ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سياسة روسيا الانفتاحية على العالمين
الإسلامي و العربي خالد
ممدوح العزي* 1- الأسس الجديدة
للتعامل مع الدول الإسلامية : العلاقة العربية –الروسية،والإسلامية
في المنطقة هي ليست
بجديدة،وإنما قديمة منذ وقتا
بعيد،وليس كما يقال اليوم بان
روسيا بدأت تدخل إلى العالم
العربي وأمريكا،بدأت بالخروج
من هذه المنطقة ،ولكن الأصح
القول هنا بان التغير هو في
السياسات الإستراتجية لهذه
الدول من خلال مصالحها الخاصة
التي تحاول كل قوة عظمة الحفاظ
عليها ،إن وجود روسيا في
المنطقة قديم جدا ،منذ بطرس
الأكبر الحالم بالدخول إلى
المياه الدافئة،ون ثم وقوع
الدول العربية في خط المواجهة
أثناء الحرب الباردة الذي خاضها
الجباران ،من خلال دول تقدمية
عسكرية ديكتاتورية أسندت
ولائها لروسيا الشيوعية ،ودول
ناهضت المد الشيوعي في المنطقة
،والتي صنفت مع المسكر
الأخر،ولكن مع انهيار الاتحاد
السوفياتي السابق الذي ثمة
وراثته من قبل دولة روسيا
الاتحادية، والتي وقعت هي
نفسها، في تلك الفترة ،بانهيار
اقتصادي وأخلاقي وامني وعسكري
وسياسي وإيديولوجي ،أدى بها هذا
الوضع القائم ، إلى دخولها في
غيبوبة لمدة عقد من الزمن، إلى
حين قدوم الرئيس السابق"
فلاديمير بوتين" قيصر روسيا
الجديد ، منقذها من ذلك الثبات
في العام 2000، عندها استطاع "بوتين"،
العمل على عودة روسيا إلى
الساحة الدولية كالعاب قوي ولكن
ليس أساسي،ولكن مع بداية
الولاية الثانية له ،عندها
استعاد زمام المبادرة في العودة
إلى احتضان الأصدقاء القدماء
التي تخلت روسيا "يلتسين"
عنهم، لقد عمد الرئيس السابق
" بوتين "من خلال
الإستراتيجية الجديدة التي
اعتمدتها صقور الكريملين
بالتوسع مجددا نحو العالميين
العربي والإسلامي،مبتعدين عن
الإيديولوجيات التي تحكم وتضعف
العلاقات العامة لان التوجه
الجديد الذي تم اعتماده في
التعاطي من خلال مصلحة روسيا
وشعبها. روسيا والعالم الإسلامي: عندها بدأت العلاقات
الروسية تتغير في سياستها اتجاه
العالم الإسلامي والعربي، خاصة
بعد تولي الرئيس الروسي بوتين
ولايته الاولى والذي بدأها
بتحسين العلاقات الخارجية
لروسيا وتعزيزها، فكان الاتجاه
الروسي الى الخارج وليس
بالاتجاه الغربي والاميريكي
فقط وانما نحو العديد من
المحاور بما فيهم العالمين
الإسلامي و العربي . "بوتين" الذي
عمل على تحسين الحياة الداخلية
و الوضع الاقتصادي بعد الازمات
الاقتصادية التي مرت بها روسيا
مؤخرا، و العمل على حل المشكلة
في اقليم "الشيشان الفدرالي"
المفتعلة، وتحويلها من مشكلة
روسية- إسلامية، إلى مشكلة خاصة
داخلية بين منشقين عن
الدولة،وقانونها ودستورها ،
معنيين بتخريبها،وشلها، والى
محافظين على الدستور،والدولة
الفدرالي . بالرغم من إن مشكلة
القوقاز لم تحل حتى هذه اللحظة
ولاتزال الدولة الروسية تتعرض
لإعمال عنف وتخريب كانت أخرها
تفجيرات محطة مترو الإنفاق في
موسكو في 29 آذار من هذا العام،
لكن موسكو والحكومة الروسية
كانت حذرة جدا و تسليط الضوء كان
على الإرهابيين وليس المسلمين
بالرغم من المنفذين هم أتباع
الدينية الإسلامية، روسيا لا
تستطيع الدخول في حرب جديدة
إسلامية مسيحية بالرغم من
إقحامها في هذا المستنقع البشع
لكن السياسة الروسية الحديثة
تقوم على : - أولا :السياسة
الروسية و الإيديولوجية العامة
الجديدة هي لعب دور سياسي اساسي
على المستوى التعدد والتجانس
الدولي التي تؤيده روسيا إلى
جانب العديد من الدول،فكان
الانفتاح الروسي على العديد من
الاتجاهات العالمية. ثانيا - العلاقة الجيدة مع
اوروبا العجوز – فرنسا- المانيا
– اسبانيا – ايطاليا ،هذا
المحور موضع أخر يمكن التحدث
عنه في عمل لاحق. ثالثا - العلاقات الجيدة
التي تبدءا مع الجوار الأسيوي :
"روسيا- الصين – الهند" ذات
الأقلية الإسلامية، فالعلاقة
هنا تختلف مع هذه الدول بسبب
نظرة روسيا إلى لعب دور طليعي
مستقبلي، لهذه الدول في بناء خط
تحالف جديد يسمى "محور الشرق"
المؤلف من روسيا – الصين –
الهند وبعض الدول الإسلامية. رابعا: لقد بدأت روسيا العمل
على بناء قوة عسكرية واقتصادية
قوية منذ 10 سنوات وتعرف اليوم
بحلف "منظمة شنغهاي العسكرية
" والتي تضم روسيا ودول أسيا
الوسطى – الصين وعضوية مراقب
لكل من الدول التالية:
أفغانستان – الهند –باكستان –
إيران – ارمينيا وروسيا
البيضاء . خامسا :العمل على بناء قوة
داخلية بين الجمهوريات السابقة
"اتحاد جمركي –اقتصادي "،والذي
تم التوقيع على نص الاتفاق بين
روسيا وكازاخستان في 28 أيار،"
مايو" من هذا العام والاتفاق
الاقتصادي يضم كل من روسيا
الاتحادية،وكازاخستان ،وروسيا
البيضاء،على أن تحذوا حذوهم
وتوقع على هذا الاتحاد
الاقتصادي الجديد كل من
أوكرانيا وقيرغيرستان . حلف شنغهاي والعلاقة مع دول
أسيا الوسطى: ففي العام 2006 حاول الرئيس
الإيراني،"محمود احمدي نجاد
" طلب الدخول إلى هذه المنظمة
كعضو كامل العضوية، حاملا معه
كل مشاكله السياسية والامنية
بوجه اميريكا والغرب وتصديرها
الى مكان اخر من اجل الضغط من
اجل وتوريط آخرين، لم تتلقى
فكرة النجدي اي صد و ترحيب
وتحديدا من قبل روسيا التي
عارضت ذلك، خصوصا روسيا التي
تعي جيدا وجود عشرون مليون مسلم
، الذين يشكلون حوالي 18 بالمائة
من مجمل سكانها، وروسيا تعرف
وجود دول إسلامية في أسيا
الوسطى في دول الاتحاد
السوفياتي السابقة،والتي تملك
روسيا حدود جغرافية طبيعية مع
دول أسيا الوسطى ذات الاغلابية
الاسلامية المحادية لحدودها
الجغرافية والسياسية التي
تعتبر نفوذ لدولة روسيا
الاتحادية قديما وإثناء 18 عام
مضى على انحلال الاتحاد
السوفياتي فهذه الجمهوريات
كانت عرضة لأطماع دول كثيرة
لبسط نفوذها السياسي
والاقتصادي عليها وخاصة تركيا
التي تعتبر هذه الدول ودول اخرى
في مناطقة البلقان هي امتداد
تاريخ لها وهي فرصة لإعادة
إحياء الإمبراطورية التركية
هناك (تركيا الكبرى ) وأخذ الثأر
من روسيا على الخسارة الكبرى في
سنة 1881 في معركة القرم التي هزمت
فيها تركيا وخاصة دول اسيا
الوسطى الاسلامية تتكلم اللغة
التركية وتدين بالإسلام السني . ولكن أمال تركيا انتهت عام
1996 عندما بدات طموحاتها في
الدخول الى البيت الأوروبي
وبسبب مشاكلها الداخلية،
الاقتصادية والأمنية التي
منعتها من تحقيق حلمها
وممارستها سياسة الازدواجية . الدخول الأمريكي على خط
العلاقات : عندها بدأت أميركا محاولة
الدوؤب للدخول إلى أسيا الوسطى،
ودولها الإسلامية مستغلة أزمة
روسيا السياسية والاجتماعية
والاقتصادية ،حيث أجبرت هذه
الدول على فتح قواعد مؤقتة لدول
التحالف ضد الارهاب اثناء
الحملة ضد الإرهاب الأفغاني،
لكن سرعان ما صدمت أميركا
بسياسة هذه الدول، والتي أدت
بها إلى الفشل في الاستمرارية
في السيطرة على هذه الدول من
خلال وجودها العسكري او
الانقلابات الموجهة ضد حكومتها
عندما حاولت التغيير خاصة في"
اوزبكستان وقيرغيرستان"،
فعندها طلبت الخروج نهائيا من
هذه المواقع لتعزز موسكو دورها
النهائي في هذه الدول الاسلامية
. ولا بد من لفت النظر الى ان
روسيا اوقفت الحرب الأهلية في
طجاكستان عام 1993 وإشراك
المعارضة الإسلامية في
الحكومة، من خلال المحافظة على
استمرارية النظام في الجمهورية
الأسيوية، وساهمت روسيا بنفسها
من خلال قوة عسكرية حارسة
للحدود الدولية مع أفغانستان من
اجل إقفالها بوجه تهريب الأفيون
والحشيش إلى أوروبا وروسيا،أو
تصدير المتطوعين أو المجاهدين
إلى كافة المناطق الساخنة،بظل
سيطرة حركة طلبان ووجود حركة
القاعدة فيها .من هنا لبد من
الوقوف الجدي في عرض خاص لدور
روسيا وعلاقتها مع الدول
الإسلامية الست القريبة إلى
الحدود الروسية وهي "أذربيجان
،وطاجكستان ،قيرغيرستان
،كازاخستان ،تركمانستان
،اوزبكستان "،لهذه الدول
علاقة خاصة بروسيا الاتحادية
،التي تعتبرهم حديقتها الخلفية
ومناطق نفوذها الاستراتيجي
والجيو-سياسي ،وهذا يعود إلى
العهود السابقة التي عاشوا فيها
جميعا في ظل الدولة السوفياتية
،بسبب الخصوصية والعلاقة
المتداخلة بين روسيا وهذه
الجمهوريات الحديثة على
الخارطة السياسية يفضل التحدث
عنهم فيما بعد،وفقا لشرح تفصيلي
أكثر وأوسع ، أم الدول الأخرى
كإيران،وباكستان، وأفغانستان. أفغانستان: -
فلأفغانستان وضع الخاص بالنسبة
لروسيا ولشعبها ، بسبب التواجد
الروسي العسكري السابق فيها ،
والوقوع في المستنقع الافغاني
وانهيار النظام الشيوعي هناك،
بعد تنحي نجيب الله الرئيس
الأفغاني الذي تم إعدامه من قبل
حركة طالبان،عام 1992 ،بعد هذه
العملية ثمة بعدها سيطرة حركة
الطلبان على 90 في المائة من
الدولة قامت روسيا عندها
بمساعدة قوة تحالف الشمال
بقيادة الراحل احمد شاه مسعود (
الخصم الأساسي السابق للنظام
الروسي). عندها أصبحت افغانستان
بكل مشاكلها السياسية والامنية
والاقتصادية تدور في الفلك
الاميريكي العام بالاضافة الى
الدول الكبرى الاسلامية. وبعد
دخول اميريكا على الخط فاحتلات
افغانستان من اجل القضاء على
الإرهاب الدولي والقضاء على
نظام الطلبان. باكستان : - أما باكستان هي
الدولة الإسلامية التي تعتبر
علاقتها بروسيا ليست بجيدة ولا
بسيئة والسبب يعود إلى موقع
باكستان وعلاقتها السابقة،
والحالية بالنظام الأمريكي و
دعم وتمويل المجاهدين سابقا في
أفغانستان أيام الحرب مع
الاتحاد السوفياتي، وتبنيها
لحركة الطالبان والحركات
المتشددة في مناطق أسيا
الجنوبية،"مثل الحضانة،
الأمنية والعسكرية
والمادية،وكذلك فتح المدارس
الدينية لهؤلاء الطلاب الذين
عرفوا فيما بعد" بحركة طالبان". تعتبر
العلاقة الروسية المميزة مع
الهند ودعمها السياسي
والعسكري، والذي عكس نفسه على
الصراع الباكستاني –الهندي، في
حربهما المستمرة للسيطرة على
إقليم ( كشمير)، وهذا الدعم حسب
وجهة نظر القادة الباكستانيين
قد احدث خلال بالتوازن
الاستراتيجي بين البلدين ،مما
أدى إلى فطور بالعلاقة الرسمية
بين روسيا وباكستان.من ناحية
أخرى الدعم المطلق الذي قامت بها
دولة باكستان إلى حركة
المجاهدين الأفغان إثناء وجود
الجيش الروسي في "كابول "
ليطور هذا الدعم إلى تبني حركة
طالبان رسميا من قبل المخابرات
الباكستانية وتقديم كل العون
لها ،مما أزعج موسكو وفيما بعد
العالم كله من هذه الحركة
الصاعدة . تركيا: لقد
تحسنت علاقة روسيا الاتحادية مع
تركيا بشكل جيد بالفترة الأخيرة
التي تميزت بنوع من الحذر
الدائم اتجاه تركيا،لقد تميز
التبادل التجاري السنوي حسب
تقارير الصحافة الروسية أثناء
زيارة ميدفيديف إليها " ب 37مليار
دولار أمريكي" . روسيا
التي اعتبرت نفسها إمبراطورية
ذات نفوذ في مناطق البلقان
والقوقا ،وحوض البحر الأسود،
التي أدت إلى حرب بين البلدين،
التي خسرت تركيا فيها شبه جزيرة
"القرم"، والتي ضمت فيما
بعد إلى جمهورية أوكرانيا
الاشتراكية السوفياتية ،
والسيطرة على مواقع نفوذ أخرى
لتركيا في البلقان لقد حاولت
أنقرة العودة إلى هذه المناطق
،كما راود للرئيس التركي السابق
"سلمان دميرال"،عند انهيار
المعسكر الاشتراكي، الذي حاول
بدوره استنهاض حلم
الإمبراطورية العثمانية
القديمة في العام 1990 ، والعودة
لإحياء الماضي، عندما كانت
روسيا تلفظ أنفاسها
الأخيرة،بعد الانهيار من خلال
إعادة بث الروح القومية
والعصبية والدينية ،في هذه
المناطق والجمهوريات
المنهارة،من خلال ربط اللغة
والتاريخ والدين ، لكن هذا
المشروع فشل لعدة أسباب
اقتصادية،وجيو-سياسية ، فانتهت
الخطوة التركية ، بحروب دينية ،
وعرقية.فانتقلت المحاولة
التركية مجددا للدخول إلى البيت
الأوروبي، ومع صعود نجم الرئيس
بوتين ووصول حزب العدالة
والتنمية، بدأت العلاقات تتحسن
من خلال علاقة شراكة اقتصادية
وانفتاح كامل من قبل البلدين،
أدى بارتفاع مستوى المعدل
التجاري لمستوى جيد جدا ، هناك
الاستثمارات التركية في مجال
البناء والتجارة والسياحة
والخدمات، من خلال الزيارات
الرسمية التي عبرت عنها زيارة
الرئيس السابق "بوتين" في
الماضي إلى تركيا ، واستقبال
رئيس الوزراء التركي الطيب رجب
، أردوغان في موسكو من قبل "الرئيس
الروسي ديمتري ميدفيديف" .
لكن اليوم أصبح الوضع يختلف
بالنسبة لروسيا العائدة إلى
الشرق الأوسط بسياسة جديدة
،وتركيا التي فرضت نفسها لاعبا
إقليميا جديدا في الشرق الأوسط فكانت، الزيارة الأخيرة لذي
قام بها ا"لرئيس الروسي
ميدفيديف" إلى أنقرة في 12
أيار "مايو" الماضي، في هذا
العام ،والتي انتهت بتوقيع
العديد من الاتفاقات
الاقتصادية والعلمية
والعسكرية،بما فيها عرض موسكو
على أنقرة بناء مفاعل نووية
للاستخدام السلمي ،وهذا كله آتى
ليعبر عن الاعتراف الروسي
الرسمي ، بدور وقوة تركيا
الإقليمية ،من بعدها تم توقيع
الاتفاق بين تركيا والبرازيل
وإيران على تبادل "اليورانيوم"المنضب
و المخصب، بضمانات تركية
كمحاولة إلى لعب دور مميز على
الصعيد الدولي والإقليمي،
وكذلك التمثيل الروسي الرفيع في
مؤتمر، الأمن النووي في أسيا
التي احتضنته تركيا في 8 حزيران
يوليو 2008 من خلال لهجة روسيا
العنيفة ، في كلمة رئيس الوزراء
الروسي "شاجبا فيها القرصنة
الإسرائيلية التي استهدفت
أسطول الحرية،والسفينة التركية
من خلال تقديم الملف الإسرائيلي
إلى مجلس الأمن لتشكيل لجنة
تحقيق دولية تحاكم مرتكبي
جريمة،القرصنة و القتل الجماعي
. إيران: -
إيران فالاستمرار الروسي في
إيران وبناء مفاعل بشهر
الايرانية والمعروف ان تعاون
موسكو وطهران في مشروع "بوشهر"مر
بمنعطفات خلافية كثيرة منذ بدأ
الخبراء الروس العمل على اعادة
تشييد المحطة في العام 1995،
وكانت مسألة الوقود النووي احدى
ابرز المشكلات التي اسفرت عن
تعليق اعمال البناء لفترة طويلة
حتى وقع الطرفان برتوكولاً
إضافياً يلزم الإيرانيين
بإعادة الوقود المستخدم الى
روسيا بعد الانتهاء من تشغيله،
لكن الخلاف الاخير شكل بحسب
البعض القشة التي قصمت ظهر
البعير، اذ انتقل من خلاف فني
الى تبادل للاتهامات وتهديد
بوقف المشروع نهائياً. بالرغم
من كل الضغوط الاميريكية –
والاسرائيلية فلا تزال روسيا
تتمسك بناء المفاعل وفقا للخطة
الروسية والتي تتمسك بالمفاعل
وعدم الضغط المباشرعلى ايران
بالرغم من روسيا أساسا ،لا تحبذ
هي نفسها ان تملك ايران مفاعل
نووي والسبب يعود لكون إيران
تقع على الحدود الروسية"الجمهوريات
الإسلامية الحديقة الروسية"وهي
تهدد روسيا نفسها بهذه المفاعل
ولان الصواريخ التي ايران
تتطورها تسطتيع ان تتساقط في
الأراضي الروسية الجنوبية
كمدينة فولغا غراد، واسترا خان،
بالإضافة إلى وقوعها على حدود
الدول الاسلامية الاسيوية التي
تعتبر نفوذ الجيو- سياسي لروسيا
والتي استطاعت طول فترة 18 سنة
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ان
تبعث بروح الاطمئنانية فيهم
بالرغم الصراع الروسي -
الأميركي عليهم . الخلاف الروسي- الإيراني: بالرغم من بداء الصراع
البارد وتطوره بين إيران وروسيا
حول المفاعل وبعض الأمور
الأخرى، لان إيران حاولت ان
تستخدم روسيا في صراعها مع
اميريكا ومحولة جرها إلى حرب
باردة معها. فإيران التي تناور
على هامش الفراغ الموجود بين
روسيا وأميركا،في ظل الخلاف
الذي نشب مؤخرا بين البلدين ،
لان إيران يدها عند روسيا
وعينها على أميركا ومن هنا جاء
الرد الروسي الأخير على التعنت
الإيراني بشأن الملف النووي
الأخير وإعطاء ضوءا اخضرا
للأمريكان بفرض عقوبات
اقتصادية، ولكن دون أنياب، لان
روسيا تعلم بان إيران شريكة
لروسيا في نقاط هامة "كبحر
قزوين، والقوقاز، وارمينا ،
وأذربيجان"،لذا تحاول إن
تفهم إيران بضرورة الليونة في
التعامل مع المجتمع الدولي،من
اجل الحفاظ على مصالحها ودولتها
. الموقف
الروسي الجديد: دب الخلاف الروسي الإيراني
وبداء يخرج إلى العلن من خلال
نقد متبادل من الطرفين بعد إن
وافقت روسيا على مبدأ العقوبات
الاقتصادية التي فرضتها الأمم
المتحدة 9 حزيران 2010 بأغلبية
الأعضاء 12 من أصل 15. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه
اليوم ؟... لماذا هذا التبدل في
الموقف الروسي اتجاه إيران الذي
أنقضتها طوال أربع سنوات كاملة
من مجموعة عقوبات قاسية ،بالوقت
التي تعتبر هذه الرزمة من
العقوبات تعتبر الرابعة
،فروسيا التي صححت بنود عديدة
في النص المعروض للتصويت وهي
:" عدم فرض عقوبات على محطة
"البوشهر النووية" التي
تبنيها روسيا ، تزويد إيران
بسلاح دفاعي غير مفروض عليه ،
حضر من قبل الأمم المتحدة ،أي
صفقة الصواريخ التي تنوي روسيا
إرسالها إلى إيران "إس 300"،"عدم
فرض عقوبات على النفط
والغاز،عدم فرض عقوبات ذات
أنياب،" الممثلة بضربة
عسكرية لإيران"". روسيا
التي تصر على فتح باب الحوار
الدبلوماسي مع إيران من اجل
استمرار التفاوض، لان روسيا
أصلا ضد مفهوم فرض العقوبات
وإنما مع مبدأ الحوار وهذا ما
عبر عنه رئيس الوزراء الروسي
الحالي" فلاديمير بوتين"
في مقابلة مع صحافيين فرنسيين
في " مدينة سوتشي" المقر
الصيفي للرئاسة الروسية "،
بتاريخ، 10 حزيران 2010 والتي
نقلتها قناة روسيا اليوم
الناطقة بالعربية . الديماغوجية السياسية
الإيرانية : لقد
ارتكبت الدبلوماسية الإيرانية
أخطاء قاتلة بحق روسيا من خلال
الاستخفاف بها، وبدورها وعدم
الثقة بدولة روسيا وسياسيتها
الدولية ،مبررة ذلك ، بان روسيا
لم توفي بوعدها التي قطعتها على
نفسها أمام إيران بتسليم مفاعل"البوشهر"
في الموعد المتفق عليه ،وكذلك
صفقة الصواريخ إس 300 التي لم
تسلم إلى الجيش الإيراني .
بالرغم من إن روسيا قد باعت سلاح
دفاعي وهجومي بقيمة 6 مليار
دولار أمريكي حسب تقارير
الصحافة الروسية ،فالدولة
الروسية التي وفرت الحماية
لإيران طوال الأربع سنوات التي
مضت من العديد من العقوبات التي
وجهتها بالرفض أو استعمال حق
النقد "الفيتو". لكن روسيا
اتخذت هذا الموقف نتيجة التعنت
الإيراني والذي وصفته روسيا
بالديماغوجية السياسية، فكان
هذا الحياد الايجابي التي أطلقت
عليه روسيا تاركة المجال لدول
أخرى،"اتفاق البرازيل ،تركيا
مع إيران "، بان تلعب هذا
الدور وتوافق هي على ما يتبنه
المجتمع الدولي أكان الرفض أو
القبول،والذي كان القبول من
خلال التصويت الذي أقرت فيه
العقوبات الجديدة على إيران"الرزمة
الرابعة ". التعنت الإيراني : أما هذا التعنت الإيراني
وعدم القراءة الجيدة للتطورات
أو التغيرات الجيو-سياسية ،أخذت
روسيا الحياد الايجابي ،كي لا
تظهر نفسها، بأنها تحمي النظام
الإيراني الحاكم، والذي يوجد
عليه شكوك من قبل الشعب
الإيراني نفسه ،والذي يسجل عامه
الأول بالاعتراض والتظاهر،ضد
احمد نجاد وحكومته. لذلك ابتعدت
روسيا عن حلبة الصراع الداخلية
كي تظهر نفسها أمام الشعب
الإيراني، أنها بعيدة عنه وتدعم
نظامه كانت خطوات روسيا السريعة
بأنها وجدت مخرجا مشرف في
الموافقة على العقوبات من خلال
تعديلها لمصلحة الشعب الإيراني
،. 1-روسيا التي
تعتبر أن إيران هي شريكة، فعالة
وأساسية لروسيا في العديد من
الملفات المشتركة، 2-روسيا الذي
يهمها إن تحافظ على نظام مستقر
في إيران لان أي هزة للنظام أو
ضعفه سوف ينعكس على جمهوريتها
الإسلامية الجنوبية. 3-أما على الصعيد
الدولي روسيا لا تريد لنفسها أن
تكون بعيدة عن العالم وتدخل
بمواجهة ضده لأجل إيران، لان
الروس هم من دعاة حل المشاكل عن
طريق الأمم المتحدة في هذه
المعركة الدبلوماسية. 4- روسيا التي قبضت
ثمن انفراج مواقفها الجديد ،من
خلال تحقيق تقد في ملفات عديدة
في أوروبا أثناء الاتفاق المبرم
بين" ميدفيديف – اوباما"
في العاصمة براغ في نيسان ،"
ابريل" الماضي من هذا العام . الثمن الروسي كان :"اتفاق
ستارت2 ،عودة أوكرانيا ، انقلاب
قيرغيرستان، إفشال نشر الدرع
الصاروخي، عدم ضم جورجيا،و
أوكرانيا إلى حلف الناتو وتوسيع
الحلف، امتيازات اقتصادية في
العراق ، الدخول بقوة على الملف
الفلسطيني،الخ ... "،. 5- إيران التي
أهانت الدولة الروسية وعدم منح
الثقة لها، وخاصة من خلال
الاتفاق الذي وقعته إيران مع
"تركيا والبرازيل "،بالوقت
الذي كانت هذه الفكرة فكرة
روسيا وهي الضامن لإيران لتبادل
"اليورانيوم" المخصب،فهذه
الورق التي خسرتها روسيا من
خلال الإمساك بحل الملف النووي
الإيراني، طهران التي لم تسعى
أبدا لإعطاء موسكو هذا
المفتاح،وكذلك المظاهرات
العنيفة التي سيرها النظام في
شوارع طهران في "شباط "فبراير
"من هذا العام ،وهي تهتف
الموت لروسيا "مستبدلة
شعارها التقليدي" الموت
لأمريكا" فهذا ما اغضب روسيا
التي وعت جيدا بان إيران تحاول
تستغل روسيا حسب مصلحتها الخاصة
وليس وفقا لمصلحة البلدين،فرجل
النظام في أحضان روسيا ،وعيونه
على أمريكا ، عندها عمدت روسيا
الى تغليب مصلحتها على كل
المصالح ،وهذا معبر عنه الرئيس
السابق "فلاديمير بوتين"في
كلمته أثناء انعقاد مؤتمر الأمن
النووي لأسيا التي احتضنته
تركيا في 8 حزيران2010 والذي قال
فيها" على ايران ان توافق على
اقتراحات الوكالة الذرية من
خلال التفاوض،لتفادي أية عواقب
قادمة،فعليها التغير من
سياستها . العلاقات الروسية –الإيرانية
القادمة: بالرغم من التصعيد الكلامي
والإعلامي العلني اليوم بين
البلدين ،ما بين أخبار تنفي أو
تأكد تسليم أو الغلاء صفقة
الصواريخ إلى إيران، أو عدم
تسليم محطة "البوشهر"
النووية حسب الاتفاق في أب
المقبل ،لكن إيران لن تستطيع
تفجير معركة دبلوماسية مع روسيا
تدفع ثمنها في الوقت الحالي
،ولكن روسيا أضحت تعرف هذا جيدا
وهي لا تحاول إعطاء الضوء
الكامل إلى أمريكا من اجل حل
المشكلة الايرانية بالرغم من
الضغوط الأميركية المستمرة على
روسيا بهذا الموضوع،
والمحاولات ،لكن بالنهاية
روسيا سوف تلتزم بقرارات الأمم
المتحدة التي سوف تتخذ ضد
إيران،إذا لم تستجب لشروط الأمم
المتحدة حتى لو كانت القرارات
ليست عقوبات اقتصادية وإنما
عسكرية، روسيا التي تحبذ دوما
إلى اخذ كل المواقف من خلال
الامم المتحدة . روسيا التي تعي جدا بأن
إيران ليست بوابتها إلى العالم
الإسلامي بشكل عام وخاصة بعد أن
أصبحت روسيا عضو مراقب في منظمة
المؤتمر الإسلامي في ماليزيا
عام 2003. روسيا الذي يقطنها نسبة 20%من
المسلمين الذين يعشون في
جمهوريات ذات نظام الحكم الذاتي
ضمن الاتحاد الروسي، مما يفرض
عليها إيجاد أفضل العلاقات
السياسية والاقتصادية مع دول
الجور الإسلامية. إضافة
إلى العلاقة المميزة لروسيا مع
دولة إسلامية أخرى: "كماليزي،خاصة
من الناحية الاقتصادية
والسياسية وتحديدا في أيام رئيس
وزرائها السابق مهاتير محمد". فالرئيس "بوتين" بداء
خطواته الأولى في رحلته هذه إلى
قلب العالم الإسلامي ولكن من
بوابته العريضة المملكة
العربية السعودية التي عقدت
روسيا معها عقود عديدة نفطية
وتجارية وعسكرية وصلت قيمتها
إلى أكثر من 16 مليار دولا ر
أمريكي تمثلت الصفقة ، ببناء خط
سكك الحديد في العربية السعودية
،وصفقة شراء الطيارات المقاتلة
الروسية . : سياسة روسيا في
العربي(2) لقد تطورت علاقتها مع
العالم الإسلامي والعربي
فروسيا التي امتلكت علاقة جيدة
ومميزة مع النظام العربي الذي
أطلق على نفسه النظام الثوري
والذي وقع في قلب المعسكر
الشرقي بقيادة الاتحاد
السوفياتي،أثناء الحرب الباردة
التي تنافس عليها القطبين
الأساسيين، أما القطب الأخر
الذي وقع في الجانب الأخر كان
بعيد جدا عن روسيا وحرم من
العلاقة معها على مدى 45 عام،
ولكن بعد الأزمة الاقتصادية
والأمنية والعسكرية والأخلاقية
التي عانت منها روسيا من جرى
انهيار الاتحاد السوفياتي،
وفقدانها لكل الأصدقاء
المقدامة عادت روسيا مجددا
لتبني وتستفيد من علاقاتها
السابقة في العالم والذي كان
للمنطقة العربية حظا وافر في
الإستراتيجية الروسية الجديدة
التي عمل عليها الرئيس الروسي
بوتين ومازال الرئيس الحالي
يعتمدها ،لكن المرة لم يكن
التعامل مع قسم من الدول حسب
الاتجاه الإيديولوجي أو
السياسي ،وإنما مع الجميع من
خلال الانفتاح الاقتصادي
والتجاري والدبلوماسي، وفقا
لمصلحة روسيا الاقتصادية
والمالية وفقا لكل خصوصية تمتع
لبها كل دولة : -العراق: العراق الصديق وليس الرفيق
كما قال الراحل" بريجنيف"
،بعد لقاءه الأول بصدام حسين ،
لقد روسيا أجبرت على تأيد الحرب
ضد أفغانستان عندما هاجمت
أمريكا نظام الطلبان هناك، في
حلف عالمي واسع ضد الإرهاب
الدولي آنذاك،فإنها لم تنجح
أمريكا في حربها الجديدة ضد
العراق ونظام صدام حسين في كسب
العطف والتأيد الروسي مجددا
فانفردت روسيا مع كل من فرنسا
وألمانيا بمواقفها المنددة
للحرب وعدم التأيد لهذه
المغامرة والتنديد بها والتي
انتهت بحروب أهلية مقفلة وخسارة
روسيا هناك لمصالحها
الاقتصادية والسياسية منذ
اليوم الأول للحرب ممثلة بالرد
الأمريكي بإطلاق النار على
الموكب الدبلوماسي الروسي
الخارج من بغداد معللة ذلك بان
الموكب اخرج معه أرشيف الدولة
العرقية المنحلة، وكذلك في
الرفض الروسي العلن لأخر
المسرحية بإعدام صدام حسين
ورفاقه الذي عبر عنها الرئيس
السابق لروسيا الاتحادية "
فلاديمير بوتين"،عملية
الإعدام بأنها "عملية مقرفة
جدا في التاريخ السياسي الجديد
والقديم للعالم وسوف تدخل
العراق في حروب داخلية أهلية".
الاختلاف في وجهات النظر للتصرف
الأميركي ومهاجمتها بشان
الديمقراطية والحرية والتي
حاولت سوريا وإيران من تجير هذا
الخلاف والغضب الروسي –
الأميركي إلى حلبة صراع مع
أميركا فلم تستطيعا . علاقات جديدة لمفهوم جديد : العلاقات الاقتصادية
والسياسية الروسية مع العديد
العربية، لاتزال في طور نموها
الأول ، ولكن الملفت للنظر هو
زيارة بوتين إلى منطقة الخليج
العربي – السعودية – قطر –
الأردن في 25 شباط 2001 والعودة بعد
ذلك بعقود اقتصادية ضخمة
واتفاقات عسكرية وسياسية وهذه
زيارة أولى كانت لرئيس روسي "
سوفياتي " إلى هذه الدول
الإسلامية العربية فهذا يعني: - أولا على الصعيد
الإسلامي هو فتح طريق في الدول
الإسلامية من بوابات أخرى وعدم
الاعتماد على احد في بناء جسور
الصداقة الاقتصادية والسياسية. روسيا تعتبر نفسها أنها هي
صلة الوصل بين الغرب والشرق
الإسلامي هي ضمان لعدم صراع
الحضارات من خلال وجودها على
طاولة المفاوضات مع هذه الدول . - ثانيا على
الصعيد العربي يعني الدخول إلى
منطقة الخليج العربي بالذات،
نقلة نوعية في السياسة الروسية
لكون المنطقة ،كانت ومازالت
ولفترة طويلة تقع ضمن النفوذ
الغرب وتحديدا الأمريكي إبان
الحرب الباردة،فهذا تغير جدري
من قبل الدولة الروسية التي
أصبحت تبني علاقاتها وفقا
للمصالحة الاقتصادية وليس
الأيديولوجية، وهذا يتوقف على
العرب في محاولة لبناء شيء يخص
المنطقة العربية،ضمن مشروع
استقلالي من خلال التحالفات
الدولية ضمن النظام الدولي
العام . -ثالثا:على روسيا
إذن أن تكون لعب قوى في هذه
التركيبة الدولية الجديدة،
وهذا ما له من الأثر الكبير، من
خلال العرض الروسي على العربية
السعودية في بناء مفاعل نووية
للإغراض السلمية. ومحولة روسيا
الجدية العمل مع الدول العربية
لبناء منظمة جديدة للغاز "أوبك
للغاز" تكون روسيا هي عمادها. - رابعا:عليها
الدخول إلى المنطقة العربية من
خلال البوابة الواسعة للدول
العربية وليس من خلال إحدى
البوابات وهذا ما عبر عنه
الرئيس الروسي للرئيس السوري
بشار الأسد في زيارته الأخيرة
إلى موسكو في كانون الثاني عام
2007 "سورية صديقة ونسعى إلى
أقامت دور جيد معها ونساعدها،
بكل القدرات الممكنة من تزويد
بالسلاح والعتاد الضرورية
لجيشها ودفاعاتها ، لكن سورية
مخطئة إذا كانت تحاول أن تجرنا
إلى حرب جديدة مع أمريكا ،لذا
نرى إن العلاقة مع الدول الأخرى
أيضا أساسية ولا نريد أن نكون
طرف ضد احد ". -خامسا: إن تجديد
العلاقة مع الجزائر والدخول إلى
المغرب العربي مجددا ودعمها
وتسليحها بسلاح متطور وصواريخ
جديدة وبناء عقود اقتصادية هامة
، إثناء زيارة بوتين إليها
بالإضافة إلى إعفاء الجزائر من
الدين المترتب عليها أيام
الاتحاد السوفياتي بمبلغ 7
مليار دولار فور البدء بالدفع
في تسديد فوثير العقود الجديدة . -خامسا: روسيا
تسعى دائما إلى العمل مع كل
الإطراف للحلول الثابتة
للمنطقة، فكانت زيارة بوتين إلى
رامالله وتل أبيب معا والزيارة
الخاصة إلى مصر لبناء جسور
اقتصادية وعسكرية سابقة إلى قلب
المنطقة العربية والإفريقية
والذهاب أيضا إلى الجزائر. سورية : - سورية التي ترى
في حلفها مع روسيا هو للضغط على
المفاوضات مع أميركا وتحسين
شروطها في الشرق الأوسط وبالرغم
من معرفة روسيا المسبق بذلك،
روسيا عملت على إبقاء العلاقة
جيدة وممتازة مع سورية إلى إن
بدأت أخيرا بتزويدها بصورايخ
وأسلحة جديدة كما صرح عنها
بوتين إننا نحمي القصر الجمهوري
في دمشق،وإعفاء سورية 9 مليارات
دولار أمريكي من ديون الاتحاد
السوفياتي السابق، من أصل 11
مليار دولار لكونها الدولة
الصديقة القديمة . روسيا التي حاولت في هيئة
الأمم المتحدة من حماية النظام
السوري وتعديل قرار الأمم
المتحدة بشان تشكيل المحكمة
الدولية التي شكلت لمعاقبة
مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس
الشهيد رفيق الحريري في معادلة
تقوم على أساس:" إذا أثبتت
الجريمة بان الرئيس السوري بشار
الأسد لا يتحمل مسؤولية
مرؤوسيه، حاولت روسيا لإيجاد
نوع من تهدئة العلاقة السورية –
اللبنانية "سوريا التي تنتظر
بفارغ الصبر وعودة العلاقات إلى
مجاريها مع أميركا فسورية أثبتت
في السياسة الجديدة لروسيا
بأنها ليست بوابة روسيا إلى
العالم العربي. لكن زيارة الريس الروسي
الذي قام بها إلى دمشق في 11 أيار
"مايو" من هذا العام،والتي
تصادف الأولى من نوعها لرئيس
روسي إلى سورية، فهذه الزيارة
لها عدة وجوه في الإستراتيجية
الروسية، تأتي يعد التهديد
والوعيد الإسرائيلي،لسورية
والتي تضمنت بتهديد صريح من قبل
وزير الأمن الإسرائيلي، على اثر
صفقت صواريخ الكود التي زودت
بها سورية حزب الله ألبناني و
إسرائيل سوف تعيد سورية إلى قبل
العصر الحجري، "فالرئيس
ميدفيديف"،الذي جاء ليؤكد
لإسرائيل لا نسمح ،بضرب
أصدقاؤنا ونحنا إلى جانبهم،وحث
سورية على متابعة عملية التفاوض
من اجل الحصول على الجولان
،والذي أدت به الجولة بالاجتماع
الثلاثي مابين "الأسد
وميدفيديف ،خالد مشعل" رئيس
المكتب السياسي لحركة المقاومة
الفلسطينية ،مؤكد على تنفيذ
شروط موسكو الذي طلبت من حماس
تنفيذها في حقبة الرئيس السابق
بوتين أثناء استقباله الوفد "الحمساوي"
بعد الانتخابات التشريعية
الفلسطينية 2005،والتي لاتزال
حتى اليوم قيد البحث ،فالزيارة
ليس للاعتراف بحماس أو لا، لان
روسيا هي تعترف بالدولة
الفلسطينية من خلال رئيس،ولها
علاقات جيدة مع جميع الأطياف
الفلسطينية المختلفة . 1 – روسيا التي
تملك علاقة جيدة مع إسرائيل
والتي بدأت تحارب من قبل اللوبي
الصهيوني من خلال الضغط عليها،
وعلى عدم إعطاء دور لها في
المنطقة، فإسرائيل هي التي ترفض
دوما إعطاءها دور قيادي في حل
الصراع العربي- الإسرائيلي ،
فالعرب هم الذين يحاولون
إشراكها في قضاياهم. 2- روسيا التي
تعتبر إحدى القواعد الأساسية في
عملية الحل للقضية الفلسطينية
وفي خارطة الطريق الرباعية .
تحاول أن يكون دورها فاعل في
الحلول لقضايا الشرق الأوسط
بشكل عام وخاصة القضية
الفلسطينية منها، والداعية
لعقد مؤتمر سلام دولي في موسكو
وحتى اليوم لم يكتب لها النجاح
في فرضه. لقد
زودت روسيا صواريخ و قذائف"
أر- بي- جي"، جديدة الصنع لكل
من إيران وسورية التين قامتا
بتزويد حزب الله في لبنان لهذا
السلاح الفاعل، الذي استخدم في
الحرب المؤخرة ضد إسرائيل في 12
تموز 2006 ، وزودت روسيا اليوم كل
من سوريا وإيران بصواريخ " أس
300 " وصواريخ "سكود" هذا
لا يعني بأن روسيا يمكن أن تقوم
بحرب ضد أمريكا وإسرائيل،لان
روسيا التي تصر دوما على أن
السلاح الدفاعي لا يدخل في أي
حذر يفرض من الأمم المتحدة،
وهذا ما أكده اتفاق "أوباما -
ميدفيديف"ستارت 2 الذي انعقد
في مدينة براغ التشيكية في شهر
نيسان الماضي، للحد من الترسانة
النووية، والذي يعني هناك اتفاق
على العديد من الملفات
العالقة،لكن روسيا تعتبر نفسها
في صراع اقتصادي دائم ، وجيو-
سياسي، فروسيا معنية بإفشال
صفقات تجارية وعقود كانت سوف
تعقدها الهند ، وتركيا مع
إسرائيل على دبابات "المر
كافا"،والتي أعطبت بسلاح
روسي حديث، وألغيت بعدها كل
العقود مع إسرائيل وروسيا لا
تخاف من ذلك. فعندما سأل رئيس
وزراء يهود المرت في زيارة له في
خريف 2007 إلى روسيا وعرضه لموضوع
سلاح حزب الله الروسي فكان جواب
وزير الدفاع "سرغي ايفا نوف"
حزب الله الذي يملك سلاح أميركي
وإسرائيلي وروسي لوجوده في
السوق السوداء يستطيع من يشاء
شراء السلاح. لبنان : أما زيارة رئيس الوزراء
اللبناني " فؤاد السنيورة"
إلى موسكو والوعود التي تعهدت
موسكو به إلى لبنان والعمل على
تطبيق المحكمة الدولية والعمل
على مساعدة الحكومة وكذلك
اللقاء بين "بوتين وسعد
الحريري"، والاجتماع الذي
بقي حوالي ثلاث ساعات في أيلول
2006 في المقر الصيفي للرئيس
الروسي في( مدينة سوتشي على
البحر الأسود) إلى إن روسيا
تطالب"بأن يصار إلى التفاهم
على المحكمة بين كلّ الإطراف
اللبنانية، وروسيا تدفع في هذا
المجال من أجل التوصل إلى هذا
التفاهم"، مجدّداً تأكيد
الموقف الروسي بالنسبة
للعلاقات اللبنانية ـ السورية
القائم على ثلاث نقاط هي"إن
على سوريا احترام سيادة لبنان
واستقلاله، ترسيم الحدود وأقله
تحديد الحدود بين البلدين،
وإقامة علاقات دبلوماسية
بينهما". وهذا ما عبرت عنه
زيارة الرئيس اللبناني"
ميشال سليمان" في شباط،"فبراير"
من هذا العام ،لاستلام الهبة
الروسية المقدمة إلى لبنان
والمؤلفة من عشرة طائرات ميغ 29
مقاتلة "فعند وصول الوفد
اللبناني إلى موسكو لتوقيع
الاتفاق"ظهرت عبارة جميلة
الصحف الروسية والعبارة صادرة
عن الوفد الروسي المتقبل ،والتي
تقول "بانتا انتظركم 37 سنة
وها انتم جئتم إلى عندنا ". ولكن لاعتبارات عسكرية بحثه
لقد استبدل الرئيس اللبناني "
ميشال سليمان" الطائرات
المقاتلة بطائرات
بالهليكوبترات. فالدولة
الروسية تدعم الحكومات مهما كان
لونها ونوعها أو شكلها السياسي،
روسيا التي عملت على بناء مفهوم
الدولة وعدم التدخل في الشؤون
الداخلية لأية دولة كانت" فان
التغير الذي حدث في أوكرانيا
مؤخرا على الصعيد السياسي بقي
التعاطي الروسي فقط من خلال
الحكومة بالرغم من أهمية
أوكرانية السياسي والجغرافي
إلى روسيا".هذا الذي شاهدناه
أثناء استقبال وفد حماس في
موسكو،حماس لم تكن على علاقة
جيدة سابقا مع روسيا فالعلاقة
كانت دائما مع فتح برغم من ذلك
فان فوز حماس واستقبلها
كالحكومات الرسمية ولكن كانت
تحاول ان تطرح الشروط , فالشروط
الرسمية كانت معروفة: -أولا روسيا لا
تستطيع إل أن تقول على الحكومات
السير وفق قرارات الأمم المتحدة
التي هي عضو مؤثر فيها.وهذا ما
عبرت عنه الخارجية الروسية
بتاريخ 11حزيران 2010 روسيا ستلتزم
بدقة بتنفيذ قرارات الأمم
المتحدة ، وهذه القرارات لن تضر
بالتعاون الاقتصادي والتجاري،
وسوف تنقش إيران ببناء مفاعل
نووي جديد بعد تسليم محطة بوشهر
في أب القادم ، أم صفقت الصواريخ
الدفاعية سوف تسلم،وسيعمل "الرئيس
ميدفيدف" على تحديد الأسلحة
التي يمكن تسليمها لإيران
مستقبل كما صرح وزير الخارجية
الروسي "سرغي لافروف". - ثانيا تستطيع أن
تأخذ على عاتقها التعامل مع
الدول والحكومات التي أميركيا
والغرب يعتبرها أنها على لوائح
الإرهاب كإيران، سورية،فنزولا،
كوريا الشمالية، المعارضات
الرسمية الممثلة في البرلمانات
العربية "كحماس، وحزب الله".
وهنا لبد من القول بان
السياسة الروسية أخذت منحى خاص
بها من خلال الإستراتيجية
الروسية الجديدة المتعامل بها،
المنطلقة من مبدءا أساسي معتمد
، والذي ينص على أن مصلحة الدولة
والشعب فوق كل اعتبار، من خلال،
لعب دور ريادي على الساحة
الدولية ،والانفتاح
الاقتصادي،حسب سياسة السوق،
والابتعاد عن المفهوم
الإيديولوجي .لذا لا نوفق
الدكتور غسان ألعزي أستاذ
العلوم السياسية في الجامعة
اللبنانية ،في مقاله الذي نشر
في جريدة الخليج الإماراتية
بتاريخ30ايار "مايو 2010 تحت
عنوان روسيا وسياسة الغموض في
الشرق الأوسط "بان السياسة
الروسية هي سياسة قطف ثمار في
منطقة الشرق الأوسط"، وغير
وأضحت المعالم في الدول
العربية،وليس نوافق الذين يروا
بان الروس يدخلون الى العالم
العربي والإسلامي ،والأمريكان
يخرجون، من بلادنا . ما بين التضخيم والعدمية
للدور الروسي، نرى العكس الدور
الروسي حاجة ضرورية للجميع بما
فيهم الولاية المتحدة، إلى لعب
هذا الدور، نتيجة للحاجة
وللقدرة التي تتمتع بها روسيا
اليوم. روسيا التي تقوم اليوم بمد
جسور بين كل الدول العالمية
وهذا ما عبر عنه المندوب الدائم
لروسيا في الأمم المتحدة فتالي
تشوركين أثناء إعادة بناء
الجسور في لبنا يعد خرب تموز 2006
،بناء الجسور ليس في لبنان
وإنما في العالم ______ *باحث إعلامي
وخبير بالشؤون الروسية ودول
الكومنولث -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |