التحتية السياسية والاجتماعية
والاقتصادية والعسكرية للعراق-امن
هش لا يرتكز على منظومة القيم
الوطنية – شبكة سجون ومعتقلات
سرية وعلنية تفترش ارض العراق-
عشرات الآلاف من المعتقلين–
انهيار اقتصادي
وجيش من العاطلين يرتزق
ضعاف النفوس منهم على الوشاية
بما يسمى( المخبر السري)
المليشيات والجريمة المنظمة
والعنف والخطف اليومي والذي
يترواح من30-40 شخص يوميا
وغياب برامج الإغاثة
وانتقائية وفساد عدد من
المنظمات ذات الاختصاص – تفشي
الأمراض والأوبئة - جيوش من
المهجرين هذه
أرقام مهولة في أي نصاب تضعها
الحكومة الأمريكية
, وخصوصا حسابات الكلفة
والتأثير؟وماهو دور النظام
الرسمي العربي؟ غياب
الحل وشبح التقسيم أمريكا
وتقسيم العراق يمر
العراق اليوم بمرحلة عصيبة ويقف
أمام تقاطع أنفاق مظلمة يتجه
البعض منها إلى تقسيم العراق,خصوصا
إذا علمنا مشروع تقسيم العراق
قائم وقد صادق عليه الكونغرس
مسبقا,ويصر الباحث على رأيه أن
"انتخابات المحافظات" التي
جرت هي خطوة متقدمة لتقسيم
العراق والشواهد كثيرة, وفي خضم
الفوضى الأمنية والسياسية
الحالية الساعية لإذكاء
الاحتراب الطائفي وفقا لشكل
ونمطية العمليات الإرهابية
التي تستهدف المدنيين الأبرياء
والتي تقف خلفها أحزاب سياسية
مشتركة بالعملية السياسية
الغاية منها تحقيق أهداف سياسية
وعسكرية ذات منحى استراتيجي؟,ومن
الطرفة يخرج علينا ممثل الأمم
المتحدة في العراق"دي مستورا"
بحل عبقري لتقسيم العراق تاركا
خلفه الملفات الدموية التي تعصف
بوحدة العراق
عبر طرح
فكرة تدويل وأقلمة "كركوك"
رئة العراق الاقتصادية, ومن
المهازل السياسية التي أنتجها
غزو العراق مصطلح "المناطق
المتنازع عليها" في الوطن
الواحد ,ويرى الباحث من الضروري
الانتباه لما
يجري في شمال العراق مؤخرا وما
يطبخ هناك من ملفات دموية, خصوصا
إذا علمنا أن مسئولين أجانب
وعرب رفيعي المستوى يتقاطرون
على شمال العراق في الأيام
الماضية وجولات مكوكية أوربية
لرموز الأحزاب الكردية مع وصول
قطعات نظامية
أمريكية مقاتلة هناك
وأعقبها زيارة رئيس هيئة
الأركان المشتركة"مايكل مولن"
إلى شمال العراق ولقاءه برموز
السلطة هناك, ناهيك عن وصول ثلاث
طائراتc130
إلى شمال العراق محملة بالأسلحة
المختلفة ومن مناشئ مختلفة قبل
اشهر,وأحداث أمنية دموية تتصاعد
وتيرتها في كركوك والموصل,جميع
تلك الحقائق تدل أن هناك عمل
محوري ما سيجري وسيضع أوزاره
على كل من "كركوك والموصل"
المستهدفتان دوما ضمن
استراتيجية تقسيم العراق, ويبدو
شهوة تقسيم العراق لا تزال
تستهوي اليمين الأمريكي بالرغم
من فقدانه السلطة ويسعى بجد
لتحقيقه عبر صناعة الأحداث
والأزمات الدموية التي تحرج
صانع قرار الانسحاب وإنهاء
الحرب في العراق في ظل تدخل
إقليمي الأسوأ من نوعه في تاريخ
العراق. النظام
الرسمي الدولي العراق
دولة عضو ومؤسس في هيئة الأمم
المتحدة وقد أصدر مجلس الأمن
بحقه قرارات رادعة عند اجتياحه
الكويت ونفذها بالكامل,ويفترض
أن الأمم المتحدة هي الميدان
للفصل في الخلافات الدولية وفق
منهجيتها القانونية والتنظيمية,
ويفترض وجود جهاز دولي لردع
العدوان(مجلس الأمن) يحرم ويجرم
أي عدوان من خلال تطبيق (القانون
الدولي), ويتخذ إجراءات لدحر
العدوان وإزالته على أي دولة
عضو عبر (الفصل السابع) ,وجميع
تلك العناصر الثلاث الدولية لم
تطبق لمنع العدوان على العراق, ,وهنا
يبرز وهن وانهيار النظام الرسمي
الدولي الذي يفترض أن يكون عامل
استقرار للدول وخصوصا الضعيفة
منها, بل فوجئ العالم وبسابقة
خطيرة "صدور قرار(1483)الذي
يشرع الاحتلال وبأثر رجعي ,
وبهذا يجيز استخدام القوة
العسكرية ضد دولة عضو بلا مبرر
شرعي أو تحرش عسكري أو عمل عدائي
ويعد انتهاك صارخ
للشرعية الدولية, وتجيز
قانونيا احتلال بلد عضو في
الأمم المتحدة, وبذلك فقد
العالم ثقته في أي تغيير في ظل
هيمنة كاملة للولايات المتحدة
الأمريكية على مؤسسات الأمم
المتحدة,مما جعل الحل العراقي
نحو التحرير ونيل الاستقلال يقف
أمام عقبات أبرزها ميدان الأمم
المتحدة المغلق والداعم لمواقف
الولايات المتحدة, ويفترض إنها
الحاضنة الحقيقية والميدان
الرئيسي لإخراج الولايات
المتحدة وقواتها من العراق
وإنهاء الاحتلال خصوصا أن
العراق كان يقيم علاقات
استراتيجية ومصالح مشتركة مع
الأعضاء الثلاث في مجلس الأمن ,
وفقدت بذلك قضية العراق(أزمة
احتلال العراق) أهم وأقوى
مرتكزا دوليا ذو المنحى
القانوني الذي يحقق الشرعية
الدولية في إزالة العدوان
وأضراره ودعم وتحقيق الاستقلال
والسيادة للعراق وشعبه. الاتحاد
الأوربي تشكل
الاتحاد الأوربي لتوحيد قارة
أوربا ليكون الحليف
الاستراتيجي للولايات المتحدة,
وقوة سياسية اقتصادية داعمة لـ
"حلف الناتو" ويؤسس محور
جيواستراتيجي عسكري واسع
ليقود العالم,ويحقق بذلك
التوازن والاستقرار لأوربا ,ونظرا
لطبيعة التشكيل والدور يسعى
للتوافق والاتحاد مع الولايات
المتحدة لتحقيق الأهداف
الكونية وتعزيز الفكر
الرأسمالي, وتعتبره الأخيرة قوة
الإسناد السياسي والاقتصادي
والعسكري لها في مخططاتها
الاستراتيجية وحروبها ونقطة
الولوج للشرق الأوسط والأقصى,وقد
شكلت أمريكا ما يسمى "تحالف
الراغبين" للعدوان على
العراق,في انتهاك صارخ للقانون
الدولي ومنظومة القيم الدولية,
وبالتالي هي الحليف
الاستراتيجي للولايات المتحدة
والشريك العسكري الرئيسي في غزو
العراق,وتنظر إلى العراق من
وجهة النظر الأمريكية, وهنا
تبرز المصالح المشتركة
والإسناد المتبادل فيما بينهما
, وكما هو معروف أن المصالح هي
التي تحدد القضايا,ويقف العراق
أمام باب مغلق أخر؟ مسيطر عليه
بأحكام وبمنحى إيديولوجي سياسي
متشدد مما عقد حل المشكلة, بل
كان عنصر هدم وتدمير أخر للعراق,
وفقدت بذلك قضية العراق(أزمة
احتلال العراق)
مرتكزا دوليا أخر ذو المنحى
القانوني الذي يحقق الشرعية
الدولية في إزالة العدوان
وأضراره ودعم
حركات التحرر العراقية وتحقيق
الاستقلال والسيادة وفق رؤى
عصرية دولية. الإطار
القاري والإقليمي يفترض
أن العراق يرتكز على إطار قاري
إقليمي يعزز التفاهم والتوافق
وفق محددات التقارب والمصالح
المشتركة المعمول بها, وفي
الشرق هناك الجار المسلم "إيران"
الذي لم يقدم الدور المفروض
عليه إسلاميا وأخلاقيا
وإنسانيا للوقوف مع العراق قبل
الغزو أو بعد الاحتلال, بل شكل
معضلة سياسيي وأمنية بتوافقه مع
المشهد الأمريكي وإسناده
المباشر للاحتلال الأمريكي
للعراق , وقد عصف بالبنية
التحتية الاجتماعية العراقية
كما نراه اليوم, وهناك أيضا
المحور الجيوقاري "روسيا
والصين" لم يرتقي الحلفاء
القاريين للعراق
طيلة العقود الماضية لموقف
ايجابي تجاه العراق وخصوصا
أثناء وبعد الغزو,وفي الشمال
الجار المسلم
تركيا العضو الفعال في "الناتو"
والطامح للعضوية في الاتحاد
الأوربي, ويعتبر محورا
جيوسياسيا ومركز ثقل ويرتبط مع
العراق بمصالح مشتركة وعمق
ثقافي وحضاري,وكان من الرافضين
بشدة لغزو العراق وعدم استخدام
أراضيه لشن العدوان ضد العراق,
ويساهم الآن نسبيا في وحدة
العراق من خلال رفضه الصارم
الصلب لانفصال أكراد العراق,ولن
يساهم جديا في إخراج العراق من
أزمة الاحتلال, وفي الجنوب هناك
مجلس التعاون الخليجي
الذي اغفل أبعاد غزو العراق
استراتيجيا ورفض دخول العراق
إلى المجلس كدولة مطلة على
الخليج ولم يقدم الدعم الحقيقي
لنصرة القضية العراقية
وإعطائها الأسبقية الأولى
وتعويض الخطيئة الاستراتيجية
التي ارتكبوها بتقديم العون
والتسهيلات للغزو الأمريكي
والقبول باحتلال العراق, وفقدت
بذلك قضية العراق(أزمة احتلال
العراق) أهم وأقوى مرتكزا قاريا
وإقليميا وخليجيا ذو المنحى
القانوني الذي يحقق الشرعية
الدولية في إزالة العدوان
وتحقيق الاستقلال والسيادة. النظام
الرسمي العربي يتمثل
النظام الرسمي العربي بالجامعة
العربية
وهي الإطار القومي الرسمي
الجامع الذي يفترض أن يتخذ
الإجراءات السياسية والعسكرية
للتصدي وردع
العدوان ضد أي بلد عربي
واتخاذ الإجراءات العسكرية
اللازمة لتطبيق معاهدة الدفاع
العربي المشترك , وهو الآن في
اوهن أحواله وتعصف به
الاختلافات والخلافات وقد أنهت
دوره الاستراتيجي الولايات
المتحدة الأمريكية
وجعلته قواعد لوجستية بدلا من
أن يكون اللاعب السادس
استراتيجيا,وابتعد عن تحقيق
أمنه القومي وفقد عناصر القدرة
الاستراتيجية التي تجعل منه
لاعب جيواستراتيجيا في العالم
بل واكتفي كل بلد بأمنه الوطني
الذي لا يصمد أمام المحاور
الجيواستراتيجية العالمية ,
وكان النظام العربي يمتلك
إمكانيات وعناصر تؤهله ليكون
مؤثر ولاعب جيواستراتيجي دولي
وفقده عندما استسلم لإرادة
أمريكا بغزو العراق وتحنيط
القضية الفلسطينية إضافة إلى
السودان والصومال..الخ,
وارتكبوا بذلك خطيئة
استراتيجية تجاه العراق وبذلك
فقدت قضية العراق(أزمة احتلال
العراق) أهم وأقوى دعم وإسناد
عربي ذو المنحى القانوني الذي
يحقق الشرعية العربية والدولية
في إزالة العدوان ودعم حركات
التحرر العراقية وتحقيق
الاستقلال والسيادة. الاستنتاجات 1.
يجرى إجهاض أي فكرة لإقامة
أي مشروع وطني عراقي من قبل
القوى الوطنية العراقية بدعم
وإسناد سياسي ومعنوي واقتصادي
يتبناه النظام الرسمي العربي
وتحت قبة جامعة الدول العربية
واعتذرت جميع الدول العربية
لرعاية هكذا مشروع
حيوي ذو منحى استراتيجي,ويعتبر
خط احمر من الولايات المتحدة
الأمريكية لا يمكن تجاوزه. 2.
إصرار الولايات المتحدة
الأمريكية على خلق نظام سياسي
ثلاثي الأضلاع(سنة شيعة أكراد)
في العراق تمهيدا لتقسيم العراق,
وارتكزت بنيته التحتية على نظام
المحاصصة الطائفية والعرقية
الحزبية مما أنتج طبقة سياسية
متناحرة وخليط غير متجانس مزدوج
الولاء, وتعدد مراكز النفوذ ,
ولا يزال شبح تقسيم العراق هاجس
يؤرق العراقيين كافة. 3.
فقدان الدعم الأوربي
والقاري والإقليمي للقضية
العراقية الناتج من التحالف
والشراكة مع الولايات المتحدة,
وإتباعهم استراتيجية مشتركة
تجاه العراق محورها العملية
السياسية المشوهة
دون النظر إلى الوجه الأخر
من الصورة, أو مساعدة العراق
ليكون محورا جيوسياسيا فعالا. 4.
غياب الرؤية الاستراتيجية
للنظام الرسمي العربي حول
القضية العراقية. 5.
اصطفاف غالبية وسائل
الإعلام العربية خلف المشروع
الأمريكي وإلغاء الدور الوطني ,ومحاولات
توصيف المقاومة بالإرهاب مما
ترك الباب مفتوحا للتاويلات
وتلفيق التهم الكيدية مما نشر
الفوضى الأمنية عبر القتل
والمداهمات والاعتقالات لكافة
شرائح الشعب العراقي . 6.
فقدان القضية العراقية(أزمة
احتلال العراق) القدرة على
الحضور في الميادين السياسية
والإعلامية والاقتصادية
والثقافية كقضية امن قومي عربي
أو قضية توازن إقليمي أو امن
وسلم دوليين نظرا للخطوط
الحمراء والضغوط الأمريكية
التي تفرض على الدول العربية . يا ترى
ما هو مستقبل العراق والعرب في
ظل هذا المشهد السياسي المعقد
والقاتم ,والذي بات يستنزف كل
القدرات والإمكانيات
في ظل المتغيرات الحالية في
ساحة الصراع
واختلال التوازن الدولي ,متى
نتمكن تخطي الخطوط الحمراء
الأمريكية المفروضة علينا
وإعادة العراق إلى الحاضنة
العربية كمحور جيوسياسي فعال
ومؤثر؟ ــــــــــــــ *مدير
مركز صقر للدراسات
الاستراتيجية والعسكرية -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |