ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هكذا
يؤمن العالم.. فكيف يؤمن العالم
العربي؟!! (يظهر أن العالم كله شديد الإحساس
بعقائده وآماله الدينية، إلا
قومنا وحدهم ، فإنهم يتذاكرون
بينهم أن الدين رجعية!!) حامد
الغزالي بقلم منال الكندي
في موقع هدد وطن نُشِرَ خبرٌ
بتاريخ 27 مارس2011 مفاده أن القس
"هارولد كامبينغ" من مدينة
أوكلاند بولاية كاليفورنيا
تنبأ بالقدوم الثاني للرب،
مُحدداً الساعة السادسة من مساء
اليوم وأن (2%)
اثنان بالمئة من سكان
العالم سيرفعون إلى الجنة بينما
البقية فإن مأواهم الجحيم،
مضيفا أن الأحداث الأخيرة مثل
زلزال اليابان ونيوزيلندا
وهايتي، ينذر بالحساب الوشيك
كما السرقة والكذب والخداع
والانحراف الجنسي، والقيم
الاجتماعية المتغيرة، وحركات
التباهي بالشذوذ، إن هي إلا
مؤشرات من الرب على نهاية
العالم.
ومن ضمن ما تم تسريبه من
موقع ويليليكس، من وثائق صادرة
عن سفارة الولايات
المتحدة في نيودلهي 2005، بأن
رؤية الرئيس الايراني أحمدي
نجاد السياسية، تسيطر عليها
معتقداته المذهبية، حول قرب
ظهور الإمام المهدي ونهاية
العالم. ( أحمدي نجاد يعلن عن
معتقداته على الملأ). وفي
ترجمة لتوفيق أبو شومر عن
تسونامي اليابان قال
الحاخام دافيد توردكاي
حاخام راشماشرفيكا
الحسيدية بمناسبة الاحتفال
بعيد البوريم في القدس، أن سبب
كارثة التسونامي يرجع إلى جريمة
حكومة اليابان في حق طالبين
يهوديين متدينين يدرسان
التوراة في اليشيفا الدينية
،عندما قامت السلطات اليابانية
باعتقالهما وسجنهما في اليابان. ألدين
هو محور الحياة على الارض،
والمنظم لحياة العالم، رغم
تعالي النداءات بفصل الدين عن
الدولة، من قبل الكتاب
والسياسيين والمفكرين، وبأن
الدولة المدنية هي الحل في رسوخ
العدالة الاجتماعية
والاقتصادية لجميع الشعوب. رغم
أن الدين يضرب بجذوره في أعماق
الفكر السياسي والرؤية حول
مختلف القضايا في عقلية كثير من
زعماء العالم. ونتذكر
خطاب الأمة في 29 يناير 2003، حينما
قال جورج بوش: ( إن الحرية التي
نناضل من أجلها ليست هدية
أمريكا إلى العالم، بل إنها
هدية الرب إلى البشرية، وهي
مستمدة من إنجيل يوحنا. ففي حربه
على الأرهاب تنطلق رؤيته
وتبرايرته حول هذه الحرب، بأن
الارهابيين يكرهون حقيقة عبادة
الرب العظيم، وأن عليه إيصال
هدية الحرية التي منحها الرب
لكل إنسان على وجه المعمورةهذا
خطاب يتساوى تماما مع رؤية
الارهابيين الذين يرون بأن
امريكا هي محور الشر في العالم،
وعليهم محاربتها، ويتساوى مع
الأحزاب التي تنطلق من وجهات
نظر دينيه، ولها الحق في
التعبير عن نفسها ورؤيتها، كما
عبر عنها الرئيس بوش زعيم "دولة
الحرية". ولكن زعيم الدولة المؤمن بعقيدته يعتبر
نضاله لتحقيق إرادة الرب مهمة
انسانيه ولها قدسيتها حتى وإن
كانت تقتل الأطفال والمدنيين ...خاصة
وأن أسلحته المتطورة ذكية في
اصطياد "المجرمين والتعامل
معهم". أما رؤية الأخرين في
تحقيق هذه الحرية فتعتبرها
إرهاباً رغم إنهم متساوون في
استخدام القتل
ودق طبول الحروب لتحقيق هذه
المهمات الربانية. لذلك دفعت
اليابان ثمنا باهظا خلال الحرب
العالمية الثانية وآثار
القنبلتين النوويتين اللتين
ألقتهما طائرة أمريكية فوق
مدينتي نجازاكي وهيروشما، لا
تزال ماثلة الآثار أمام الأجيال
المتعاقبة في اليابان.. فنماذج
الديمقراطية الأمريكيه تأتي
بعد الدمار والخراب كما حدث في
فلسطين والعراق ولبنان
وافغانستان واليوم في ليبيا
والسلسلة تطول لينضم إليها من
يهوى ديمقراطية أمريكا
وإسرائيل. نستطيع
ملاحظة مدى تجذر وَتَعَنَّت
الرؤيه الدينية في عقول وقلوب
بعض السياسيين في أمريكا،
فَهُمْ لا يزالون من حيث تبنيهم
هذه النظرة الدينية يبررون
مجازرهم بمؤازرتهم إسرائيل
وقيامها كدولة، فنرى "كارتر"
الذي كان يرى التزامه بأمن
إسرائيل مُنْطَلِقاً من كونه
مسيحياً مؤمناً حينما قال في
احتفال أقيم على شرفه"، إنه
كمسيحي مؤمن بالله، يؤمن أيضا
بأن هناك أمرا إلهياً بإنشاء
دولة اسرائيل"، وهكذا ينفذ
أمر المشيئة الألهية بحذافيرها
عندما يدعم إسرائيل.* أما
"ريجان" فإن نظرته الدينيه
حكمت سياسته،
عندما صرح بأنه كان يشعر عند
الانتخابات الأمريكية أنَّ
المسيح كان يأخذ بيده. ويظهر هذا
الايمان العميق حين عبر عن
الأبعاد التوارتية لالتزام
الولايات المتحدة الامريكيه
الأخلاقي والروحي والتراثي
والأدبي بإسرائيل بقوله مخاطبا
المدير التنفيذي لمنظمه "ايباك": حينما
أتطلع إلى نبوءآتكم في العهد
القديم وإلى العلامات المشيرة
إلى معركة" ارماجيدون" أي
نهاية العالم فإنني أراها قادمة
حينما تغزو جيوش السوفييت
والعرب وآخرين دولة اسرائيل،
وستباد جيوش الغزاة بواسطة
قنبلة ذرية محدودة، ويموت
ملايين اليهود، أما المتبقي
منهم فيتم إنقاذهم بواسطة جيش
المسيح الذي يعود إلى الأرض
لمعاقبة القوى المناهضة
للاسرائيلين ويقضي على قوى الشر
في معركة أرماجيدون.* أثناء تواجدي في أمريكا ضمن برنامج
الزائر الدولي كنت مدعوة على
عشاء مع ثلاث نساء، المشرفة
الأمريكية وأخرى محامية و صحفية
ومغنيه في آنٍ معاً وهي من
أنجولا، ولديها عروق برتغالية
والأخيرة من النرويج طالبة في
القانون، تناهى إلى مسامعي بأن
الأنجولية من عٌباد الشيطان.
دار نقاش بيننا حول كثير من
المواضيع ، استأثر فجأة موضوع
معركة " ارماجيدون" بشكل
ملفت في النقاش،
ولاحظت مدى إيمانهن بهذه
المعركة التي تقع فيها حروب
طاحنة تخلص العالم من الشر
وينجي الرب المسيحيين المبشرين
بالسلام المؤمنين به. في الوقت
الذي يطالبوننا بفصل الدين عن
حياتنا واعتباره موروث ثقافي
وانه لا يصلح
باعتماده دستوراً حياتياً،
لانه ينادي بالارهاب والقتل.
لقد عملت الحكومه
الاسرائيلية رغم ما توارد عن
علمانيتها بأنها فرضت التماسك
الداخلي في الكيان الصهيوني على
قادتها لتقوية سلطات الكهنوت
وبتحريض من بن غوريون ـ الذي جعل
دراسة الدين إجبارية في المناهج
المدرسية، فلا يمكن لليهودي أن
يكون صهيونياً بدون
التوراة والدين اليهودي،
سواء اعتقد به دينيا أو اعتبره
موروثاً. فهم يرون بأنه لا يوجد
أي سبب شرعي لأن يتعلم الأولاد
الأسرائيليون في مدارسهم عن
السلام والتعايش بينما يتعلم
الأولاد الفلسطينييون إحترام
الإرهابي المنتحر والجهاد.*
لذلك يتم الضغط على العالم
العربي لتقليل حصص الدروس
الدينية وحذف بعض الآيات التي
تشير إلى اليهود
والنصارى،
وإصدار فتاوى بتعطيل
الجهاد والاكتفاء بجهاد
النفس ضد الفتنة ، وحتى الدعاء
على أعداء الإسلام في المساجد،
لأن كل ذلك يشجع على الإرهاب. حتى
وعد بلفور الذي تحقق بتسليم
فلسطين دولة لاسرائيل ، كتب
حاييم وايزمان في مذكراته،
مخاطبا بني قومه قائلا: "
تحسبون أن لورد بلفور كان
يحابينا عندما منحنا الوعد
بإنشاء وطن قومي لنا في فلسطين؟
كلا، إن الرجل كان يستجيب
لعاطفة دينية يتجاوب بها مع
تعاليم العهد القديم. فزعماء
العالم الغربي يتحدثون عن
أرض الميعاد وعن نبوءآت التوراة
والحدود التي رسمتها وعن نهاية
العالم.* القدس بالنسبة لاسرائيل (من الله على العالم بعشر حفنات من
الجمال، أهدى تسعا منها إلى
أورشليم والباقي إلى سائر
العالم " التلمود"
البابلي، رسالة " قيدوشين"،
2:49). تقع أورشليم القدس عاصمة إسرائيل في قلب
دولة إسرائيل وسط جبال يهودا.
وتزخر الحجارة القديمة
الموجودة في المدينة بآلاف
السنين من التاريخ, كما أن
المواقع التاريخية العديدة
والمقامات والمعابد الواقعة
فيها تؤكد مدى أهمية أورشليم
القدس بالنسبة لليهود
والمسيحيين والمسلمين. مع إقامة
دولة إسرائيل من جديد في العام
1948 تحولت أورشليم القدس مرة
أخرى إلى عاصمة الدولة اليهودية
المستقلة, علما بأنه خلال آلاف
السنين من وجودها لم تشكل
أورشليم أبدا عاصمة لأي وطن
مستقل آخر. كانت أورشليم في مركز
الحياة الوطنية والروحية للشعب
اليهودي منذ أن حولها الملك
داود عاصمة لمملكته في العام 1003
ق.م. وبقيت
المدينة عاصمة لسلالة الملك
داود خلال 400 عام حتى احتلالها
على أيدي البابليين. وبذلك
يناضلون لاهميتها الروحية
والسياسية والاقتصادية
لتثبيتها عاصمة
لدولتهم. يرون أن دولة اسرائيل
هي أولا وأخيرا ، دولة يهودية في
ضوء حق الشعب اليهودي لدولة
مستقلة واحدة تابعة له،
المذكورة في التوراة بين الشعب
اليهودي وأرض إسرائيل. لا توجد
أي دولة أخرى يمكن للشعب
وعقيدته, ولغته، وأهدافه، وخططه
للمستقبل اليهودي أن يعيش فيها
حياة كاملة بموجب عاداته سوى
القدس.* اسرائيل والعالم الغربي ينطلقون من
رؤيتهم الدينيه وعقيدتهم، فمن
أين ينطلق العالم العربي
والإسلامي في اتفاقياته
الكارثية مع
إسرائيل لتحرير القدس. لنا
أن نسأل هل مبرراتهم أقوى لتكون
القدس عاصمة لإسرائيل من مبررات
المسلمين في أن تكون
القدس ثالث الحرمين
الشريفين عاصمة لفلسطين ودول
العالم الإسلامي. القدس بالنسبة للمسلمين القدس هي المدينة المعروفة من أرض فلسطين
،والتي يقع على أرضها المسجد
الأقصى وقبة الصخرة ،هي من أهم
المواطن العبادية المقدسة عند
المسلمين .وقد ذكرها القرآن
الكريم في عدد من آياته ،وهي
قبلة المسلمين الأولى، ومهبط
الوحي وموطن الأنبياء
والصالحين ، ومنها عرج نبي
الرحمة محمد بن عبد الله إلى
السماء، وهي ثالث الحرمين
الشريفين .. وأيضا هي من أهم
المواطن الأثرية في العالم.وارتباط
المسلمين بها أعمق وأبعد من
مجرد علاقة بأرض .فهي ترتبط
بعقيدتنا الإسلامية ورغم ذلك
تخلى عنها الجميع في مقابل
تنفيذ وعد بلفور ومساعدته في
تحقيق عاطفته الدينية وتعاليم
العهد القديم. بالأمس تخلوا عن
القدس وثروات البلاد العربية
وافسدوا فيها لتبقى اسرائيل
آمنة وتتحقق نبوءآت العهد
القديم. هل سيأتي اليوم الذي
سنتخلى عن بقية مقدساتنا كما
تخلينا عن معتقداتنا وإيماننا
وأراضينا. البركة تحل على العالم في المؤتمر السياسي السنوي لمنظمة إيباك
لعام 1981 ألقى سناتور ايدوار
روجر و. جبسن كلمته حيث قال:
أعتقد أن أسباب
البركة في أمريكا عبر
السنين ، إننا أكرمنا اليهود
الذين لجأوا إلى هذه البلاد،
وبورك فينا لأننا دافعنا عن
إسرائيل بإنتظام، وبورك فينا
لأننا أعترفنا بحق إسرائيل في
الأرض.* واضح أن العالم العربي والإسلامي بسياسته
واتفاقياته مع إسرائيل أراد أن
تحل عليه البركة كما حلت على
أمريكا ، فوقعت الاتفاقيات
وتحاول أن تفرض
على شعوبها التطبيع مع
إسرائيل،فشردت الشعب الفلسطيني
في كل بقاع الأرض ولم تعطه حتى
أبسط حقوقه في أراضيها وتعاملت
معه وكأنه هو العدو وليس من سلب
أرضه، وتغزل بعض المثقفون العرب
في حق إسرائيل لعل تنزل البركة
عليهم. بل تهاونوا في الرد على
شتم الرسول عليه الصلاه والسلام
وحرق القران الكريم على أيدي
القسيسيين والجنود
الأمريكيين.لكن للأسف لم تحل
البركة على العالم العربي
والإسلامي رغم ما قدموه من
تنازلات على العكس مازالت
بلدانهم ترزح تحت الفساد
والخيانات بكافة أشكالها
والبيع المجاني لثرواتها
والفتن التي تنخر حدودها
وأراضيها. العالم
العربي بأنظمته وكتابه
ومفكريه، صار يؤمن بنبوءآت
العهد القديم، لذلك سعى الكثير
منهم سرا وعلانية إلى توقيع
الاتفاقيات وبيع القدس والبحث
في كيفية الاعتراف بيهودية
القدس والتطبيع مع إسرائيل، كما
تم احتلال البلاد العربية
بشكل مباشر وغير مباشر
والتدخل في سياساتها ونصب
القواعد العسكرية الأمريكيه
لحماية أمن إسرائيل ، تحت مسمى
اتفاقيات السلام وكامب ديفيد
وسايكس بيكو وحوار الحضارات.
واعتبر الدين الاسلامي مجرد
موروث ثقافي ليس إلا..؟ حتى لا
يتم التنبؤ بما جاء في أفكاره
وفهم روحه الحضاري وشموليته
لكافة مناحي الحياة. ____ هامش: * الصليبيون الجدد ـ الحملة الثامنة ،
يوسف العاصي الطويل - الناشر:
مكتبة مدبولي 1997. *موقع الخارجية الاسرائيلية. -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |