ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
منهجية
التعامل مع السنة النبوية -4- د.
محمد سعيد حوى القاعدة
الثالثة:. منهج
الصحابة في التحري قائم على
اساس نقد المتن وهم اشد الناس
تحريا وحذرا. مر معنا
من قبل الحديث عن وجوب التحري
الشديد في الرواية عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم. وقد طبق
الصحافة ذلك عمليا وبشكل دقيق
وواضح حتى شددوا في امر الرواية
ودعوا الى الاقلال منها ووجهوا
جهدهم الاكبر نحو القرآن. روى
الدارمي والحاكم عن قرظة بن
كعب، قال: بعثنا عمر بن الخطاب
الى الكوفة وشيعنا فمشى معنا ثم
قال: إنكم تقدمون على قوم للقرآن
في صدورهم هزيز كهزيز المرجل،
فإذا رأوكم مدوا إليكم أعناقهم
وقالوا أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فأقلوا الرواية
عن رسول الله، ثم انا شريككم. وفي لفظ
آخر: فلا تصدوهم بالاحاديث
فتشغلوهم، جردوا القرآن واقلوا
الرواية عن رسول الله" سند
الدارمي 1/85 ومستدرك الحاكم1/102
وصححه ولم ينتقده الذهبي. وروى
مسلم عن مجاهد رحمه الله قال:
جاء بشير العدوي الى ابن عباس
فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله..
قال رسول الله.. فجعل ابن عباس لا
يأذن لحديثه،
ولا ينظر اليه، فقال بشير:
يا ابن عباس مالي لا اراك تسمع
لحديثي، احدثك عن رسول الله, ولا
تسمع، فقال ابن عباس: انا كنا
اذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول
الله: ابتدرته ابصارنا واصغينا
اليه بأسماعنا، فلما ركب الناس
الصعبة والذلول لم نأخذ من
الناس الا ما نعرف" اخرجه
مسلم (1/13). نماذج
من تحري الصحابة ونقدهم. ولئن
كان هذا موقف الصحابة نظريا
فلنر أثر ذلك عملياً. فمن ذلك:
1- حديث فاطمة بنت قيس: ان رسول
الله لم يجعل لها سكن ولا نفقة..
فقال عمر بن الخطاب: "لا نترك
كتاب الله وسنة نبينا صلى الله
عليه وسلم لقول امرأة، لا ندري
لعلها حفظت او نسيت، لها السكن
والنفقة، قال الله عز وجل: ولا
تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن
الا ان يأتين بفاحشة مبينة"
اخرجه مسلم رقم (2719). فههنا
نجد عمر رد ما نسبته هذه
الصحابية لرسول الله بدلالة
القرآن. ولا سند
ثمة ينقد مبينا ان سبب الرد ما
ثبت عن الله ورسوله، ومن ثم
الانسان يمكن ان يخطأ وليس
معصوما.. وفي قوله: لا نترك كتاب
الله وسنة نبينا" تأكيد على
حجية السنة، وانه انما رد هذا
الحديث لما يراه مخالفا لكتاب
الله والسنة ذاتها. 2-
السيدة عائشة تسمع عمر وابنه
يحدثان عن رسول الله: "إن
الميت ليعذب ببكاء اهله"
فقالت رحم الله عمر، والله ما
حدث رسول الله ان الله ليعذب
المؤمن ببكاء اهله، ولكن رسول
الله قال: إن الله ليزيد الكافر
عذابا ببكاء أهله عليه.. وقرأت
قوله تعالى :"ولا تزر وازرة
وزر أخرى". أخرجه
البخاري (3681) ومسلم (2548). 3- ومن
ذلك لما بلغ السيدة عائشة انهم
يرون عن رسول الله "يقطع صلاة
المرأة والحمار والكلب الأسود،
قالت: اعدلتمونا بالكلب
والحمار؟! لقد رأيتني مضطجعة
على السرير فيجيء النبي فيتوسط
السرير فيصلي..". أخرجه
البخاري بألفاظ رقم (382) و(508). يتبع.. -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |