ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
منهجية
التعامل مع السنة النبوية -
66 - د.
محمد سعيد حوى هل خلق
الله آدم على صورته؟. بين يدي
المقال:. رأى
بعضهم ان في هذه المقالات
تشكيكاً في السنة وهدماً لأعظم
صرحين في السنة (البخاري ومسلم)
واتهموا باتهامات شتى. وان
الانسان ليعجب اذا كان نقد بعض
يسير من النصوص التي يظن صحتها
هدماً للسنة، فهل السنة بهذا
الضعف؟!. ولماذا
الخوف من مواجهة الحقيقة؟
ولماذا نترك غير المختصين
يوجهون سهاماً للسنة ولا نقوم
نحن اهل الاختصاص بالنقد العلمي
المطلوب؟ ان من اهداف هذه
المقالات – هل في الصحيحين ما
يعارض ظاهره القرآن؟. 1-
التأكيد على ما سبق وذكره
العلماء المحققون ان في
الصحيحين ما ينتقد. 2-
انه مع مكانة الصحيحين
الكبرى فانه لا عصمة لهما فاذا
وجد ما هو محل نقد فليكن ولا
يجوز ان يتعلق بها الطاعنون. 3-
وان هذا يؤكد قيمة الصحيحين
لقلة الاحاديث التي تنتقد مع
كون العلماء يغربلون كل ذلك. 4-
التأكيد على ظنية احاديث
الآحاد ومن ثم جواز ان يختلف
فيها. 5-
ضرورة ان يسير نقد المتن الى
جانب نقد السند. 6-
اننا بذلك ندافع عن القرآن
والاسلام والسنة ذاتها وعن
رسولنا ان ينسب اليه ما لا يصح
شرعاً. 7-
الحديث
الخامس:. مع حديث
خلق الله آدم على صورته. وبين
ايدينا حديث آخر في الصحيحين
فيه ما يعارض ظاهره القرآن، بل
ويوافق التوراة المحرفة وهو مما
رواه ابو هريرة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم. اللفظ
الاول:. عن ابي
هريرة ان رسول الله قال: "خلق
الله آدم على صورته، طوله ستون
ذراعاً فلما خلقه قال اذهب فسلم
على اولئك النفر من الملائكة
جلوس، فاستمع ما يحيونك، فانها
تحيتك، وتحية ذريتك فقال السلام
عليكم، فقالوا السلام عليك
ورحمة الله, فزادوه ورحمة الله،
فكل من يدخل الجنة على صورة آدم،
فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن". اخرجه
البخاري (6227) ومسلم (2841) وابن
حبان (6268) وغيرهم.. من طريق
عبدالرزاق عن معمر عن همام بن
منبه عن ابي هريرة. وهذا
الحديث مشكل جداً اذ فيه تشبيه
الخالق بخلقه ولما كان ظاهر
اسناد الحديث صحيحاً اصر اكثر
علماء الحديث على التمسك به ثم
اختلفوا في كيفية التعامل معه
فمنهم من اوّله ومنهم من قال بل
هو على ظاهره وتمسكوا برواية
"خلق الله آدم على صورة
الرحمن". ثم
اختلفوا في تأويله:. قال ابن
حبان راداً على من انكر الحديث (قالوا
الهاء ليست) تخلوا من ان تنسب
الى الله او الى آدم، فان نسبت
الى الله كان ذلك كفراً اذ ليس
كمثله شيء وان نسبت الى آدم
تعرّى الخبر عن الفائدة لأن كل
شيء خلق على صورته لا على صورة
غيره. ثم اجاب
بما محصله ان الهاء عائدة الى
آدم وان الله اراد ابانة فضله
وانه خلقه على صورته من غير ان
يكون تقدمه اجتماع الذكر
والانثى والمرور بنطفة وعلقة
ومضغة. وقال
ابن حجر: فائدته دفع لتوهم من
يظن انه لما كان في الجنة كان
على صفة اخرى.. فتح (11/3). وبعض
المعاصرين اوّله بمعنى انه لم
يتطور في الخلق. والحقيقة
ان الاشكال قائم لأننا اذا
اعدنا الهاء الى آدم كنا كمن قال:
وخلق الله آدم على صورة آدم"
وسيبقى لمن انكره حجة واما
التأويلات المذكورة فهي
محاولات الحديث, ويتأكد الاشكال
عندما يتمسك بعضهم بلفظ خلق
الله آدم على صورة الرحمن،
علماً ان هذا المعنى "خلق
الله آدم على صورته" هو نص
التوراة المحرفة. ففيها
"وقال الله نعمل الانسان على
صورتنا كشبهنا".. وفيها "فخلق
الانسان على صورة الله" تكوين
ا ص ح 1 / فقرة 27 و28, وفي التوراة:
لأن الله على صورته عمل الانسان"
تكوين ا ص 2 9/ فقرة 7. اللفظ
الثاني: "خلق
الله آدم وطوله ستون ذراعا" اخرجه
البخاري (3326) من طريق عبدالله بن
محمد بن عبدالرزاق عن معربه ولم
يذكر (على صورته). اللفظ
الثالث: وليس في الصحيحين عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم"
"ان الله خلق آدم على صورة
الرحمن". وقد
ضعفه الالباني في السلسلة
الضعيفة (1175) (1176). أما ابن
حجر فقال" قال القرطبي أعاد
بعضهم الضمير على الله متمسكا
بما ورد في بعض طرقه "ان الله
خلق آدم على صورة الرحمن". ثم نقل
عن القرطبي والمازري انكارها ثم
قال ابن حجر: الزيادة
اخرجها ابن ابي عاصم في السنة
والطبراني من حديث ابن عمر
باسناد رجاله ثقات واخرجها ابن
ابي عاصم من طريق ابي يونس عن
ابي هريرة بلفظ يرد التأويل
الاول _اي يرد ان المقصود على
صورة المضروب آدم كما سنبين)
ولفظه "من قاتل فليجتنب الوجه
فان صورة وجه الانسان على صورة
وجه الرحمن" قال ابن حجر:
فتعين اجراء ما في ذلك على ما
تقرر بين أهل السنة من اصراره
كما جاء من غير اعتقاد تشبيه:
ونقل تصحيح ذلك عن اسحاق بن
راهويه واحمد بن حنبل (الفتح
5/183). وهنا
يزداد الاشكال تعقيدا وندرك
ماذا وراء هذه اللفظة (خلق الله
آدم على صورته" وانه في
النهاية موافق لما في التوراة
كما نقلت ويتنافى مع قوله تعالى
"ليس كمثله شيء" وان فيه
تشبيه صريح لله بالانسان وحاشا
وكلا. اللفظ
الرابع عن أبي
هريرة أن النبي قال: "اذا ضرب
احدكم فليجتنب الوجه فان الله
خلق آدم على صورته.. أخرجه
احمد ومسلم وابن حيان (ينظر
المسند الجامع (17/554) وتمسك بعض
من يصحح حديث "ان الله خلق آدم
على صورته" بهذا الحديث
ويرونه تفسيرا مقبولا للحديث
وان المقصود ان الله خلق هذا
المضروب على صورة آدم فلا تضرب
وجهه لان آدم كذلك صورته... أي
إكراما لادم ابينا ويرون
انه بذلك ينتفي التشبيه بالله
ويتعين ان يعود الضمير على آدم. اقول:
لكن الذي سكت عنه النقاد أن هذا
الحديث بهذا اللفظ مضطرب ومعلول: ذلك ان
الحديث رواه عن ابي هريرة همام
بن منبه (أبو سعيد المقبري أبو
صالح وابوسلمه وليس فيها ذكر
"فان الله خلق آدم على صورته"
وانما فقط "اذا قاتل احدكم
فليجتنب الوجه. ورواه
عن ابي هريرة الاعرج ويحيى بن
مالك ابو ايوب واضطرب الرواة
عنهم فمنهم من زادها ومنهم من لم
يذكرها ينظر طرق (السند الجامع
17/554 – 558 ولذا فان البخاري لم
يخرج هذه الزيادة في رواية هذا
الحديث اما مسلم فقد اخرجها
مؤخرة في الباب ومن عادته ان
يؤخر ما فيه علة. وهكذا
نجد ان هذه اللفظة "خلق الله
آدم على صورته" تسربت الى
مرويات ابي هريرة وهي مما يوافق
التوراة وتعلق بها من جعل
الانسان على صورة الرحمن وحاشا
وكلا... وتتنافى تماما مع قوله
تعالى "ليس كمثله شيء وهو
السميع البصير". -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |