ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الدوافع
الحربية لمسرح الفردوس واحتلال
بغداد د.
مهند العزاوي* يعد
مخطط غزو العراق المرحلة
الثالثة من إستراتيجية التواجد
الأمريكية في المنطقة, التي
اقرها كيسنجر عام 1974 وفي
إستراتيجية الأمن القومي 200 ,وفعلت
حسب تعبير المحافظين الجدد"
الشرق الأوسط الكبير", ولا
يمكن تسطيح وتسفيه العقل
العراقي والعربي من خلال إدامة
زخم التضليل والتلاعب والتطبيع
عبر وسائل الدعاية السياسية
والإعلامية الأمريكية والعربية
التابعة, والإيحاء بان تدمير
العراق كان لتغيير النظام وما
شابه ذلك من مبررات بديلة ,
باستخدام عبارات الخطاب
المزدوج كالتغيير والتحرير
والديمقراطية ..الخ,
حيث كانت المبررات الأساسية
التي ضلل الرأي العام
الامريكي والدولي بشأنها
لغزو العراق هي نزع أسلحة
الدمار الشامل العراقية التي
ثبت عدم وجودها بالأصل, وما روجه
الإعلام ودوائر العلاقات
العامة ووكالة المخابرات
الأمريكية عن
مسئولية العراق عن أحداث 11
أيلول. تستخدم
الولايات المتحدة الأمريكية في
حروبها كافة مواردها لتحقيق
الهدف السياسي من الحرب, ولعل
احتلال بغداد بهذه السرعة الغير
متوقعة ترك أثرا نفسيا كبير
وعتب وغضب شعبي عراقي وعربي
ودهشة للكثير,ولابد النظر إلى
الحرب أنها حرب مفروضة وتعد
مصيرية ولا مفر منها ولا يمكن
كسبها , مهما كذب وزيف السياسيين
والعسكريين حقيقة القدرة
العسكرية العراقية التي تعد
متخلفة قياسا بالقدرات
العسكرية لدولة عظمى تحالف معها
أربعة جيوش كبرى, وأكثر من 27جيش
دولة أجنبية, وتسهيلات عسكرية
ولوجستية وارض عربية. أخطاء
إستراتيجية وقيم واقعية ضعيفة هناك
عدد من الأخطاء الإستراتيجية
والعسكرية التي أغفلتها
القيادة السياسية العراقية في
قراءة فلسفة هذه الحرب المصيرية
,حيث اعتمدت عدد من القيم
الواقعية الضعيفة في رؤيتها
للحرب والتي لم تكن المسلك
الأكثر احتمالا للعدو وبنت
خططها للتصدي عليه ومنها ما يلي:- 1.
أن الولايات المتحدة
الأمريكية لا يمكنها شن العدوان
خارج أطار الشرعية الدولية إلا
عن طريق مجلس الأمن وفق الأطر
القانونية ومن
خلال تفويض أممي باستخدام القوة-وهذا
لم يحدث حيث انتهكت أمريكا
وحلفائها القانون الدولي وذهبت
لشن العدوان على العراق دون
تفويض أممي وارتكبت بذلك جريمة
إرهاب القوة . 2.
أن الدول العربية لا يمكن أن
تقوم بتسهيل العدوان قانونيا
وعسكريا ولوجستيا وأخلاقيا على
الأقل وتفعيل معاهدة الدفاع
العربي المشترك - وهذا لم يحدث
على العكس بل كانت غالبية الدول
العربية ممرات حربية لدول
العدوان, ونقل تجهيزاتها
ومعداتها العسكرية ,والبعض منها
كان قواعد عسكري ولوجستية
انطلقت منها الطائرات, والآخرين
ارض استخدمت لخرق الحدود
السياسية عسكريا وبالقوة
الأجنبية أي شراكة مباشرة
بالعدوان. 3.
عدم تخطي الحقائق
الإستراتيجية المرتبطة بالأمن
القومي العربي ومعادلة التوازن
الإقليمي والتي تلقي بظلالها
على الأمن والسلم الدوليين ,
وأن غزو العراق سيخلف ثقب
خطير في منظومة الأمن القومي
العربي ومعادلة التوازن العربي
الإقليمي. 4.
الاعتماد على النظام الرسمي
الدولي في تلافي أو إيقاف شن
العدوان. 5.
الاعتماد على الجهد
الجيوقاري للدعم والإسناد-الصين
–روسيا- فرنسا وإيقاف الحرب. 6.
اعتماد دروس حرب الخليج
الثانية , دون الأخذ بنظر
الاعتبار المتغيرات في مسارح
الصراع الدولي , والمخططات
المعتقة لاحتلال العراق,والتكامل
العسكري الأمريكي وصعودها سلم
القوة الأولى (تكامل ثورات مكنة
الحرب –النووي- الفضاء –المعلومات)
وتعاظم النزعة العسكرية وتفعيل
آليات مخطط غزو العراق, وأيضا
تصنيف القدرة العسكرية
العراقية كقوة من العالم الثالث
كجيوش تقليدية وتراجع جاهزية
الجيش العراقي من جراء الحصار
لأكثر من 12 عام, حيث لم يجهز
بأسلحة ومعدات حديثة ,إضافة إلى
الإنهاك الذي أصابه من جراء
الضربات الجوية في حرب الخليج
الثانية , ناهيك عن المظلة
الجوية في خطوط الحظر الجوي
والضربات اليومية-التجريد
الجوي- وكذلك الحملات الجوية
المستمرة للأعوام 1992-1993-1996-1998,
ناهيك عن ضربات التجريد لتهيئة
مسرح العمليات قبل أشهر من شن
العدوان . 7.
عدم الحدس بالعمليات
المشتركة - الهجوم البري
والبحري والجوي معا. 8.
التوقع بعدم جدية شن
العدوان بالأصل, وكان الكثير من
المسئولين يشيرون بأنها
مهاترات واستعراض عضلات, وان
أمريكا لن تشن الهجوم , وبذلك
انعكس على شكل الاستعدادات
للحرب أو أعداد الدولة للدفاع. 9.
عدم إعلان النفير العام ,ومزاوجة
قدرات المنظومة المدنية
والعسكرية لحرب مصيرية,
والاتجاه لتقسيم العراق إلى
أربع قيادات سياسية, خصوصا أن
السياسة انتهى دورها ويفترض أن
الحرب قائمة لا محالة والعسكر
هم قادة الميدان الحربي, مما جعل
القيادة العسكرية وعلى مختلف
مستوياتها في دهشة وقلق. 10.
عدم اعتماد تعاليم الحرب
وفق فلسفة معالجة فرق القدرات
والمعالجة بالبديل الأكثر أمنا
وتأثيرا, بل اعتمدت القيادة
السياسية مبدأ المشاغلة
والتأخير بينما
ينجلي غبار الموقف السياسي, على
أمل أن العالم والعربي منه
سيتدخل لإيقاف العدوان. الحرب
الإعلامية تسبق حرب المدافع اختلف
دور الإعلام الامريكي في
العدوان على العراق
نظرا لاختلاف قيمة الهدف
الإستراتيجي العسكري, ولكنه لم
يختلف في المنحى العام , وبضمنها
الأساليب والخطط
ومراحل التكتيك, فان الهدف
الاستراتيجي المطلوب تحقيقه هو
غزو واحتلال العراق وتطبيق
المرحلة الثالثة من إستراتيجية
التواجد - سياسية الوصول ( النفط-القواعد
العسكرية- إسرائيل- تقسيم
العراق), وقد اختلفت بيئة الصراع
وكذلك الموارد , وتطورت كثيرا
على مدى اثني عشر عام ,وخصوصا
القدرة المكتسبة السياسية
والمخابراتية والطابور الخامس
والقواعد والتسهيلات العسكرية,
وسيادة فلسفة الديكتاتورية
البوشية(من لم يكن معنا فهو ضدنا),وكان
الإعلام الحربي الأمريكي قد
استخدم ألوية العمليات النفسية
بطاقتها القصوى وفق مراحل
انسيابية ومتقنة وكما يلي:- 1)
الدعاية السياسية
والإعلامية- شيطنة العراق-
وتضليل الهدف الاستراتيجي
للعدوان وتوجيه بوصلة العقل
العربي والغربي على انه صراع
سياسي لتغيير نظام بعد ثبوت كذب
وزيف مبررات شن الحرب . 2)
الدعاية المضادة- استخدام
وسائل الإعلام, قناة الحرة -
راديو سوا - قناة صلاح الدين
الموجه للتأثير على الشعب
والحرس الجمهوري العراقي(الحرب
النفسية) . 3)
الحركة/العنف- مارس الطابور
الخامس عمليات تجسس وتخريب
أثناء الحرب. 4)
التأثير النفسي على الرأي
العام الشعبي
ضمن الخطوط الأولى للهجوم-المدن
والقرى لتحقيق الانهيار
الإدراكي والاستسلام وعدم
القتال. 5)
التغطية الإعلامية للحرب من
جانب واحد , وباتجاه أبراز قدرة
القوات الأمريكية وفق فلسفة
الخوف والصدمة والرعب -أحادية
التغطية – وكذلك استخدام
المراسلين المدمجين مع القوات
الغازية, وبذلك يرى العالم
الغزو كحفل العاب نارية وليس
إبادة دولة وشعب. 6)
الإيحاء بإنسانية الجيش
الأمريكي عبر مشاهد ممنتجة
ومفبركة بعيدة عن ساحة الحرب. 7)
إظهار وسائل الإعلام أكذوبة
"الحرب النظيفة" الخالية
من الضحايا والخسائر. 8)
التقييد بتحديدات القيادة
المركزية بخصوص التغطية
الإعلامية ونشر الصور . اثبت أن
الحرب الإعلامية أمضى وأقوى من
حرب المدافع ,وتستطيع أن تهيكل
عقول الرأي العام وتصور القتل
والتدمير نصرا, واستخدمت في
الحرب الإعلامية الأمريكية ضد
العراق , الكذب,
الخداع, التضليل, التلاعب,
العمليات النفسية(التأثير),
فبركة المواقف وتزييف الأحداث,
خطط الخداع الاستراتيجي في
مختلف مجالاتها, حرب الصور, حرب
الكلمات, حرب الأثير, التقنيات
المتطورة للصورة, النقل السريع,
أنتاج ناجح وممسرح لعملية سقوط
تمثال في ساحة "الفردوس"
وشكل نجاح عملياتي, وخرق جميع
الاعتبارات العسكرية وقد نفذه
الأعلام الأمريكي والغربي
والعربي بحرفية ودقة ساهم في
سرعة احتلال بغداد. مسرحية
سقوط التمثال ساحة الفردوس افتقر
الإعلام العراقي لمنهجية حديثة
في التصدي للدعاية المضادة , مع
العلم أن وزير الإعلام العراقي
"الصحاف" قد نجح بامتياز في
قيادة حرب إعلامية وفق معايير
الحرب والإعلام, وقد تبني
الإعلام العراقي مصطلحات , تعزز
مركزية القائد , وقولبة الرأي
العام حول هذه الفكرة , وقد
انعكست سلبيا في الحرب المصيرية
التي خاضها العراق , وخلفت كارثة
حربية تجسدت بتشظي المفاصل
والمؤسسات الحكومية في ظل
انقطاع خطوط المواصلات
والاتصالات, وكانت ابرز
السلبيات هي:- أ-
تطبيع الرأي العام العراقي
على مشاهدة عدد كبير من
التماثيل والصور وبمختلف
الأشكال وفي جميع الأماكن
المدنية والعسكرية والحكومية
للرئيس العراقي, واعتبرها البعض
من الانتهازيين والمتحولين
السياسيين انه نوع من أنواع
التقديس الشعبي, بل معيار
الولاء الوطني , وخلافا لذلك
يتعرض الشخص إلى المسائلة
القانونية , وهذا جوهر الخطأ
الذي جعل منظومة القيم الوطنية
تأتي ثانيا, وهذا ما استثمرته
وسائل الدعاية الأمريكية
ومكاتب العلاقات العامة
للتأثير على الرأي العام
وهيكلته نحو الغزو من خلال
شيطنة العراق كراس جسر للحرب
النفسية. ب-
روج الإعلام العراقي
للجماهير العراقية عبر عقود خلت
, ومن خلال وسائل الإعلام
المختلفة,أن وجود الأمن
والطمأنينة بمشاهدة الرئيس
العراقي عبر الوسائل المرئية أو
المسموعة, وبالتالي أصبح ذلك
محورا مركزيا في أداء المواطن,
وألقى بظلاله على الحياة
السياسية والعسكرية. ت-
المركزية الصارمة
والمرتهنة برأس الهرم في السلطة,
قد أنتجت كم هائل من المتقاعسين,
النمطيين, الانتهازيين,
المنافقين, المنتفعين, وخلف عدم
الشعور بالمسؤولية الوطنية,
والاعتماد والاتكاء على القرار
المركزي مهما كان نوعه وخصوصا
في المواقف المصيرية, وفي
الحالات العصيبة يحتاج القائد
إلى قرار لا مركزي لمعالجة
الموقف دون الانتظار لأمر مركزي
وكان هذا محظورا. دوافع
اختيار ساحة الفردوس كانت
هناك عدد من الدوافع الحربية
لاختيار "ساحة الفردوس" في
حسم الحرب إعلاميا , وقد حشدت
وسائل الإعلام الأمريكي
والغربي والعربي,
لتصوير ونقل وتغطية إخراج
"مسرحية سقوط التمثال" في
ساحة "الفردوس" , وأعقبه
إعلان احتلال بغداد إعلاميا ,
وانهيار صمامات التماسك للدولة
العراقية, في ظل غياب الإعلام
العراقي , وبالرغم من تواجد كافة
هياكل ورموز الدولة في حينها,
ومناطق بغداد كانت تقاتل حتى
يوم 19-4-2003 , وأشير إلى بعض
الدلالات التي تدل أنها عملية
متقنة مهيأة إعلاميا لتحقق
مكاسب عسكرية وسياسية , وتحقيق
الانهيار الإدراكي والاستلام
وعدم القتال من قبل القوات وكما
يلي:- 1.
تعتبر ساحة الفردوس ذات بعد
تراثي حيث كانت في السابق ضريح
للجندي المجهول. 2.
انتخبت منظومة الإعلام
الأمريكي مسرح الحدث بدقة, وبما
يتلاءم مع جوهر الفكرة وحجم
التأثير المطلوب إحداثه,
بالصورة, الموقع, اللون, البعد
التاريخي, البعد المستقبلي,الموقع
التعبوي لذا جرى انتخاب ساحة
الفردوس ولم ينتخب موقع أخر. 3.
تعتبر ساحة الفردوس تعبويا
اقرب المسالك لمداخل بغداد
الجنوبية حيث تبعد مسافة5كم عن
مدخل بغداد الجنوبي الذي تمكنت
القوات الأمريكية اجتيازه
بسرعة نسبيا(1) . 4.
تعتبر ساحة الفردوس اقرب
مقتربا تعبويا قتاليا باتجاه
القصر الجمهوري وهو مقر الرئاسة
العراقية ودلالة العراق
المعنوية. 5.
انتخبت ساحة الفردوس ارض
الحسم العسكري في معركة بغداد,
لتحقيق الانهيار الإدراكي
وتدمير الروح المعنوي للقطعات
العسكرية والجماهير العراقية
في بغداد, خصوصا
أن المعارك كانت ضارية وشرسة ,
وكانت بمثابة إسناد الإنقاذ
لقوات الاحتلال الأمريكية
خصوصا بعد تجاوز الحرب للفترة
الزمنية التي وعد بها "بوش"
الشعب الأمريكي وكانت 6ايام . 6.
تطبيق خطة المخادعة
الإستراتيجية , وسبق النظر في
الإعلان عن إسقاط النظام
العراقي , بالرغم من وجود كافة
رموزه وهياكله (مدلولات الصراع
المسلح) ولغرض أعطاء انطباع
للرأي العام الأمريكي والغربي,
وتحقيق النصر مع تعتيم كامل على
شراسة المعارك التي جرت قبل
وبعد سقوط التمثال والتي استمرت
لغاية يوم19/4/2003في بغداد. 7.
تناقلت وسائل الإعلام
الأمريكية والغربية والعربية
مسرحية إسقاط التمثال التي
التقطها الرأي العام العراقي
بدهشة كحدث غير متوقع, نظرا
لفقدان الإعلام العراقي وسائل
الاتصال من جراء استهداف مبنى
الإذاعة والتلفزيون وملاحقة
الإذاعات الأخرى وعدم تيسر صحون
لاقطة قبل غزو العراق. شارك في
مسرحية التمثال 150 شخص من
المرافقين للقوات الأمريكية,
مليشيات , وأشخاص مأجورين
مرتزقة, وهذا تضليل يدخل ضمن خطة
الخداع الاستراتيجي, حيث لم
يتمكن العراقيين من الخروج
بالانسيابية التي نقلتها وسائل
الإعلام في ظروف القصف ألسجادي
الدموي الامريكي الذي قتل في
آلاف العراقيين, كما أن الجندي
الأمريكي نسي فصول المسرحية
ووضع العلم الأمريكي على رأس
التمثال, وتم إبداله بعلم عراقي
قديم غير موشح باسم "الله
اكبر", وكان عدد من الجنود
الأمريكيين مستلقين على جانب
الطريق بدون سلاح ,في ظل أشرس
مراحل الحرب والقتال, وقد حقق
هذا الإخراج الإعلامي نتائج
سياسية وعسكرية باهرة لم تكن
متوقعة, وقد أنهى صفحة الهجوم
قبل أوانها على الأقل إعلاميا
ورسميا, وأكد أهمية ودور الحرب
الإعلامية التي لا تقل تأثيرا
عن حرب المدافع . يرى
الكاتب هناك عنصر ربط وقاسم
مشترك يجمع الحرب الإعلامية
والعمليات النفسية مع المهام
العسكرية والسياسية في الغزو
الأمريكي, وتبرز جسامة الوظائف
والأدوار المناطة به , وتشكل
عنصر الارتكاز في تحقيق الأهداف
والغايات الإستراتيجية
السياسية والعسكرية , وقد تعكزت
عليها الإدارة الأمريكية في
جميع حروبها وغزواتها , ناهيك عن
الدور في تسويق الحرب وشحذ
الرأي العام ضد العراق,
وبالتأكيد هناك اختلاف كبير في
القدرات والموارد بالمقارنة مع
الإعلام العراقي, وهذا يؤكد
الفرق الكبير في استخدام وحشد
الموارد للحرب , والإهمال الذي
تعاني منه دول العام الثالث في
هذا المجال, وعدم المبالاة بما
يقدمه الإعلام الأمريكي من
فلسفة الانصياع والتطبيع
والتضليل لكسب الحروب , ولا تزال
وسائل الإعلام الأمريكي
والغربي تصور الجرائم والمجازر
في العراق والكوارث الإنسانية
وجرائم الإبادة للجنس البشري
على أنها تغيير نحو الأفضل,
وإنها الحياة الديمقراطية , و قد
حققوا بعض من أهدافهم
الإستراتيجية وأبرزها: خلق بيئة
تقسيم العراق عبر تقطيع المجتمع
العراقي إلى مكونات ومذاهب
وأعراق , والحصول على تسهيلات
وقواعد عسكرية, والهيمنة على
النفط والغاز (استخراج-تصنيع-نقل-تسويق
تسعير), وتقسيم دول العالم
العربي إلى دويلات
كما يجري اليوم في فلسطين
السودان ولبنان واليمن ومصر..الخ
,ونشر جرثومة الاحتراب الطائفي,وكانت
القمة العربية دليل واضح على
انهيار النظام في معالجة
الملفات الخطيرة, ولعل أبرزها
ملف العراق الثقب الأسود ,ناهيك
عن آليات تطبيع الاحتلال
والاستعمار على انه تغيير
ديمقراطي في اكبر خطيئة
إستراتيجية ارتكبها العالم
والعرب , وقد خرج الشعب الأمريكي
في ذكرى العدوان يندد بجرائم
الرئيس الأمريكي بوش وإدارته
على اثر غزو العراق ويوصفهم
بمجرمي الحرب , وطالبوا بإنهاء
الاحتلال في العراق وأفغانستان,
نعم كان غزو واحتلال العراق
صفقة دولية إقليمية عربية ذهب
ضحيتها العراق وشعبه, ولكن يبقى
شعب العراق هو من يقرر مصيره
مهما كانت التحديات وسيخرج قوات
الاحتلال من العراق مهما عقدت
من صفقات اقليمية
. _________ (1) كانت
غالبية الوزارات والمؤسسات
الأمنية ودوائر الرئاسة
العراقية في جانب الكرخ,ولعل
قرب القصر الجمهوري من ساحة
الفردوس حيث
يفصل بينهما نهر دجلة عزز فكرة
اختيارها لتحقق الانهيار
الإدراكي للقوات المدافعة عن
بغداد. ـــــــــــــــ *مدير
مركز صقر للدراسات
الاستراتيجية الجمعة
9نيسان 2010 -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |