ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإسلام
والجنس ... نظرة واقعية أحمد
عبد العزيز محمد* عندما
نتحدث عن الجنس أظن انه من
الطبيعي أن نعلم أن المرحلة
العمرية الخاصة بالحديث تبدأ من
المراهقة أو بعد الاحتلام ،
ولعلنا نلاحظ أن الحديث فى مثل
هذه الأمور قليل فى المواقع
الدينية فلا نسمع الخطباء
والكتاب يتناولونها
بالحديث إلا قليلا
ولا نعلم هل هذا من قبيل
الحرج منه أو
اتقاء تعليقات الاعتراض من بعض
العامة أو لأن هذا الحديث لا يخص
إلا قليلا
من الشباب أو لأن الشباب
يعرفونه من أحاديثهم سويا أم
انه واجب الأسرة والمدارس
فقط ؟ ومن الغريب أن أحاديث
الرسول المتصلة بالأمور
الجنسية قليلة وأكثر الموجود
منها ضعيف فهل هذا يعنى أن حديث
لرسول فى هذه الأمور قليل أم أن
الصحابة تورعوا عن نقل أحاديث
الرسول فى هذا الأمر حرجا وحياء
. أخيرا
لا أظن انه يجب علينا نحن
المسلمين أن نتجنب الحديث فى
مثل هذه الأمور وكأننا نريد أن
نصور أنفسنا ملائكة وان الناحية
الجنسية لا تمثل فى حياتنا إلا
جانبا ضيقا ولا تحتاج منا إلا
القليل من الجهد فى الحديث رغم
أن الإسلام أكد على أن هذه
الناحية هامة ولا يمكن تجاهلها
بدليل نهى الرسول عن الامتناع
عن الزواج لان الشهوة الجنسية
لا يمكن إخمادها وان القران
عندما وضح الرغبات الداخلية
التى يسعى وراءها البشر وضح أن
منها الجنس فقال : " زين للناس
حب الشهوات من النساء والبنين
والقناطير المقنطرة من الذهب
والفضة والخيل المسومة والنعام
والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا
والله عنده حسن المآب "....اى
أن القران لم يغفل أنها أمرا
حيويا فى حياة البشر ورغبات لا
يمكن إنكارها ولابد من التعامل
معها بواقعية وعدم التغافل عنها
، ولكن رغبات الإنسان تجاهها قد
تختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر
أى أن البعض تسيطر عليه شهوة
النساء بحيث تمتلك عليه كل
مشاعره وتفكيره بينما نجد آخر
يتمنى جمع الأموال وامتلاك أكبر
قدر من الممتلكات والعقارات ولا
تشغله كثيرا قضية النساء
وتواجدهن فى حياته ، وآخر
يستحوذ على تفكيره المنصب
والسلطة فهو على استعداد للتخلي
عن كل شيء إلا المناصب والنفوذ ،
وقد يحدث أن تسيطر على الإنسان
شهوات مختلفة فى أوقات مختلفة
ففى وقت ما تشتد عليه رغبة المال
فيفتقده ويتمنى الوصول إليه وفى
وقت آخر يشغل باله وفكره نيل
المكانة والمنزلة بين الناس فهو
على استعداد لبذل الجهد والمال
لينال نظرات
الإعجاب والاحترام ممن حوله .
ووضح الرسول انه من استطاع
الإنفاق وتحمل أعباء أسرة فعليه
بالزواج حتى تهدأ نفسه
لأن الأصل أن يتزوج الفتى
إذا أتيحت له القدرة على ذلك
وليس الأصل فى الإسلام أن يتخلى
الإنسان عن حقوقه الطبيعية بزعم
ساذج أنه لا يريد الانقياد وراء
نزواته ورغباته
، ونتذكر الثلاثة الشباب
الذين تعاهدوا سويا فتعهد أحدهم
ألا يتزوج والآخر ألا ينام ليلا
ويقوم الليل دائما والثالث أن
يصوم العمر كله ولا يفطر أبدا
فنهاهم الرسول عن ذلك وأخبرهم
أنه لا يجوز أن يقهر الإنسان
رغباته وأنه لا رهبنة فى
الإسلام ونزل
القران موضحا ذلك فى قوله " قل
من حرم زينة الله التى أخرج
لعباده والطيبات من الرزق قل هى
للذين امنوا فى الحياة الدنيا
خالصة يوم القيامة " أى أن
الآية تصرح أنه لا يجوز أن يحرم
الإنسان نفسه من التمتع بالحياة
وما فيها و أن المتمتع بهذه
الأشياء لن يحاسبه الله عليها
فى الآخرة فهى للجميع مسلمين
وكفار فللجميع أكل الفاكهة ولبس
الملابس الراقية والزواج وبناء
البيوت الزاهرة و.... ولكن كل ذلك
فى حدود ما أحل الله
وبعيدا عن الإسراف المذموم
فى الدين وجعل الإسلام عقوبة
الزنا رادعة لأن شهوة النفس
عنيفة إن انساق وراءها الإنسان
أهلكته فيجب التصدي لها بعنف
حتى تتاح لها وسائل التنفيس
الطبيعية بالطرق الشرعية و إلا
حدث الانفلات والانحلال
الاخلاقى الذى يصعب التحكم فيه
والسيطرة عليه بعد ذلك. أخيرا
يجب علينا أن نحاول بهذا
الموضوع أن نجنب أبناءنا الوقوع
فى بعض الأخطاء أو التعرض لبعض
الأخطار . وقد
تناولت بعض الكتب المعاصرة هذا
الأمر مثل " الإسلام والجنس و"
المشكلة الجنسية فى الإسلام و"
اللقاء بين الزوجين فى ظل
الإسلام "ولعله من العبارات
الجميلة فى إحدى هذه الكتب
عبارة " أيها الشاب لما تستحي
من مرحلة مر بها الرسول ص
وصحابته الكرام ؟ ومر بها أبوك
وكل إنسان تعرفه فلا تتحرج منها
وتظن أنها تقلل من شانك أمام من
حولك "فهل ننكر الرغبة
الجنسية عند احد من الناس ولو
كان الرسول ص نفسه ؟ سيكون هذا
أمر غير طبيعى فان الرسول جاء
بشرا مثلنا ليكون قدوة لنا فى
حياتنا له نفس الرغبات ويشعر
بنفس الإحساس من الجوع والعطش
فى الصيام والخوف أثناء القتال
والرغبة فى النساء أحيانا
والألم عند المرض . فهل من العقل
أن ننفى عن الرسول والصحابة
والأولياء الصالحين هذه الصفات
وكأنهم ملائكة من السماء لا
يشعرون بما نشعر به ولا يعانون
مما نعانيه ؟ بالطبع لا بل يجب
أن نعلم أنهم بشر ممن خلق الله
لهم نفس الصفات والرغبات
والشهوات والآمال والآلام . ونعود
فنذكر أن حديثنا يبدأ بالمراهقة
والبلوغ عند الفتيان والفتيات ،
ونعلم أن البلوغ عند الفتيان
يبدأ بالاحتلام وظهور بعض
علاماته مثل الشارب وشعر الإبط
وشعر العانة وعند الفتيات
بالدورة الشهرية أو الحيض وظهور
الشعر فى أماكن متعددة من الجسم
،وهنا نعلم ببلوغ الفتى والفتاة
وتبدأ مرحلة جديدة من حياتهم
لها منحنياتها ومتطلباتها ويجب
أن ينتبه لها الشباب وآباؤهم
ونعلم أن الشباب فى مرحلة
المراهقة قد يتصف بصفات غير
مألوفة عنه
أمام أسرته
ومعارفه مثل العناد وعدم
الاستجابة لنصح الآخرين
والاعتراض الكثير على ما حوله
ومحاولة إظهار الذات أمام
الآخرين بطرق متعددة فمن
الفتيان من يحاول لفت الانتباه
إليه بالتدين أحيانا بالإفراط
فى مظاهر التدين بالزى
أو الجدال فى المواضيع
الشائكة رغبة فى إظهار معلوماته
وقدراته ، والبعض الآخر يحاول
لفت الانتباه إليه بالشذوذ عن
الآخرين فى الهيئة والزى
والكلام والأفكار والمقترحات
فيجعل شعره أو ملابسه أو بعض
مظاهر الزينة فى ملابسه غير
مألوفة رغبة فى التميز عن
الآخرين ولفت أنظارهم إليه
مع أننا نعلم أن شرط الزى فى
الإسلام أن يكون غير واصف ولا
كاشف اى لا يصف أعضاء الجسم بسبب
ضيقه وهذا بالنسبة للفتى
والفتاة وغير كاشف أى لا يظهر
أعضاء الجسم المحرمة فأعضاء
الفتاة كلها حرام إلا الوجه
والكفين وإذا كان الوجه جميلا
بحيث يلفت انتباه الآخرين فهنا
يكون الأولى هو النقاب إبعادا
للفتنة وإثارة من حولها بجمالها
ولكن إذا لم تكن الفتاة جميلة
فالنقاب فى نظرى نوع من الخداع
لمن يراها فيتوهم الناظر أن
الفتاة بارعة الجمال فأخفت
وجهها خوفا على من حولها من شدة
جمالها ،
وظروف الحياة من حولنا أصبحت
تلزم الكثيرات أن تظهرن فى
الحياة وسط الناس بسبب التعليم
وفى المواصلات وغيرها ، ولهذا
فأنا أظن أن الجميلة يجب أن
تنتقب وان تخفى عينها أيضا
فقد يكون إظهار العين أكثر
إثارة وتركيزا لجمال الفتاة
عندما يتجه نظر الرائى إلى
العين فقط ولعلنا نعترف أن بعض
النساء لا يمتلكن جمالا إلا فى
أعينهن وباقى الوجه لا يتصف
بالجمال اللافت للناظرين
فلماذا تخفى هذه المرأة وجهها
وتظهر عينها
؟! والأولى فى رأى أن تظهر
وجهها كاملا فيراها الناظر على
حقيقتها أو تخفى وجهها كاملا
فلا ينخدع بها أحد
، وقد تكون
الرغبة فى لفت الأنظار خطيرة
بالنسبة للشباب والفتيان
بإحداث المشاكل وبعض مظاهر
العنف والبلطجة لإظهار القوة
والشجاعة أمام الآخرين ، وفى كل
الأحوال يجب على المجتمع أن
يتعامل مع هذه المرحلة بفهم
ووعى وعدم التصدي لها بمزيد
من العنف والشدة فيؤدى لنتائج
عكسية مضادة لما نأمله إلا إذا
كانت مظاهر الانحراف
ضارة ضررا
حقيقيا للمجتمع والأفراد أو
للفتى نفسه فعندئذ يجب اتخاذ
موقف حازم تجاه ظواهر الانحراف
خاصة فى مرحلة المراهقة التى
أشرنا إلى أنها تتصف بالمناقضات
عند الشباب فقد يتجه الشاب إلى
الانحراف الشديد أو التدين
المغالى فيه . بالطبع
تكون محاولة لفت الانتباه عند
الفتيان موجهة للفتيات بما سبق
ذكره من طرق ، ونفس الأمر
بالنسبة للفتيات تكون
محاولاتهن لفت الانتباه موجهة
للفتيان بطرق مختلفة من الفعل
والقول والزى حتى أن كثيرا من
الخجولات وذوات الحياء قد يرغبن
بهذا لفت الانتباه إلى حيائهن
وأدبهن و أنهن أفضل من غيرهن من
الفتيات المتحررات . ولا
نقصد بكلامنا أن هذه قواعد مسلم
بها فقد يرتكب الفتى أو الفتاة
بعض التجاوزات وليس فى نيتهم
لفت انتباه الآخرين بقدر ما
يكون مقصدهم التمرد على سيطرة
من حولهم من أباء ومدرسين
ومحاولة لإظهار قدرتهم على
مخالفة من حولهم وعدم الخضوع
والانصياع لهم وقدرتهم على تخطى
القوانين وعدم الالتزام بها،
ونؤكد أننا لا نقصد أن كل ذوى
اللحى أو النقاب من الفتيات
الصغيرات يقصدن لفت الانتباه
لهن ولكن هذا موجود وآخرون لا
ننكر اتصافهم بالإخلاص الكامل
لوجه الله تعالى حتى لا يسيء
البعض الظن بنا وكأننا نتهم اى
شاب أو فتاة تلتزم بدينها أنهم
يريدون الظهور فقط أمام الآخرين. وفى
هذه الأوراق نحاول التأكيد على
عدم معاملة المراهق بروح التحدي
بل بروح الرجولة والإكبار
والقدرة على تحمل المسئولية
والمشاركة فى التبعات، فهذه
المعاملة تعطيه قدرا أكبر من
الثقة بالنفس والرغبة فى
المشاركة فى أعباء الحياة مع من
حوله من أفراد . ويجب
على الوالدين توجيه النصائح إلى
أبنائهم بطرق غير مباشرة لما
سبق ذكره من رفض الأبناء لوصاية
من حولهم وسيطرتهم عليهم ، ومن
صغر الأبناء يجب أن يحرص الآباء
على توجيههم الوجهة الدينية
السليمة التى تمنح الابن بعض
الآراء والأفكار والمفاهيم
الدينية التى توفر الكثير من
الجهد على الآباء من حيث
التعامل مع الآباء والمسلمين
وغير المسلمين والحيوان
والبيئة وحفظ القران وبعض
الأخلاق والآداب الإسلامية
التى قد يقبلها الابن من
المصادر الأخرى ولا يقبلها على
هيئة نصائح مباشرة من الوالدين
، وهنا نذكر بأهمية التنشئة
الأولى للطفل فى صغره حيث يسهل
تشكيله وتقل معارضاته ويمكن
توجيهه لما فيه نفعه بدون بذل
جهد كبير من الوالدين ، وبالطبع
لن يسهل ذلك بدون رغبة حقيقية من
الآباء على صالح أبنائهم وان
يكونوا مؤهلين لهذه التربية
فيكون الأب والأم متصفين بصفة
التدين فى معاملاتهم وصفاتهم
وان يحسن الأب من البداية
اختيار الزوجة الصالحة وألا
تقبل الفتاة لزواجها إلا من
يتصف بالتقوى والورع ، وهنا
يمكن القول بإمكانية تنشئة
أطفال صالحين فى بيئة لديها
القدرة والإمكانيات لذلك . ويجب
على الآباء توفير الأدوات
المساعدة للأبناء على التدين
وفهم بعض الأمور الخاصة التى قد
يتحرج الفتى أو الفتاة من
الحديث فيها مع احد والديه ،
فيجب وجود كتاب فقه السنة الذى
يرى فيه الشاب أحكام الطهارة
والوضوء والغسل وموجبات الغسل
وأركانه ويعلم الفتى علامات
المنى والفرق بينه وبين المذى
والودى وتعلم الفتاة أحكام
الحيض وكيفية التعامل معه من
حيث المباحات والمحرمات والفرق
بين الحيض والاستحاضة . ويحرص
الآباء على توفير بعض أشرطة
التسجيل التى تتحدث فى الدين
وضرورة الالتزام بأحكامه حتى لو
وجد الإنسان بعض الصعوبة فى
تنفيذها فهذا اقرب لنيل رضا
الله عز وجل ، ويجب على الآباء
توفير بعض الكتيبات الصغيرة
التى تتناول أمور الطهارة
والبلوغ عند الفتيان والفتيات
وشرحها بسهولة وبساطة وان
تتواجد فى المنزل تحت نظر
الأبناء ليحصلوا على ثقافتهم من
هذه الكتب فى الأمور التى قد
يشعرون بالحرج من الحديث مع احد
فيها . ويجب
على الأب أن يتحدث عرضا وفى
أوقات مختلفة وعلى شكل حوار
عادى وليس وعظا ونصحا إلى ابنه
بضرورة فهم بعض أمور الدين التى
يحتاج إليها الإنسان فى مراحل
حياته المختلفة فى تعلمه الصلاة
والوضوء والسفر وأحكام الصلاة
فيه والغسل وضرورة القراءة فيه
وسؤال العلماء عن أحكامه وعدم
الاعتماد على آراء الأصدقاء
والزملاء فقط لأن حديثهم فى
الغالب لا يعتمد على أدلة مؤكدة
فيرهقون أنفسهم ويكلفون أنفسهم
فوق طاقتهم بغفلة وجهل
لاعتمادهم على آراء من غير
المتخصصين فى أمور الدين . وعلى
الخطباء والعلماء والمدرسين
ووسائل الإعلام من صحافة أو
تلفزيون وجرائد ومجلات القيام
بدورهم جميعا فى إرشاد الأبناء
وتوجيههم لعقبات هذه المرحلة
وكيفية تخطيها بأسلوب علمى
ودينى مبسط ، وعلى وسائل
الإعلام أن تبتعد عن الأساليب
الرخيصة فى جذب الجماهير بإثارة
الغرائز والشهوات وعرض ما يحرض
الشباب على المعصية والإثم ، بل
يجب علينا أن نبعد الشباب عن هذه
الأمور لأنه فى مرحلة تتوهج
لديه هذه الغريزة ويصعب عليه
مواجهتها والتغافل عنها فلا
يجوز لنا أن نضغط على هذا العنصر
الغريزي المتوتر فى هذه المرحلة. ونسمع
عن إمكانية تدريس الثقافة
الجنسية فى المدارس ، وهذا
الأمر مما تتعدد فيه الآراء فلو
أننا فى دولة دينية لوافقنا على
هذا الأمر لأنه سوف يعرض بأسلوب
لا يتعارض مع تعاليم الدين
وآدابه وبالطريقة المناسبة
بدون ابتذال أو عرض جارح
لآدابنا وقيمنا و يجب أن تعرض
خلاله للفتيات
برامج مخالفة لما يعرض للأولاد
بما يناسب كل منهم من حيث النمو
الطبيعى لكل منهم وملامحه
وكيفية التعامل مع هذه التغيرات
الجسمية ، ولكن المعروف أن
المناهج الدراسية فى بلادنا
تأخذ فكرها وأسلوبها وفقا
لمناهج الغرب وطريقة التدريس
المتبعة فيه ، ولهذا لا يمكنا أن
نوافق على تدريس الثقافة
الجنسية للطلاب وفق منهج غير
اسلامى ، ولعلنا سمعنا عن
الندوات الحكومية التى تقام
حاليا للمراهقين وفوجئنا أنها
تدرس لهم كيفية الوقاية من
الحمل الغير مرغوب فيه ، وكأن
تلك الندوات تتحدث صراحة عن
العلاقة الغير شرعية وكيفية
تجنب أضرارها أو توابعها وإلا
فما المقصود من الحديث عن موانع
الحمل فى هذه المرحلة والأغرب
هو توزيع بعض وسائل منع الحمل
عليهم وعندما أنكرت الجمعيات
الحكومية هذا الأمر ذكرت إحدى
الجرائد أن لديها بعض الوسائل
التى تم تقديمها للمراهقات خلال
هذه الندوات ، إذن أصبح البعض
يتعامل مع ظاهرة الزواج السري
أو جرائم الزنا على أنها أمر
واقع علينا التعامل معه وفق
مناهج جديدة وأسلوب عصرى . ونذكر
البعض ممن يساهمون فى نشر وسائل
الإغراء من مجلات وبرامج
تلفزيونية وأفلام أنهم يشاركون
فى نشر الفاحشة وأنهم يتحملون
الوزر أمام الله ولهم نصيبهم من
أوزار الشباب الذين فسدوا
بسببهم ، وكما يقرر القران "
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة
فى الذين امنوا لهم عذاب أليم فى
الدنيا والآخرة " وقوله تعالى
" إن الذين فتنوا المؤمنين
والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم
عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "
وقد يدعى البعض أنهم يشاركون فى
الفن لتحقيق الرفاهية الفكرية
أو الارتقاء الذوقي لدى أفراد
الشعب وأن ما يقومون به فن راقى
لا يقصد به إثارة الغرائز وأن
العلاقة بين الرجل والمرأة
علاقة طبيعية لا يجوز إنكارها
أو إغفالها ، ورغم هذا الكلام
المنمق فإنهم يحاولون الالتفاف
حول شرائع الدين ليدفعوا بنا
إلى طريق الفساد والانحراف ولكن
بمبررات عصرية وفى حالة رفضنا
لها فالعيب فينا ونحن المتخلفون
الرجعيون الذين نرفض الارتقاء
بالشعب وذوقه وفكره ، ونذكر
هؤلاء بقوله تعالى " قل هل
ننبئكم بالأخسرين أعمالا
الذين ضل سعيهم فى الحياة
الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا " ونعود
إلى الشباب الذى يحتاج منا
الاهتمام والنصح المستمر ولا
أعنى النقد لكل ما يقوم به
واتهامه الدائم والشك فى
أخلاقياته فنعلم أن الوسيلة
المؤقتة لحل قضية المراهقة
وانشغال الشاب الطبيعى بأمر
الجنس والعلاقة مع الآخر هى
إشغال الشاب بالهوايات
المتعددة التى تشغل أكبر قدر من
وقته فيبذل فيها أكبر جهد فلا
يجد الفراغ الذى يتيح له الفرصة
فى التفكير فى غير ذلك من الأمور
فيمكن للآباء إقناع أبنائهم بحب
القراءة أو الكتابة وتأليف
القصص أو كتابة المقالات
والأبحاث والمساهمة فى الآراء
الموجودة فى الساحة الفكرية
والإطلاع على مجريات الأحداث
الثقافية والدينية والسياسية
وغيرها والمشاركة فيها أو يقنع
الأب ابنه بالاشتراك فى
الجمعيات الخيرية التى تتكفل
بالفقراء أو اليتامى أو
الجماعات البحثية التى تشرح
الإسلام وتدافع عنه ضد
المهاجمين أو تعلم لغة أجنبية
والانضمام إلى مراكز تعليمها
تطلعا لمستقبل أفضل يستطيع به
دخول مضمار جديد فى مجالات
الحياة المختلفة أو تعلم
الكمبيوتر والتوغل فى مجالاته
وتخصصاته المثيرة التى تجعل
صاحبها ممن يفهمون لغة العصر
ويستطيعون التعامل مع العصر
بأسلوبه المناسب
اختراق مجالات عمل لا
يستطيعها إلا القليل من
الباحثين والمتخصصين أو الدخول
فى مجال الأدب والفن الراقى دون
إسفاف أو انحراف أو المشاركة فى
المجالات الرياضية سواء رياضات
بسيطة أو عنيفة تضمن له قضاء
أطول وقت ممكن وبذل الجهد
البدنى الذى يشغله عن مثل هذه
الخواطر الذى تشغل المراهقين
وترهق تفكيرهم وتدفعهم إلى
السلوك المريب أو الانحراف
بخطوات سريعة لا نضمن الوقوف
أمامها أو التصدى المناسب لها
لأننا نعلم أن الشاب طالما
ابتعد عن مظاهر الفساد فهو فى
أمان ولكن إذا دخل دوامة الفساد
وعرف طرقه وأساليبه فان التوغل
فيها يكون سريع جدا من الصعب
تداركه أو إيقافه فالأفضل هو
عدم السماح بدخول أبنائنا إلى
هذه الكهوف المظلمة والخنادق
العميقة التى يتعسر على من
دخلها أن يخرج منها
. فلو دخل الفتى دائرة
المخدرات والتدخين ومعرفة
أماكن الفساد والرذيلة
والعلاقات العاطفية المشبوهة
لا يمكن رده بعدها بسهولة إلى
طريق الرشد والصواب ومن الصعب
إن تعرف الفتى إلى أصدقاء السوء
أن نخرجه ثانية من بين أيديهم
إلا بكفاح مرير وجهاد شاق ويجب
على الأب أن يقاتل فى سبيل
أبنائه وان يكون على استعداد
لتدمير كل من يحاول إفساد
أبنائه أو تحطيم مستقبلهم
واستخدام كل الطرق لمنع
المفسدين للوصول لفلذات
أكبادنا وحبات قلوبنا التى لا
نمتلك فى حياتنا أغلى منهم .
ولعلنا
لا نستطيع أن ننكر فى آخر الأمر
أن الحل النهائي للمشاكل
الجنسية لأغلب الشباب تكون
بالزواج وان الشاب متى أصبح
مستعدا من النواحى المادية
والنفسية للزواج يحسن له
ولأسرته أن يبادروا بإتمام هذا
الأمر ، ولكننا نعترف أن هذا
الأمر أصبح عسيرا بسبب التعليم
الذى تطول به فترة اعتماد
الشباب على آبائهم وعدم قدرتهم
على الاعتماد على أنفسهم أو
تعلم حرفة ومهنة توفر لهم
الحياة الكريمة ولمن يرغبون فى
الارتباط بهم ، فعندما يخرج
الشاب إلى الحياة فى عمر
الثانية والعشرين ويقضى فترة
الجيش ويخرج فما العمر الذى
نتوقعه منه وكم من الوقت سيمر
حتى يستطيع القيام بأعباء أسرة
يتكفل بها من جميع النواحى . فان
استطاع الشاب الزواج لظروف
تعينه وتساعده من عمل وأسرة
تسانده فيجب عليه أن يحسن
الاختيار لقرينة العمر وان لم
يستطع الزواج فعليه بالحل الذى
أشار به الرسول ص وهو الصوم ،
ولكننى أرى أن الصوم ليس الحل
النهائى الذى يتوافق مع عصرنا
وما يتعرض له الشباب من مغريات ،
وأنا لا اقصد الاعتراض على قول
الرسول ص ولكنى أظن أن مقصد
الرسول هو إرهاق الشاب لنفسه
بالصوم حتى يشغلها عن التفكير
فى هذه الأمور . وندخل
فى المرحلة التالية من مراحل
تطور رغبات الإنسان وهى
الارتباط والبحث عن الزوجة
الملائمة وشروط هذه الزوجة . ويجب
أولا أن نؤكد على حرمة الزواج
العرفى وأنه بشكله المعاصر لا
يتوافق مع الشرع بأى شكل فلقد
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فى الحديث الصحيح " لا
نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " أى
لا يجوز للفتاة أن تتزوج إلا
بعلم ولى أمرها واثنين من
الشهود العادلين المؤتمنين
وقال ص " أيما امرأة نكحت
نفسها بدون إذن وليها فنكاحها
باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل
" وهذين الحديثين الصحيحين
يؤكدان انه لا يصح زواج الفتاة
إلا بإذن الولي اى المسئول عنها
وإلا يصبح الزواج عبارة عن
جريمة زنا يعاقب عليها الشرع فى
الدنيا والآخرة . وأمام هذين
الحديثين لا يجوز لنا أن نأخذ
برأى أى إمام من أئمة الدين لا
يتوافق رأيه مع أمر الرسول ص
الصريح . ونعود
إلى الزواج الصحيح الذى يسعى
وراءه الشاب حفظا لنفسه وصيانة
لها . وما الشروط التى يجب أن
تتوافر فى الفتاة التى يبحث
عنها كل فتى لتحقق حلمه فى
الاستقرار والهدوء والمتعة
المشروعة . فان
الشرع فى نظرته الواقعية للزواج
يعلم أن البعض ينظر إلى الزواج
كمشروع اجتماعي أو اقتصادي أو
لهدف ديني أو غيرها من الأهداف
وحذر الشرع أن من تزوج ليزداد
بزوجته عزا لم يزده الله إلا
ذلا ومن تزوج امرأة لغناها
لم يزدد إلا فقرا وانه من الأولى
أن يكون الهدف من الزواج التعفف
ولكن إن توافرت بعض المميزات
الأخرى مع ذلك الدين فهذا كرم من
الله طالما لم يكن الأمر متعلق
بطمع وجشع فى ممتلكات الآخرين .
فنحن لا نقول بمنع الزواج من
الفتيات ذوات الغنى والجمال بل
تكون الأولوية للدين ثم تتوالى
المميزات . ويجب
أن نوضح أن الزواج كما نصح
الرسول ص يجب أن يتم ببساطة بدون
تعجيز أحد الطرفين للآخر ونحن
نعلم أن كل فتاة تتمنى أن يكتمل
بيتها وأن يكون أفضل من غيرها من
قريناتها وأنها تخاف أن تعير
وسط زميلاتها بسوء الأثاث فى
منزلها ولكن الأفضل أن تهتم
الفتاة بنفسها وزوجها والأفضل
أن تبدأ حياتها بغير ديون وبغير
ضغوط مادية ونفسية على الزوج قد
تؤدى للضرر على حياتها بعد ذلك ،
وكما قال ص " أكثرهن بركة
أقلهن نفقة " أى أن الفتاة
التى يبارك لها الله فى حياتها
هى التى تقتصد فى النفقات قبل
الزواج وبعده وكما نعلم أن
المبذرين إخوان الشياطين وكما
حذرنا القران أن نؤتى السفهاء
أموالنا أى أن ننفق أموالنا
بسفه وحمق فى الأمور الفرعية
والثانوية التى لا تمثل ضرورة
قصوى فى حياة المسلم ، وكما نرى
حاليا من فشل بعض الزيجات بسبب
أمور تافهة من اختلاف على إعداد
المنزل أو الكوافير أو استديو
التصوير أو ستائر المنزل
والسجاد مما يدل على غباء محكم
ومادية مفرطة تحكمت فى
معاملاتنا مع بعضنا البعض
فأفسدت حياتنا ونشرت البغضاء
والكراهية فيما بيننا
. ثم
نتطرق إلى حفل الزفاف الذى يرغب
كلا من العروسين أن تكون ليلة
العمر. ولكن هل معنى هذا أن يبدأ
العمر بمعصية الله . فيجب أن
يكون الحفل راقيا فى غير معصية
فكيف يقبل الزوج أن ترتدى عروسه
ما لا يليق من الملابس أمام
جمهور المهنئين وان يكون فى
الحفل ما يتعارض مع الشرع من رقص
أو اغانى . فمن يتحمل هذا الوزر
أمام الله يوم القيامة ؟ ! وإذا
بدأت الحياة الزوجية بتجاوزات
شرعية فهذا أمر خطير، نحن لا
نقصد ان تثار الخلافات من أول
الزواج لكن أن يتضح للجميع أن
هناك أسس لا يجوز التهاون فيها
وقواعد لا يمكن التخلي عنها .
فحفل الزواج نرفض أن تحدث فيه
تجاوزات أخلاقية من العروس
والعريس والأهل . ثم
نأتى للمرحلة التالية من الزواج
وهى ليلة الزفاف التى ينتظرها
العروسين بشغف لما لها من مكانة
فى حياتهما معا ، ولقد وضحنا انه
فى الغالب ليس لأى من العروسين
خبرة سابقة فى التعامل مع
الناحية الجنسية ونحن لا نتكلم
عن ذوى الخبرة المسبقة
والانحرافات الأخلاقية والصلات
المشبوهة ،
فقد تحدث بعض المشاكل للزوجين
فى أول الزواج نتيجة للعرف
السائد والعادات المتوارثة
ينظر الزوج لليلة الزفاف على
أنها اختبار لرجولته لابد أن
ينجح فيه والا فضح أمام عائلته
وعائلتها وهى تنظر إلى هذه
الليلة على أنها مذبحة لها
ودماء تسيل منها بحكم
الأقوال الموروثة وهذين
الأمرين منه ومنها يتسببان فى
قلق واضطراب ولهذا قلنا انه
لابد من عقد القران قبل الزفاف
بفترة حتى يحدث نوع من التوافق
العاطفى بين العروسين واستعداد
فطرى وغريزى لهذه العملية
وأيضا نبهنا انه لا يجوز أن
يكون العقد سابق للزفاف بفترة
طويلة و إلا انقلب الأمر للضد
وكان الاندماج بين العروسين
أكثر بكثير مما نريد وينتج عنه
مالا يحمد وتكون الفضائح
والاتهامات المتبادلة بين
الطرفين من العائلات. إذن فى
الزواج وليلته الأولى
، ماذا نريد من العروسين ؟
لا نريد منهما إلا الهدوء وألا
يتدخل أحد فى حياتهما منذ
الليلة الأولى فنحن لا نطالب
العريس بإثبات رجولته ولا نطالب
الفتاة بإثبات عذريتها وهو ليس
اختبار لأى منهما بل إن الزواج
هو متعة ينتظرها كلا منهما منذ
فترات طويلة فلا نفسد هذه
المتعة بسبب الأعراف والتقاليد
الزائفة مع العلم أن الدماء
التى ينتظرها الرجل والمرأة فى
تلك الليلة ليست بهذه الخطورة
التى يتخيلها الطرفين . فمن كثرة
الحديث عن العذرية ودمائها
تتخيل الفتاة أنها مجزرة ويتخيل
الرجل أن الدماء ستسيل وتملأ
الغرفة انهارا والأمر أهون من
ذلك للطرفين، والبعض يؤكد أنها
ليلة قد تمر بدون اى أعباء أو
آلام إذا أحسن كلا من الزوجين
الاستفادة منها والتمتع بها . نعود
فنؤكد أن عقد القران مهم فى
الفترة السابقة للزواج ولكن
بشرط ألا تطول المدة وإلا انقلب
الأمر للضد . ونسمع
من يقول أن شهر العسل الحقيقى هو
السنة الثانية للزواج وهو يقصد
بهذا أن السنة الأولى هى اختبار
ويحدث فيها الكثير من الخلافات
وعدم التعود على الطباع وقد
تختلف الصفات ويشعر كلا من
الزوجين بالاختلاف عن الآخر
وعدم القدرة على التكيف معه فى
الكثير من الأمور الاجتماعية أو
الزوجية الخاصة فقد يكون الزوج
محبا للعزلة مؤثرا للوحدة يرفض
الخروج مع زوجته لزيارة الآخرين
أو للتنزه معها أو يكون كثير
الصمت لا يتكلم الا قليلا او
سريع الغضب أو كثير الكلام أو
مغرورا يريد من يمدحه دائما وقد
تكون له طرق غريبة فى العلاقة
الزوجية الخاصة وأيضا قد تكون
الزوجة غريبة فى تصرفاتها فقد
تكون مهملة او عصبية أو سيئة فى
التعامل والرد على الآخرين نظرا
لأنها كانت مدللة فى الصغر وغير
قادرة على التعامل مع زوجها
والسيطرة على منزلها او التصرف
فى النفقات بالعقل الواعى
المدرك وقد تكون سفيهة لا تتحمل
مسئولياتها بالقدر المفروض ،
وهذا الأمر لا يخضع لتعليم أو
نشأة أو عمر فقد تكون الفتاة
صغيرة السن ورغم ذلك حكيمة
رزينة عاقلة تدير منزلها بذكاء
يعجز عنه الكثيرون وقد تكون ذات
تعليم متوسط أو غير متعلمة
ولكنها على وعى وفهم وقدرة على
فهم الحياة وتحريك المنزل وفقا
لرؤيتها الصائبة ونظرتها
الثاقبة ونرى فى المقابل فتاة
ذات تعليم عالى لكنها تافهة لا
تستطيع الاهتمام بمنزلها أو
التعامل مع زوجها أو أسرته بل
تتسبب فى الكثير من المشاكل
لنفسها وغيرها بسذاجتها
وتسرعها وتهورها والنظرة
المتسرعة للأمور وعدم الاهتمام
بآراء الآخرين والاستماع
لنصائح من يكبرها والاعتماد على
رأيها فقط الذى قد يدفع بها
للهاوية . ولابد
من وجود بعض الخلافات الزوجية
نظرا لاختلاف الطبيعة البشرية
فلا يمكن أن ندعى حدوث تطابق بين
الشخصيتين بل لابد من وجود بعض
الاختلافات والخلافات ولعلنا
نعلم أن الرسول ص حدثت بينه وبين
عائشة بعض الخلافات وطلب منها
أن تختار حكما بينهما وقال
أترضين بأبي بكر والدك حكما ؟
قالت نعم وعندما حضر أبو بكر قال
لها الرسول أتتكلمين أم أتكلم
أنا قالت " بل تكلم ولا تقل
إلا صدقا " وعندما اختلفت مع
الرسول فى إحدى المرات قالت له
" وتدعى انك نبي ؟ " ورغم
ذلك فان هذا لا يقلل من مكانتها
فالنساء سريعات الغضب والرضا
ولا يجوز أن نؤاخذهن بكل ما يقلن
وظل الرسول ص محبا لعائشة حتى
قال " أحب الناس إلي عائشة
"وطلب عند اقتراب وفاته
من نسائه أن يأذن له فى العلاج
فى بيت عائشة ،ونعلم أن الرسول
حدث بينه وبين نسائه خلاف حتى
أشيع بين الصحابة انه سيطلق كل
نسائه وانه قام بالفعل فى
اعتزالهن حتى طلب منه الله
تعالى أن يخيرهن فى البقاء معه
على حاله من الفقر أو الطلاق
،وكما حدث فى سبب نزول سورة
التحريم من كيد زوجتين من زوجات
الرسول وتحذير الله تعالى لهن
وانه على الرسول ص ألا يستجيب
لهن فى كل طلباتهن إن كان بها ما
يتعارض مع الشرع او العرف . ولكن
لأننا نتكلم عن الإسلام والجنس
فقط فلن نتطرق لمثل هذه الأمور
وسوف نركز الحديث على العقبات
ذات الصبغة الجنسية التى يتحرج
الكثيرون من رجال الدين فى
الحديث عنها وكأنها أمور غير
مهمة فى حياة المسلمين وان
الكثير من الأحاديث فى هذه
الأمور يخفيها رجال الدين ولا
يتناولونها فى أحاديثهم حرجا
منها وكأنهم ينزهون الشرع عن
الخوض فى مثل هذه الأمور ونحن لا
نقصد الحديث فى هذه الأمور بما
يثير الغرائز والشهوات بل بما
يحقق النفع والعلم ويبعد الضرر
عن أسرة ناشئة هى الأحق
باهتمامنا ونصحنا بدلا من التيه
والحيرة عند المتدينين من
الرجال والنساء ممن تنقصهم
الخبرة والفهم والعلم فيحدث
الكثير من الاضطراب والخلل فى
بداية حياتهم مع أمور لم
يعتادوها أو يتعاملوا معها فيجب
علينا أن نكون أكثر رحمة بهم
وشفقة عليهم وان نعلمهم أن
الأيام الأولى بل الشهور الأولى
ليست مقياسا لحياتهم ولعلنا
نعلم أن الكثير من الإحصائيات
تؤكد أن نسبة الطلاق زادت بشكل
كبير فى البلاد العربية فى
السنوات الأخيرة لسببين
أساسيين وهما الأزمات
الاقتصادية التى تصيب الأسر ذات
الدخل المتوسط والتى لا تستطيع
ان تواجه تزايد الأسعار
المتتالي والسبب الثانى هو خاص
بالنواحى الجنسية وعدم توافق
الزوجين معا . السبب
الأول لا دخل لنا به الآن أما
السبب الثانى وهو المتصل
بالناحية الجنسية وما يترتب
عليها من نتائج مؤثرة فى الحياة
الزوجية وعدم التناغم بين
الزوجين ولعله من المفيد ان
نذكر أن الإسلام أباح للزوجين
التعامل الجنسى وفقا لما يرتضيه
كلا منهما طالما لا يتعارض مع
أحكام الشرع الصريحة ، فنؤكد أن
الشرع حرم ثلاثة أشياء لا يجوز
للزوجين القيام بها وهى الجماع
فى نهار رمضان او وقت الحيض اى
أثناء الدورة الشهرية وثالث
المحرمات هى الإتيان فى الدبر
فلا يجوز التشبه بالغرب فى
انتشار الكثير من الفواحش
والرذائل به مثل إتيان الرجل
لزوجته فى الدبر فقد نهى الرسول
عن هذه الفاحشة بقوله " ملعون
من أتى امرأته فى دبرها " وفى
حوار مع الدكتور يوسف القرضاوى
حول ما يعرف فى الغرب بـ "
الجنس الفمى " قال
أن هذا الأمر منتشر فى الغرب
لما يوجد به من حرية وفوضى جنسية
بالغة مما دفع أهل هذه البلاد
للمبالغة والتطرف فى النواحى
الجنسية ومحاولة الحصول على
المتعة بكل السبل والوسائل ومن
هذه الوسائل ما يعرف حاليا
بالجنس الفمى وذكر الدكتور ان
هذا النوع من التعامل بين
الزوجين لم يرد ما يحرمه فى
الشرع طالما تم برضا الزوجين
ولو لم يذكر أهل الطب أن له
أضرار عليهما أو أى منهما
و ولكن لو اتفق أهل الطب على
أنه ضار للزوجين هنا يكون المنع
فى الشرع . ونؤكد
ثانية على الثلاثة أشياء التى
حرمها الشرع وضرورة التمسك بها
وبعد ذلك على الزوجين ان يحاول
كل منهما التوافق مع الآخر وبذل
الجهد لإرضائه وتحقيق المتعة له
وبالطبع بعد الأيام الأولى من
الزواج تزول الكثير من الحدود
بين الزوجين وبالتالى يجوز لهما
أن يتحدثا فى كل الأمور بدون حرج
وان تعلم الزوجة أن لها دور فى
تحقيق المتعة لزوجها وان يعلم
الزوج أن لزوجته حقوقا وانه لا
يجوز له أن يجبرها على أمر بدون
إرادتها فى وقت لا تريده أو
بكيفية لا تقبلها وانه من
الأفضل لهما أن يتفاهما فى كل
شىء وان يحاولا الوصول لأفضل
الوسائل والطرق بما لا يؤذى ايا
منهما وان يعلم
كل منهما انه يجب عليه
التنازل أحيانا والتخلى عن بعض
رغباته أحيانا وتلبية رغبات
الآخر ولو على حساب نفسه او
راحته . أن تتحمل الزوجة أحيانا
وان يتحمل الزوج أحيانا أخرى
وألا يتعسف احدهما ضد الآخر أو
يكلفه ما لا يطيق . وكما
قلنا يمكنهما أن يتفاهما فى كل
شىء حتى كيفية التقبيل التى
يرتضيها كل منهما فأحيانا يرغب
الزوج فى التقبيل بطريقة تأنف
منها الزوجة فعليه أن يغير
الأسلوب أو عليها هى أن تتحمل
ونفس الأمر فى الجماع فعليها أن
يتراضيا فى هذا الأمر ويعلم كل
منهما ما يرضى الآخر ويحاول
تحقيقه له . ونرى
حاليا فى مواقع الانترنت
الإسلامية ما يسمى بالثقافة
الجنسية فتعرض ما يخص المشاكل
الجنسية وأسلوب حلها بما يتوافق
مع الشرع ولا يتعارض مع أصول
الدين ولا يعيب المسلم أن يقرأ
فى هذه الأمور فسيرى انه يغفل
الكثير وانه لولا جهله لاستطاع
الحصول على سعادة أكثر وهدوء فى
حياته أفضل مما يعيشه
ومن المواقع الإسلامية "
إسلام اون لاين " وإسلام نت
" وإسلام توداى"وكلها
تحاول إزالة الكثير من العوائق
أمام المسلمين وعرض ما يخصهم
بالأسلوب الشرعي خاصة فى هذا
الزمن الذى زادت فيه الإباحية
وانتشرت فيه الفاحشة والأزياء
الفاضحة مما يوجب على المسلم أن
يتخذ الحماية الشرعية لنفسه
والوقاية اللازمة لحياته وقد
يعجب البعض انه مما تعرضه هذه
المواقع الإسلامية هى أوضاع
الجماع وكيفيتها بما يحقق
التغيير والتنويع للزوجين
ومزيد من الإثارة ويرضى كلا
منهما ويتوافق مع بعض المناسبات
مثل الحمل أو الولادة ووقت
النفاس و هنا نعلم أن الإسلام قد
استطاع توفير المنهج الواقعي
لأتباعه وانه ليس دينا خياليا
يبتعد بأتباعه عن الواقع ويعيش
بهم بعيدا عن حاجاتهم الأساسية
ولكنه دين يشعر بحاجات أتباعه
النفسية والجسدية والاجتماعية
ولا يكلفهم ما لا يطيقون ويوفر
لهم الوسائل الواقعية لتجنب
مشاكل عصورهم وأزمانهم . وهنا
نفهم أن الله تعالى قال " قل
من حرم زينة الله التى اخرج
لعباده والطيبات من الرزق؟"
اى لا يجوز لنا ان نحرم على
أنفسنا أمورا قد أحلها الله
وكيف امنع نفسى من التمتع بما
احل الله وان كان العرف
والمجتمع قد غير نظرتنا الى
الأشياء فعلينا أن نعيد نظرتنا
إلى أمور حياتنا بما يتوافق مع
الشرع ومع تطورات العصر فلا
يمكن أن نتجاهل ما يحدث حولنا من
انحلال وانحراف ونظل فى كهوفنا
وسراديب العقول البعيدة عن حياة
البشر من حولها. حاولنا
بما سبق أن نسير مع عصرنا بما لا
يتعارض مع أسس الدين والشرع وفى
محاولة لتجنب الأضرار التى
تواجه شباب الإسلام من
المجتمعات التى تقترب من
الانحلال بسرعة رهيبة بما لا
يستطيع المسلم الثبات أمامه إلا
بتوفيق الله والاستعانة به
والتمسك بتعاليم الدين ومحاولة
تضييق الهوة والفجوة بين المسلم
وعصره بما لا يعنى الوقوع فى
المحظور أو الانجراف الى أهواء
أهل الفساد و الانحراف . وفق
الله المسلمين إلى ما يحب ويرضى
.. آمين . *باحث
مصري -------------------- هذه
الدراسة
تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |