ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حلف الناتو متغيرات إستراتيجية في العقيدة العسكرية

الدكتور مهند العزاوي

عرف قاموس المصطلحات المعني بالقانون الدولي, والذي نشره "سيرى" سنة 1960م الحلف بأنه((مركز تخلقه معاهدة بين دولتين أو أكثر، يتضمن التزامات بالمساعدة السياسية والعسكرية عليهم تنفيذها أما بتصرف من قبلهم، أو مشتركا، دون ما إنشاء أجهزة عليا لاتخاذ قرار)) كما عرف الحلف "أبنهايم" بأنه (معاهدات اتحاد بين دولتين أو أكثر يهدف للدفاع كل منهما عن الأخرى، ضد هجوم في الحرب، أو للاشتراك في مهاجمة دول الغير، أو للغرضين معًا) , وقد أسهم الفقه العربي في تعريف الحلف وقد عرفه أحد الفقهاء بأنه "علاقة تعاقدية بين دولتين أو أكثر، يتعهدون فيها بالمساعدة المتبادلة في حالة الحرب" .

 

حلف شمال الأطلنطي - حلف الناتو NATO

تأسس حلف شمال الأطلنطي - الناتو North Atlantic Treaty Organization عام 1949م  بناءا علي معاهدة شمال الأطلنطي والتي تم توقيعها في "واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية" في الرابع من نيسان عام 1949 م, ويقع مقر قيادة حلف الناتو NATO  في بروكسل عاصمة بلجيكا, وللحلف لغتان رسميتان هما الإنكليزية والفرنسية، والدور العسكري الرئيسي المعلن للحلف هو حراسة حرية الملاحة وحماية الدول الأعضاء من أي اعتداء عسكري عليها باستخدام حشد القوة العسكرية المتحالفة , ولعب الحلف دورا محوريا في الأزمات السياسية, وتساهم كافة الدول الأعضاء في حشد القوات والمعدات العسكرية  لتشكيل حلف عسكري الأكبر من نوعه في العالم ، وهناك دول أخرى ذات علاقات وطيدة بحلف الناتو إلا أنها ليست جزءا من تشكيلته الرسمية ويطلق عليها لقب "حليف رئيسي" لحلف الناتو (Major non-NATO ally), وهناك خمس دول مسئولة عن منح الألقاب التعريفية وهم الولايات المتحدة الأمريكية -المملكة المتحدة - نيوزلندا - كندا -استراليا  وتسمى "لجنة التوحيد والتنسيق الجوي".

 

أسباب تشكيل حلف الناتو NATO

كان عهد الحرب الباردة محتدم الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي  حول دول التقاطع الاستراتيجي في أوربا واسيا, وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من أمركة أوربا سياسيا وعسكريا ضد الاتحاد السوفيتي , وأطلقت على حلفائها تسمية الأنظمة الديموقراطية, وشكلت حلف شمال الأطلنطي - الناتو NATO  كحلف عسكري مضاد  للاتحاد السوفيتي, وتمكنت بعد انتهاء الحرب الباردة من أمركة دول شرق أوروبا(أوربا الشرقية) عبر عدد من الحروب والانقلابات التي خلفت تقسيم تلك الدول إلى دويلات يسهل السيطرة عليها لتدمجها سياسيا وعسكريا واقتصاديا مع دول غرب أوروبا وتحقق التفوق الأمريكي الساحق في قارة أوربا, وللحلف أهداف عسكرية هلامية أخرى تتسق مع المنهجية الأمريكية التوسعية وهي :

1. حماية دول العالم بشكل عام؟ وحماية الدول الأعضاء فيه بشكل خاص.

2. حفظ الأمن والاستقرار؟

يبدوا واضح من خلال هذين الهدفين ذات المنحى الاستراتيجي السياسي والعسكري وهي أهداف  هلامية معومة وفضفاضة تتيح حرية الحركة العسكرية  وحشد ونقل القطعات باتجاه أي دولة ترغب أمريكا غزوها أو تضعها ضمن دول التقاطع الاستراتيجي  المنتخبة في اللوحة الاستراتيجية العليا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

المشاركة النووية Nuclear Sharing

تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية مصطلح "امتلاك ونزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل", كمنهجية إستراتيجية سياسية ذات منحى عسكري, وفي الغالب تستخدمها لشرعنة حملاتها الحربية وغزواتها الاقتصادية, وعلى سبيل المثال جرى غزو العراق وفق مبررات كاذبة أبرزها "نزع أسلحة الدمار الشامل" ولم تكن موجودة بالأصل ورموز الإدارة السابقة  يعلمون ذلك  , حسب تقاريرهم واعترافات مسئوليها, وبالرغم من ذلك لا تزال الحرب مستمرة في العراق التي راح ضحيتها مئات الآلاف ودمرت دولة عضو في الأمم المتحدة واستعبد شعب مسالم ,والتعاطي النووي منهجية حربية إستراتيجية  متفق عليه في حلف شمال الأطلنطي- حلف الناتوNATO    ضمن ما يسمى "سياسة الردع النووي" التي تشمل البلدان الأعضاء بغض النظر عن الأسلحة النووية الخاصة بهم (الأسلحة النووية الأمريكية والصهيونية يسمونها سلاح ردع دفاعي, وان امتلكتها دول أخرى تصبح أسلحة دمار شامل يستوجب نزعها بالوسائل السياسية أو العسكرية والاقتصادية ) , وتشارك دول حلف الناتو في تخطيط  واستخدام الأسلحة النووية بشكل جماعي بين أعضاء الحلف, وتنص الاتفاقيات على أن القوات المسلحة للدول الأعضاء يجب أن تشارك في حشد الأسلحة النووية في حال استخدامها من قبل الحلف أو احد أعضاء الحلف في حرب أو حملة عسكرية ما , وتشكل الولايات المتحدة الأمريكية المتزعمة الحلف المشارك الأكبر وهي التي تحدد السياسات والاستراتيجيات العسكرية للحلف ,خصوصا إذا علمنا أن القوات المسلحة الأمريكية تعتبر من اكبر الجيوش المشاركة  في الحلف, وتقع عليها المسئولية العسكرية وتليها بريطانيا وفرنسا واستراليا, ودخلت تركيا في حلف الناتو بتاريخ 18/شباط/1952  , واعتمدت تركيا برامج لتحديث وتطوير جيشها بما يتواءم مع النزعة العسكرية الغربية للحلف وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بدأت تركيا بتنفيذ المرحلة اللاحقة لتقوية وتحديث مختلف قطاعات قواتها المسلحة وتعتبر تركيا متميزة عسكريا في الحلف والمنطقة ولها مواقف متباينة داخل الحلف من المهام الحربية المكلف بها الحلف  .

 

الدور والمهام العالمية

 شكل "حلف الناتوNATO" لغرض تنفيذ مهام إستراتيجية عسكرية ذات منحى سياسي واقتصادي خططت لها الولايات المتحدة لمدى بعيد ويعتبر الحف الظهير العسكري الساند للولايات المتحدة الأمريكية, وكان الغرض المعلن من تشكيله  التصدي للقطب الثاني في العالم اينذاك "الاتحاد السوفيتي" ضمن إستراتيجية الحرب الباردة ويعتبر هذا هو الهدف والغاية الاستراتيجية من التشكيل, ولكن الملفت للنظر ترك أعضاء الحلف الباب مفتوحا أمام مهام حربية مستقبلية هلامية تطال كافة بقع الأرض  عند الحاجة وحسب المخططات الأمريكية كما مبين بالأهداف 1,2, كما أن  الدور العسكري المحوري الذي يقوم به حلف شمال الأطلنطي (حلف الناتوNATO) في "أفغانستان" و"العراق" والتقرب الناعم نحو القوقاز "جورجيا" حاليا هو خارج الإطار الاستراتيجي الذي تأسس من اجله الحلف في بداية النصف الثاني من القرن الماضي والذي ينتهج العقيدة الدفاعية, وكما أعلن  لحماية أوروبا الغربية من الخطر الشيوعي السوفيتي وقواتها اينذاك, ويفترض بعد تفكك الاتحاد السوفيتي تنتفي الحاجة والدور العسكري لهذا الحلف بعد تحقق الغاية من تشكيله, ولكن المثير للجدل وما يثير الريبة والشك لدى عدد كبير من المفكرين هو عملية التحول   من العقيدة العسكرية الدفاعية ( دفاعي عن أوربا) إلى  العقيدة العسكرية الهجومية وتنفيذ مهام حربية هجومية في دول العالم تستند في مفاهيمها الإيديولوجية إلى فكر المحافظين الجدد في أمريكا,ومخططاتهم للهيمنة الكونية وفق فلسفة (صدام الحضارات THE CLASH of CIVILIZATIONS-REMAKING OF WORLD ORDER,) ,ممزوجا بشهوة وجشع رؤوس الأموال الكبرى الأمريكية(الشركات الكبرى القابضة المتعددة الجنسيات, المال ,النفط,السلاح, المرتزقة..الخ) في محاولات سادية حمقاء للهيمنة على مقدرات وثروات الشعوب وإعادة العالم والمنطقة إلى مفهوم الاستعباد والاستعمار, وفتح أسواق صناعة ونقل واحتكار النفط والغاز, وترويج سوق السلاح, والهيمنة على صناعة وتجارة المرتزقة وبقية المنتجات الأمريكية في العالم وأسيا والعالم العربي وما يطلقون عليه "الشرق الأوسط" , باستخدام القدرة العسكرية من القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها من (حلف الناتوNATO) وبرز هذا جليا منذ اعتلاء الولايات المتحدة صهوة القوة مطلع التسعينيات من القرن الماضي,كما وشارك (حلف الناتوNATO) بمهام ودور عسكري محوري في غزو واحتلال  أفغانستان حيث تمكن الأفغان من هزيمته طيلة تلك السنوات وكذلك التقرب الناعم نحو روسيا والصين ومنطقة القوقاز, وقد تحولت الولايات المتحدة من قيادة حلف شمال الأطلنطي (الناتوNATO) كتنظيم عسكري وسياسي إلى مفهوم الهيمنة على التحالف وإشراكه في جميع حروب أمريكا كحليف استراتيجي وانطلاقا من إيديولوجيات راديكالية متشددة , مما أشاع تصور لدى الكثير من المفكرين بأن هناك ثمة "حرب صليبية جديدة " تشن على الإسلام وسبق أن صرح الرئيس الأمريكي السابق "بوش" في إحدى خطاباته عند بدء غزو العراق وتراجع بعد أن استدرك انفلات مفاهيمه الراديكالية التي تدل على تشدده الديني بقوله إنها "حرب صليبية", وكثيرون هم  في الشرق الأوسط يرون في السياسة الأمريكية تذكي الصراع بين المسلمين وتقسمهم عاموديا إلى سنة وشيعة وتتلاعب بهم كجزء من إستراتيجية اكبر في هذه المجال, وهذا جاء متناغما مع ما أوصى به فريق "بلتشلي2" وأعضاءه من المحافظين الجدد في أمريكا وقد أعد وثيقة من سبع صفحات أطلق عليها تسمية "دلتا الإرهاب" التي تستهدف تقسيم وتفتيت دول العالم العربي والإسلامي .

نشرت صحيفة "كريستيان سياينس مونيتور" تقريرا لمحللها السياسي "هيوارد لافرنشي" تحت عنوان (مهمة الناتو في القرن الحادي والعشرين الانتقال من أوروبا إلى العالم) ويشير الكاتب  إنه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي, بدأ حلف شمال الأطلنطي "حلف الناتو" إعادة هيكلة الحلف لمواجهة الواقع الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة والتحول من العقيدة العسكرية الدفاعية إلى العقيدة العسكرية الهجومية, وإقامة تحالف سياسي عسكري جديد يتلاءم مع مخططات القرن الحادي والعشرين التوسعية(حروب السيطرة على الموارد) , وكانت خطوته  الأولى توسيع "حلف الناتو" وضم أعضاء جدد من دول شرق ووسط أوروبا التي كانت في وقت من الأوقات عضوا في حلف "وارسو"  وتهدف هذه الخطوة ضمن أهداف عديدة أخرى إلى زيادة القدرة العسكرية  للحلف , وتوسيع رقعة المهام من أوروبا إلى العالم , والتحول من كيان عسكري يهدف حماية أمن أوروبا من الاتحاد السوفيتي إلى كيان عسكري هجومي يشارك في الغزوات العسكرية الأمريكية عبر العالم , حيث تولى (حلف الناتوNATO) قيادة أول عملية عسكرية له خارج حدود القارة الأوروبية في غزو واحتلال أفغانستان, وإن الولايات المتحدة التي غزت أفغانستان أواخر عام 2001 نقلت بالفعل قيادة الجزء الأكبر من العمليات العسكرية لـ "حلف الناتو" مما يدل على تجانس وتفاهم كبير بينهما بالرغم من أن مقاتلي طالبان قد أوقعوا هزيمة كبرى بقوات الحلف  ويبدوا العجز العسكري واضح للعيان.

يساور عدد كبير من المفكرين والمحللين شكوك ومخاوف إستراتيجية ذات منحى عسكري حول تغيير التوجهات والمهام "حلف الناتو" خلال السنوات العشر الماضية وماهية مهامه الحالية والمستقبلية, خصوصا بعد انتفاء دوره والهدف من تشكيله مع انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي؟, وكما نعلم أن أبجديات تشكيله لا تجيز التدخل العسكري للحلف في الحروب والغزوات والنزاعات الدولية خارج حدود القارة الأوروبية ، ولكنه شارك بالفعل  في غزو واحتلال أفغانستان واستلام المهام العسكرية "قوات (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو" , وكذلك شارك بمهام أخرى في العراق  إضافة إلى البحث عن دور في السودان - إقليم دارفور القارة الإفريقية  وفي الشرق الأوسط, والتقرب الناعم إلى القوقاز, مما يثير هواجس عسكرية إستراتيجية تشكل قلق استراتيجي,ويشير هذا التبدل العسكري (عقيدة عسكرية هجومية) إلى  متغيرات جوهرية في ميثاق الحلف ومهامه حيث بات "حلف الناتو" الظهير العسكري الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في حروبها وغزواتها , كما وقال "جيمس أباتري" المتحدث باسم حلف الناتو " لم يعد السؤال يقول ما هو دور الحلف وإنما أصبح السؤال يقول كيف نقوم بهذا الدور بأفضل صورة ممكنة" ونجد من خلال هذا التصريح حقيقة التحول العسكري الاستراتيجي في دور  ومهام حلف الناتو من أوربا إلى العالم.

قالت سفيرة الولايات المتحدة في حلف الناتو"فيكتوريا نولاند" ((أن الحلف قطع شوطا طويلا في عملية التحول التي يمر بها, منذ مشاركته في حرب "البلقان" خلال تسعينيات القرن الماضي, وكذلك إجراء إصلاحات ملموسة على هياكل الحلف مما يؤدي إلى تحسين قدراته على خوض عمليات عسكرية)) وأشارت على سبيل المثال إلى دور الحلف أثناء عمليات القصف الجوي ضد "صربيا" في حرب "كوسوفو" عام 2000 , حيث كانت كل عملية قصف تحتاج إلى تصديق من أعلى سلطة في الحلف وهذا يحد من الفعاليات العسكرية, والآن وأصبح  بمقدور قيادة عمليات الحلف في "أفغانستان" اتخاذ قرارات القصف الجوي دون العودة إلى مجلس حلف شمال الأطلنطي وهذا يعطي انطباع يقود إلى حقيقة راسخة أن الحلف انتهج مسلك هجومي بالفعل (العقيد العسكرية الهجومية) وهذا مؤشر خطير .

 

متغيرات إستراتيجية وتكتيكية

أجرت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول أوربا الأعضاء في حلف الناتو عدد من الإجراءات والمتغيرات الاستراتيجية ذات الطابع السياسي العسكري, خصوصا بعد الأزمة المالية وتردي جاهزية القوات الأمريكية من جراء غزو العراق وأفغانستان, وكان عدد من مراكز الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية اعدوا مشروعا للتعاون الاستراتيجي أطلق عليه تسمية (مشروع واشنطن الخاص بالناتو ) وهو يتسق مع مطالب عدد من الدول الأوربية ذات النزعة الكولينالية والطامحة للعب دور عسكري عالمي يتسق مع الاستراتيجية العسكرية الأمريكية للهيمنة على العالم  , خصوصا إذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما تستنزف قوتها الصلبة تميل إلى استخدام إستراتيجية "الاقتراب الغير مباشر" عبر سياسة التحالفات باستخدام القوة الناعمة والذكية لغرض تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية دون استخدام القوة أو بمجرد التلويح بها أو عبر فرض القوة من خلال طرف ثالث (الحرب بالوكالة) والاتكاء على حرب الأشباح, ويمكن رصد عدد من المتغيرات والمطالب والتوصيات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية السياسية والعسكرية بين الطرفين , ويبدو أنها وصفة علاج لإيقاف الانهيار والفشل السياسي والعسكري "لحلف الناتو" والقوات الأمريكية في أفغانستان والعراق وكشف مخططات التقرب الناعم إلى قوقاز واعتبرها محاولة الهروب إلى الأمام مرة أخرى:- 

1. يستعد حلف الناتو تدشين قوة التدخل السريع التابعة للحلف في اقرب وقت ممكن.

2. إنشاء ذراع مواصلات جوي للنقل الاستراتيجي لقوات الحلف بحيث يتمكن من نقل القوات السريع  إلى مناطق الحرب المنتخبة من خلال أسطول جوي مميز (تحسين قابلية الحركة).

3. دعوة عدد من دول الحلف لزيادة ميزانية الحلف العسكرية(تامين تمويل كافي لمهام مقبلة)

4. إدماج القسمين المدني والعسكري لموظفي الناتو الدوليين، وإدخال تعديلات على اللجنة العسكرية في الحلف (وحدة القيادة والاقتصاد بالجهد).

5. توسيع نطاق الحلف بالتعاون مع شركاء عالميين مثل اليابان وأستراليا وتفعيل خطط ضم دول أوروبية جديدة إليه حيث يضم حاليا 28 دولة بالفعل( التقرب الناعم نحو القوقاز وروسيا والصين وكوريا الشمالية).

6. انضمام دول مثل ألبانيا ومقدونيا إلى الحلف, وإشارة أقل بشأن انضمام دول مثل جورجيا وأوكرانيا خوفا من رد فعل روسي, وكانت الأحداث الأخيرة بين جورجيا وروسيا قد بينت مدى قدرات الحلف للولوج إلى القوقاز واسيا( التقرب الناعم نحو القوقاز)

7. تأسيس فريق استشاري بحثي  لـ"مفاتيح الفكر الأمريكي والأوربي" وأطلقوا عليهم تسمية "مشروع واشنطن الخاص بالناتو" ، ويهدف الفريق كما يعلنون, "إيجاد الحلول والسبل الكفيلة بإعادة إحياء دور الناتو في تأمين الحماية والأمن للتحالف الأمريكي الأوروبي"، بالإضافة إلى التفكير في الأدوار التي يمكن أن يلعبها في التأثير على مسرح الصراع العالمي ؟.

8. تعزيز صمود التحالف الأمريكي الأوروبي, وهذا يخضع لتوافق استخدام الوسائل  في "حرب العقائد والأفكارbeliefs war" وفي الغالب يرتكز على توصيات لجنة "بلتشلي2 " والتي حددت أن الحرب ضد الإسلام ستحتاج إلى جيلين قادمين, خصوصا أن الحلف وأمريكا  بدءا يخسرون معاركهم في أفغانستان والعراق وبقية البقع الملتهبة.

9. دمج كافة القدرات لكل من أمريكا وأوروبا وفقا لـ "المفهوم الاستراتيجي للناتو".

10. السعي إلى أنشاء جهاز قيادة  من ثلاث مستويات - استراتيجي - عملياتي – وحدة القيادة وتقليص عدد مقرات الانتشار المشتركة إلى ثلاثة فقط عوض الستة المتواجدة حالياً.

11. السعي لتعزيز القوات التقليدية القابلة للانتشار، والتي تشمل قوات المدرعات الخفيفة والثقيلة، وقوات التدخل السريع مثل "قوات الاستجابة للناتو", هذا بالإضافة إلى تعزيز أنظمة الدعم الاستراتيجي والتي تشمل الاتصالات والاستخبارات والاستطلاع, والتركيز على أنظمة الدفاع الصاروخية نظرا لأهميتها  في سياسة الردع ضد أي تهديد صاروخي محتمل(حرب النجوم), وتعزيز أداء أنظمة الإنذار المبكر والدفاع الجوي والأرضي .

12. التشاور السياسي في شؤون تأمين موارد الطاقة (حروب السيطرة على الموارد).

خلاصة

أصاب العالم اليوم فيروس الفوضى وسيادة شريعة الغاب بعد انهيار النظام الرسمي العالمي على اثر العدوان على العراق وانتهاك الشرعية الدولية, وسيادة قيم ومعايير "إستراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war, وانتشار الحروب والنزاعات التي تذكيها الشركات القابضة الكبرى المتعددة الجنسيات (المال, النفط, السلاح, المرتزقة, المعلومات, السيارات, الإعلام..الخ) "حروب السيطرة على الموارد".وباتت تلك الشركات تصنع جيوشا  وحكومات وسياسيين ومنظومات إعلامية متكاملة تروج لحروبها, وتحتكم على ميزانيات تفوق ميزانيات عدد كبير من الدول لتصنع الحروب والأزمات, وهي اليوم تفرض إرادتها بقوة وترسم أبعاد الصراع بمنحنيين , الأول البعد الإيديولوجي الراديكالي المتشدد(صدام الحضارات والأديان) "حرب العقائد والأفكارbeliefs war", والثاني النزعة العسكرية المرتبطة بشركات تصنيع السلاح وهوس استخدام الأسلحة الفتاكة, مما يجعل العالم ميدان تجارب للشركات المنتجة للسلاح, وتلغي بذلك مفهوم الوطن والأمة بعنصريها الديني والقومي ومن جميع جوانبه,وتمكنت تلك الشركات  من ترويج سوق السلاح والمرتزقة والمخدرات والنفط والبغاء وتجارة الرقيق وإنعاش السوق السوداء الممتدة عبر بقاع الأرض كافة, وتعمل على شكل مافيا منظمة تتاجر في كل شي حتى الحرب,  لقد استنزفت الولايات المتحدة الأمريكية قدرتها الصلبة (العسكرية والاقتصادية) في العراق وأشارت التقارير الأمريكية إلى مستوى الانهيار الاقتصادي وتردي جاهزية القوات المسلحة الأمريكية,إضافة إلى الفضائح الإعلامية التي تشير إلى جرائم الحرب والتعذيب والاغتصاب التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان وبما ينقض بشكل واضح الشعارات الأمريكية البراقة للديمقراطية والحرية والذي كلفت شعوب العالم ضحايا بأرقام فلكية, لذا استدركت أمريكا ما لحق بها من هزائم وسعت إلى استخدام إستراتيجية "الاقتراب الغير مباشر" وذلك باستخدام القدرة المكتسبة (دول ,أنظمة, منظمات, أفراد من المجندين الأجانب والعرب) وكذلك باشرت باستثمار القوة الناعمة والذكية عبر أحياء التحالفات والمعاهدات السياسية والعسكرية وإذكاء "حرب الأشباح -WAR GHOST" للحفاظ على ديمومة إستراتيجية القوة.

وفي الغالب تتصف الاستراتيجية الأمريكية بالثبات النسبي بالرغم من تغيير أولوياتها وأسبقياتها, واستخدام  عدد من الاستراتيجيات الوسيطة لتحقيق الغايات والأهداف الاستراتيجية الشاملة, ولعل أبشع مخططاتها هو استهداف العالم العربي والإسلامي وما تسميه أمريكيا "الشرق الأوسط "وهو الرقعة الوسطى في اللوحة الاستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة الأمريكية, والتي تضع القارة الأسيوية كهدف استراتيجي نهائي لأطماعها (الانجاز الرئيسي الاستراتيجي), واتجهت أمريكا مؤخرا إلى الهيمنة على "حلف الناتوNATO" وتغيير عقيدته العسكرية من الدفاع إلى الهجوم وإشراكه في غزواتها وحروبها وجعله الظهير الاستراتيجي العسكري لها في العالم ومنها أسيا وإفريقيا والعالم العربي تمهيدا لمزاوجة القدرات العسكرية واندماجها بالكامل خلف مفاهيم إيديولوجية متشددة"حرب العقائد والأفكارbeliefs war",  , وخرقت بذلك السياقات الأساسية المعتمدة في تشكيل الحلف وقد شارك حربيا خارج حدوده في أفغانستان والعراق , ويبدو أن هذا التحالف لحشد القوة وفق مفاهيم إيديولوجية تتسق مع فلسفة صراع الحضارات والأديان"حرب العقائد والأفكارbeliefs war",, وبالمقابل فشلت الدول العربية(الجامعة العربية) والإسلامية (منظمة المؤتمر الإسلامي) ودول العالم الثالث (منظمة دول عدم الانحياز) من تشكيل حلف عسكري متكامل مماثل يحقق مقومات الأمن والدفاع للدول والشعوب والأمم , وباتت تابعة بشكل كامل لإرادة أمريكا والغرب مما احدث خرقا كبير في ميزان القوى وتوازن المصالح, والذي حقق السيادة الامبريالية الاستعمارية لأمريكا على دول المنطقة والعالم, وبات التحالف الثلاثي الولايات المتحدة والحليف الاستراتيجي إسرائيل ومن خلفهم الظهير الأوربي(حلف الناتو) حقيقة ملموسة وقد حقق عدد من الأهداف الاستراتيجية أبرزها:

1. أذكاء الصراعات الدموية في العالم العربي والإسلامي وتقسيمهم  بشكل عامودي سنة وشيعة وتقسيم أفقيا إلى طوائف ومذاهب وأعراق وتكرار تنميط الإسلام والعرب بالعنف وما يسمونه (الإرهاب) ونسف منظومة القيم الوطنية والدولية بما فيها الدينية والقومية .

2. تحنيط القضية الفلسطينية وتقزيم الصراع العربي الصهيوني إلى صراع إسرائيلي فلسطيني, تتجه ملامحه إلى تهويد القدس وطمس حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل وزيادة روح الانشقاق ضمن الجسد الواحد, ليتم عقد صفقة تطبيع عربي إسرائيلي مقابل إيقاف الاستيطان في المدن الفلسطينية وسياسة التهويد ونسف حقوق الشعب الفلسطيني..

3. تدمير وتفكيك العراق (القوة الصلبة العربية) وتصفير دولته وقواته المسلحة واستبدالها بمنظومات ومؤسسات هشة غير قادرة طيلة السنوات الماضية  من تحقيق الغاية من وجودها,  مع إرساء منظومة مفاهيم وقوانين هجينة تفتقر إلى التجانس مع البيئة المؤسساتية والاجتماعية العراقية ولا تخدم المصلحة العليا للعراق( الدستور- قوانين الاستثمار والخصخصة –قانون مكافحة الإرهاب, المحاكم الخاصة..الخ), مما تلقي بظلالها على البنية التحتية العراقية وتجعل من العراق مقسما مفككا ضعيفا تسوده النزاعات وصراع المغانم الفئوية والطائفية والشخصية, وترسيخ المفاهيم الاستعمارية التي تروجها الشركات الكبرى وهو مطلب صهيوني (محاضرة وزير الأمن الداخلي الصهيوني " آفى ديختر "،التى ألقاها  يوم 4 سبتمبر 2008 ، فى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي), وكذلك دراسة مهمة وخطيرة أعدها مركز "سابان" بمعهد "بروكينغز"  للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن بعنوان " حالة التقسيم السهل للعراق" The Case of soft Partition in Iraq " وهي الخطة ب"  Plan B لتطبيق مشروع بايدن- جليب لتقسيم العراق.

4. فسح المجال للتمدد الإقليمي في العراق لكل من إيران وتركيا الغرض منه إلغاء هويته العربية وإذكاء صراع الأجندات الإقليمية على ارض العراق, وتخضع في جميع الأحوال إلى سياسة التقطيع الناعم  بشكل عامودي وافقي سنة وشيعة مذاهب وطوائف وأعراق مما يساعد على احتراب العرب والمسلمين فيما بينهم وهذا جوهر التخطيط الامريصهيوني ضد العالم العربي والإسلامي وبذلك يخرق معادلة التوازن في العالم العربي والإسلامي ,خصوصا أن أفغانستان والباكستان ارض ملتهبة وتشهد قتال دموي.

5. المباشرة بتطبيق مفهوم الشرق الأوسط الجديد عبر محاولات التقسيم في العراق ولبنان واليمن والسودان, والصومال لتفكيك الوطن العربي تمهيدا لجعله 56دويلة بدلا من 22قطر عربي وهو مشروع صهيوني بامتياز, وإخراج العرب من معادلة الصراع.

6. التقرب الناعم نحو القوقاز والقارة الأسيوية

قسمت الولايات المتحدة الأمريكية العالم إلى رقع مختلفة ضمن لوحتها الاستراتيجية الشاملة ومن الحقائق التي لا تقبل الشك أن الحليف الاستراتيجي الأول لها إسرائيل وكذلك حلف الناتو في تحالف ثلاثي بغيض, ويسعون من ذلك مزاوجة القدرات السياسية والعسكرية مع إسرائيل والظهير الاستراتيجي "حلف الناتو" الذي تحول منذ مطلع القرن الحالي من المهام الإقليمية للدفاع عن دول أوربا الغربية "عقيدة عسكرية دفاعية" إلى مهام الحروب والغزوات العالمية الهجوم  "العقيدة العسكرية الهجومية" وفي الغالب هم يحشدون وفق تخطيط إيديولوجي يتسق مع  فلسفة "صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي" -THE CLASH of) CIVILIZATIONS-REMAKING OF WORLD ORDER), وكذلك توصيات فريق "بلتشلي2"وجميع أعضائه من المحافظين الجدد في أمريكا, والذي أعد وثيقة من سبع صفحات أطلق عليها تسمية "دلتا الإرهاب" التي تستهدف دول العالم العربي والإسلامي وتخصص  مدة زمنية لانجاز تلك المهام وتقول تلك الوثيقة " أن الولايات المتحدة قد دخلت حرب ضد الإسلام ربما ستستمر إلى جليين وستبدأ من العراق" , تلك هي المخططات الاستراتيجية للحرب الكونية الأمريكية .

الملحق (أ) أعضاء حلف الناتو NATO

تاريخ الانضمام الدولة الانتساب ملاحظات

4 أبريل 1949 - المملكة المتحدة - دولة مؤسسة

4 أبريل 1949- الولايات المتحدة - دولة مؤسسة

4 أبريل 1949-  فرنسا - دولة مؤسسة - سحبت فرنسا قيادتها العسكرية سنة 1966 ،من ذلك العام حتى عام 1993 كانت منفردة عن البنية السياسية لحلف الناتو وقد قرر الرئيس الفرنسي ساركوزي مؤخرا في 2009 عوده فرنسا للقيادة العسكرية له بعد انقطاع منذ عام66

4 أبريل 1949 - أيسلندا - دولة مؤسسة - لم تكن لأيسلندا قوة عسكرية تملك قوة قائمة ،بعض القوات الأمريكية بقيت بشكل طارئ هناك (سحبت هذه القوات في عام 2006) ،الدفاع البحري الأيسلندي أرسل في الآونة الأخيرة البحرية بعض القوات المدربة في النرويج إلى حلف الناتو

4 أبريل 1949- إيطاليا - دولة مؤسسة

4 أبريل 1949- الدنمارك - دولة مؤسسة

4 أبريل 1949- هولندا - دولة مؤسسة

4 أبريل 1949- النرويج - دولة مؤسسة

4 أبريل 1949- البرتغال - دولة مؤسسة

18 فبراير 1952- اليونان - الأولى - قامت اليونان بسحب قواتها من حلف الناتو من عام 1974 حتى عام 1980 بسبب مجموعة من التوترات اليونانية التركية

18 فبراير 1952- تركيا - الأولى

9 مايو 1955 – ألمانيا - الثانية - في ذلك الوقت (أي عام 1955) التحقت ألمانيا بحلف الناتو تحت اسم ألمانيا الغربية ،وبعد اتحاد ألمانيا الغربية والشرقية معا (عام 1990) بقيت ألمانيا مع حلف الناتو .

30 مايو 1982 – إسبانيا - الثالثة

12 مارس 1999 – تشيك - الرابعة

12 مارس 1999 – المجر - الرابعة

12 مارس 1999 – بولندا - الرابعة

29 مارس 2004 – بلغاريا - الخامسة

29 مارس 2004 – استونيا - الخامسة

29 مارس 2004 – لاتفيا - الخامسة

29 مارس 2004 – لتوانيا - الخامسة

29 مارس 2004 – رومانيا - الخامسة

29 مارس 2004 – سلوفاكيا - الخامسة

29 مارس 2004 – سلوفينيا - الخامسة

1 أبريل 2009 – ألبانيا - السادسة

1 أبريل 2009 – كرواتيا - السادسة

ـــــــــــ

المصدر : مركز صقر للدراسات الاستراتيجية والعسكرية

saqr_v@yahoo.com

29-7-2009

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ