ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإعلام
السوري الرسمي و ثورة ربيع
سورية ...!!! دارسة
إعلامية علمية أكاديمية د.خالد
ممدوح العزي* الإعلام
السوري الرسمي وتعطيه مع ثورة
ربيع سورية ...!!! لم
يستطيع الإعلام السوري من
الدفاع عن وجهة نظامه،من خلال
تسويق فكرة أساسية حاول النظام
أن يروجها،لكي يكسب معركته
المفتوحة بسرعة،لكي يثنى
للنظام من الأطباق على الدولة
بكاملها،لان الفكرة التي وضعت
لم يكتب لها النجاح ،لان فكرة
محاربة الإرهاب هي لغة قديمة
استخدمها الإعلام، لذلك فشل في
تسويق النظام. ولن أدخل في
تفاصيل وحيثيات الإعلام السوري
وما ينتجه من دراما وفبركات
أصبحت مكشوفة للقاصي والداني،
وحسبي ما يراه المواطن العربي
والسوري... هذا الإعلام الذي
يمارس إرهاباً فكرياً حقيقياً
على عقل المواطن السوري تعريف
الإعلام : يكتب د.
رفيق سكري الخبير الإعلامي، في
كتابه بان" الإعلام هو
التعبير الموضوعي لعقلية
الجماهير، ولروحها وميولها
واتجاهاتها في الوقت نفسه"(1). الإعلام
له وظيفة واحدة تكمن في نشر
الحقائق والإخبار والأفكار
والآراء بوسائل الإعلام
المختلفة"كالصحافة المكتوبة
،والمرئية والمسموعة
،والمسموعة البصرية،
والالكترونية وصحافة القرن21،
صحافة التواصل الاجتماعي
كالانترنيت
،والفيسبوك،واليتيوب،
والتويتر،والهواتف النقالة،
والرسائل القصيرة"، والتي
يكمن هدفها الأساسي في التفاهم
والإقناع وكسب التأييد ،الذي
تصبح هذه الوسائل الإعلامية
فبما بعد يعد هذا العمل
الإعلامي توثيق الكتروني
للتاريخ اليوم المسجل للإحداث
اليومية (2)،لذلك نرى مهمة
الأعلام بالشكل الأساسي هو فعلا
نقل الحقائق والإخبار والآراء
عن طريق الوسائل الإعلامية
،وهذا ما أرست قواعده المحطات
الفضائية،نتيجة العولمة التي
جعلت من العالم كله قرية واحدة،
ساعدت بنقل الأخبار السريعة
وترجمتها وبثها إلى أي مكان من
الكرة الأرضية . هنا
يكمن السباق الفعلي ما بين
وسائل الاتصال الاجتماعي،
والقنوات الفضائية التي تحاول
أتبت وجودها من اجل البقاء جانب
إلى جانب مع سائل الاتصال
الاجتماعي. لقد
نجحت وسائل الاتصال الاجتماعي
في تحريك الشارع أثناء الثورات
العربية والتحكم في نشر الحدث
سريعا، لكن
الكاميرات كانت مع الشباب في
الميادين حيث لا وجد للانترنت(3). لقد
أتبث كل الدراسات المنشورة
حديثا، بان الذين تم اعتقالهم
أثناء الثورات العربية عند
خروجهم من مراكز الانترنيت طبعا
كانوا من محركي الشارع،اقل
بكثير ،من الذين تصدوا للدبابات
والأمن وواجه الرصاص في الشوارع
،بالطبع كانوا دون انترنيت في
التجمعات كالميادين
والساحات العامة، فقط كانت
الكاميرات التلفزيونية
والمراسلين هم الشهود الأحياء
على موت المتظاهرين والجلادين
في وقت واحد . مما لا
شك فيه بان التكنولوجيا "وسائل
الاتصال الحديثة" أصبحت
إيديولوجية(4) تتحكم بالجميع،
وهنا يصح القول بكل صراحة بان
شباب الفيسبوك صنعوا اليسار
الجديد ، يسار الفيسبوك. وتكتب د.دلال
البزري" بصفتنا عربا ومسلمين
في العقد الجديد من هذا القرن
أعطينا مثلا للعالم عما يمكن أن
تكونه الثورات السلمية
الديمقراطية ،غير المسبوقة
بوتيرتها وبافتقادها إلى أية
إيديولوجية أو عقيدة من نوع تلك
التي سادت في بداية القرن "(5).
إذا
يكمن هنا هدف النشر في عالمنا
المعاصر في تزويد الناس بشكل
عام بمعلومات صحيحة صادقة بعيدة
عن الفبركات والفلترة . وذلك
بغرض معاونتهم ودفعهم إلى تكوين
رأي سليم إزاء أية مشكلة أو
مسألة عامة، إن هدف الأعلام هو
نقل الصورة بأمانة وليس إنشاء
الصورة، لان عملية إنشاء تلك
الصورة هي مهمة المواطنين. وهنا
لبد من الوقوف أمام التبيين
الكبير الحاصل
بين الإعلام والعلاقات العامة
والإعلام والدعاية السياسية من
خلال هذه المفارقة الجدية التي
أردنا إظهارها
من خلال دراستنا المتعلقة
بعمل الإعلام السوري، وتعطيه مع
الأزمة السورية والخلفية التي
ينتهجها الإعلام السوري بكل
وسائله الإعلامية والاختلاف مع
الوسائل العربية والأجنبية
التي تحاول قدر الإمكان من
تغطية إعلامية جدية
لثورة ربيع سورية.
الدعاية والإعلام : إذا
كانت الدعاية في إحدى تعريفاتها
هي محاولة للتأثير عل
الأفكار باستغلال كل وسائل
الاتصال الجماهيري،فهي تختلف
عن الإعلام الذي يفترض أن تكون
مهمته "تزويد الناس بالأخبار
الصحيحة التي يستطيعون في
ضوئها،مناقشة المشاكل والتوصل
إلى حلول ،ومن هنا يقوم الإعلام
السوري الرسمي بالالتفاف على
الإعلام الأخر" إعلام الثورة
السورية" لكي يقدم نفسه كمصدر
رسمي للإخبار المرسلة إلى
الجمهور المشاهد ، وكمرجع
حصري في
بث الإخبار،أي في اللغة
الإعلامية يتعامل الإعلام
السوري كأنه مصدر في صناعة
الخبر،لذا يمكن التلاعب في
عملية بث الخبر وفلترته
بالطريقة المناسبة .
الإعلام
والدعاية السياسية: إن
علاقة الإعلام بالدعاية
السياسية فتعود إلى أن هذه
الأخيرة تربط عموما
بإيديولوجية وخط سياسي هدفهما
التأثير في الآخرين وتغير
آرائهم السياسية(6)،وهذا الخلاف
الفعلي بين الإيديولوجية
الحديثة، إيديولوجية
التكنولوجية التي تسيطر على
شباب الثورة السورية والعربية
"شباب الفسبوك "،والأيدلوجية
البعثية العبثية التي تسيطر على
النظام وتتحكم بمقاليد الأمور
الحياتية للدولة. والأيدلوجية،البعثية
المترهلة ،الهرمة
تحاول توظيف كل وسائل
الإعلام المتاحة لديها من اجل
خدمة أهدافها السياسية التي
تسخر كل المعلومات والأخبار
لخدمة توجهاتها السياسي
والفكرية والاقتصادية،وهنا
يغيب دور الإعلام الحقيقي الذي
يصفه د.حامد ربيع(7) : بان الإعلام
هو وسيلة اتصال أو ربط بين كتلة
جماهير الشعب الذي يتلقى رسالة
مفتوحة وله الحق الكامل في
استقبالها أو رفضها وغير ذلك
يصبح الاتصال
الجماهيري أكثر تعصب
ومؤدلج، بعيد عن الموضوعية
والحياد بشكل عام . الدعاية
السياسية: الدعاية
السياسية، هي عملية منظمة شاملة
هدفها التأثير على الرأي العام،
لم تظهر إلا في أوائل القرن
العشرين، نكثر التعريفات حول
ماهية الدعاية السياسية
ومعناها.لقد عرف علماء النفس
الاجتماعي الدعاية بأنها "محاولة
إعلامية للتأثير في اتجاهات
الناس واراهم وسلوكهم،مهمة
الدعاية نشر حقائق ومعلومات
وإخبار وأحيانا كاذبة
حسب الحاجة التي تتطلبها
الحياة السياسية المعمول بها في
الدولة،وهذا ما يتم بثه عل
التلفزيونات السورية الرسمية
،لان نشر حقائق وإخبار كاذبة
يدخل في مهمة ترويج الأخبار
الدعائية التي باتت المرحلة
السورية الرسمية تتطلبها
لإقناع الجمهور المشاهد،بأهمية
وقوة الحدث من خلال الدعاية
المعمول بها ،للتأثير على الرأي
العام السوري. إن
الهدف الفعلي من الدعاية هو
قيادة الإفراد والجماعات
لاعتناق فكرة ما، أو اتجاه
معين،لان الفكرة الأساسية تكمن
في السيطرة على فكر الجماعة،من
اجل نشر الخبرية أو الفكرة
المراد بها إرسالها إلى هذه
الكتلة الكبيرة ،وتسويقها بشكل
جيد .ومن هنا نرى بان نظام البعث
في سورية منذ اليوم الأول
لاندلاع الاحتجاجات الشعبية
عمد إلى تسويق فكرة أساسية بان
الذين يقومون بهذا الاحتجاج
الاعتراضي هم مجرمون وإرهابيون
وسلفيون،وإسقاط الاسم الحقيقي
عن هؤلاء لكي يتسنى له فيما بعد
إن يمارس الذي يمارسه بحق المدن
والأهالي من خلال الإطباق
الأمني والعسكري على المدن
السورية،واحتلالها عسكريا
بواسطة الدبابات الروسية ،من
خلال الفكرة التي عمد النظام
السوري لقمع الحركة الاحتجاجية
المطلبية من خلال الترويج
لدعاية قوية وفعالة في المجتمع
انطلاقا من محطاته التلفزيونية
الأرضية والفضائية وصحفه
اليومية،ووسائله الإعلامية
الأخرى التي تساعد النظام
في نشر الفكرة المروج لها ،
مما يساعد النظام في تبني هذه
الفكرة كتلة كبيرة في المجتمع
السوري والعربي والدليل القاطع
هو "حركة قتل الضباط والجنود
السورين دون تحقيق شفاف يعرض
إلى العلن". يكتب
صلاح تصر في كتابه" بان
الدعاية السياسية هي إذا عملية
تلاعب
بالعواطف بقصد الوصول إلى
خلق حالة من حالات التوتر
الفكري والشحن العاطفي الذي لا
بد أن يؤدي إلى تشويه التتابع
المنطقي"(8) . إذا
الدعاية هي عملية إقناع وقدرة
نادرة، لكن ما يكون صحيحا في
جميع عناصره أو كاذبا في جميع
عنصره. صحيح إن أساليب الضغط
قد تؤدي دورا هاما في عملية
الدعاية ،إلا هذا ليست النهاية،
فتغير الرأي أو التظاهر
بالاقتناع بفكرة أو بمذهب تحت
تأثير الإرهاب المادي أو
التعذيب الجسدي ،كما يقوم
النظام السوري وأجهزته الأمنية
بالتعاطي مع الشباب الذي يتم
اعتقالهم ووضعهم بأقبية السجون
ليتم اعترافات منهم بواسطة
التعذيب الجسدي،لا يمكن أن يصف
بأنه دعاية فالدعاية تفترض
تلاعبا في النفس البشرية بحيث
لا تترك حرا في اختيار النتائج
المترتبة على تحليل لمواقف
معينة(9). ترتكز
الدعاية السياسية السورية: تتسم
الدعاية السياسية اليوم بصفات
جديدة منها:
التنظيم الإعلامي،
الاستمرارية، الشمول وتطوير
الوسائل. وتقوم
العملية الدعائية اليوم على
ثلاثة أسس : 1-الجانب
العقائدي أو الفكري ألوضح الذي
يؤثر على ذاتية الفرد، 2-
التأثير الفاعل على الفرد من
خلال التلقي الفعلي للطرح
الفكري، 3-
التغير الفكري والعقائدي الذي
من خلاله يتم
تقبل الفكر المطروح . هذه
الأسس الثلاثة التي يجب أن
تتوفر في كل عملية دعائية
معينة، والتي تستطيع الوصول إلى
تأثير فعلي وفعال على نفوس
الجماهير الشعبية. الدعاية
السياسية والكذب: يكتب
خبير الدعاية لفرنسي غي
دوراندان يقول بأنه" عند
التكلم عن الدعاية السياسية
واهم مرتكزاتها،
لبد التوقف عند الأدوات التي
تضمن نجاحها الأساسي، والذي
يرتكز على الكذب كإحدى مرتكزات
النجاح للدعاية السياسية"(10)،
لذا تعمد كل الأنظمة الشمولية
والاستبدادية ،على ترويج قصة
الكذب في إعلامها لان المواطنون
بشكل عام يصدقون كل الشائعات
التي تبتها الدولة من خلال
جهازها الإعلامي والفكري
والسياسي ،وهذا حالة الإعلام
السوري،الذي يعتمد بشكل أساسي
على إشاعة قصة الكذب وإقناع
المواطنين العادين بطرح الحزب
الحاكم .لقد عمل الإعلام السوري
طوال فترة الانتفاضة على ترويج
الكذب من خلال إعلامهم المختلفة
من خلال خلق قصص وروايات مختلفة
يوميا من اجل إقناع الشعب بان
الثورة المندلعة ما هي إلا"شباب
مندس ،مرتزقة
،مخربين،إخوان،سلفيين،تصوير
أسلحة وعملة مختلفة وجدت مع
مخابئ للسلاح في المدن المحاصرة
،لكن قتل الجيش السوري
والضباط وتشيعهم على أنهم
إبطال"،فهو الهروب من معالجة
المشكلة الداخلية وكبها على
الآخرين"اتهام سعد الحريري
وتيار المستقبل بأنه وراء
الاحتجاجات الداخلية ،اتهام
أمراء سعوديين،اتهام أصوليات
إسلامية بأنها تقود انقلاب فلي
سورية والجيش يدخل ويحاصر المدن
بناء لطلب الأهالي ،يعمل على
تعتيم إعلامي كامل ويعتبر كل
الإعلام متورط بجريمة الانقلاب
على سورية ،على الشعب أن يقتنع
بكل المواد الذي يبثها
التلفزيون السوري وغير ذلك كذب
"طبعا نظرية المؤامرة هي أم
المشاكل في بلد الحزب الواحد . مفهوم
غولبز الدعائي: يقول
غلوبز:"ليس هناك قواعد
للدعاية ،إنما لها غرضا وحيدا
هو إخضاع الجماهير الشعبية
لقواعد الدعاية الهتلرية،
غير إن الدعاية وان حاولت ترتيب
الأحوال والأحداث لا يمكنها بأي
شيء دون أن تستند
إلى مادة جوهرية "هي
الوقائع المادية التي يجب أن
تستند إليها من خلال سير وتطور
الإحداث ،ومع غياب المادة
الحقيقية الذي يخاطب بها الشعب
يعتمد الإعلام السوري على فبركة
الأحداث وتغير مجراها لكي تخدم
الفكرة الدعائية المعمول على
بثها،و استخدام مبدأ الكذب في
تعويم دورها،من اجل إخضاع
الجماهير وإجبارها على تبني
دعايتهم
. لقد
كانت محطة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي" تطلق على"غلوبز"
وزير الدعاية في الدولة
الهتليرية، بأنه وزير الكذب، بل
وعرفته بأنه رجل" الكذبة
الكبرى" لان "غلوبز"،
كان يقول بان سر الدعاية
الفعالة "الدعائية"يكمن لا
في إذاعة البيانات تتناول ألاف
الأشياء لكن في التركيز على بضع
حقائق فقط وتوجيهه أذان الناس
وإبصارهم إليهما مرارا وتكرارا
"(11) ،وهذا ما يقوم التلفزيون
السوري بالعمل عليه بث مشهد قتل
الجنود وتشيعهم ،أو نداء ملفق
من أهالي منطقة يطلبون الجيش
بالتدخل لحمايتهم من
الإرهابيين . لا يمكن أن نتصور
عملية الكذب في التخطيط الدعائي
بغير إن ينقلب هذا السلاح "أي
الأخبار غير المطابقة للحقيقة"
إلى سبب في إخفاق الحملة
الدعائية نفسها،فالحكومة
السورية لقد لجأت إلى الكذب
والتلاعب بالحقيقة خوفا من عدم
تصديق الجماهير لدعايتها ،لذلك
منعت الإعلام الآخر من متابعة
الحدث ،وللتلاعب
بالحقيقة، لكونها قررت منذ بدء
الاحتجاجات الشعبية في سورية ،
بان تغيب الحقيقية الفعلية
كاملة ،والعمل على التعتيم
الإعلامي في محاصرة شديدة
للفكرة الأساسية
التي تدور
حولها الاحتجاجات المطلبية
والتي تسيطر على حركة الشارع
السوري . وبناء
لذلك في
الدول الدكتاتورية،قد تم بنيان
خط إعلامي شامل ومتدرج على فترة
زمنية معينة يخدم سياسة الحكومة
وحزب البعث، والكتل النيابية
والسياسية، والأمنية ورجال
المال والعائلة الحاكمة،
والمؤسسات الإعلامية،ومن خلال
هذه الخطة الإعلامية الضامنة
لسياسة إستراتيجية ضمن سياسية
معينة يوافق عليها أركان الدولة
، ولا تتعارض مع أمنها،فالأمن
والإعلام في إستراتيجية الدولة
السورية تؤامان لا يمكن فصلهما
ولا يمكن للأول التحرك دون
الأخر.
التلاعب الاعلامي : يكتب
الإعلامي بسام سعد في كتابه
الدعاية السياسية تاريخ ومضمون
(12)،" بان التلاعب في اللغة
الإعلامية معنيان". المعنى
الأول يعني التلاعب بالذهنيات
والآراء،وهذه تقنية ذات تأثير
ضخم ومدى بعيد ترمي الى تغير
القناعات بفعل مؤثرات مختلفة. المعنى
الثاني :للتلاعب يعني إبدال
بعض العناصر الإعلامية،في
الخبر والمعلومات المنشورة،وهو
تلاعب ذو حجم صغير ومدى قصير
ومباشر. وهذا
النوع الأخير يعتمد عل وسائل
تقنية لكي يتحقق ،لذلك يسخر
الإعلام السوري ،كل وسائله
السمعية البصرية ،الممثلة
بقنواته الثلاثة "قناة
الدنيا والإخبارية الفضائية
،والأرضية والفضائية في
التلفزيون السوري،وكذلك
الإعلام الإذاعي المسموع
،والإعلام المكتوب من خلال
الصحف اليومية"الممثلة
بصحيفة تشرين،البعث ،والثورة
،والوطن،إلى آخرة"،إضافة إلى
الدوريات الأسبوعية والشهرية
،والإعلام الالكتروني،جيش كامل
من العاملين والمتطوعين في نشر
وكتابة الأخبار التي تريدها
الدولة في حربها مع الشارع
المحتج والثائر على هذا النظام
البائد. التلاعب
بالذهنيات والآراء : هذه
الطريقة الإعلامية تفرض في
المتلاعب نية واضحة وصريحة
لإحداث تغير في الآراء العامة
وذلك عن طريق استعماله تقنيات
نفسية ،واستغلال حالة
اللاوعي لدى المتلاعب به أملا
في الوصول إلى الغاية التي
يريدها.وتحتاج عملية التلاعب
هذه أما
إلى "الماكيافيلية"خاصة
بكل دعاية مكر واحتيال ،أو إلى
إيمان بحتمية اجتماعية"الدعاية
اللينينية "أو بحتمية نفسية"الدعاية
الهتلرية"او بحتمية البطش
والقتل والتخوين "الدعاية
البعثية"كما يماس نظام البعث
في سورية اليوم وسابقا في
العراق صدام حسين وسورية حافظ
الأسد،فالنظام البعثي الذي بني
دعايته على القتل والتخويف من
خلال فرض الإيديولوجية البعثية
بقوة السطور والبسطار،على
الجماهير الشعبية ،فالاعتراض
على النظرية يكون مصيره السجن
والقتل . لقد
استطاعت الأجهزة الأمنية
والدعائية على مدى نصف قرن من
سيطرة البعث على النظام من
التلاعب الفعلي بالآراء
والأفكار،لان الطرح الأحادي من
جانب البعث ومنع الطرف الأخر
،منع الشعب من السماح لتصديق أي
إخبار غير الإخبار الذي يبثها
نظام البعث وأجهزته المختلفة
،لذلك استطاع البعث من بناء
طبقة شعبية تصدق شعاراته
وأفكاره التي يطرحها إلى
الشارع،فالدولة السورية تسوق
لنفسها بأنها نظام ممانعة وتحاب
إسرائيل،العدو الذي يخاف من
سورية وموقعها وهي تحمي
المقاومات العربية في لبنان
وفلسطين والعراق ،فالشعب لم
يسمح لنفسه بسؤال جدي ومهم اذا
كان النظام السوري يتحدى أمريكا
والغرب وإسرائيل،لماذا لا تفتح
جبهة الجولان ويسمح بالمقاومة
الوطنية المشروعة للشعب السوري
في تحرير أرضه . السؤال
الثاني الذي يصعب على الشعب
السوري طرحه على النظام من خلال
اقتناعه بدعاية نظام البعث ،لد
تعرضت سورية للعديد من الضربات
والاغتيالات،لم يستطيع هذا
النظام المعادي لإسرائيل بالرد
،فكان الشعب مقتنع برد النظام
بان سورية سوف ترد بالزمن
المناسب والمكن المناسب . لقد
استطاع النظام السوري من
التلاعب بذهنية الآراء،
والتحكم بالعقول من خلال
التلاعب على العواطف والأحاسيس
والشعور وهن نقول بأنه استخدم
تقنيات وسائل الاتصال ونجح
باستخدامها
،مغلبا فيها الشعور على
العقل،فالدعاية البعثية تعتمد
التأثير على المشاهد من خلال
قوة الصورة وليس الخبر لذا يعمد
التلفزيون السوري على بث صور
تشيع الجيش
السورين، وصور العصابات التي تم
اعتقالها هي وسلاحها
،والفيديوهات
المفبركة لاعترافات ضالعين
في الإحداث التخريبية،
وصور الرئيس واستقباله
للوفود الشعبية والفنانين
والمثقفين الداعمين للسياسة
الإصلاح الذي يقوم بها سيادة
الرئيس . التلاعب
الاعلامي : هو
التلاعب بالأخبار والمعلومات،
لكن هذا النوع الذي لا تتوفر له
سبل النجاح ،إلا في حال حلول
الدعاية مكان الإعلام على أنها
إعلام موضوعي ، ففي هذه الحالة
غالبا ما ينقلب الإعلام على
أصحابه وتفقد الثقة بالأجهزة
الإعلامية بعامل الارتداد
العفوي(13). أمام هذا العرض الذي
يمارسه الإعلام السوري لم نفاجئ
أبدا بالشعارات
التي رفعت في المظاهرات
الاحتجاجية،
التي تجوب كل المدن
والنواحي السورية بان الإعلام
السوري كاذب،يجب مقاطعة
الإعلام السوري.،لان لمشاهد
السوري اخذ يتجه نحو الإعلام
الأخر المعارض أو الذي يصفه
النظام بأنه معارض للدولة
السورية لكونه يبث الصور
والمشاهد الذي تزعج النظام
نفسه،لذا تحتل القنوات
الفضائية العربية كالجزيرة
،العربية ،البي بي سي العربية
،الفرنسية 24 العربية وقناة "بردى
والمشرق "المعارضتان
للنظام،لكنهم جميعا يحتلوا
المركز الأول في حياة الشعب
السوري من حيث المتابعة
والمصدر، بالوقت الذي يسجل غياب
كامل للقنوات السورية الرسمية
التي بداء المواطن السوري
الابتعاد عنها تدريجيا
نتيجة الكذب التي تعتمده
هذه القنوات في التعاطي مع
الأمور المصيرية التي تمر بها
البلاد. لكن جميع خبراء الدعاية
متفقون على أن الدعاية التي
تلجأ إلى الكذب والمبالغة هي
أسوأ أنواع الدعاية
في العالم ،فالدعاية
الكاذبة مصيرها الفشل ،مهما حول
الخبير الدعائي إن يجند طاقات
مادية أو بشرية لإبقاء
الحياة فيها ،طبعا ومن دون شك
بان الدعاية السياسية السورية
مصيرها الفشل بسبب الكذب
والمبالغة التي تقوم عليها
الدعاية الدعائية، من هنا نرى
فشل الإعلام السوري في ترويج
دعايته التي تقوم على أن الثورة
السورية ما هي إلا مجرد عصابة
تقوم الدولة على سحقها. الإعلام
السوري والانتفاضة السورية : لم
يستطيع الإعلام السوري من تسويف
نفسه محليا وعالميا بسبب تعطيه
مع حركة الشارع السوري المحتج
والمعترض عل سياسة النظام ووصفه
للمحتجين ونعتهم بأبشع النعوت،
لذلك فقد شرعيته
ومصداقيته،التي يجب أن يتمتع
بها. لقد
عمد النظام السوري من خلال
إعلامه الموجه، بالعمل على
تفكيك إطار المرجع عند الخصم،من
خلال الانقضاض على كل الوسائل
الخارجية من اجل منع أية عملية
نقد أو مقارنة ،وكذلك تنظيم
الهجمات على
قيم الخصم وشخصيته ،هذا
الموضع لقد توله "شبيحة "
النظام الإعلاميين الذين
مارسوا الدفاع عن النظام
وتصرفاته من خلال إطلالتهم على
الشاشات المختلفة بكونهم
متحدثين ومحللين سياسيين
لإعمال النظام البلطجية،هؤلاء
يقفزون من شاشة إلى أخرى ،ولا
يفوتون أي إطلالة إعلامية
لهم على
التلفزيونات العربية أو
الناطقة بالعربية،حتى يشركون
من خلال الاتصال الهاتفي،
بالوقت الذي يصنفون أنفسهم
مستقلون ومحايدون ،ولكنهم
يملكون معلومات ،ولهم صلة مع
مصادر القرار ،وتصلهم إخبار من
أعلى المستويات الرسمية،ويرمون
اكبر التهم على الشخصيات
المعارضة ، و يقزمون
الحركة الاحتجاجية، وأشخاص
المحتجين(14). كذلك
يلجأ الإعلام السوري المكتوب
والبصري والسمعي الى التلاعب في
الخبر إلى تحويل النص أو تحويره
من خلال عزل المعلومات عن النص
الحقيقي ،وتوضع في إطار زمني
،ومكاني مختلف عن الواقع
الحقيقي ،كذلك العمل إلى تركيب
نص غريب عن الواقع والحدث،خاطئ
وعاري عن الصحة ،ويقد بطريقة
ذكية على انه الصحيح ،وهنا نرى
كيف رد الإعلام على الصور في
مدينة البيضاء بأنها أفلام
مركبة في العراق ،وعلى مجزرة
درعا إلي أن تم اكتشافها بعد
السماح لأهالي المدينة بالتجول
بأنها غير صحيحة ،وهذه الصور
كيف جهز الأشخاص المخولين
بالبحث،بكمامات ضد الروائح
،فهي ليست في سورية ، لقد كان
تعليق وكالة "سانا"
الرسمية للإعلام
على العقوبات الأمريكية ضد
القيادة السورية،
بأنها موجهه ضد الشعب السوري
والمستفيد منها الدولة
الصهيونية،لكن وكالة "سانا"
الإعلامية شطبت السبب
الذي كان وراء هذه العقوبات
الأمريكية، هو طفح الكيل
الغربي والأمريكي من خلال القتل
والبطش والاعتقال
والاحتلال السوري للعديد من
المدن السورية،لان تعامل
النظام السوري مع الحركة
الاحتجاجية والانتفاضة الشعبية
التي يتعامل معها النظام بشكل
همجي وانتقامي دموي،هو الذي
اغضب الغرب والعالم الذي لا
يزال يغازل
النظام السوري ،وما عبر عنه
خطاب الرئيس اوباما بقوله
الصريح للرئيس السوري بان يقود
الإصلاحات أو التنحي عن الحكم . حالة
الاعلام السوري : الإعلام
السوري مستنفر، ويعمل بكل جهد
من اجل فبركة الإحداث
والمعلومات لتشويه أهداف
التظاهرات، من خلال بث شرائط
فيديو واعترافات لمجمعات مخربة
في المدن السورية،استخدام كل
الوسائل التي تخضع لسيطرت
الدولة في تركيب القصص
والأحاديث التي تمس بسمعة الشعب
المحتج،شن هجوم ضروس ضد القنوات
العربية بسبب محاولتها تغطيت
الإحداث عكس الأجندة السورية.
من هنا نرى الحملة السورية ضد
الأعلام الأخر،وتحديد ضد قناة
العربية"العبرية"،والجزيرة"الخنزيرة،
من خلال تسمياته البذيئة
للقنوات العربية
عقابا على البث المحرج
لدوره وتصرفاته ضد الشعب
السوري،من خلال حملة سورية
منظمة يشنها الإعلام السوري
وأصدقائه الأوفياء في الدول
المجاورة ،وكذلك من قبل شبيحة
النظام الإعلاميين ،الذين
يقومون بالدفاع عن نظام البعث(15)
. التعتيم
الإعلامي: ما لم
ترد أن تفهمه غالبية الدول
العربية هو استحالة استمرار أي
نظام إلى الأبد مهما حاول إبقاء
شعبه في غياهب ظلامية
التوتاليتارية البائدة القائمة
على التعتيم الإعلامي وكم
الأفواه(16). لقدعجز
النظام السوري من أتاحت الفرصة
لوسائل الإعلام العربية
والعالمية من التغطية
الإعلامية من ساحة الحدث ،"تغطية
التظاهرات والاحتجاجات التي
يقوم بها الشعب السوري ،كذلك
منع صوت المعارضة من التحدث
للإعلام، لكونه اعتبر إن
التعتيم الإعلامي سوف يحد من
قدرة الاحتجاجات من التعبير
،وعدم نقل الصورة الحقيقية سوف
يعطي فرصة ثمينة لإعلامه من "فبركة
الأحداث"، و"تقزيم الإخبار"،
كما تريد لكي تحد من قوة الخبر
والحدث ،فالسماح لوسائل
الإعلام من التحرك بشكل علني
تعطي مصدقيه لنظام الأسد
وإصلاحاته الكرتونية أكثر في
الساحة المحلية والدولية . لقد
عمد النظام الأمني إلى منع بث
الإخبار الحقيقية في محاولة
لترهيب الشارع المحلي من خلال
"خبريات تافه"، لا تمت بصلة
لما يحدث في الحالة السورية،
لقد نسى النظام السوري بأننا
نعيش بعصر السرعة والتطور
التكنولوجي الذي يسمح بسرعة
التواصل الاجتماعي في نقل الخبر
وبث الصور السريعة من خلال خدمة
،"الانترنت والهاتف الجوال
والكاميرا ت الرقمية "وخدمات
التواصل الاجتماعية الفيسبوك
والتويتر"التي هي بدورها
تقوم بتسويق الخدمات الإعلامية
والصحافية . لقد
كان التعتيم خطة إستراتيجية من
قبل النظام الأمني لمنع وصول
الصورة الحقيقية إلى العالم، من
خلال ماهية الجرائم الإنسانية
التي يرتكبها النظام السوري
والذي يعاقب عليها القانون
الدولي كونها جريمة ترتكب بحق
الإنسانية. إعلام
النظام: يكتب
الدكتور عماد شيا أستاذ التاريخ
في الجامعة اللبنانية بان"روح
العصر المتمردة والمنتفضة تغمر
الشعوب العربية،ولا يعتقد أن
هناك أي شعب او جماعة مهما اشتدت
عمليات البطش بها،هي قادرة أن
تعيش خارج العصر بذهنية زمن
الانقلابات البائد أو السجن
الكبير الذي دفع البوعزيزي إلى
إضرام النار بنفسه والمنتفضين
في مصر وليبيا واليمن وسورية
إلى مواجهة الرصاص والقذائف
بصدورهم العارية "(17). لقد
روج الإعلام السوري للإصلاحات(18)
الحكومية الناقصة والمطعون
بشرعيتها من خلال "الفبركات"
والأكاذيب،التي بدأت بشنها
قنوات النظام وإعلامه المكتوب،
في تبسيط الأمور،من خلال النظر
للذي يجري بكونها مؤامرة تشن
وتحاك ضد النظام الممانع، ونعت
شعبه بالخونة والمخربين
،والتكفيريين ،والإخوان ،من
خلال أفلام تلفزيونية تعمل
القنوات السورية على ترويجها
وبث في الوسط السوري والعالمي ،"اعترافات
لبعض المجمعات التي تم اعتقالها
، أفلام فيديو مركبة لمجمعات
تطلق النار على الجيش "ورش
الرز والورود على الجيش
ودباباته المهاجمة لمنطق ومدن
سورية . أبواق
النظام الإعلامية: يستخدم
النظام السوري في حربه، ضد
الشعب كل الوسائل الإعلامية
والإعلانية المتاحة له
والناطقة باسمه وتدافع عنه وهي : 1-
ألصحافه اليومية الناطقة باسم
النظام: كل من جرائد "الثورة
،تشرين ،البعث،الوطن السورية".
2-مواقع
الكترونية ناطقة باسم النظام
،كالشام برس ،والشام نيوز...الخ
". 3-محطات
التلفزيون الأرضية والفضائية
"الإخبارية السورية ودنيا
الشام، والتلفزيون السوري ..الخ". 4-
إضافة إلى تلفزيون وصحف أصدقائه
في كل من لبنان وإيران والعراق. 5-
التشديد على الانترنيت ،من خلال
العديد من الوسائل التي تعيق
العمل الطبيعي لوسائل
الانترنيت مثلا،الضغط على
المعتقلين من قبل رجال الأمن
،من اجل تسليم كلمات السر
المستعملة على الفيس
بوك،القرصنة والتشويش ،وقطع
تيار الكهرباء.إضافة إلى
استعمال أجهزة حديثة جدا
للتشويش وفك رموز الانترنيت. 6-حتى
لا نسى أبدا دور "المعلقين
والمحللين السياسيين، الخبراء
الاستراتجيين ضيوف الفضائيات
العربية والعالمية"، الشبيحة
الإعلاميين، الذين سمح لهم من
قبل الأجهزة الأمنية بان
يدافعوا عن النظام ورجاله ،
ليكون الجنود المجهولين في
الدفاع عن النظام وليس عن سورية
الشعب والأرض. الإعلام
الأخر: لقد
اعتبر النظام السوري وأجهزته
الأمنية كل الوسائل التي تقم
بتغطية حثيه للمظاهرات،
والاحتجاجات فهي معادية
للنظام،لان والوسائل الإعلامية
الأخرى تعتمد الدقة والموضوعية
في نقل الخبر،هذا لم يتعود عليه
النظام السوري في تعمله مع
الحدث ونقله للجمهور المشاهد
،لقد تعود الإعلام السوري على
التضخيم والتهويل والتبجيل
والتصفيق في نقل الحدث، في
إعلام ينقل الحقيقية المغيبة هو
كاذب ويعمل على نشر الفوضى في
سورية ،لان نظرية المؤامرة هي
التي تقوم عليها إستراتيجية
النظام السوري بشكل عام ،لم يكن
جاهز أصلا النظام للتعامل مع
الإعلام الفضائي في بث الخبر
بشكل سريع وإرساله للعالم ،من
هنا أتى غضب النظام على وسائل
الإعلام الأخرى التي وجد فيها
مفهوم المؤامرة على النظام "،لقد
منعت الفضائيات من متابعة الحدث
بالطرق الرسمية من خلال التضييق
على مراسليها بالتجول والتحرك
لتغطية الإحداث ،مما أدى
بالفضائيات بالاستغناء عن خدمة
المراسلين الميدانين كي لا تسبب
لهم بشكل مع الأجهزة ،عمد
النظام إلى اعتقال للمراسلين
والصحافيين، أغلق اعتماد
العديد من الوكالات والمراسلين
في القطر السوري (19). الجزيرة
الفضائية: اعتبر
النظام السوري بان الجزيرة
الفضائية هي المكلفة رسميا بملف
الدولة السورية من خلال التغطية
الإخبارية بشكل كبير للإحداث في
سوريا ،مما دفع النظام بشن هجوم
شنيع على الجزيرة، ومشيخة قطر،
فالجزيرة التي اعتمدت التغطية
الإخبارية والتفصيلية لكل
الثورات العربية والتي كانت
صورتها صدى لصوت الجماهير
الثائرة في كافة الأوطان
العربية لم تستثني سورية
منها،لقد وقفة الجزيرة مع
المعارضة الشعبية المحتجة على
أنظمتها ،وقفت مع الشعب لان
الشعب اقوي واعلي من الأنظمة
،لان الشعب باق والأنظمة إلى
زوال . 1-عمل
النظام السوري بكل وسائله
القمعية على إقفال مكتب الجزيرة
في سورية،كان لهم ما أرادوا . 2-عمد
النظام إلى الضغط العلني على
الموظفين السوريين العاملين في
الجزيرة وفي مكتبها الأساسي في
الدوحة من اجل الاستقالة. 3- خروج
إعلاميين من الجزيرة حلفاء
للنظام السوري عن طريق استقالات
علنية،مهرجانية تقدموا بها إلى
الرأي العام من اجل إحراج
الجزيرة في سياستها الإعلامية ،"كغسان
بن جدو مدير مكتب لبنان(20)،
والمراسل عباس ناصر ،والمقدم
فيصل القاسم (21)الذين أصبحوا
أصلا عبء على الجزيرة من خلال
برامجهم الخلافية،وتغطيتهم
الإعلامية الغير موضوعية
والمنحازة لفريق ضد آخر،فكان
التخلص منه حتى بالاستقالة
الشكلية. 4-
استخدام العاملين سابقا في قناة
الجزيرة وتم تسريحهم لأسباب غير
سياسية خاصة بالقناة ،من اجل
للتشويش على الجزيرة
ودورها،السياسي المشبوه ، كما
كانت المقابلة مع المذيعة
السورية "لونا الشبل"
المطرودة من الجزيرة في برنامج
سياسي على قناة الدنيا السورية. بالرغم
من كل شيء ،لا يزال النظام
السوري بكل قواها يمارس الضغوط
الكبيرة على وسائل الإعلام وفي
القلب منها قناة الجزيرة
الفضائية. وكذلك
الضغط على الوسائل الأخرى من
اجل إخراج الكوادر الإعلامية من
اجل إحراج القنوات بهذا الخروج
كما حصل مع الإعلامية المذيعة
"زينة اليازجي"، العاملة
في قناة العربية التي استقالت
من العربية بتاريخ 11ايار 2011
. مع هذه
الصورة الدرامية الهزلية التي
ينتهجها النظام السوري مع
الإعلام العام ،مع ذلك تسرب
الصور إلى العالم،وتثب على
الانترنيت ، وتنتشر الإخبار
بسرعة، من شهود العيان
والناشطون الحقوقيون الذين
أصبحوا اليوم ا قوى أكثر، وصدى
صوتهم أعلى في التعبير عن
ممارسة النظام السوري . الهتافات
الشعبية: تشكل
الهتافات المحرك الرئيسي
للشارع المحتج والمتظاهر،هناك
العديد من الشعارات التي تردد
هي اقتباس من ثورات عربية سابقة
،وهناك شعارات سورية خاصة
بالشعب السوري. إما الشعارات
والهتافات الأخرى تكمن في"الحرية
والوحدة،سورية حرة ، الشعب يد
واحدة ،إعلام السوري كاذب سلمية
سلمية ،سلمية شهداء بالملين على
الجنة رايحين ،الشعب السوري
واحد ،كرد وعرب ،إسلام ،
ومسيحية "،هو الرد الفعلي على
أقاويل النظام ،فالهتاف الواحد
والأوحد في كل المسيرات
التظاهرية "الشعبية الشعب
الذي أصبح يردد بشكل دائما هو"
إسقاط النظام" هذا الشعار
الذي أصبحت
تدور حوله كل المظاهرات
والاحتجاجات السورية، بعدما
رفع الشعب سقف مطالبه التي
تجاهلها النظام، وكأن هدف الشعب
قد أصبح هدفه النهائي هو النظام
نفسه . مما لا
شك فيه أبدا بان رأس النظام هو
المسئول الأساسي عن كل ما يحدث
في سورية لكونه هو الرئيس
والقائد الأعلى للقوات المسلحة
والباقي ما هو إلا تقاسم ادوار
لشخصيات سياسية سورية . طبعا
من يراقب سير المظاهرات السورية
أصبحنا إمام مسيرات شعبية منظمة
في السير والهتافات
والشعارات،مما يدل إننا اصحنا
إمام حالة شعبية منظمة مركزة
تتحكم بالشارع من خلال تلبية
للنداءات التي تطلقها قيادة
المظاهرات السرية،والداعية إلى
الخروج بيافطات كبيرة مجهزة
سابقا بشعارات موحدة في كافة
مدن القطر ،وتوحيد الهتافات
الشعبية التي
تتردد في كافة المظاهرات التي
تسير وكأننا إمام مظاهرة واحدة. حكم
الشارع على الاعلام
: بالرغم
من القتل والبطش والبلطجة الذي
يقوم بها النظام السوري بحق
شعبه عن طريق المرتزقة الرسمية
"الأجهزة الأمنية والعسكرية
الممولة من النظام،وبالرغم من
جز الجيش العربي السوري في حرب
ضد الشعب من خلال حصار المدن
واحتلالها عسكريا وامنيا
،فالمظاهرات تخرج من في كافة
المدن السورية لنصرة المدن
المحاصرة وتردد الهتافات
المسرة على إسقاط النظام. الشارع
السوري قال كلمته في "التحدي"
من خلال الخروج إلى الشارع
متحديا كل الأجهزة الأمنية
والقمعية والنظام بذاته،لأنه
رفع الشعار النهائي الشعب يريد
إسقاط النظام . بالرغم من كون
النظام السوري يرد الإطباق على
كل المدن السورية عسكريا "كدرعا،
والتلبيسة ،ومعرة النعمان
والبيضاء، ودوما، والرستن
،وازرع ،وداريا،وانخل،وازرع
،وحماة وجسر الشغور،
وتلكلخ،وحمص واللاذقية "،
فالنظام يريد إخماد صوتها
المنادي بالحرية والوحدة ، لكي
يمنع شرارة تمددها إلى المدن
الكبرى كحلب ودمشق ذات الثقل
السكاني والشعبي ،لان النظام
يخاف من اقتراب الموعد المنادي
بالرحيل ،الذي أصبح قريب جدا.
وهنا نتوافق
مع الكاتب اللبناني "حازم
صاغيه" بالرأي القائل" بان
حركة الاحتجاج في الدولة
العربية وسورية منها ليست
ثورات، وإنما انتفاضات شعبية
ثائرة من جور الأنظمة،الهرمة
والمترهلة وأحزابها
البائدة"، لان هذه
الانتفاضات الشعبية العربية
التي تبحث عن الحرية والكرامة
ليست إرهابية وتخريبية
ومندسة،حسب وصف الأعلام
السوري، من خلال فبركات إعلامية
تعمل على تصويرها وتسويقها إلى
العالم. وهذا
ما يؤكد ويعزز رأينا في جملة
واحدة بان رصيد الرئيس السوري
بشار الأسد، ونظامه قد نفذ،
وسيذهب إلى غير عودة، هذه هي
الرسائل النصية التي أرسلتها
أوروبا وأمريكا عن طريق عقوبات
اقتصادية طالت الريس الأسد ،رأس
الهرم وأكثر من 54 شخصية سياسية
وأمنية وعسكرية(22) تابعة للنظام
، وهذه العقوبات التي سيكون لها
التأثير القادم بناءا للحراك
الشعبي والرسالة المرسلة من
الشعب السوري للعالم ، من خلال
استمرار حركته الاحتجاجية
المعترضة على النظام وأجهزته
الأمنية والإعلامية،وهذا ما
رفعه المتظاهرين في هتافاتهم
الدائمة والمستمرة "
الإعلام السوري كاذب"، لان
الإعلام تحول عن هدفه من نقل
الخبر بموضوعية،إلى وسيلة ضغط
وإرهاب سياسي وفكري بيد النظام
من اجل الإطباق على حركة الشعب . ـــــــ المراجع
: 1-
رفيق سكري،دراسة في الرأي العام
والإعلام والدعاية،دار جروس
برس ،طرابلس لبنان،1991،ص217. 2-احمد
مغربي ،ظاهرة"الهاكز"أنتجت"ويكيليكس"ومستقبل
صحافة الانترنت،جريدة الحياة
اللندنية،29تشرين الثاني "أكتوبر"
2010، ص،17. 3-عبدالله
تركماني،مؤشرات الحكم
الرشيد،جريدة المستقبل
اللبنانية،26نيسان"ابريل"،2011
،ص،19. 4-
مقابلة مع المفكر التونسي
الطاهر لبيب ، على قناة العربية
في برنامج روافد ،مع احمد علي
الزين، روافد
: الطاهر لبيب روافد:
الطاهر لبيب. - 07 أبريل 2011م.
يستضيف برنامج روافد العالم
الاجتماعي الطاهر لبيب. ... http://www.alarabiya.net/programs/2011/04/07/144556.html 5-دلال
البزري،هذا الانتقال المفاجئ
من رجال الإرهاب إلى شباب
الثورة،جريدة المستقبل
اللبنانية،24 نيسان"ابريل"،2011
،ص،10. 6-
رفيق سكري،مرجع سابق ،ص218. 7-حامد
ربيع،الحرب النفسية في المنطقة
العربية،المؤسسة العربية
للدراسات والنشر،بيروت 1974،ص 128. 8-صلاح
نصر ‘الحرب النفسية،معركة
الكلمة والمعتقد،ليس إشارة
للدار الذي طبع فيها الكتاب ،
القاهرة 1967، الطبعة الثانية،ص113،115،138. 9-رفيق
سكري،مرجع سابق ،ص77. 10-غي
دوراندان،الدعاية السياسية
،المؤسسة الجامعية للدراسات
ولنشر والتوزيع ،بيروت 1983،ترجمة
رالف رزقالله،ص80. 11-نديم
البيطار، الإيديولوجية
الانقلابية،المؤسسة الأهلية
للطباعة والنشر،بيروت 1964،ص 674. 12-بسام.ا
.سعد، الدعاية السياسية تاريخ
ومضمون ،شركة فوراس ،بيروت 1992،ص،423 13-
بسام. ا. سعد،مرجع سابق ص،424-425. 14
– د.عوض السليمان الإعلام
الفاجر ،سورية مثالا،12ايار"مايو"،2011. http://zamanalwsl.net/readNews.php?id=19585 15 -
محمد حسن ديناوي، النظام السوري
إعلام كاذب ونظام يتخبط http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa2/b-mushacat-5134.htm 16-مهى
عون،إصلاحات اعلي الهرم :حدودها
ومخاطرها،جريدة المستقبل
اللبنانية ،19 نيسان "ابريل"2011،ص19. 17
–عماد شيا ،مقدمة الانتفاضات
العربية في فلسطين
ولبنان،جريدة المستقبل
اللبنانية ،30 نيسان"ابريل"2011،ص،19. 18 -
زهير سالم ،هل الدعوة إلى
الحوار جزء من حملة التضليل
الإعلامي لندن ،15 ايار"مايو"
.2011 http://www.asharqalarabi.org.uk/m-w/b-mawaqif-591.htm 19
–حسام الدين محمد ،محنة
الأعلام السوري في مطابخ
الفضائيات العربية، الشبكة
العربية العالمية، 19
أيار"مايو "2011 . http://www.globalarabnetwork.com/media1/4153-2011-05-19-11-04-31 20
– غسان بن جدو يستقيل من "الجزيرة"،جريدة
السفير اللبنانية ،23،نيسان "ابريل"2011. 21 -
إسماعيل طلاي ،فيصل القاسم عائد
بعد العاشرة،جريدة السفير
اللبنانية العدد 1399 ، 28 نيسان"ابريل"
2011. -
فيصل القاسم، معتكف في بيته
ويزور الجزيرة أحيانا ،جريدة
الأخبار اللبنانية، 23ايار"
مايو" 2011. 22 -
مقابلة مع المفكر والكاتب
اللبناني حازم صاغيه ، على قناة
العربية في برنامج روافد ،مع
محمد علي الزين، في
روافد مع حازم صاغية روافد:
حازم صاغية. الخميس - 19 مايو 2011م.... http://www.alarabiya.net/programs/2011/05/19 ـــــــــــــــ *كاتب
صحافي، محلل سياسي، وخبير في
الإعلام السياسي والدعاية -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |